فى ملاحظة رائعة للدكتور شريف حافظ قال ما معناه ان العبقرية الحقيقية تكمن فى السؤال الذكى بأكثر بكثير من الاجابة الذكية
حقيقة أن السؤال الذكى هو الذى يدفع العقول للاجتهاد و التركيز و البحث و الرد و هو الذى يخلق الاجابات سواء الذكية أو الأقل ذكاء و السؤال الذكى هو الذى يميز العاقل من القالب ( الحافظ عن ظهر قلب )
السؤال الذكى و التساؤل و البحث عن الحقيقة و عن الحقيقة الأدق من الحقيقة هو الذى يبنى و يصنع العقول العظيمة التى بدورها تصنع الحضارات و الدول العظيمة
تذكرت مقولة الدكتور شريف عندما قرأت سؤالا عجيبا غريبا لا يمت للذكاء أو البحث عن الحقيقة بصلة ... سؤالا مستفزا للسخرية بسبب نوعية الردود المغيبة السطحية التى قاربت المائة اجابة .. وهذا الأمر مع تكراره بحق دليل على عظمة طرق تفكيرنا و أهمية الموضوعات التى نناقشها و كيفية تناولها
السؤال العبقرى فى درجة سطحيته هو ( هو لما يلغوا خانة الديانة من البطاقة حنعرف البهائيين منين ؟) و أرجو العذر من صاحب السؤال لعدم ذكر اسمه حتى لا يؤخذ الموضوع بشكل شخصى فأنا أناقش السؤال نفسه و ما أثاره فيا من أفكار ولا أحاكم صاحبه بل و أكن له كل الاحترام
هو سؤال عبقرى على عدة مستويات ... فأولا هو يفضح بشدة نوعية التفكير القائم على التمييز العنصرى الذى يرى أن ديانة المرأ فى بطاقة هويته هى وسيلة تمييز الطبيعى من الشاذ .... اللى معانا و اللى معاهم ... اللى يستحق الرحمة و المؤازرة و التكافل و اللى يستحق الاحتقار و الحذر و الريبة و الاقصاء بسبب ديانته
و هو أمر سخيف للغاية تخيلت أن من المفترض أن يكون من مكونات التفكير لدى البشر معدومى الثقافة و لكن ليس مطروحا - على الأقل بهذه البجاحة - لدى أنصاف المثقفين و القاعدة العريضة من النخبة الثقافية المصرية
كنت أظن - و أنا مخطئ تماما - أن عقودا و عقولا من الأجيال السابقة من المفكرين و الكتاب قد استطاعت الارتقاء بعقولنا - نحن القاعدة العريضة للنخبة شبه المثقفة و الطبقى الوسطى على الأقل - فوق مستوى العنصرية المباشرة التى لا أستطيع ان أقابلها سوى بمزيد من الاحتقار و التعجب من جرءتها
من ناحية أخرى فالسؤال يفضح و بشدة مدى الاستعداد و "الشبق" لدى البعض لممارسة جريمة التمييز العنصرى ضد مواطنين من بلدهم يحملون نفس الجنسية و يشاركونهم فى الوطن و لكنهم على دين آخر أيا كان .... و كأن كل ما يقوله نظام الحكم القمعى الذى يحكمنا عن أهمية وجوده فى السلطة حتى يمنعنا من ايذاء أنفسنا - لأننا شعب لم ينضج بعد على حسب قول أحمد نظيف - صحيح!!!
و هو بهذا - نظام الحكم العسكرى الفاسد الحالى - يتبع نظرية فرق تسد الشهيرة و يبدو أنه ناجح بها للغاية و على كل المستويات
فنحن شعب النخبة شبه المثقفة فيه تحرض على التمييز العنصرى و تجد بكلامها هذا تأييد العديد و العديد من المتعلمين و لن اقول الجهلاء .......... و بالمناسبة فأن هذا هو ما عنيته عندما قلت من قبل أن ما يفسده التعليم لا يمكن أن يصلحه الفيس بوك .... و لكن هذا موضوع آخر
من ناحية ثالثة فالسؤال عن كيفية تمييز البهائيين - ربما لتكريمهم!!؟؟ - بعد الغاء خانة الديانة من البطاقة يدل على مستوى منخفض جدا من الذكاء فى الطرح و المنطقية فى الاستدلال
دعك من أننى أرفض التمييز نفسه بكل أشكاله و دعك من أننى أتعجب من وقاحة البعض فى عرض أفكاره العنصرية بصورة ينسبها للدين قصرا و يشوه صورته و يدل على عنصرية المتدينين عموما ثم يظن أنه بذلك يدافع عن صورة الدين و مكانته و هو نفسه أشد المسيئين له
لكننى أسأل ببساطة ...... هو أنتم كنتم بتعرفوا البهائيين ازاى لما كانت الحكومة بتجبرهم أنهم يكتبوا أنهم مسلمين غصب عنهم فى البطاقة ؟؟ بجد كنت عاوز أعرف
يعنى حتى لما تحب يا أخى تبقى عنصرى كنت تسأل من الأول ازاى الحكومة تخلى واحد مش مسلم يكتب غصب عنه فى بطاقته مسلم و يدخل وسط المسلمين الأنقياء الأطهار ؟
يعنى من الآخر ,,, و النبى لما تبقوا دعاة قمع و تمييز عنصرى خليكم أذكياء شوية فى طرح الأسئلة عشان تساهموا فى رفع مستوى الذكاء العام بدل ما تعكوا الدنيا بالشكل ده ... و ياريت عشان خاطر ربنا ما تخلطوش عنصريتكم و همجية الفصل العنصرى دى بالاسلام عشان الاسلام مش ناقص هجوم منظم من برة و اعاقات ذهنية بتسئ اليه من جوة
=============
فى النهاية حابب بس أطرح الحل البسيط العملى اللى ذكره ليا صديقى مايكل نبيل و قال أنه متطبق فى دولة تركيا ( النموذج العلمانى ) .... البديل عن الغاء خانة الديانة نظرا لأهميتها لكل واحد بيعتز بهويته الدينية أنهم بدل ما يلغوها يسيبوها محددة بعدد حروف معين ( عشر حروف مثلا ) و كل واحد يكتب فيها اللى هو عاوزه
اللى عاوز يكتب مسلم شيعى يكتب - اللى عاوز يكتب مسيحى كاثوليكى يكتب - اللى عاوز يكتب بهائى يكتب اللى عاوز يسيبها فاضية هو حر من غير ما الدولة تتدخل فى اجبار الناس على اختيار اختيارات معينة بحجج سخيفة
ساعتها حنقدر نقول و بكل فخر أن الدولة اللى بتطبق الحل ده دولة فعلا مش عنصرية - و ساعتها اللى عاوز ينسب ده لتسامح الاسلام ينسبه و اللى عاوز ينسبه لعدالة العلمانية ينسبه ... المهم انه حل المفروض يرضى جميع الأطراف - لو عقلوا -
لكن الطبيعى بقى أنى لما قلت الاقتراح ده كرد على السؤال العبقرى لقيت أن محدش اهتم خالص بتاتا بكون دى اجابة عن السؤال قد ما الموضوع اتغير للسؤال عن تركيا و المحاولة المتكررة للقفز على نجاحاتها و مؤسساتها و نسبها فقط لحزبها الحاكم العلمانى حاليا لأن له توجهات و شعارات أخلاقية ........
و ده طبعا لأن السؤال من البداية مكانش غرضه - لا سمح الله - البحث عن حل لمشكلة أو مناقشة قضية و انما غرضه بس التهييج و الزعيق و الشتيمة فى خلق الله من الأديان و الملل المختلفة و كل اللى بيحاولوا يقللوا مد التمييز العنصرى فى المجتمع
========
الرحمة يا مصريين - ارحموا من فى الفيس بوك يرحمكم من هو فى كل مكان
No comments:
Post a Comment