الحقيقة أن التغاضي عن انتهاكات حقوق الانسان تحت حكم صدام حسين والتعامل مع غيابها في عهده على أنه أمر بديهي طبيعي منفصل عن كل ماجرى للعراق بعدها لهو ليس فقط سذاجة وتدليس ودناءة نفس بل هو أيضا تقنين وتشريع له شعبية ما لكل من سار في طريق صدام حسين، أصبح صدام حسين نموذجا يحتذى وسط النخب الحاكمة، يكفيك أن تموت في معركة حاربت لكي تخسرها، يكفيك ان تنطق الشهادتين قبل أن تعدم لتصبح مغفور الذنب مهيب الذكر وأيقونة من أيقونات الخراء العربي! لا يهمني حقا إن كان صدام حسين وكل صدام حسين مسلمين أو لا، لا يهمني حقا إن غفر الله لهم أو أدخلهم عذابه، فهذا من شئون الله في ملكوته الذي لا نملك منه شيئا، لكن من شأني ألا يصبح القاتل بطل لمجرد أنه قتل على يد أعداءه لا بني شعبه! ومن شأني ألا يصبح السفاح نموذجا يرغب في تقليده من سار على دربه من المجانين وأنصاف الآلهة، ومن شأني ألا ننسى التاريخ فنعيد أخطاء من سبقونا ككل مرة.
صدام حسين سفاح، رغم نطقه بالشهادة وموته على يد الاحتلال، هو المسئول عن الاحتلال ويوم أن يعترف ذلك الجمع بذلك قد ، أقول قد، يتجنب ذات المصير.
انهيار دولة القانون في العراق بحكم المختل وعصابة حزب البعث كان أول وأهم أسباب انهيار الدولة وسقوطها في فخ غرورها ودخولها في حروب بلا نهاية ولا فائدة، كانت سنوات حكم صدام حسين أيام استنزاف لموارد العراق من قبل أى عقوبات أمريكية أو دولية، وذلك الاستنزاف أدى في النهاية لما نحن فيه من جحيم داعش وسقوط باقي قطع الدومينو في المنظومة اللصوصية العربية أمام طوفان يناير
يوما ما ستنهض تلك الأمة ووقتها لن يرحم التاريخ كل من أجرم ضد من أستأجر لحمايتهم. كل انسان شارك في تلك المذبحة المستمرة - مذبحة لم تبدا أو تنتهي عند الشهيد خاشقجي، بل كان استمرار قاتله في السلطة بعدها دليل على انحطاط تلك المرحلة وعفونتها - بالتبرير او الفعل عليه أن يتبرأ من ذلك الذنب، سرا او جهرا، وإلا فهو ملعون بكل نص قدسه البشر،
كل 25 يناير وأنتم طيبين وللحق قايلين، وبالثورة على الظلم مؤمنين ولينصركم الله ولو بعد حين.