Saturday, January 26, 2013

#مصر_القوية تهتف بيع بيع بيع الثورة يابديع


هتاف بيع بيع بيع الثورة يابديع يردده أعضاء حزب #مصر_القوية في مسيرة مسجد الاستقامة بتاريخ الجمعة 25 يناير 2013 ,وذلك قبل دخولها ميدان التحرير بدقائق عكس ما رددته بعض الصحف من انقسام المسيرة أو انسحاب أبوالفتوح اعتراضا على الهتاف ضد الأخوان

ويذكر أن أول من هتف "بيع بيع الثورة يابديع" كان عبد المنعم أبوالفتوح قبل انفصاله عن الجماعة وذلك داخل مكتب الارشاد عند علمه بوجود اجتماعات سرية بين قيادات الجماعة وعمر سليمان قبل تنحي مبارك

فيديو قمت بتصويره مخصوص ردا على شائعة رفض أعضاء حزب مصر القوية للهتاف ضد مرشد الأخوان المسلمين


الطريق من مصر الطرية لمصر القوية



رؤيتي التي تدل عليها جميع المشاهدات والخبرات أنه لايوجد في القوى السياسية من هو مؤهل لحكم مصر "الآن" سواء في السلطة او المعارضة ،، وأقصد بحكم مصر قيادتها فكريا وتنميتها اقتصاديا وتحسين أحوال شعبها , لا إدارتها كمحل بقالة بدون خطة ولا رؤية

الأخوان ليسوا مؤهلين للحكم السياسي - لإنهم كانوا بعيدين عن دوائر صنع القرار لعشرات السنوات وهذا لا ذنب لهم فيه ولكن أيضا لإنهم أختاروا بإرادة حرة الاستمرار في العمل كتنظيم سري مركزي يدير أنشطة خيرية ومؤسسات تجارية وحزب سياسي وأعمال دعوية ويرفض أن يتطور ويتفرغ للعمل السياسي أو حتى أن يدع الحرية لأعضاؤه للانضمام للمؤسسة السياسية التي تعبر عنهم مما كان لابد وسينعكس على تطورهم وانفتاح فكرهم

بالقطع يشكل الحفاظ على التنظيم السري المركزي "الشاطري" عبء شديد على قيادات المؤسسة الحاكمة ويمنعهم خوفهم على السرية وثقتهم في نفسهم من الاستعانة بالمحترفين – التكنوقراط - ويمنعهم أيضا من التعاون مع التيارات المختلفة معهم في الرؤية ،، وبالتالي محكوم على تجربتهم بالفشل, اللهم إلا إذا أعتبرنا نجاحهم في الحصول على قرض من هنا والقاء خطبة حماسية هناك هو النجاح الذي نتمناه في إدارة مصر!

السلفيين بطبيعة الحال ورغم امتلاكهم للحماس والرغبة الصادقة في تطبيق نموذجهم إلا أنهم لا يمتلكون - نتيجة لانعزالهم قبل الثورة عن شئون الحكم والسياسة - الخيال السياسي المعقد والواقعي في الوقت نفسه الذي يمكنهم من تولي المسئولية والنجاح فيها , بل أن انقسامهم لعدة احزاب ثم التآكل المحتوم لشعبيتهم - نتيجة لزيادة الوعي السياسي ورفض فئات جديدة من المصريين ربط العمل السياسي بالدين كل يوم - لن يدع لهم فرصة أن تزيد شعبيتهم عما كان لهم في الفترة التي تلت الثورة مباشرة

أنعزل السلفيون - كتيار سياسي وكأفراد - عن فئات كثيرة من الشعب بسبب طبيعة فكرتهم المنغلقة ولن تتصالح كل فئات الشعب معهم إلا إذا قاموا بتغيير لغة خطابهم وتبنيهم لخطاب منفتح أكثر تحررا وقاموا بالتخلي عن تلك الأثقال التي تشدهم لقاع التاريخ وتثبتهم في قشور القضايا والمشاكل , وهو ما لن يحدث إلا بالتخلي عن الإيمان بكمال الفكرة التي يدافعون عنها والاقتناع بأنهم بشر يدافعون عن أفكار بشرية وليسوا أتباع مقدسين لزعيم سياسي اصطفاه الله من أربعة عشر قرنا


نأتي للقوى المحافظة مثل الجيش والقضاء ورجال أعمال النظام وعائلاتهم التي سيطرت لعقود على السلطة , والتي تجمعت تحت إسم "الحزب الوطني" في يوم من الأيام وتحت اسم "الاتحاد الاشتراكي" في أيام أخرى أو حتى دون اسم محدد كطبقة حاكمة يتولى أبناؤها كل المواقع المؤثرة في الدولة والمجتمع سواء في القضاء أو الحكومة أو الإدارات المحلية أو الإقتصاد أو الشركات أو حتى العمودية في القرى

الحقيقة أن تلك القوى برغم نفوذها وترابط مصالحها لم تكن لها رؤية سياسية خاصة بها ، هي تريد الإستقرار - كما نريده جميعا في الواقع – ولكنها تريد الاستقرار على الوضع الحالي الذي يحقق لها مصالح ضخمة آنية لا تستطيع التفريط فيها وهي لاتمتلك العقلية التقدمية التي تظهر لها مكمن المظالم والعيوب , وحتى إن علمت مكمنها فهي تفهم فورا أن الإصلاح يمس مصالحها الاقتصادية ونفوذها بشكل حاد لن يمكنها من أخذ خطوات تجاهه , ومن المتوقع أن تظل تلك القوة بين حالة السلبية أو المقاومة ولن تستطيع أن تتقدم الصفوف لتصبح تيار رئيسي يحوز ثقة المجتمع وأصواته ،،، الهم طبعا إلا في بعض الدوائر والمجالات المتفرقة

ورغم تمسك تلك الطبقة بالتحلق حول الجيش كضامن مسلح ومنظم وشرعي لإستمرار نفوذها - كما فعل منذ بداية الحكم العسكري في ١٩٥٢ - إلا أن الجيش نفسه يدرك تماما - بعد عامين من الفشل المستمر في الإدارة المباشرة - أن الزمن تغير وان حكما عسكريا صرفا للبلاد لم يعد أمرا مقبولا داخليا وخارجيا وأدرك أن كل مايمكن ادراكه هو الحفاظ على مكاسبه السابقة و"دسترتها" مع الضغط على الجميع للقبول بوجوده كمؤسسة حاكمة للدولة من وراء ستار وسيظل كذلك طالما أستمرت مؤسسات الدولة في حالة السيولة والتخبط الذي تعيش فيه منذ عام ٢٠٠٥ تقريبا


نأتي للقوى الثورية بتنوعاتها

فما بين تيار ثوري شديد التطرف في رومانسيته لا يمتلك أى أدوات لتحليل الواقع ومن ثم الخروج بسياسات للتأثير فيه - رأينا ذلك في التمسك بخيارات سياسية منفصلة عن الواقع مثل تأييد مرشح مثل خالد علي أوالمطالبة بمجلس رئاسي وإلى آخره من مطالب غير منطقية وغير قابلة للنجاح - ومابين تيار يرى نفسه ثوريا لكنه في الحقيقة ينادي بأكثر أساليب الحكم رجعية وفشلا دون أن يدري - تيار الزعيم الأوحد المفكر الأعظم صاحب الضربة الثورية الأولى والسلطة المطلقة والذي لا يتحمل أى مسئولية عما يفعله تابعيه بتفويض مباشر منه داخل حزبه

يرى أصحاب ذلك التيار أنهم لايحتاجون إلى خطة ولا رؤية للاصلاح , يكفي أن نضع زعيما منهم رئيسا للبلاد لينصلح حالها - رغم أن زعمائهم عادة مايفشلون في إدارة مؤسسات سياسية محدودة - ولذلك فإنهم إن وصلوا للسلطة - وهذا ما أتوقعه بعد انهيار المشروع الوهمي الحالي - لن يكونوا اكثر قدرة على اخراج مصر من حالة الفوضى التي تدب فيها , بل أن مبالغتهم في العداء للاسلاميين ستشغلهم بمحاولة اجتثاثهم من أجهزة الدولة عن محاولة طرح وتنفيذ حلول واقعية لإصلاح تلك الأجهزة ،،، بإختصار سوف نرى الرئيس المنتمي لحزب الدستور أو البرلمان المنتمي للتيار الشعبي - إن وصلوا يوما للسلطة - في حالة حرب على الاسلاميين الذين سبقوهم للسلطة وخرجوا منها مهزومين بدون تحقيق أى انجازات تذكر لعموم المصريين الذين لا يهتمون بالمسمى السياسي للحاكم قدر مايهتمون أن يصلح احوالهم المعيشية ، وهي التي لن تنصلح إلا بوضع خطط سياسية واقتصادية معقدة للإصلاح

هذا التيار وإن لم يكن محكوما عليه بالفشل في الوصول للسلطة – نظرا لحالة الفراغ التي سيتركها الاسلاميون خلفهم عاجلا أو آجلا - إلا أن فشله في تحقيق أى انجازات في السلطة أمر مفروغ منه - بسبب عدم فهمه لمطالب الناس الحقيقية وبالتالي افتراض أنه يعلم الأصح لهم أو عدم معرفته كيف يحقق مطالبهم - ،،، يظل ذلك التيار - ولأسباب كثيرة منها خلفيته الطبقية التي تعزله عن كتل ضخمة من الشعب المصري - ينظر لقشور المشاكل ويؤمن بأن مجرد تعديل بضع "نصوص دستورية" سوف يؤدي لإصلاح أوضاع مصر وتنميتها ويدعو الناس لتأجيل حل مشاكلهم اليومية الملحة حتى يكتب الله النجاح لنظرياته في الحكم والادارة

يتبقى هنا التيار المنطقي العقلاني الذي يبني مواقفه وخططه على تحليل محايد للواقع للوصول للاصلاح ورفع الظلم بشكل عملي وليس بشكل نظري – نظرا لإنه بالفعل ينتمي للطبقة الاجتماعية التي تعاني من الظلم ويمتلك في نفس الوقت الأدوات المعرفية التي تمكنه من فهم ما ينبغي عمله للتقليل منه بآليات عملية تتكامل مع النظريات الأكاديمية المطروحة

يتمثل ذلك التيار في العديد من الكيانات السياسية مثل حزب مصر القوية والتحالف الشعبي الإشتراكي وحركة شباب ٦ أبريل ويعبر عن طبقة اجتماعية متوسطة ثقافتها لها طابع المحلية ورؤيتها تتحرك بين أرض الواقع ولا تتجاوز سماء الطموحات الممكنة

مثل ذلك التيار في انتخابات الرئاسة عبدالمنعم أبوالفتوح ولكنه جاء تاليا لممثلين التيارات التي ذكرتها سابقا "الاسلاميين - النظام القديم - الزعامة الفردية والشعارات" وأزعم أنه لو أنضم لقائمة المرشحين الرسميين حازم أبواسماعيل لكان هو المعبر عن تيار الزعامة الفردية والأسلمة في ذات الوقت

ذلك التيار ليس مؤهلا بأى حال لحكم مصر الآن، وأعود لأذكر بما قلته في بداية كلامي من أن حكم مصر لا يعني إدارتها كمحل بقالة أو كوحدة عسكرية أو ستوديو تصوير يتصارع على السلطة داخله مخرج أو نجم سينما ،،، وانما يعني الإشتباك مع كل مشاكلها وأزماتها وتقديم الحلول المنطقية والواقعية والمدروسة وتنفيذها ,أعني بحكم مصر وضع خطط ناجحة ومقبولة لتنميتها ورفع مستوى معيشة سكانها واستعادة حقوقهم الضائعة منذ سنوات

سوف يحكم ذلك التيار مصر يوما ما عندما تفشل بقية الحلول المطروحة في تحقيق نتائج فارقة في حياة الناس ويسقطها الشعب المتعطش للحياة بكرامة من حساباته لإن الحياة بكرامة لا تعني فقط أن نعيش كمواطنين ينص الدستور على كونهم أحرار ولكن أن نعيش في وطن فقيره غنى عن السؤال وتعيش طبقته الوسطى دون خوف مستمر من الفقر ويعيش غنيه دون رعب من المستقبل المجهول , أن نعيش بكرامة يعني أن نعيش أحرار بالفعل لا بالكلام

من الطبيعي جدا أن يقف الجميع الآن ضد ذلك التيار لإنه يكشف خطأ رؤية البعض "الحالمة دون سند واقعي" من جانب ويأكل وجوده من شرعية أصحاب النفوذ الحاليين في المجتمع سواء كان النفوذ طبقيا أوسياسيا أو اعلاميا ،، لكن من الطبيعي أيضا أن يسود في النهاية للأسباب التي ذكرتها سابقا

أختم مقالي بالإشارة إلى مسئولية أعضاء حزب مصر القوية عن تحقيق تلك النبوءة التي تظل مجرد نظرية إن لم تترجم بعمل جاد على أرض الواقع وأخاطب أعضاء مصر القوية تحديدا بصفتهم أعضاء الحزب السياسي الأكثر تنظيما وعددا وتنوعا داخل ذلك التيار

المنطق يقول أنه إذا لم تحدث تحولات سياسية كبرى في خريطة السياسة المصرية فإن حزب مصر القوية سوف يكون حزبا حاكما للسياسة خلال عدة سنوات , قد يحدث ذلك لتساقط المنافسين ونقص أهليتهم للحكم لكنه لن يكون كافيا, يجب علينا أن نعمل سويا بإصرار وبوضوح وبخيال متفتح لنكون جديرين حقا بإدارة مصر وأحوال أهلها ولنكون النموذج الديمقراطي الأخلاقي العملي في أرض الواقع , يرى الطائفيون والمتعلمنون أن كل منهم خطر داهم عليه ويسعى كل منهم إلى اقصاء الآخر ويرانا كل منهما خطرا على مشروعه لإقصاء الآخر لإننا نمثل هزيمة لفكرة القطبية الثنائية بين الحداثة والدين , وفكرة اما نحن أو هم

مشروعنا الحضاري كتيار يعبر عنه سياسيا حزب مصر القوية يضمن بقاء الطرفين فاعلين دون اقصاء لأى منهما وهو ما يرفضه – حتى الآن كل منهما - مشروعنا مشروع تنافس سلمي ديمقراطي أخلاقي على خدمة المجتمع وتطويره ورفع الظلم عنه , مشروعنا نطبقه على أرض الواقع عمليا ولا نضعه في إطار نظري خيالي، نطبقه على أرض الواقع لنختبر صلاحيته للتطبيق وحدود تلك الصلاحية

سوف نخطأ كثيرا بطبيعة الحال ولكن ستظل فكرة جمع الابداع مع التنظيم , واقعية الأهداف مع مثالية المبادئ , احترام الأشخاص دون تقديسهم هي الأكثر منطقية من بين الأفكار المطروحة على الساحة ولذلك ستسود حتى وان تفكك حزب مصر القوية لأى سبب من الأسباب

يبقى علينا - الآن - مسئولية أن نكون على قدر تحمل المسئولية التي سنتحملها لاحقا ، يبقى على كل منا مسئولية تطوير رؤيته وخبراته وشبكات اتصاله بمجتمعه الآن لنكون جديرين بقيادة ذلك المجتمع لاحقا , يبقى علينا تحمل مسئولية أن نتعلم كيف نتعايش سويا كأعضاء مختلفين في كيان واحد , لا كمتنافسين على سلطة قمع لآراء الآخرين بل كمتنافسين في خدمة المجتمع

سوف ينضم إلينا آلاف الأعضاء تباعا خاصة عندما تفشل النماذج السياسية التي انضموا اليها في تحقيق الحرية والكرامة لجموع المصريين, لكن يجب أن يجدوا وقتها كيانا صلبا منظما يستوعبهم ولا يتعالى فيه أحد عليهم بأنه الأكبر سنا أو الأكثر علما أو الأقدم وجودا , يجب أن يكون لدينا مرونة اعطاء كل ذي حق حقه ولو اختلفنا معه أو شعرنا بأفضلية ما عنه , فكلنا نتكامل سويا ولا غنى لأحد عن الآخر

زملائي وأصدقائي,  فلنعمل سويا على ان يكون حزبنا قويا خلاقا حتى تكون مصر - بالفعل - قوية

Saturday, January 19, 2013

أنا وازمة مواصلات السيدات


أزمة مواصلات السيدات 

لعلها أول أزمة فعلية أواجهها منذ قررت أن أترقى من النشاط الفكري النظري المطعم بالسياسة والذي مارسته لسنوات مضت إلى العمل السياسي الحزبي المنظم المعجون بأرض الواقع ومشاكل الناس الفعلية 

بدأ الموضوع بفكرة سمعتها على مضض في أحد الأيام ولاقت مني رفضا مبدئيا عن عمل مبادرة لتوفير وسائل مواصلات للسيدات فقط تخفيفا من مهانة التدافع اليومي - والذي يصل إلى التحرش أحيانا وإلى الشجار أحيانا أخرى - أمام الميكروباصات, تلك مشكلة تواجه الموظفات والسيدات كبيرات السن وطالبات الجامعة من الطبقة التي لا تستطيع توفير أجرة تاكسي يوميا للذهاب والعودة من العمل أو الكلية 

رفضت الفكرة بمجرد سماعها لإنها اصطدمت مباشرة بمبادئي الانسانية عن المساواة بين الجنسين وأعلنت رفضي المبدئي لها لكنني وقعت في مشكلتين، الأولى حماس صاحبات الفكرة لها نظرا لإنها تمس قطاع واسع من مجتمعهن والثانية أنني لا أملك سلطة تنفيذية لتأجيل أو منع الفكرة خاصة أنه قد تم الاتفاق عليها من مدة طويلة وكان من المقرر أن تنفذ اليوم التالي مباشرة 

كان قراري هو أنني أعلنت تحفظي على الفكرة ولكنني لم أرفض محاولة تنفيذها على أرض الواقع , وقلت لنفسي أنها لن تنجح ولن تلاقي صدى - نظرا للضعف الشديد اللجنة الاعلامية في مدينة نصر - فبالتالي لن يكون لها تأثير سلبي على المجتمع وستستفيد الزميلات المزيد من الخبرة بالعمل في الشارع 

فوجئت في اليوم التالي بهجوم كاسح على تويتر على الفكرة - وصدقني لإنني خبير في تويتر وأهل تويتر عندما أصف ماحدث بالهجوم الكاسح - فسرت كمية وشدة الهجوم من البعض بأنه شماتة أو محاولة لإنتهاز فرصة أول خطأ يقع فيه الحزب ليهاجمه بكل شراسة , خاصة بعد سلسلة الأخطاء التي وقعت فيها جبهة الإنقاذ وعلى رأسها حزب الدستور والتي لاقت نقدا لاذعا من أشخاص كثيرين مثلي محسوبين على حزب مصر القوية 

لم أتعجب بتاتا من هجوم مرفهين تويتر الذين لايعلمون معنى الجرى وراء ميكروباص وركوبه في الزحام مرتان أو أكثر يوميا على الفكرة ولا تتعدى حقوق المرأة بالنسبة لهم أكثر من "برستيج" يعطي رونقا للمتحدث عنه وإن كان من أكثر الناس امتهانا للمرأة في تعاملاته الشخصية 

ولكن تعجبت للغاية من الهجوم الشرس لأشخاص أعرف ان المشكلة تمسهم شخصيا , تعجبت كيف يحدث كل ذلك الهجوم والرفض على فكرة لم يستمع أحد لمضمونها أو آلية تنفيذها أو أهدافها أو حتى يفكر في امكانية حدوثها من عدمه 

قام الجميع بإستدعاء صورة نمطية محفوظة للإسلاميين الأشرار أعداء المرأة الذين يريدون حجبها في صناديق وحبسها في خيام صحراوية - لا ألومهم كثيرا فربما لو كنت مكانهم ولا أعلم خلفيات الموضزع لفكرت بنفس الطريقة - وبالتالي أستدعوا سلسلة من الأقاويل المأثورة المحنطة وكأنها الوحي الذي هبط فجأة على كل منهم ،،، الجميع - تقريبا - على تويتر كان يتحدث بنفس الأسلوب , يقوم بسرد نفس المقدمات عن الشر الكامن في أساليب الإسلاميين الملتوية لإعادتنا لعصر الحريم - وكأنهم لم يقوموا بذلك بالفعل - ثم الحديث عن ضرورة وجود حل مختلف ثم طرح أكثر الحلول عديمة المعنى والمتمثل في أن تقوم الدولة بدورها في حفظ كرامة المواطنين وأن توفر لهم مواصلات سليمة 

أكاد أجن لعدة أسباب , أولا لا يختلف أحد أن الدولة لا تقوم بدورها ولا يختلف أحد على أن حال قيام الدولة بدورها فلن تكون الحاجة لمثل تلك المبادرات موجودة 

هل تقوم الدولة بدورها؟ لا , إذا لا تخبرني أن أقول لمن يحاول أن يحل مشاكله اليومية أنتظر قليلا حتى لا يفسر أهل تويتر محاولتك على أنها محاولة لقمع حرية المرأة بدلا أن يفهموا أنها محاولة - أتفق أنها غير ذات تأثير حقيقي - لحل أزمة الزحام في المواصلات 

ما تعجبت وتأثرت له كثيرا هو أن العديد من الأصدقاء ممن يعرفونني شخصيا ويعلمون أسلوب تفكيري وإيماني الصادق بحرية الانسان سواء كان رجلا أو امرأة قد اتهمونني بأنني إما أنني قد تخليت عن مبادئي وتحولت لظلامي قمعي معادي لحقوق المرأة أو أنني أصبحت منافقا أدعي الدفاع عن حقوق المرأة وأدعم من يسعون بوعي واصرار لحرمانها من تلك الحقوق , أو أنني صرت غبيا فجأة لا أدري أنها لعبة أخوانية جهنمية لأخونة المواصلات 

تجد ذلك الهجوم مقبولا ومضحكا عندما يكون ممن لا يعرفك جيدا وتجده صادما عندما يكون من أشخاص أختبروا إلتزامك بمبادئك بأنفسهم وفي ظروف شديدة التعقيد بشكل أشك أن غيري كان سيتغلب عليها 

المهم أنني قررت لإستيعاب الهجوم وللاستفادة منه الاعلان عن حلقة نقاشية لمناقشة آثار الفكرة وتداعياتها والأهم مناقشة حق المواطن المصري في وسيلة مواصلات تحترم آدميته

Friday, January 4, 2013

مستقبل مصر القوية


تحليلي لوضع حزب مصر القوية الآن:

احنا عندنا ناس كتير جدا جامدين في الحزب في كل المستويات ، يعني فيه في المركزية ناس تقيلة وفاهمة سياسة وتنظيم وقانون وفكر وفيه في معظم الأمانات ناس مخلصة جدا وناس بتفهم جدا وناس لسة مش عارفة مكانها الصح فين وناس دخلت غلط على أساس أنهم ماشيين ورا أبوالفتوح وخلاص

نسبة المصلحجية للمصلحة المباشرة قليلة لإن دول بيفكروا تحت رجليهم وميقدروش يشوفوا حزب زى ده حزب حاكم خلال ٥ - ١٠ سنين , والمصلحجية الموجودين حتلاقيهم غلابة كل المصلحة اللي حيطلعوا بيها هو شوية اثبات ذات في المجتمع على شوية علاقات على منصب في مجلس محلي ولا مجلس شعب الإنتخابات الجاية

نسبة الشباب المتحمس ومتربي سياسيا بدرجة أو بأخرى بحكم انتماؤه للتيار الفكري الأكثر احتكاكا بالسياسة والعمل التنظيمي كتيرة ونسبة الناس الثورية برده عالية

نسبة الناس المنتمين تنظيميا للأخوان حاليا "الجواسيس" قليلة جدا وهما غباؤهم بيفضحهم ماشاء الله وتم طرد بعضهم بنجاح

التيار المنتمي سابقا للأخوان أو كان أو لايزال معجب بفكرهم أو استفاد منهم في عمله الخيري أو بيحبهم لمعرفة شخصية حوالي التلتين

لكن التيار ده حيتطور ويبتدي يتعلم أنه ممكن يستخدم آليات تانية للتحليل السياسي والتصرف غير اللي بيستخدمها الأخوان وحيقل تأثير الأنبهار بالاخوان عليهم واحدة واحدة مع الفشل المتوالي للأخوان سياسيا واقتصاديا

الجميل أن الموضوع اتعمل بالترتيب ، الفكري مع التنظيمي, أنت في الوقت اللي كنت بتصيغ فيه انحيازاتك انت كنت بتجمع توكيلات وتحول مجهود الحملة الرئاسية لمشروع أكبر بكتير من مجرد حزب أو مرشح رئاسة ,, مشروع متكامل فيه عمل خيري وعمل طلابي ومؤسسات حقوقية واعلامية

النموذج اللي بيقدمه أبوالفتوح هو تطور للفكرة اللي بدأها حسن البنا بعد تغير الظروف وأدوات العصر ولغة الخطاب التعددي وتطعيمها بمبادئ حقوق الانسان والقيم الحداثية

أعتقد أن الأخوان لو كانوا عاشوا بشكل طبيعي برة السجون وفي نظام حر مش قمعي كان المتطرفين فيهم حينقرضوا والمعتدلين فيهم يتطوروا فكريا مع تطور المجتمع واحتياجاته

النموذج اللي بنبنيه في مصر القوية هو بالضبط زى نموذج الحكم اللي عاوزين نطبقه في الدولة

لامركزية السلطة مع تنسيق مركزي على أهداف عامة بتحطها سلطة أعلى ممثلة لعدد أكبر من الأعضاء ,, أهم حاجة بتخوفني في مستقبل مصر هو المركزية الشديدة العشوائية اللي بتحكمنا وكم الكوارث اللي حتتسبب فيها لحد مانكون غيرنا النظام

حكم القانون ،، احنا ملتزمين أولا بالدستور - اللي جه بشكل غصب عننا الناس مقتنعة أنه ديمقراطي - ثانيا بالقوانين الموجودة في الدولة - ثالثا باللايحة اللي حطيناها لنفسنا بناء على اكتساب خبرات حزبية سابقة وقراية عشرات اللوايح لمختلف الأحزاب

احنا عندنا أول انحياز من انحيازات الحزب اسمه الانسان ،،، تعددية الانسان ومساواته في الحقوق أهم انحياز للحزب

ده حتشوفه بشكل مهول لما تشوف مناظرة بين سلفي نوبي وست مش محجبة وهو بيهاجم الدستور بكل قوة عشان سلطة الجيش وهي بتدافع عن الدستور وبتقول محدش من اللي بيقولوا لأ قراه

أو لما تشوف التمثيل في الهيئات الكبيرة مقصود بيه دايما أن كل هيئة عليا يبقى فيها تمثيل من كل الهيئات الأقل منها لحد مابتوصل للشياخة بحيث ان كل عضو حيبقى له مكان في الحزب ومشارك في صنع القرار ولو على مستوى الشياخة
الخطة الموضوعة لخروج حزب مصر القوية منطقية جدا وسلسة جدا وبتبني نفسها زى برامج الكمبيوتر لإنها بالأساس مرنة بتستوعب تغيرات الوضع وتطور خبرة الناس فيها

أنت حطيت الناس اللي واثق في قدراتهم - مش ولاؤهم الشخصي - في المناصب المحورية في الحزب وسبتهم يكملوا الهيكل من فوق لتحت ومن تحت لفوق لمدة سنة ،،، بعد السنة حيكون ظهر عندك كوادر كتيرة جدا تملى كل مفاصل الحزب ومواقعه وتخليه رقم واحد

حزب مصر القوية من الأحزاب النادرة في مصر اللي حيستمر بعد اعتزال مؤسسه العمل السياسي وحتبقي دي أحسن خاتمة للرسالة اللي بيأديها

طيب بقية الأحزاب الموجودة حاليا؟

الوسط - التيار المصري - الوفد - العدل - الغد - المؤتمر - المصريين الأحرار .... كل دي احزاب الناس زهقت منها وفقدت الهدف من وجودها وبقت مجرد كام مقر على كام موظف على كام واحد أخد منصب حزبي وصعبان عليه يسيبه ويدخل حزب تاني ,,,, متكلمنيش عن واحد مؤمن بمبادئ حزب العدل وأنه ممكن يحققها عن طريق حزب العدل مثلا خليك واقعي أو واحد في حزب الوفد مش عشان جدوده كانوا فيه أو بيشتغل في جرنانه او عند حد من قيادات الحزب المعدودين, فيه كيانات بدأت كأسماء أحزاب لكنها مخدتش من صفة الحزب السياسي غير الاسم وفيه كيانات أتبنت على أشخاص وظهرت عدم كفاءتهم

المصريين الأحرار بقى النسخة المشوهة من فكرة حزب الوفد زمان لكن بقى متناسب مع الفترة اللي ظهر فيها وبقى النسخة الطائفية , شركة فيها موظفين معظمهم طائفيين بشكل يخض

السلفيين حتروح منهم , فكرتهم عن الحياة حتتغير بأسرع من أى تيار تاني وتطورهم أسرع من بقية التيارات ,,, وتطورهم وتطور المجتمع حيجبرهم على اما أنهم ينعزلوا بفكرتهم أو يطوروها بشكل مفيهوش خطر على المجتمع

الانقسامات والتنافس حيخلي الجزء الأكبر يتطور بسرعة جدا والجزء الأقل حينعزل ويخرج برة السياسة وتطور المجتمع ناحية الحريات حيخليه يتطمن انه مش لازم يفرض رؤيته على الناس عشان يعيش مبسوط ,,,,,, سلفيين كوستا\محمد الباقر آخر المطاف

التيار الأخواني حيضعف مع الوقت مع انتهاء الفزاعات والفنكوش وانكشاف حيله في خداع الناس ,, مع ذلك ده أكبر تيار ممكن يستمر بسبب التنظيم الداخلي .. وممكن برده تنظيمه الداخلي المعقد يكون سبب انهياره المفاجئ لو غاب عن المشهد شخص محوري زى خيرت الشاطر أو لو الناس في الشارع والمؤسسات فلتت من السيطرة وقلبوا على السلطة بأشكال سياسية سلمية ,,, مش حيستوعب تنظيم الأخوان اضراب عام أو انهيار اقتصادي في حكمهم

اليساريين مش حيقدروا يملوا الفراغ لإنهم لسة بيقولوا أكليشيهات تفصلهم عن الناس وان كانوا أكبر تيار متوقع أنه يزيد في مصر في الخمس ست سنين الجايين بسبب الأزمة الاقتصادية بس لو عرفوا يخاطبوا الناس بلغة الشيخ امام مش بلغة سارتر

قبل كدة توقعت أن الثورة تقوم في ٦ أبريل ٢٠٠٨ وراهنت على كدة وخسرت الرهان بس مبطلتش محاولات لدفع الديمقراطية لقدام وتوقعت أنها تقوم في ٢٥ يناير وكسبت الرهان وبقيت فخور بنفسي كوني من مؤسسين ٢٥ يناير

وتوقعت فوز أبوالفتوح في الرئاسة وخسرت الرهان وبرده مفقدتش إيماني بالفكرة ودلوقتي متوقع أن حزب مصر القوية يبقى رقم واحد في مصر خلال خمس ست سنين ولو ده حصل حبقى فخور إني ساهمت في تحقيق الفكرة على الأرض ولو محصلش والظروف أختلفت مش حخسر حاجة وحراجع أفكاري وأطورها

ولما تيار مصر القوية ينتصر في النهاية ويصبح الحزب هو الحزب الحاكم فالأكيد أنه حيكون حزب منظم وديمقراطي ومتصالح مع كل الأطراف وعنده حلول عملية وبسيطة لمعظم مشاكل مصر بناها من عشرات الآلاف من الأعضاء المؤهلين سياسيا واقتصاديا واللي حيكونوا تدرجوا في مستويات السلطة المختلفة في مجالس محلية أو برلمانية

Tuesday, January 1, 2013

حتمية الحالة المصرية . بزوغ الطائفية وأفولها


المحللين السياسيين عندهم فرصة يكتبوا كتب ومراجع في اللي بيحصل للسلفيين من ساعة الثورة وتطورهم وهزيمة أفكارهم المعزولة عن تاريخ البشرية

فحقيقة أن الشيوعية ظهرت في ظل دول تسحق فيها الحقوق الاجتماعية, وأن الليبرالية نشأت في ظل دول تسحق حرية الإعتقاد ترينا مستقبل مصر

الحقيقة أن كلا من الشيوعية والليبرالية هدفا إلى رقي الإنسان , أحدهما نظر لحقوقه المادية والآخر لحقه في الحرية وهما يكملان بعض

بدأ البحث عن الحقوق المادية في دول ومجتمعات محرومة منها, بينما بدأ البحث عن الحق في الحرية في مجتمعات أكثر رخاء اقتصاديا

كان ماركس يتحدث عن الحقوق المادية للعامل في الدول المتقدمة لكن من احتاج تلك الأفكار فعلا كانت المجتمعات المنسحقة بلا أى حقوق

أقتنعت الشعوب التي لاتجد لاقوت يومها ولا حريتها بأن تتخلى عن حريتها مقابل خبزها , هي معادلة ليست خاسرة تماما بالنسبة لهم كما ترى

بينما الشعوب التي عاشت في رخاء وتقدم اقتصادي -نابع من تطور فكري- رفضت التخلي عن حريتها من أجل حقوق اجتماعية يمكنها الحصول عليها بالتدريج

تلك المجتمعات التي عاشت في رخاء اقتصادي لم تكن بحاجة لأن تعصر عقولها من أجل ابتكار منظومة للحقوق الاجتماعية بل بالحقوق الفكرية

الفكرة الأمريكية قامت على أساس حرية الفكر, حرية الفكر هي التي دفعت مجموعة من المتطرفين دينيا للهروب من حكم مذهب مضاد لمذهبهم

نشأت أمريكا على أساس ليبرالي لإن الحاجة الأساسية التي احتاج مؤسسوها لإشباعها هي الحاجة لحرية العقيدة التي حرموا منها في أوطانهم

بينما نشأ الاتحاد السوفييتي على أساس قمعي تطبيقا لنظرية "تخلى عن حريتك تحصل على حقوقك المادية" ولكن من يحصل على قوت يومه يبحث عن حريته

انهارت الفكرة القمعية الأساسية "تخلى عن حريتك مقابل غذاؤك" في مختلف الدول وانهارت في مصر بعد ثورة يناير

بعد الثورة سادت الأفكار الضعيفة التي تكونت تحت السطح في ظل قمع حرية الفكر كالصديد , ولكنه صديد مايلبث أن يتبخر أمام التطور والتنافس

في مصر الآن تحاول نظرية "دع حريتك وحقوقك من أجل أن تدخل الجنة" أن تحل محل نظرية "دع حريتك لتحصل على حقوقك" القديمة

لكن سرعان مايعود المصريين لأرض الواقع ليسعوا لبناء جنتهم على الأرض مثل باقي البشر بعد عقود من تغييبهم في أرض الخيال الماضوي

تلك النظرية القائمة على كراهية الآخر الطائفي واحتقاره -أى كراهية العالم بأجمعه- ستخفت أصواتها رويدا رويدا لتصبح ذكرى من طفولة المصريين

في مصر جربنا الحكم الطبقي اللامكترث ثم الحكم النازي الفاشل ثم حكم التاجر السلطوي ثم الطائفي محدود العقل. سنصل إلى الحرية قبل المساواة

كان الحكم الارستقراطي الملكي لا يكترث بالشعب كبشر وإنما كأدوات لبناء المجد , كانت المبرات والتبرعات تعبيرا صادقا عن ذلك

كان البشر درجات تقسم حسب قربها من الملك صاحب السمو وإن لم يكن صاحب السلطة الكاملة هذا ما أغضب المصريين حقا فوصل النازيين للسلطة

كان نظرية النازيين في حكم مصر هي تقسيم الناس حسب ولاؤهم للمشروع القومي, وكان خبل عقولهم نتاج سنوات من التهميش في العهد السابق

تعامل النازيين بقيادة عبدالناصر مع الشعب المصري على أنهم أدوات انتاج مثلما تعامل معهم النظام الارستقراطي, لكنهم أقنعوهم أن ماينتجونه ملكهم

في آخر أيام فاروق وأول أعوام ناصر كانت نظرية "أنت عبد للملك وللمقربين منه" تحل محلها نظرية "أنت عبد للدولة والمقربين منها

"كان الحاكم يحكم بشرعية انجازات محمد علي وأسرته فلما خفتت تلك الإنجازات ظهرت شرعية جديدة لنظام جديد تشتري الحرية بالخبز, بالكثير من الخبز

فشلت مقايضة النازيين الخبز بالحرية لإنهم أفقدوا الناس حريتهم ولم يخبزوا لهم الكثير من الخبز. *المقصود بالخبز هنا هو حقوق اقتصادية ومادية

أنهى السادات حكم النازيين -الذي كان من أهمهم - وأعاد جوانب من الحريات على حساب الحقوق الاجتماعية استمرت حتى بدايات الألفية

كان غياب الحقوق الاجتماعية أى وجود الفقر والجهل والتهميش مع عدم وجود نظرية شمولية للدولة سببا في ظهور شمولية طائفية جديدة

انهى السادات الحكم النازي الشمولي الذي أسسه ناصر وأسس بدلا منه حكم شبه ارستقراطي سلطوي, فحرم الناس من خبزهم واعطاهم جزء من حريتهم

ظهر الفكر الطائفي ليحل محل الفكر الشمولي للدولة والتي انتهت على مستوى شمولية الفكر لكن استمرت على مستوى سلطوية ومركزية المؤسسات

الآن الصراع بين فكرة الطائفيين "أعطنا حريتك لنعطيك الخبز والجنة" وفكرة اللاطائفيين الغير أكفاء "سنعطيك الحرية بلا خبز ولاجنة"

لابد من ظهور تيار آخر يدعو للحرية مع الخبز "العدالة وكفاءة الادارة" مع الجنة "أى ألا يعادي عقائد المصريين" هذا هومايعبر عنه تيار #مصر_القوية

محاولات الطائفيين لقمع الحقوق الفكرية دون تعويضها بحقوق اجتماعية ستؤدي لثورة مجتمعية من أجل الحرية قبل أن نسعى لحقوقنا الأخرى

الآن يقولون لنا تخلوا عن حرياتكم لتحصلوا على الدنيا والآخرة ولكنهم سيفشلون في توفير الدنيا ولن تصبح الآخرة محل اهتمام الناس كما كانت من قبل

سوف يؤدي ذلك لوصول من يعادي الطائفيين بشكل صريح للسلطة الفكرية وقد يصل إلى السلطة السياسية ,لكن من يعادي الطائفيين يشبههم كثيرا

سوف ينقلب المجتمع على الطائفيين ويلفظهم بعد محاولاتهم البائسة لنزع الحرية وفشلهم في تحقيق جنتهم المزعومة على الأرض "النهضة"

الأزمة أن انقلابات المجتمع على الأفكار الحاكمة صارت أسرع ممايمكن المجتمع من تمحيص تلك الأفكار والحصول على مناعة دائمة منها

من يعادي الطائفيين يشبههم كثيرا, من يضع مشروعا ماضويا وهميا كمشروع حياته لايختلف عمن يجعل مشروع هدم هذا المشروع مشروع حياته

ذلك الإسلامي الذي يكذب ويدلس من أجل مشروعه الاسلامي لايختلف عن ذلك العلماني الذي يكذب ويدلس من اجل اسقاط المشروع الاسلامي

ذلك الذي يقدس زعيمه المتحدث بإسم الحداثة الغربية -البرادعي- لايختلف كثيرا عن ذلك الذي يقدس شيخه المتحدث بإسم الاسلام

الفارق الأساسي أن من يسير خلف البرادعي يمتلك أدوات معرفية أكثر تقدما وانفتاحا ممايمتلكه من يسير بنظام شديد خلف رموز الطائفية

البرادعي هو المعبر عن نظرية "ستحصل على الحرية وقد تصل إلى الجنة بمجهودك ولكننا لا نعلم كيف نصنع لك الخبز. معا سنكون أحرار فاشلين"

تظل فكرة "معا سنكون أحرار فاشلين" التي يعبر عنها البرادعي أفضل من فكرة "معا سنكون عبيد فاشلين" التي تعبر عنها التيارات الطائفية

لكن تظل أيضا فكرة "معا سنكون أحرار ناجحين وليذهب كلا منا إلى الجنة أو الجحيم بعد ذلك" هي أفضل المعروض على الإطلاق

مقالات ذات صلة

يمين متطرف ام تيار طائفي؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_24.html

التيار الاسلامي أحسن ولا العلماني ؟ مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html

عن الأغلبية الصامتة أتحدث
http://bad-way.blogspot.com/2011/09/blog-post_21.html

نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html

الدوجما العلمانية واصول الفشل
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html

الوهم الاسلامي الحديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html

يعني ايه مصر القوية؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_1.html

ماوراء الاستفتاء , تحليل لوذعي للمجتمع الثوري
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_23.html

النظام
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html

كيف نسقط النظام؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_17.html

ثوار الموضة وموضة الثورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_15.html

عن ممارسة السياسة ودراستها
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_4.html

مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html

عزيزي العلماني عزيزي الاسلامي , بطلوا افورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html

تايه في النص , عن أزمة التفكير الوسطي
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_25.html