Tuesday, November 27, 2012

عن موقف مصر الطرية


زى صفحة كلنا خالد سعيد وزى حركة شباب ٦ أبريل كان موقف حزب مصر القوية من الاعلان الدستوري "غير مفهوم" و"مرتبك" و"ماسك العصاية من النص" بالنسبة لبعض المتابعين خاصة اللي بيطلبوا موقف "حاسم" لتأييد الاعلان الدستوري بالكامل مهما كانت عيوبه أو بيطالبوا برفضه بالكامل مهما كانت نتايج الرفض

غالباً كان الموقف "الحاسم" من الاعلان الدستوري هو الموقف المسبق من الرئيس نفسه، مؤيد شخص مرسي وتياره السياسي أيده في الاعلان الدستوري دون تحفظ ويكاد يكون بدون قراية الإعلان أصلا بينما اللي رافض شخص وتيار مرسي رفض الاعلان الدستوري دون أى محاولة للتفاهم أو للتفاوض

طبعا مع وجود استثناءات معدودة أيدت بدون تحفظ ورأت أن تأييدها يعتبر تحقيقا لمطالب الثورة أو رفضت بدون تفاهم خوفا على مطالب الثورة وكون طرفين أيدوا ورفضوا استنادا للثورة فده في حد ذاته دليل أن مفيش اجماع على وجهة نظر واحدة واضحة

بينما كان موقف حزب "مصر الطرية"- كما أطلق عليه ال "حاسمون" من الناحيتين متماشي مع موقف غالبية الشعب المصري اللي رافض وجود ديكتاتور جديد في السلطة وفي نفس الوقت خايف من استمرار البلد في حالة شلل سياسي يتبعه بالضرورة انهيار اقتصادي, متفهم أنه محتاج قرارات استثنائية عشان يحاكم قتلة الثوار ويشيل النائب العام الفاسد ورافض أن يكون تمن القرارات دي سلطة مطلقة لشخص لم يحذ على ثقة إلا غالبية ضعيفة مشكوك فيها من المجتمع

والحقيقة أن الموقف "الحاسم" في رأيي هو موقف مصطنع غير عقلاني وغير مبني على منطق، فبأى وسيلة عاوز مرسي يعيد محاكمة قتلة الثوار ورموز النظام السابق دون تغيير النائب العام؟ وبأى منطق عاوز الناس تقبل بوجود رئيس سلطاته مطلقة فوق القانون بينما هو وجماعته وتياره لم يظهروا اى شبهة مرونة وتقبل للآخر سواء السياسي أو الديني منذ وصول مرسي للسلطة؟

لو أنت ثوري عاوز مرسي ازاى يحقق مطالب الثورة بدون مايقيل النائب العام؟ ولو أنت اسلامي عاوز الناس تقبل بوجود حاكم مطلق وعاوز الناس ازاى تصدق رئيس أخلف كل وعوده وكل وعود جماعته من لحظة ترشحه للانتخابات أيا كانت مبرراتك لإخلاف الوعود؟

الحقيقة أن الموقف الحاسم المصطنع شارك فيه - كالعادة - الطرفين الأيديولوجيين المتصارعين - من أيام ماكانت قياداتهم سوا في الجامعة في السبعينات - على مين حيحرق مصر الأول "المتعلمنين" ولا "المتأسلمين"

ولمن لم يقرأ مقالاتي قبل كدة فالمتعلمن بالنسبالي هو الوجه الآخر للمتأسلم, هو الشخص اللي بيرفع شعار "الدولة المدنية" عشان يوصل عن طريقه للسلطة - أو يسيطر على الاعلام والفضائيات والمعارضة - وهو معندهوش أى برنامج أو رؤية واضحة للهدف اللي حيحققه بوصوله للسلطة غير أن وصوله للسلطة هدف في حد ذاته!

بينما تعريفي للمتأسم أن هو اللي بيستغل شعارات اسلامية للوصول للسلطة بدون هدف حيحققه غير أن وصوله للسلطة هدف في حد ذاته!

والمفترض ان تجربة فنكوش النهضة تكون علمتنا أن لا يكفي إنك تكون "اسلامي" أو "علماني" عشان تكون مؤهل لقيادة البلد ،، لو معندكش برنامج اقتصادي وسياسي خليك في بيتكم أحسن لإنك مش بس حتخرب البلد لكن كمان حتضر بالأيديولوجية اللي مفروض انك مؤمن بيها لما تتكشف قصاد الناس وتبقى مطالب بتحقيق الرخاء بأيديولوجيتك وتفشل

شعارات "الاسلام هو الحل" أو "الدولة المدنية هي الحل" ملهاش أى معنى لو اللي رافعهم بيتكلم في عموميات ومعندوش خطة - مش حقول تفصيلية لصعوبة ذلك في ظل عدم وجود معلومات حقيقية معروفة - لكن خطة تقريبية لا تتجاهل كل ظروف ومشاكل البلد , مصر مشكلتها مش بس مشكلة أخلاقية حتحلها بنشر التدين بين الناس ولا مشكلتها بس مشكلة طائفية حتحلها بمجرد وجود حكومة علمانية

الفساد الاداري مكنش مشكلة طائفية وكان موجود في ظل حكومة نقدر نقول بدون تجني أنها كانت علمانية والفشل السياسي مش مشكلة أخلاقية وأدينا كلنا شايفينه في ظل رئيس اسلامي شبه مطلق الصلاحيات

لا علمانية حكومة نظيف أنقذت البلد من الفساد في كل إدارة ولا اسلامية حكومة قنديل أنقذت البلد من تلال الزبالة في كل حي
أرجع أقول لو كل هدفك اسقاط مرسي عشان تجيب شخص تاني مكانه بس انت مش عارف الشخص التاني حيعمل إيه مختلف عن اللي عمله مرسي ومعندكش الارادة لمحاسبته على أخطاؤه لمجرد كونه "شبهك" أو من تيارك السياسي تبقى خروف ماشي ورا راعي غنم سواء الراعي ده كان أبوالفتوح أو البرادعي أوخيرت الشاطر أو أبواسماعيل أوعمر سليمان

لو أنت ماشي ورا رمز من رموز المعارضة بيعارض وبس طول الوقت من غير مايطرح بدائل عملية كان حينفذها لو هو في موقف الرئيس يبقى أعرف انك ماشي ورا معارض "مصطنع" و "ممثل" قدير .. أعرف أنك ماشي ورا "مشروع نهضة" جديد بس "مش اسلامي" ،،، وصدقني فشل المشروع "الاسلامي" بيدل على فشل المشروع "المش اسلامي" لإن في النهاية الناس عاوزة تاكل مش ترفع شعارات

أزعم ان الحزب الوحيد اللي بيقدم رؤية بديلة لرؤية وقرارات السلطة - سواء في اللجنة التأسيسية أو في قرارات ومواقف رئيس الجمهورية - وبيتعرض لهجوم خرفان السلطة وخرفان المعارضة - هو حزب مصر القوية وهو مستمر في انتهاج نفس نهجه في انتخابات الرئاسة وبيحاول يقدم حلول وسط وتفاهمات تجمع المصريين بدل ما تفرقهم وتسخنهم ضد بعض

صحيح أبو الفتوح خسر الانتخابات لكن اللي كسبوه - حتى لو مكسبوش الإنتخابات نفسها - بالاستقطاب كانت نتيجة مكاسبهم السياسية هي كوارث اجتماعية أقلها تقسيم البلد طوايف متقاتلة وأكبرها الشلل السياسي المستمر وماقد يتبعه من انهيار اقتصادي قاتل للجميع

حقيقي أن الإستقطاب اللي مارسه المرشحين أثبت أنه وسيلة فعالة عشان تكسب أصوات انتخابية وتبقى "رئيس" أو "وصيف رئيس" أو "معارض رئيس" لكن الأيام أثبتت أن ده جه على حساب الترابط الوطني وأثبتت أن اللعب بعواطف الجماهير وشحنها لتحقيق مكسب سياسي بغض النظر عما يمكن أنه يؤدي إليه من كوارث قد تصل للحرب الأهلية أصبح منهج سياسي مستمر عند اللي كسبوا أصوات من الاستقطاب

أبوالفتوح رفض اللعب على الاستقطاب وعشان كدة اتقال عليه متلون وخسر الانتخابات لصالح محترفي الاستقطاب وحزب مصر القوية لسة بيرفض نفس الاستقطاب وعشان كدة بيقولوا عليه حزب مصر الطرية ،،، في كلتا الحالتين احنا قدمنا مصلحة البلد على مصلحة الحزب أومصلحة مرشحنا ورفضنا الخضوع للمزايدات من أى طرف وفضلنا نكون صوت العقل حتى لو خسرنا الأصوات العالية أو الأصوات الخايفة من الأصوات العالية أو الأصوات الغضبانة وماشية ورا الأصوات العالية

وصحيح كمان أن موقف الحزب المرة دي يرجع إلى حد كبير لإن الحزب نفسه منقسم داخليا بين مؤيدين ومعارضين الإعلان الدستوري , لكن أنا شايف ده دليل أنه حزب بيعبر فعلا عن المجتمع اللي محدش مهما كان غروره أو جهله يقدر يدعي أنه كله مؤيد للاعلان أو رافضه بشكل "حاسم" ومش بيعبر عن تيار بعينه مهما كان واسع فهو محدود بالنسبة لإتساع المجتمع المصري

انقسام المجتمع - الحقيقي مش المصطنع - حوالين الاعلان الدستوي ظهر في انقسام أعضاء حزب مصر القوية في نفس القضية وأنا أزعم أن حزب بيعبر عن انقسام المجتمع المصري وبيحاول يقرب وجهات النظر أفضل مليون مرة من حزب - أو شخص أوتيار - بيستغل انقسام المجتمع عشان يستحوذ على المزيد من السلطة أو المزيد من الشعبية على حساب المستقبل اللي غصب عننا كلنا حيكون مشترك مابيننا

مصر القوية حتتبني بالجميع مهما كانت اختلافاتهم ومصر الطرية أو حتى المدفونة جنب جيكا واسلام هي اللي حنوصل لها لو فضلنا ماشيين ورا الاستقطاب وكراهية بعض لحد الآخر



مقالات ذات صلة


التيار العلماني أحسن ولا الاسلامي؟ .. مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html

الدوجما العلمانية وأصول الفشل
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html

الوهم الاسلامي الجديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html

مع الرئيس المنتخب ضد المجلس العسكري وقضاؤه المسيس
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9.html

خطة شعبية للطريق
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_19.html

قصة حياتي يوم اعلان مرسي رئيسا
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_9970.html

قل الدولة الطائفية ولا تقل الدولة الدينية
http://bad-way.blogspot.com/2011/10/blog-post_23.html

نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html

النظام
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html

كيف نسقط النظام؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_17.html

مائة سبب لإنتخاب أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_20.html

ليه ليبرالي يدعم أبوالفتوح؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post_7277.html

أخطاء عبد المنعم أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_18.html

عزيزي الناصري بشرطة , أقبل توبتك
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post.html

ثوار الموضة وموضة الثورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_15.html

المثقف والعولمة واسرائيل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_20.html

مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html

عزيزي العلماني , عزيزي الإسلامي بطلوا أفورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html

خواطر عن الاسلاميين واليساريين والليبراليين
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_6394.html

بين أرض الواقع والفضاء التنظيري
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post.html

Monday, November 19, 2012

رسالة للرئيس الطائفي


زار الرئيس محمد مرسي منذ توليه السلطة منذ شهور تعد على أصابع اليد الواحدة عدد ربما لم يقم بزيارته شيخاً جديداً للأزهر بعد تولي المشيخة, ألقى مرسي في كل مسجد صلّى فيه خطبة أو على الأقل قام بمناقشة الخطيب الذي قال خطبة يختلف معه فيها في الرأى

وهو بهذا أثبت أنه رئيس رائع يصلي بالناس ويحدثهم بلغتهم وربما يستمع لإعتراضاتهم على قراراته أحيانا ويتناقش فيها معهم وهو مالا أعتقد أن رئيس سابق له قد سبقه في ذلك

لكن - ودائما كلمة لكن تأتي لتمحو ماسبقها - هل "الناس" في مصر هم فقط المسلمون الذين يصلون الجمعة؟ هل يحق فقط للمسلمين امتياز مقابلة الرئيس صدفة والشكوى إليه والاستماع إلى خطبه ومناقشته في قراراته بعفوية؟
لم يقم مرسي خلال كل تلك الشهور بزيارة كنيسة واحدة ولم يحدث أن ألقى كلمة واحدة - من وسط عشرات الكلمات التي ألقاها - ووجهها للمصريين من غير المسلمين, لا أتحدث هنا عن زيارة مسجد للطريقة الصوفية أو استقبال وفد من الجالية اليهودية أو تصريحا يتحدث فيه بحرية العبادة والتعبير للملحدين, بل أتحدث عن المكون الديني الثاني من حيث الحجم والتأثير في المصريين

يقول البعض أنه كان مشغولا بأحداث غزة وقت حفل تنصيب البابا الجديد ولم يحضر ,, فأين كان طوال الشهور الماضية؟ هل لم يخطر على باله أن يقوم بزيارة مرتجلة لكنيسة أو دير للاستماع لمشاكل المسيحيين؟

يقولون أيضا أن الكنيسة لم ترسل له دعوة للحضور! وأكاد أجن من هذا التفسير! فهل أرسلت الكنيسة دعوة لرئيس الوزراء دونا عن الرئيس؟ وهل ينتظر رئيس الجمهورية دعوة للحضور أم أن الدعوة تكتب بشكل بروتوكولي - لايختلف عن كتابة خطاب السفراء - بناء على قراره المسبق بالحضور؟

يقولون إمعاناً في التبرير أنه لم يقم رئيس سابق بحضور حفل تنصيب البابا ،، هنا أسأل ومنذ متى كان لدينا رئيس سابق منتمي لجماعة متهمة بأنها راعية للإرهاب وداعمة للتطرف الديني؟ ومنذ متى كان لدينا رئيس سابق متهم بأنه طائفي يحابي المسلمين على حساب غيرهم؟ ومنذ متى كان لدينا رئيس يلقي خطبة جمعة كل أسبوع في مسجد مختلف؟ ومتى يدرك مبرراتية مرسي أن تبريراتهم مستفزة أكثر أحيانا من تصرفاته ذاتها!

متى يدرك الرئيس أن تجاهله للأقباط يعني أنه يكرّس الطائفية ويزكّي الإحساس بالإضطهاد لشريحة كبيرة من المجتمع كما يزكّي الإحساس بالتفوق الزائف لدى تيار يتشدق بأنه يجاهر بالكراهية والسخرية من شركائه في الوطن؟ وبالمناسبة فإن الشراكة في الوطن ليست أكليشيه محفوظ يقال في المناسبات العامة ،،، بل هو حقيقة وواقع لايمكن تجاوزه ولايمكن البناء على غيره

الكارثة أن يكون الرئيس مرسي غير مدرك لتأثير تصرفاته نحو غير المسلمين وما تتبعه من زيادة الشقاق الطائفي الموجود أصلا منذ تولي السادات "الرئيس المؤمن الأول" الحكم , كارثة أن يكون رئيس دولة بحجم مصر بكل مؤسساتها وتاريخها في التعايش المشترك غير مدرك لأهمية أن يكون رأس الدولة رئيسا لكل المصريين وليس رئيسا لطائفة أو طبقة أو فئة بعينها

كارثة أن يكون مرسي بقلة الوعي والذكاء حتى أنه ألا يدرك أهمية القاعدة الميكيافيلية الصحيحة من أنه ليس المهم مايؤمن به الحاكم ولكن المهم مايظهره لمحكوميه ،، فعبدالناصر على سبيل المثال استطاع بذكاء شديد أخفاء كونه رئيسا عسكريا يمثل فئة الضباط واستطاع اقناع المصريين بأنه رئيس الجميع رغم تمكنه من تمكين ضباط الجيش من كل مفاصل الدولة, بينما فشل جمال مبارك في أن يحوذ شرعية الحكم قبل أن يحوذ الحكم نفسه لإن المصريين بشكل ما أدركوا أنه لايمثل الجميع وانما يمثل طبقة بعينها هي طبقة الأغنياء شديدي الثراء فقط

هي كارثة بكل المقاييس أن يقود مرسي الدولة نحو صراع طائفي دون أن يدرك ولكن الكارثة الأكبر هي أن يكون ذلك عن وعى تام وادراك لما يفعله وهو الأرجح

صعب أن أقتنع أن سياسي داهية أدار أكبر حزب في مصر لايعلم تأثير توجهه السياسي الطائفي على أحوال البلد

فتكون الكارثة أنه يعلم مايفعله ويستمر فيه!

انها جريمة ترتقي لمرتبة الخيانة العظمى أن تشعل نيران الفتنة الطائفية في وطن أنت مسئول عنه لمجرد الحفاظ على تحالف انتخابي مع تيار متشدد يرفض أن تزور كنيسة زرتها بالفعل قبل ان تصبح رئيسا للجمهورية! تحالف انتخابي لن يدوم لحظة واحدة لو دخلت البلاد في أزمة طائفية حقيقية تتجاوز المقابلات والتصريحات وتهدم نظاماً لم يبنى بعد نحاول جعله ديمقراطياً ممثلاُ للجميع وتسعى ويسعى شركاؤك أن يكون نظاماً طائفياً لايكترث سوى لطائفة واحدة من طوائف المجتمع بدعوى أنها صاحبة الأغلبية!

سيدي الرئيس أنت تشعل الوطن فإما إنك غير مدرك لعواقب ما تفعل فهي كارثة الجهل وإما إنك مدرك ولاتزال مستمرا على نهجك للحفاظ على كرسيك ونفوذ جماعتك وهي كارثة أكبر وجريمة لاتقل عن جريمة نظام الأسد في سوريا أو الطائفيين في لبنان والعراق والسودان

سيدي الرئيس , الطريق لم ينتهي بعد ودائما مايمكنك أن تبدأ بداية جديدة، يمكنك أن تعلن بشكل واضح - في خطاب تلفزيوني من خطاباتك المتعددة - أنك ترفض التفرقة الطائفية وأن المواطنين المصريين غير المسلمين - لا أقول غير الأخوان - مواطنين كاملي الأهلية والحقوق وأن تبدأ في تبني قوانين لتجريم التمييز الطائفي والتي لا يمكن تأجيلها بدعوى صعوبة التنفيذ كما يحدث مع قوانين العدالة الإجتماعية والأجور وصدقني وقتها سيلتف حولك كل المصريين حتى لو خسرت أولئك المتطرفين الذين يدفعون بك وبالبلاد من خلفك لحافة الصدام الطائفي الذي قد يفتح الباب لفتنة تصيب النسيج الوطني المصري بجرح غائر


مقالات ذات صلة


خطة شعبية للطريق
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_19.html


مع الرئيس المنتخب ضد المجلس العسكري وقضاؤه المسيس
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9.html

قصة حياتي يوم اعلان مرسي رئيسا
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_9970.html

قل الدولة الطائفية ولا تقل الدولة الدينية
http://bad-way.blogspot.com/2011/10/blog-post_23.html

نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html


التيار العلماني أحسن ولا الاسلامي؟ .. مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html

النظام
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html

كيف نسقط النظام؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_17.html


التوافقيين والتصادميين في الرئاسة المصرية
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_08.html

مائة سبب لإنتخاب أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_20.html

ليه ليبرالي يدعم أبوالفتوح؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post_7277.html

أخطاء عبد المنعم أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_18.html

ماذا لو أصبح عمرو موسى رئيسا لمصر؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_28.html


عزيزي الناصري بشرطة , أقبل توبتك
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post.html


الوهم الاسلامي الجديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html

الرد المتين على حجة المادة 89
http://bad-way.blogspot.com/2012/02/89.html

مين أحمد بدوي؟ مرشحكم للرئاسة رمز المسخرة
http://bad-way.blogspot.com/2012/02/blog-post_5403.html

شرعية التظاهر ضد شفيق مرشحا ورئيس
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_6599.html

المائة يوم الأولى من حكم الفريق شفيق
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_19.html

خواطر عن الثورة في عهد الرئيس شفيق
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_31.html

الدوجما العلمانية وأصول الفشل
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html

ثوار الموضة وموضة الثورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_15.html

معركة فشل خالد علي
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_5192.html

المثقف والعولمة واسرائيل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_20.html

مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html

عزيزي العلماني , عزيزي الإسلامي بطلوا أفورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html

خواطر عن الاسلاميين واليساريين والليبراليين
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_6394.html

بين أرض الواقع والفضاء التنظيري
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post.html


Tuesday, November 13, 2012

الدوجما العلمانية وأصول الفشل



الهزيمة بيبقى طعمها لذيذ لما تكون مغلفة بموقف بطولي استشهادي ولو وهمي وملوش أى أساس من الصحة , وعشان كدة أستمرأ العلمانيين المصريين الهزيمة وأستمتعوا بيها أيما أستمتاع

أنت كعلماني حابب تحس إنك بطل مضطهد صاحب رأى أمام الجحافل الظلامية اللي بتحاربك وبتهدد وجودك , بينما في الحقيقة أنت واحد قاعد عالقهوة مكسل تتعب في الشارع وتسمع مشاكل الناس وتبني معاهم علاقات وتتعب في ابتكار حلول من ثقافتك ودماغك لمشاكلهم فعمال تنظر على خلق الله بمشاكل لاتعنيهم في شئ وبتستسهل أنك تجيب الحلول اللي أتحلت بيها مشاكل مشابهة في مجتمعات مختلفة وبتدعي أنها حلولك أنت بينما كونها حلول نبعت من واقع مختلف لمجتمع مختلف له تاريخ مختلف وغالبا بتبقى سارقها من فترة زمنية مختلفة فالنتيجة أن حلولك بتكون منبتة الصلة عن الواقع ومع انعزاليتك المسرحية عن الناس فلا أنت بتسمع رد الناس على حلولك لإنك مش عاوز تسمع وعاوز تعتبر الكل جهلة أغبيا لايستحقوا أنهم يناقشوا أفكارك العبقرية العظيمة المسروقة من حد كان عظيم في مجتمعه وفي زمنه ولا الناس أصلا بتسمعك لإنهم ميعرفوش أنك موجود لإن كلامك لايعني ليهم شئ في واقعهم اليومي ولايمس أى عصب في مشاكلهم الحقيقية

يتلذذ العلماني بالفشل المغلف بالبطولة والاستشهاد - ولا أعني هنا بالعلماني أنه الشخص المؤمن بإستقلالية الدولة عن الدين والمؤمن بإستقلالية الدين عن الدولة , وإنما أعني بالعلماني هو الشخص الذي جعل من العلمانية مقصدا وغاية وسقفا للأفق فتحول لدوجمائي يطنطن طوال الوقت عن العلمانية ليستفيد من مظهر المفكر المغوار الصنديد وهو لا يفهم لماذا أصلا أخترعت البشرية العلمانية ولا يتصور أن شخصا يمكنه ان يفصل في تصرفاته بين إعتقاده الشخصي الديني وبين تصرفاته وقراراته ورؤاه في المجال العام

لا أعني بالعلماني ذلك الشخص الذي يؤمن بتلقائية أن اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع ولكن أعني بكلمة "علماني" هنا النظير العكسي للفظة "إسلامي" ،، والإسلامي هو ذلك الذي يجعل الشريعة دوجمته الخاصة التي يتخيل أن لا صلاح ولا عدالة ولا اسلام إلا بها ولا يمكنه أن يتخيل أن شخصا يؤمن بالله وبأن محمد رسول منه ثم يرفض أن تفرض الطرحة على الفتيات! ،، ذلك الإسلامي الذي يقدس شيوخه حتى العبادة قل لي فيما يختلف عن ذلك اليساري الذي يرفض أن تنتقد رموز الفكر اليساري ولو بحرف ,, ذلك الإسلامي الذي يبرر كل شئ للمرشد قل لي فيما يختلف عن ذلك الليبرالي الذي يبرر كل شئ لشفيق أو البرادعي أو حمدين صباحي!

أصف نفسي بأنني "علماني" بمعنى أنني لا أؤمن بأحقية المفاهيم الدينية الغيبية الغير خاضعة للاثبات المنطقي أن تكون من مصادر الجدل السياسي المنطقي ولا أن تكون الغيبيات حجة على المعلومات ولكنني أرفض تماما أن تكون "العلمانية" كمصطلح هي هدفي الأسمى في الحياة التي يجب أن أموت من أجلها جالسا وفي يدي الشيشة وفي يدي الأخرى موبايل أسب عن طريقه الإسلاميين الظلاميين

أرفض الدوجما الإسلامية التي تصنف الواقع بسذاجة لفسطاطين أبيض وأسود وأرفض بنفس الموضوعية الدوجما العلمانية التي تصنف الواقع بسذاجة أيضا لفسطاطين أبيض وأسود, بل هي سذاجة أسوأ كونها صادرة عمن يدعون أنهم أهل العقل , وما أدعوا ذلك إلا لأن من يسرقون منهم أفكارهم كانوا يسمون في زمانهم أهل العقل

ما أسهل وأمتع أن تجلس لتعاير أهل بلدك بأنهم أقل علما وثقافة وحرية وليبرالية من أهل انجلترا دون أن تدري - لخيبتك - أن انجلترا لم تصبح دولة حرة علمانية إلا على أعناق ودماء آلاف المفكرين الذين بذلوا أرواحهم وأعصابهم وأموالهم فداء لما يؤمنون به بينما أنت لا ترغب في أن تضحي ببعض من رفاهيتك لتعمل مع أولئك "الغير أحرار" أو حتى تحاول التفاهم معهم

فقط أقرءوا كتاب "مرض الطفولة اليساري" حتى تدركوا كمية اصطناعكم وتفاهتكم أيها "الإسلاميون" وأيها "العلمانيون" ,, أقرأ يا من تلعن معي الدوجما وتدبر في حال أهل الدوجما

أعلم أن الكثير من أصدقائي العلمانيين سوف يتحسسون أقفيتهم بعد قراءة ذلك المقال ولكنني أدعوهم لألا يقلقوا ، فأنت أن تحسست قفاك فذلك يعني أنك قد فهمت المكتوب وربما يكون الفهم أول طريق تغيير خطوات الفشل ,,, أما لو أنك قد أتخذت وضعا دفاعيا غاضبا عن العلمانيين الشرفاء المقهورين ضحايا وحشية المجتمع فأعلم أن طريقك للفشل لانهاية له ، تحياتي


مقالات ذات صلة
التيار العلماني أحسن ولا الاسلامي؟ .. مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html

الوهم الاسلامي الجديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html

صراع الإله ثور من أجل البقاء
http://bad-way.blogspot.com/2012/09/blog-post_16.html

ثنائيات العقل
http://bad-way.blogspot.com/2012/09/blog-post_22.html

بلد العشرة في المية
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_22.html

لا تيأسوا من روح الله , فالله غالب
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_8.html

العقل والعاقل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_7682.html

المثقف والعولمة واسرائيل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_20.html

مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html

نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html

عزيزي العلماني , عزيزي الإسلامي و بطلوا أفورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html

خواطر عن الاسلاميين واليساريين والليبراليين
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_6394.html

عزيزي الناصري بشرطة , أقبل توبتك
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post.html

بين أرض الواقع والفضاء التنظيري
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post.html

قل الدولة الطائفية ولا تقل الدولة الدينية
http://bad-way.blogspot.com/2011/10/blog-post_23.html