تابعت دون اهتمام كبير المعركة السخيفة بين الشيخ القرضاوى و بين الايرانيين و أئمتهم
الحقيقة أن القضية لا تهمنى كثيرا فأنا أرى أن من حق كل مؤمن أن يدعو لما هو مؤمن به دون مواجهته سوى بالأفكار وحدها و بالاقناع و فقط
بدا لى الأمر أنه صراع بين متنافسين غريبان عنى ... لم أراها - ربما لضعف نظرى - معركة من أجل الدفاع عن الدين و ثوابته أو من أجل اعلاء كلمة الله فى الأرض كما يحلو لكل من الفريقين أن يقول ... بل أراها - لشدة جهلى - معركة تشبه كثيرا معارك السلفيين و الأخوان فى مساجد مصر المحروسة .... معركة على عدد الأتباع و على مساحة النفوذ و النفاذ فى المجتمع
كل هذا معاد و عادى و قديم أيضا بالنسبة لى منذ علمت ببلاغات السلفيين ضد الأخوان فى أمن الدولة و سباب كل منهم للآخر فى المنتديات الاسلامية
كان العجيب بل والمذهل أيضا لى هو أسلوب الكلام الذى يتحدث به الشيخ القرضاوى و هو الذى يكسب رزقه و نفوذه من حديثه طوال الوقت عن الديمقراطية و محاولة الصاقها بالمسلمين عموما و بالأخوان خصوصا رغم أن كل التراث الاسلامى و الأخوانى لا تظهر فيه رائحة الديمقراطية ولا المساواة بين الناس على اساس المواطنة
كان الأمر من منظورى أنه مواطن له الحق فى ابداء رأيه و الاصرار عليه أيضا - حتى لو أثبت أنه خطأ - وأجهزة الاعلام مفتوحة لمن يرغب فى ابداء رأيه
لكن ما بدا لى عجيبا هو ردوده المتعالية التى تفوح منها رائحة القرارات البابوية فى روما القديمة ... هو لم يتحدث عن نفسه على اساس أنه انسان يقول رأيا و يعلنه على غيره من البشر بل هو - كما قال عن نفسه - رأس الاسلام السنى و أكبر علماء المسلمين السنة فى هذا العصر ( رغم أننى شخصيا - كونى واحد من المسلمين السنة - لم أوقع اقرارا بذلك و رغم اعتراضات و شتائم السلفيين و شيوخهم للقرضاوى و عدم اعتراف الكثير منهم أصلا به كعالم حقيقى ) و ما الى هذا الكلام الذى لا أصدق أن عاقلا يعلم معنى كلمة الديمقراطية و مبادؤها يمكنه أن يقتنع به فضلا عن أن يسوقه كحجة للرد على معارضيه
ليس الغريب رد فعل الناس العادية بل الغريب هو رد المثقفين منهم خاصة ... قرأت نصف الصفحة الأولى فى الدستور الأسبوعية و كانت ردا على كلام القرضاوى و اعتراضا عليه
لكنه لم يكن رد الند للند ( مواطن يرد على مواطن بالرأى و الحجة ) مع الاحترام و التقدير .... بل هى - المقالة فى الدستور - أشبه بالاعتذار عن الاعتراض!!!! .... الكاتب يذكر كل كلمة ثم يسطر بعدها سطرا من الاعتذارات و التفخيمات للشيخ القرضاوى
و كأنه من المستحيل أن يخطئ فى رأيا قاله و لو أخطأ و أصر على رأيه فيجب علينا نحن أن نعتذر عن اعتراضنا على خطأه أو لإبدائنا وجهة نظر مخالفة لوجهة نظره المتعالية عن الخطأ و النقد
أى ديمقراطية يتحدث عنها الشيخ القرضاوى و أخوانه و هو يعتبرون مجرد الاختلاف معه فى الرأى - مع اقتناعهم بخطؤه - كبيرة من الكبائر يجب أن يعتذرون عنها قبل أن يقترفوها؟؟
أى ديمقراطية يا سادة يتعالى فيها شخصا عاقلا برأيه عن بقية العقلاء المشتركون معه فى المجتمع و لا يجد سوى الطبطبة و الابتسامات المتسامحة؟؟
أى ديمقراطية يا سادة يعطى فيها انسان لرأيه قداسة و علوا على الناس و يرى نفسه وصيا على عقولهم و تصرفاتهم و يرى نفسه مبعوث العناية الالهية لهداية الناس - بالقوة لو لم ينفع الاقناع - للحقيقة التى يؤمن بها ثم يجد من يسانده فى كل هذا فى عصر يمكن لأى منا أن يعمل عقله و حواسه و يصل للحقيقة كما يصورها عقله؟؟
الديمقراطية الحقة يا سادة - على حسب رأيى المتواضع - ليس فيها درجات اجتماعية ولا تراتب دينى يعطى لرأى أى انسان أفضلية سابقة لعى بقية شركاؤه فى المجتمع
سؤال أخير ... كيف يمكن لشخص يقدس رأى انسان آخر و لا يستطيع عمل شئ دون الرجوع له أن يصبح فى يوما ما قائدا أو حاكما أو مسئولا فى حكومة منتخبة ثم نقول عنها حكومة منتخبة ديمقراطيا ؟؟؟
http://www.new.facebook.com/note.php?note_id=29949723033&id=512682065&index=1
1 comment:
أنا شايف إن البلوج بتاعتك حلوة
ماعرفش ليه ماحدش بيعلق عليها
أنا بس كنت عايز أقول إني مش مقتنع بإن فيه حاجة إسمها ديمقراطية دينية, ده باطل
Post a Comment