Tuesday, December 16, 2014

من أحوال أهل الكتاب

من أحوال أهل الكتاب أنهم يقرأون "ولم يكن له كفوًا أحد" عشرات المرات ومع ذلك يصرون على أنهم محتكرون الله وقابضي رحمته. ويقرأون "ولكن قولوا أسلمنا" وتجدهم مصممون على أن كل من هو "مسلم" هو "مؤمن" بالضرورة . ولأن كل من هو مؤمن مصيره الجنة بالضرورة . فبالتالي يصبح "المسلمون" في نظر المسلمين هم أهل الجنة (الوحيدين) قولًا فصلًا لا يحتمل الجدل . وبالتالي يصبح الشك في أهلية "الجماعة المسلمة" أو المجتمع المسلم لدخول الجنة باب من أبواب الكفر . فتكون الصيحة الطبيعية جدا هى "أنهم قوم يتطهرون" ويصبح من يفكر وينتقد "متطهر" يجب طرده من تلك المدينة السماوية الفاضلة التي يسكنها "المسلمون" أهل الجنة والنعيم والرحمة ... لكن الواقع يقول عكس ذلك . فأهل الكتاب مشغولين بالكتاب لا بما كتب فيه ولذلك هم\نحن نعيش كالحمار يحمل أسفارًا . تقول لنا كل الآيات أن الله ورحمته حق ولا نتبارى إلا في الباطل والإفساد والمساهمة في بناء ذلك الكيان الفاسد المتجاوز للأقاليم والأعراق والطبقات الاجتماعية , ذلك الكيان يبدأ منك ولا ينتهي عندك بالضرورة , نحتاج لأن نتوب إلى الله وأن نغير ما بأنفسنا وأن نتغير للأفضل حتى نلحق بركب الانسانية والحضارة

إن لم نثبت لأنفسنا أننا أهل لرحمة الله فقد هلكنا , وإن لم نعمل كل ما تسعنا أنفسنا للتأهل لتلك الرحمة وذلك النعيم فلن نتمكن يومًا من مسامحة أنفسنا على ما ضيعناه , لا أتحدث عن عقاب الله لنا في الآخرة - بل أتحدث عن دفعنا للثمن لكل مايحيط بنا من فساد لا نحارب من أجل التطهر منه . كل نظرة حسرة تمتلئ بها عينيك على أحوالك وأحوال مجتمعك وكل لحظة خطر يتعرض لها حبيب أو قريب لك بسبب تهالك ذلك المجتمع وانهياره هى دفع فوري للثمن . قرروا وسننجح جميعا معا بإذن الله تعالى

دايما بقول مصر غنية , والحقيقة أن أغلى مورد مصري هو أهلها , أنت وأنا وصحابك وأهلك . كل واحد فينا يقدر يعمل كتير عشان الباقي . يقدر يغير من نفسه للأفضل - حسب ما هو يشوف أنه الأفضل - ويتحرك خطوة لقدام , كل خطوة أنت بتطلعها بتوفر على غيرك كتير. المستقبل حسب ما نقرر أنه يكون وحسب إرادتنا في تحقيق القرار ده

Friday, November 21, 2014

أقرا وناقش وأتعلم

ماهى استراتيجية الولايات المتحدة والناتو نحو روسيا؟

ماهى أهداف روسيا الاستراتيجية في المنطقة؟

ما الذي تعتبره روسيا تهديدًا؟

ماهى القدرات النووية الروسية؟

واسئلة تانية بيحاول يجاوبها جوناثان ماسترز في المقال المنشور على موقع Defense One (موقع متخصص في كل مايتعلق بالدفاع عن الأمن القومي لأمريكا) .. مهم جدًا نتعلم ونشوف ازاى الأمريكيين بيحللوا الواقع وبيبنوا عليه سياساتهم وقراراتهم ... لو عاوزين نتعلم الديمقراطية بجد لازم نفهم ازاى الأمة الأولى في العالم (من ناحية الاقتصاد والأمن والديمقراطية المؤسسية) بتتولى شئونها وبتنظم نفسها -- حتى لو مش بنحبها لمواقف ضد مصالحنا أو قيمنا - دي حاجة ودي حاجة

أمريكا هى اللاعب الرئيسي في مصر والعالم - وفهمها وفهم آلياتها حتسهل علينا أننا نوصل لحلول جديدة
تحقق مطالب الثورة وتغير مستقبل مصر

المقالة دي وعدد من المقالات السابقة ترجمتها للغة العربية في محاولة مني لفهم ازاى الأمريكيين شايفين العالم ومصر جزء منه ومحاولة لمشاركة المعرفة لأكبر عدد ممكن من الناس - اللي أنا متأكد من وطنيتهم وعقلهم واخلاص نواياهم - على الله ده يكون في ميزان حسناتي 

أقروا المقالات وناقشوها - مهم نحلل خطاب أوباما عن داعش وربطه بالخطوات اللي أخدها بعدها , مهم نفهم الاسرائيليين شايفين مصر واتفاقية السلام والمعونة الامريكية لمصر ازاى , مهم نعرف التكنولوجيا العسكرية رايحة لفين في العالم ونعرف احنا مكاننا فين وقدراتنا ايه , يمكن أهم مقال كان نفسي أترجمه بس سبقني موقع (راقب http://watchinfo.org/ ) هو مقال (لماذا يخسر العرب الحروب؟) مقال ملوش حل في بساطته وشموليته ودقته وبيدينا صورة ليه احنا كمصريين وعرب بشكل عام فاشلين في حياتنا ... أرجوكم أقروا المقالات وأبعتوها لصحابكم اللي ممكن يتعلموا منها حاجة ... مهم . مهم . مهم

Thursday, November 20, 2014

جوناثان ماسترز يكتب : كم تبلغ قوة الجيش الروسي؟

 كتب جوناثان ماسترز 14 نوفمبر 2014
ترجمه للغة العربية أحمد بدوي 20 نوفمبر 2014

قاذفة روسية بعيدة المدى - الصورة من طائرة تابعة للقوات الجوية الملكية البريطانية
في 29 أكتوبر 2014


عانى الجيش الروسي لسنوات من الإهمال بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ولم يعد يمثل قوة عظمى. ولكن القوات المسلحة الروسية تمر الآن بعملية اصلاح تاريخية ستؤدي لعواقب سياسية وأمنية يوروآسيوية خطيرة. يقول المسئولون الروس أن الإصلاحات ضرورية لنقل الجيش من حقبة الحرب الباردة للقرن الواحد والعشرين, بينما يخشى العديد من المحللين الغربيين أن ذلك سوف يمكّن روسيا من انتهاج سياسة خارجية أكثر عدوانية والتي عادةً ماتعتمد على القوة للتجبر على جيرانها الأضعف. ويقول البعض أن التدخلات الروسية في كلًا من جورجيا في 2008 وأوكرانيا في 2014 - كلاهما جمهورية سوفيتية سابقة تسعى للتقارب مع الغرب - تظهر أن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لإستخدام القوة لإعادة الهيمنة الروسية على محيطها القريب.

ماهى القدرات التقليدية للجيش الروسي؟

تعد القوة العسكرية التقليدية لروسيا ضخمة بالنسبة لجيرانها الأوروبيين الشرقيين والوسط آسيويين في كلًا من عدد القوات والعتاد العسكري (أنظر الجدول 1) والعديد من تلك الدول جمهوريات سوفيتية سابقة في تحالف وثيق مع موسكو. تتحالف روسيا عسكريًا مع كل من أرمينيا وبيلاروسيا وكازاخستان وقرجيكستان وطاجيكستان من خلال منظمة معاهدة الأمن الجماعي والتي شُكِلَت عام 1992. كما تضع موسكو قوات كبيرة في المنطقة: 3200 جندي في أرمينيا , و7000 في مناطق أبخازيا وجنوب أوستيا المنفصلة عن جورجيا, و1500 في منطقة ترانسنستريا المنفصلة عن مولدوفا, و500 في قرجيكستان و5000 في طاجيكستان

بيانات القوة التقليدية : البند الأول الدولة - الثاني عدد الجنود - الثالث عدد الدبابات - الرابع الطائرات المقاتلة
كما يشير التظليل للدول المشاركة في منظمة معاهدة الأمن الجماعي


وكجزء من اصلاحاتها الدفاعية فسوف تتحول معظم القوات الروسية البرية لقوات احترافية ويعاد تنظيمها لتتكون تشكيلاتها من عدد أقل من الجنود لتكون صالحة للمواجهات ذات الكثافة المنخفضة والمتوسطة. ولكن في المستقبل المنظور سوف يظل الاعتماد على القوات من مجندين العام الواحد والتدريب المحدود (الخدمة العسكرية اجبارية في روسيا للرجال من سن 18 حتى 27 عام). وتتألف القوات الهجومية المحمولة جوًا من حوالي 35000 جندي يتبع قائدهم بوتين مباشرة, وهى نخبة القوة الروسية لمواجهة الأزمات. وإدارة للعمليات الخاصة تتبع أيضًا بوتين مباشرة تم انشاؤها في 2013 لتولي العمليات الخاصة خارج الحدود الروسية.

تعتزم موسكو اعادة تسليح اقليمها القطبي وتقوم بإعادة تشغيل مطارات وموانئ الحقبة السوفيتية للمساعدة في حماية مواردها المائية الهامة وخطوطها الملاحية. ولدى روسيا الأسطول الأكبر في العالم من كاسحات الثلوج والتي تستخدم عادة في التنقل في هذه المياه. كما أمر بوتين وفي أواخر 2013 بإنشاء قيادة عسكرية استراتيجية جديدة تختص بالأراضي القطبية الروسية.

تحالف الأمن الروسي
اللون الغامق روسيا والفاتح الدول المتعاهدة معهابينما اللون الأصفر دول الناتو
والتظليل المائل المناطق المتنازع عليها والتي تسيطر عليها روسيا


في نفس الوقت لاتزال إعادة التسليح بطيئة حيث تنتمي الكثير من المعدات العسكرية للعقود السابقة. وحسب قول الخبراء فإن ما كان يومًا أسطولًا سوفييتيًا ضخمًا أصبح اليوم قوة صغيرة لحماية السواحل. وكل سفن الأسطول الضخمة حتى سفينة القيادة (حاملة الطائرات غير النووية كزنتسوف) تعد من بقايا الحرب الباردة. (للمقارنة فإن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك عشر حاملات طائرات نووية وتبني العديد من السفن الحربية كل عام). وستظل القوة الجوية لروسيا محدودة على الأقل في المدى القريب. وتقوم شركة صناعة الطائرات سوخوى بتطوير عدد من الطائرات الحديثة منها الجيل الخامس من الطائرة الشبح T-50,ولكن الانتاج بطئ في بعض الحالات ومعظم القوة الجوية الحالية تعود للثمانينات.

حاملة الطائرات الروسية غير النووية كزنتسوف


وقد وضعت روسيا أولوية عظمى في برنامجها لإعادة التسليح لتحديث دفاعاتها الجوية والفضائية, حيث أنشأت قيادة موحدة للدفاع الجوي والفضائي في 2011. وتعد منظومة S-400 عماد هذه الشبكة الدفاعية, وهى منظومة صواريخ أرض جو بمدى من متوسط لطويل, وتنتشر بالقرب من موسكو والمواقع الإستراتيجية في القطر الروسي. ويتم الآن تطوير منظومة S-500 الأكثر تطورًا.

ماهى القدرات النووية الروسية؟

لا تزال ترسانة الأسلحة النووية الروسية الضخمة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة وتعد تلك هى الخاصية الوحيدة المتبقية من خصائصها كدولة عظمى حسب قول الخبراء. فلدى روسيا 1500 رأس نووي استراتيجي محملة على صواريخ باليستية عابرة للقارات وغواصات وقاذفات ثقيلة. وهذه الأعداد تتوافق مع معاهدة (البداية الجديدة) مع الولايات المتحدة والتي دخلت حيز التنفيذ في فبراير 2011. ويعتقد أيضًا أن لدى روسيا 2000 رأس نووي تكتيكي (والتي تعرف أيضًا برؤوس مسرح العمليات أو الرؤوس الميدانية).

وتعتمد روسيا على الردع النووي بديلًا عن ضعف قوتها التقليدية في أعقاب سقوط الإتحاد السوفييتي. وقد أدى قصف الناتو ليوغوسلافيا في عام 1999 إلى زيادة مخاوف الكرملين من أن يعيق التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة قدرة روسيا على التحرك في المنطقة. فقامت موسكو بتخفيض عتبتها النووية في عام 2000 مما يسمح بإستخدام هذه الأسلحة ردًا على الهجمات التقليدية. وللمقارنة فإن عقيدة الدولة السوفيتية أختصت الأسلحة النووية بالإستخدام في حالة الرد على هجوم نووي فقط.

يتم تحديث جزء كبير من سلاح الردع الروسي: فسوف تدخل فئة جديدة من الغواصات ذات الصواريخ الباليستية للخدمة كما يتم تحديث بعض القاذفات بعيدة المدى وهناك خطط لإحلال وتبديل جميع الصواريخ الباليستية عابرة القارات التي تعود للحقبة السوفيتية خلال العقد المقبل أو نحو ذلك.

كم تبلغ الميزانية العسكرية الروسية؟

تضاعفت الميزانية العسكرية الروسية خلال العقد الماضي لتصل إلى مايقرب 90 مليار دولار خلال عام 2013( أنظر شكل 2) لتكون التالية للصين صاحبة ميزانية ال 188 مليار دولار والولايات المتحدة صاحبة ميزانية ال 640 مليار دولار وفقًا لمؤسسة أستكهولم لأبحاثالسلام العالمي. (تتضمن البيانات تمويل الخدمات العسكرية والقوات شبه النظامية وأنشطة الفضاء العسكرية والمعونات العسكرية الأجنبية وبحوث التطويرات العسكرية).

واستفاد الإنفاق العسكري الروسي من الطفرة في أسعار الطاقة العالمية خلال العقد الماضي , حيث يمثل الغاز والبترول نصف ايرادات الحكومة الإتحادية وفقًا للإدارة الأمريكية لمعلومات الطاقة. وفي 2014 فإن روسيا قد حققت نصف برنامج العشر سنوات للتحديث العسكري والبالغ 700 مليار دولار مع اعطاء الأولوية للأسلحة النووية بعيدة المدى والطائرات المقاتلة والسفن والغواصات والدفاعات الجوية والاتصالات والاستخبارات. 

ويقول المحللون أنه يجب رؤية النفقات الأخيرة في سياقها. أولًا انخفضت نفقات الدفاع بقوة خلال التسعينات ولاتزال تحت المستوى السوفييتي. ثانيًا لايزال الإنفاق الروسي لكل جندي بسيطًا بالنسبة لما تنفقه الولايات المتحدة والكثير من حلفاءها على الجندي الواحد. ثالثًا معدلات التضخم العالية في التصنيع الدفاعي والفساد المستشري يستهلكان جزء كبير من الموارد المخصصة حديثًا. وأخيرًا فإن الإنفاق العسكري الروسي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بأسعار الطاقة العالمية والذي يمكنه أن يتذبذب بشدة. يربط العديد من المحللين انخفاض أسعار البترول للثلث في منتصف الثمانينات بسقوط الاتحاد السوفييتي في 1991.

الانفاق العسكري للدول
المحور الرأسي يمثل الإنفاق بالمليار دولار
المحور الأفقي يمثل السنين
الولايات المتحدة الأمريكية باللون الأحمر
روسيا باللون الأزرقالصين باللون الأخضر


ما الذي دفع لهذه الإصلاحات؟

معركة الخمس أيام مع جورجيا في أغسطس 2008 أظهرت عيوب خطيرة في نظم القيادة والتحكم والمعدات والتسليح والتخابر - وأكدّت على أن نظام الحشد والتعبئة العسكري الروسي - حيث يمكن لملايين المجندين الزحف لحماية ارض الوطن قد عفى عليه الزمن.

ويمكن القول أن الحرب الجورجية كانت هى الحرب الأخيرة للقوات المسلحة الروسية في القرن العشرين بمعنى أنها حوربت بإستخدام التنظيم والتكتيكات والمعدات التي صممت في القرن الماضي , كما كتب روجر ن. ماكدرموت , الخبير الأسيو أوروبي لدى مؤسسة جيمس تاون في 2009.

في الأسابيع التالية للحرب الجورجية ألزم وزير الدفاع أناتولي سرديوكوف (اصلاحي نافذ عينه بوتين) الجيش بإجراء تعديلات كبيرة تتضمن تخفيض ضخم للقوات (من 1.2 إلى 1 مليون جندي) واعادة التسليح والتنظيم ليصبح الجيش قوة محترفة قادرة على التصرف السريع خلال الأزمات الحادة.

يقول الخبراء الذين يقيِّمون وضع الإصلاح الذي بدأ في أواخر 2013 بأنه يفتقر للإتجاه الإستراتيجي ويعاني من أخطاء ضخمة في التخطيط كما توقعوا مواجهة عددًا من التحديات المتعلقة بالأفراد والتمويل والمشتريات خلال الأعوام القادمة. مع ذلك يقرون بأن تلك الإصلاحات قد أدت لقفزات هائلة. حيث ورد في تقرير مؤسسة الدراسات الإستراتيجية أن "ليس هناك شك بأن روسيا مابعد التحول العسكري سوف يكون لديها قوة مختلفة تمامُا عن تلك التي دخلت بها معركة جورجيا في 2008 , قوة أكثر فعالية ومرونة وقابلة للتكيف والتطوير لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الروسية". 


ما الذي تعتبره روسيا تهديدًا؟

يعلم قادة روسيا أن التهديد بغزو بري واسع من قِبَل قوات الناتو أصبح ضعيفًا - وهو الذي كان على قمة مخاوف الحرب البادرة - ولكنهم يداومون على انتقاد توسعات الحلف شرقًا بما في ذلك خططه لنشر منظومة درع الدفاع الباليستي عبر أوروبا. وتقول الولايات المتحدة الأمريكية التي طورت تلك التقنية أن هذا النظام مصمم فقط للحماية ضد الهجمات الصاروخية المحدودة من الدول "الشريرة" مثل ايران ولكن موسكو تعتقد بأن تلك التقنية يمكن أن تُحَدّث مما يخل بالتوازن النووي الاستراتيجي. كما أعرب بوتين وقادته العسكريين مرارًا عن مخاوفهم من تطوير منافسي روسيا للأسلحة الهجومية التقليدية الدقيقة.

خريطة توسع الناتو في أوروباالأصفر سنة 1940الأزرق الباهت 1952الأخضر الغامق 1955البرتقالي الفاتح 1982الأخضر الفاتح 1999 البرتقالي الغامق 2004الأزرق الغامق 2009


تعتقد موسكو أن مايسمى بالثورات الملونة - سلسلة من الانتفاضات الشعبية في دول الإتحاد السوفييتي السابق - ماهى إلا محاولات رتبت لها الولايات المتحدة وحلفاؤها لتقليص النفوذ الروسي في المنطقة. "يبدو أن السياسة الخارجية الروسية ترتكز على مزيج من المخاوف من الاحتجاجات الشعبية ومعارضة هيمنة الولايات المتحدة على العالم, كلاهما يبدوان كتهديدات لنظام بوتين" وفقًا لديمتري جورنبرج خبير العسكرية السوفيتية لدى مركز التحليلات البحرية في فرجينيا.

ويعتقد العديد من المحللين الغربيين والروس أن مخاوف موسكو من الناتو عادة ماتكون مبالغة وتصرف الإنتباه عن مخاطر حقيقية أخرى مثل التي تلوح في محيط روسيا الجنوبي والتي تتضمن تمردات عرقية في شمال منطقة القوقاز وانتشار السلاح والعودة المحتملة لطالبان فيأفغانستان

ماهى أهداف روسيا الاستراتيجية في المنطقة؟

تحديث الجيش سوف يُمَكِّن الدولة ذات المساحة الأكبر في العالم (وأحدى أقل الدول كثافة سكانية) من الدفاع عن أراضيها الشاسعة ومصالحها القومية بشكل أفضل. ولكن الصراع في أوكرانيا وجورجيا زاد المخاوف بشأن عدوانية روسيا, وتحديدًا رغبة بوتين في استخدام القوة العسكرية بشكل منفرد للحفاظ على مجال النفوذ الروسي التقليدي.

قبل ضم كريميا بوقت قصير في مارس 2014 قال بوتين أنه سوف يدافع عن حقوق الروس في الخارج, وفي أبريل أشار إلى مساحة واسعة من الأراضي الأوكرانية ب(نوفوروسيا) أى روسيا الجديدة, وهو المصطلح الذي كان مستخدمًا إبان الإمبراطورية الروسية. ووفقًا للناتو وللمسئولين الأوكرانيين فقد أمدت موسكو المتمردين من العرق الروسي في شرق أوكرانيا بالتدريب والأفراد والتسليح الثقيل بما في ذلك الدبابات والصواريخ المضادة للطائرات. وفي نوفمبر أعترفت روسيا بالإنتخابات التي أجراها المتمردون في المناطق المنفصلة دونتسك ولوهانسك, وهى الخطوة التي كررت الإعتراف الروسي المنفرد بالحركات الإنفصالية في أبخازيا وجنوب أوستيا بعد الحرب في جورجيا في 2008.

ولكن الإصرار الروسي كان له ثمن. حيث قامت مجموعة الثمانية (والتي أصبحت الآن سبعة) بطرد موسكو من نادي النخبة في مارس. كما يواجه المسئولون والبنوك ورجال الأعمال الروس سلسلة من العقوبات الغربية التي يمكن أن تدفع الإقتصاد للركود. وسوف يعاني الجيش الروسي أيضّا. فقد أخرت فرنسا تسليم أول مركبة برمائية من اثنتين من طراز ميسترال وأصبح التعاون الصناعي-الدفاعي بين روسيا وأوكرانيا في خطر.

كما يقول الخبراء أنه ربما يكون هناك عواقب سياسية داخلية في المستقبل. "فالتصنيف العرقي الذي يستند إليه بوتين والذي تفوح منه رائحة القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين هو سلاح ذو حدين" كما كتب ستروب تالبوت رئيس مؤسسة بروكنجز في أغسطس 2014. فقد تتقلص بسببه الأراضي الروسية حيث أن مساحات شاسعة من البلاد تسكنها مجموعات عرقية غير روسية والذين من غير المتوقع أن يرحبوا أو - على المدى البعيد - يتسامحوا مع الشوفينية الروسية في الكرملين

ماهى استراتيجية الولايات المتحدة والناتو نحو روسيا؟

يعيد قادة التحالف تقييم الدفاعات في أوروبا خاصة في الشرق. ومنذ ضم الروس لكريميا ضاعف الناتو طائراته الحربية التي تراقب البلطيق ل16 طائرة وقد شهدت تلك الطائرات زيادة ضخمة في الإستفزازات التي تشترك فيها الطائرات الروسية. كما أعلن الناتو عن خططه لإنشاء قوة جديدة للرد السريع - قوة المهام المشتركة عالية الجاهزية – المكونة من حوالي 5000 جندي. ويقول الخبراء أنها سوف تكون جاهزة بالكامل في أوائل 2016 وسوف تخدم كوحدة نخبة فرعية لقوة الرد الخاصة بالناتو والتي تتكون من 13000 جندي.

بعض المحللين ينصحون التحالف بتبني استراتيجية مختلفة للاحتواء عن تلك المستخدمة في الحرب الباردة. "التخلي عن أى أمل للعودة للعمل العادي, زيادة قوة الدفاع عن دول البلطيق وبولندا , فضح الفساد الروسي في الغرب , فرض عقوبات شاملة على سفر النخبة الروسية , مساعدة أوكرانيا واعادة اطلاق التحالف الأطلنطي" كما كتب الصحفي الإنجليزي الخبير في الشئون الروسية ادوارد لوكاس.


تقول جانين ديفيدسونالخبيرة في الاستراتيجيات العسكرية والدفاعية لدى مجلس العلاقات الخارجية أنه يجب على دول الناتو التحضير لتكتيكات حرب العصابات التي أستخدمتها روسيا في شرق أوكرانيا. "يجب على الناتو الأخذ في الإعتبار ماقد يحدث إذا ومتى ظهر أولئك الرجال المسلحون جيدا والغير مميزون (مثل قوات العمليات الخاصة) والمنضبطين بشكل مريب في أحدى دول الناتو مثل ايستونيا أو لاتفيا (تحتوي الأولى على 24% والثانية على 27% من المواطنين ذوي الأصل الروسي) ثم بدأوا في الزحف لغزو آخر"

==================================


لمطالعة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية أضغط هنا
الكاتب جوناثان ماسترز نائب رئيس التحرير في مجلس العلاقات الخارجية ويكتب عن قضايا الأمن القومي والحريات المدنية

Wednesday, November 19, 2014

أستاذ اسرائيلي: هل يجب على امريكا قطع المعونة العسكرية عن مصر؟

هل يجب على واشنطن وقف معونتها لمصر بعد تولي قيادتها الجديدة؟

كتب: يهودا بلانجا
ترجم للغة العربية: أحمد بدوي 


              رغم توقيعها لمعاهدة سلام مع اسرائيل إلا أن القوات المسلحة المصرية تستمر في استقبال الآلاف من الدبابات والمئات من الطائرات من واشنطن. ووفقًا لشانا مارشال من جامعة واشنطن "لا يوجد سيناريو يمكن تصوره يمكن أن يحتاجوا فيه لكل هذه الدبابات إلا الغزو الفضائي"

بعد عقدين من انهيار الإتحاد السوفييتي وماترتب عليه من ضعف للمعسكر العروبي المتشدد, وبعد عقدين ونصف من توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية وانتهاء الخطر الأكبر على الأمن المصري, فإن احتفاظ مصر بآلاف الدبابات ومئات الطائرات المقاتلة يبدو بلا معنى. ومع ذلك فإن وقف واشنطن لمعونتها العسكرية البالغة 1.3 مليار دولار سنويا بعد اطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي أثار عاصفة من الغضب مع تهديد السلطة العسكرية بالرجوع لكفيلها الروسي السابق.

 لماذا تستمر القاهرة في الالتزام بهذه الاستراتيجية العسكرية التي عفا عليها الزمن؟ هل بالغت الإدارة الأمريكية في قدراتها معتبرة أنه يمكن التهديد بوقف المعونة العسكرية لخلق تأثير سياسي؟ وماهي آثار تلك الحادثة على مصر والشرق الأوسط؟


المشهد من ناحية نهر النيل

رغم معاهدة السلام الموقعة سنة 1979 بين مصر واسرائيل, فإن مصر لم تستوعب بعد أنها في سلام مع جيرانها في الشرق. ما يسود بين الطرفان هو "سلام بارد" حيث لم يرد نظام مبارك خلال فترة حكمه البالغة 30 عامًا أن يزد من تطبيع العلاقات الثنائية أو أن يغير من رأى العامة وتصوراتهم عن المواطنين الاسرائيليين تحديدًا واليهود بشكل عام.

ولذلك فإن ليس فقط "مصر الرسمية" بل والجمهور بشكل عام لايزال يرى في اسرائيل عدو محتمل يتحتم التكافؤ معه. وقد ألمح وزير الدفاع الأسبق محمد طنطاوي لذلك في مجلس الشعب في فبراير 1996:

السلام لا يعني الاسترخاء. فالتطوير المستمر للنظم العسكرية وسباق التسلح يثبتان أن البقاء للأقوى ... القوة العسكرية أصبحت شرطًا أساسيًا من شروط السلام.

وبالتبعية فقد أجرت القوات المسلحة المصرية مناورات واسعة تتضمن محاكاة هجومًا على دولة - دولة شرقية عادة. وفي المناورات الثلاثة الكبرى - والتي جرت في سبتمبر 1996 و أبريل 1998 وفبراير 2009 - قامت القوات المصرية بمحاكاة صد غزو اسرائيلي عن طريق عمليات الإنتقال من الدفاع للهجوم وعبور قناة السويس واستعادة السيطرة الكاملة على شبه جزيرة سيناء.

وكنتيجة لذلك فقد انتهجت مؤسسة الدفاع المصرية سياسة تكافؤ استراتيجي مع اسرائيل, تجلت في برنامج تحديث شامل طويل الأمد, بدأ منذ الثمانينات وأستمر لأكثر من عشرين عامًا. وفي نهايته كانت القوات المسلحة المصرية قد تحولت لمؤسسة عسكرية "غربية" حديثة وتخلصت من النفوذ السوفييتي الذي يعود تاريخه للخمسينات. وفي 2014 تمتلك مصر عاشر أكبر جيش في العالم بما يقارب 460000 جندي في الجيش النظامي.

وحقيقة أن الضباط المصريين (بما فيهم الرئيس عبد الفتاح السيسي) قد حضروا دورات تدريبية في مؤسسات أمريكية مثل كلية الحرب في كارلايل ببنسلفانيا وكلية القيادة والأركان العامة في فورت ليفنوورث بكنساس وجامعة الدفاع الوطني في واشنطن العاصمة تعد رمزًا بارزًا لخروج مصر من العباءة السوفيتية على عكس الماضي عندما تضمُّن مجال دراسة الضباط المصريين الماركسية وطبيعة عمل الحزب الشيوعي, هم الآن يدرسون الديمقراطية وعلو السلطات المدنية على العسكرية. ووفقًا للميجور جنرال المتقاعد روبرت سكيلز والذي خدم كقائد لكلية الحرب "هذا الجيل الجديد من الضباط المصريون قد تعرضوا للعسكرية الأمريكية وقد أعجبوا ليس فقط بالطريقة التي نحارب بها حروبنا ولكن أيضًا بالعلاقة بين الجيش والمجتمع". ومع ذلك فإن انقلاب 30 يونيو يثير شكوكًا جادة حول مدى عمق استيعاب هذه القيم الديمقراطية.

بالإضافة إلى أن القوات المسلحة المصرية تشارك في تدريبات مشتركة مع العديد من الجيوش الغربية والشرق أوسطية: في 2009 نفذ الجيش المصري مناورات مع القوات المسلحة الفرنسية والإيطالية والبريطانية والهولندية والألمانية, بينما نفذت التدريبات المصرية-التركية والأمريكية-المصرية في 2012. ذروة هذا التعاون العسكري هو مناورة النجم الساطع المشتركة بين مصر والولايات المتحدة والتي أجريت تقريبا مرة كل عامين منذ 1980. ولكن تم إلغاء مناورة 2011 نتيجة للأحداث التي أحاطت بخلع الرئيس حسني مبارك في ذلك العام, وأيضًا قام الرئيس أوباما بإلغاء مناورة 2013 بسبب انقلاب القوات المسلحة المصرية على مرسي. وفي كلا المرتين كانت هناك تداعيات لهذا الإلغاء على العلاقات المصرية الأمريكية.

الجنرال عبد الفتاح السيسي بجانب الرجل الذي أطاح به, القائد في جماعة الأخوان المسلمين, الرئيس المصري محمد مرسي. الانقلاب المدعوم شعبيًا يشكل معضلة من المعضلات الملتوية أمام السياسة الخارجية لواشنطن التي تحاول تقرير ماإذا كانت سوف تستمر في الدعم العسكري للقاهرة , وإذا فعلت ذلك , فأى نوع من الدعم ستقدمه.


المشهد من ناحية نهر بوتوماك

تعد مصر منذ عام 1979 - بالإضافة للسعودية - واحدة من حجري زاوية السياسة الأمريكية في العالم العربي. حيث عملت كوسيط في مباحثات السلام العربية الإسرائيلية والفلسطينية الاسرائيلية, كما عملت على نشر الوسطية ومكافحة التطرف في العالم العربي, كما أنها توفر الدعم العسكري للقوات الأمريكية المتمركزة في المنطقة. إن أهمية مصر الجيواستراتيجية تكمن في حقيقة أنها الجسر بين الشرق والغرب, حيث تقع في تقاطع الشرق الأوسط مع شمال أفريقيا وآسيا, والأكثر أهمية من ذلك هو سيطرتها على قناة السويس. للتحرك سريعًا بين البحر الأبيض المتوسط والخليج الفارسي فإن الأسطول الأمريكي يعبر قناة السويس بإذن من السلطات المصرية. أى تأخير أو قيود سوف تحتم على حكومة الولايات المتحدة وضع قوات بحرية بالقرب من رأس الرجاء الصالح وحوله في جنوب أفريقيا من أجل الوصول للخليج الفارسي والمحيط الهندي. وكنتيجة لذلك فيجب على واشنطن الحفاظ على علاقات وثيقة بالقاهرة رغم تغيرات النظام منذ 2011.

ويتعلق الجزء الثاني للدعم العسكري المستمر لمصر بالمزايا التي تحققها صناعة السلاح الأمريكية. يوافق الكونجرس كل عام منذ 1986 على معونة عسكرية مقدارها 1.3 مليار دولار لمصر, وهى ثاني أكبر حزمة مساعدات بعد التي تحصل عليها اسرائيل. ولكن لا يحصل الجيش المصري على هذا المبلغ نقدًا: وإنما مثل الاسرائيليين فإن نصيب ضخم من هذا الكرم يدفع للمقاولين العسكريين الأمريكيين الذين يقومون بتجميع الدبابات والطائرات وإرسالهم لمصر. نقلت واشنطن 221 طائرة F16 بقيمة 8 مليار دولار لمصر كجزء من حزمة المعونة العسكرية رغم أن المستشارين العسكريين الأمريكيين يقولون منذ سنوات أن مصر لديها طائرات ودبابات كافية ولا تحتاج للمزيد

وبالمثل فأكثر من ألف دبابة من طراز ابرامز قد نقلت لمصر منذ 1992 بتكلفة 3.9 مليار دولار رغم أن مايقرب من 200 دبابة منهم لم تخرج من علبها ولم تستخدم أبدًا. مثل هذا الاتفاق يمكن أن يكون له فوائد داخل مصر أيضًا: فمصنع أبوزعبل لإصلاح الدبابات (المعروف بمصنع 200 الحربي) في حلوان هو موقع الإنتاج المشترك لدبابات ابرامز ويعمل فيه الآلاف من العمال المحليين. وكنتيجة لذلك فإن مقاولين الدفاع الأمريكيين يربحون الملايين من الدولارات سنويًا ويوظفون عشرات الآلاف من العمال كنتيجة مباشرة للمعونة العسكرية الأمريكية لمصر ودول أخرى في الشرق الأوسط. وبكلمات بروس بارون رئيس صناعات بارون بأكسفورد بميتشيجان, والتي تصنع أجزاء الدبابة ابرامز من طراز M1A1 التي ترسلها الولايات المتحدة لمصر: "المعونة التي نعطيها لمصر تعود مرة أخرى للولايات المتحدة وتحافظ على وظائف 30 عامل من عمالي." وبالتالي فإن أصحاب الأعمال الصغيرة مثل صناعات بارون يعملون في تناغم مع المؤسسات الصناعية الكبرى مثل جنرال دايناميكس لدعم لوبي يجمع السياسيين المحليين ورجال الأعمال والاتحادات العمالية لتوعية أعضاء الكونجرس بشأن التداعيات المحلية التي قد يحدثها تقليل الانتاج العسكري أو تجميد مشاريع الانتاج.

مقاولين الدفاع الأمريكيون يكسبون الملايين سنويًا ويوظفون عشرات الآلاف من العمال في كنتيجة مباشرة للمعونة الأمريكية لمصر ودول أخرى في الشرق الأوسط. هذه دبابات ابرام يتم تجميعها في مصنع جينيرال داينامكس في ليما بولاية أوهيو


المعونة الأمريكية : الاحتجاج والمصالحة

هذه هى خلفية الجدل حول وقف المعونة العسكرية لمصر والتي ظهرت لأول مرة خلال أحداث يناير وفبراير 2011 عندما قامت قوات أمن نظام مبارك بإستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين. وتم إلغاء فكرة وقف المعونة بعد  سقوط مبارك في ضوء التنسيق والتعاون بين القيادة العليا المصرية ومثيلتها في الولايات المتحدة. كما شعرت واشنطن أن مصر تتجه لإنتخابات ديمقراطية حرة مايعني أن استمرار المعونة سوف يدعم الديمقراطية ويقوي الاستقرار في هذا البلد.

طرح التساؤل حول استمرار المساعدة العسكرية مرة أخرى بعد سقوط الرئيس مرسي في يوليو 2013, والذي كان بجميع مقاصده وأغراضه انقلاب عسكري, وإن كان بدعم شعبي مهول. النفور الأمريكي من مثل هذه التغييرات غير الديمقراطية للحكومات يترجمه قانون يمنع اعطاء المساعدة الاقتصادية - بقليل من الاستثناءات - لحكومة أى دولة تقوم بإزاحة رأس السلطة المنتخب انتخابًا سليما بإنقلاب عسكري أو فرمان. مع ذلك فقد امتنعت ادارة أوباما في البداية عن وصف ازاحة مرسي بهذه المصطلحات. ولم يكن التدخل العسكري في السياسة المصرية هو الشئ الوحيد الذي أغضب واشنطن, بل هناك أيضًا حقيقة شن القوات المسلحة حملة قمع عنيفة ضد الأخوان المسلمين.

في يوليو الماضي تم تأجيل التسليم المفترض لأربع طائرات F16. وفي 15 أغسطس ألغى أوباما المناورة المصرية الأمريكية المشتركة والتي كان يفترض تنفيذها في سبتمبر, بالإضافة لقيام مسئولين بارزين في الإدارة الأمريكية بإدانة الفض العنيف لتجمعات مؤيدين الأخوان المسلمين في اليوم السابق.

رد فعل المسئولين العسكريين البارزين وأعضاء الحكومة المؤقتة على الادارة الأمريكية لم يتأخر كثيرًا. فعلى خلفية الإنتقادات أجرى الزعيم المصري الجديد السيسي مقابلة مع الواشنطون بوست هاجم فيها ادارة أوباما. حيث قال: "أنتم تخليتم عن المصريين, أدرتم لهم ظهوركم وهو مالن ينسوه لكم." وأضاف ان تجميد تسليم الطائرات المقاتلة "ليس طريقة للتعامل مع جيش وطني" وأشتكى من ضعف الدعم الأمريكي لـ"الأحرار الذين ثاروا ضد حكم سياسي ظالم". وسرعان ما ترددت انتقاداته في كلمات حازم الببلاوي رئيس الوزراء الذي أضاف أن مصر قد حصلت على معونات عسكرية من روسيا لفترات طويلة في الماضي وبذلك فليس هناك سبب للقلق.

ومقابل هذه التصريحات القوية - وان كانت مقيدة - لمسئولين القاهرة, ظهر الغضب على المستوى الشعبي بشكل أكثر قوة ووضوح. حيث دعا حسام الهندي (أحد قادة حركة تمرد) الجموع للنزول للشوارع في يوليو بعد الانقلاب مباشرة للدفاع عن الثورة ضد الأخوان المسلمين, والذين أتهمهم بالتعاون مع الولايات المتحدة لإسقاط شرعية الثورة. وأدعى أن للجماعة تاريخ طويل من العلاقات الوثيقة مع ادارة أوباما والذي ظهر في الدور الكبير الذي لعبته في الضغط على حماس للوصول لهدنة خلال العدوان الأسرائيلي الأخير (عملية عمود الدفاع).

وعندما هددت الولايات المتحدة بقطع المعونة عن مصر أطلقت حركة تمرد حملة احتجاجية تحت عنوان "أمنعوا المعونة", تبعتها بوقت قصير بحملة "لإستعادة السيادة". احتجاجًا على ما أسماه قادتها محاولة الولايات المتحدة التدخل في الشئون الداخلية المصرية, ونشرت عريضة على موقعها الإلكتروني للدعوة لوقف المعونة الأمريكية وإلغاء معاهدة السلام مع اسرائيل: بعد التدخل الأمريكي غير المقبول في الشئون المصرية والكيفية التي دعمت بها الولايات المتحدة المجموعات الإرهابية في مصر, أوقع هذه العريضة كمواطن مصري للمطالبة بإجراء استفتاء حول موضوعين. الأول هو رفض المعونة الأمريكية بكل أشكالها. والثاني إلغاء معاهدة السلام بين مصر والكيان الاسرائيلي واعادة صياغة المعاهدات الأمنية لضمان حق الدولة المصرية في تأمين حدودها.

ولم يدخر محمود بدر (أحد مؤسسي تمرد) كلماته في مهاجمة أوباما لإدانته لثورة 30 يونيو. حيث طالب واشنطن بعدم التدخل في الشئون الداخلية المصرية خصوصًا في صراع الجيش والمتظاهرين ضد ارهاب الأخوان المسلمين, معلنًا في تعبيرات واضحة أن مصر لم تعد في حاجة لمعونة الولايات المتحدة الأمريكية: "أقول لك أيها الرئيس أوباما , لماذا لا تذهب أنت ومعونتك الصغيرة عديمة المعنى للجحيم؟" بالنسبة لبدر وأعضاء حركته الإحتجاجية فإن الكفاح المسلح واراقة الدماء كانوا ثمنًا ضروريًا لإنقاذ الأمة من جماعة الأخوان

بعد شهرين تقريبًا, في التاسع من أكتوبر, صعدّت واشنطن من ضغطها على الحكومة المصرية المؤقتة حيث أعلنت قرارًا بـ"الحفاظ على علاقتنا بمصر مع إعادة تقييم مساعدتنا للمضى قدمًا بمصالحنا بشكل أفضل". شدُّد البيان على استمرار حصول القاهرة على مساعدات الرعاية الصحية والتعليم والقطاع الخاص, كما ستساعد الولايات المتحدة مصر في حماية حدودها ومحاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن في شبه جزيرة سيناء مع توفير التدريب للقوات المصرية وقطع الغيار للمعدات العسكرية الأمريكية في مصر. ولكن أضافت وزارة الخارجية أن الإدارة الأمريكية قد قررت تجميد نقل أنظمة الأسلحة الرئيسية والتمويل للنظام العسكري حتى تشكيل حكومة مدنية ديمقراطية منتخبة في انتخابات حرة وعادلة.

وفي رد فعل الحكومة المصرية أصدر بدر عبدالعاطي المتحدث بإسم الخارجية بيان رسمي أشار فيه إلى أن تلك الخطوة تثير تساؤلات عن مدى رغبة الإدارة الأمريكية في تقديم الدعم الاستراتيجي الدائم لأمن مصر. ترغب القاهرة في الحفاظ على علاقات دافئة مع واشنطن, ولكن مع الحفاظ على استقلالها الكامل فيما يخص شئونها الداخلية ولن تتأثر بأطراف خارجية.

في الأسبوع التالي أصدر وزير الخارجية نبيل فهمي تصريحات مشابهة مستنكرًا وصول التوتر بين القاهرة وواشنطن لوضع حرج. مع ذلك فإن تجميد المعونة شئ يمكن للشعب المصري التعامل معه: "الشعب المصري لن يتردد في تحمل عواقب مثل هذا الموقف للحفاظ على حرية اختياراتهم بعد ثورتين. يجب على القاهرة فتح أبوابها لقوى أخرى مؤثرة على الساحة الدولية. مثل هذه الخطوة سوف تعطيها قنوات أخرى متعددة للتحرك وتمهد الطريق لعلاقات أقوى بروسيا والصين. وأضاف فهمي أن هناك جانب إيجابي في القرار الأمريكي: "أنه سوف يساعد كلًا من مصر والولايات المتحدة على إعادة تقييم وتقدير علاقتهم في المستقبل".  

فشلت ادارة أوباما في توقع كيف ستؤثر تصريحاتها وتصرفاتها في كلًا من عامة المصريين وقادتهم. لم تفشل فقط في تقدير عمق النفور العام من المحاولات الاستبدادية للأخوان لتحويل مصر لثيوقراطية اسلامية , ولكن الأهم من ذلك إنها لم تستوعب كيف ستُرى ردودها كإهانة وهجوم على الكبرياء الوطني. ينظر المصريون لحكومة الولايات المتحدة على أنها تتصرف كأنها أشترت البلد بالمعونة وتحاول استخدامها للتدخل في شئونها الداخلية. 
تعامل الرسميون المصريون مع الموقف بهدوء ومسئولية. فالتصريحات التي أصدرتها القيادة عكست الرغبة في الحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ولكن أيضًا نجحت في الدفاع عن الشرف الوطني. وفي نفس الوقت مهد السيسي ورفاقه الطريق لدخول لاعبين آخرين - روسيا والصين - والذين يستطيعون توفير أسلحة ومعدات للجيش المصري. 

محمود بدر , أحد مؤسسي تمرد لم يبخل بكلماته عندما هاجم أوباما لإدانته لثورة 30 يونيو, معلنًا بعبارات واضحة أن مصر لم تعد تحتاج للمعونة الأمريكية : "أقول لك أيها الرئيس أوباما لماذا لا تذهب أنت ومعونتك الصغيرة عديمة المعنى للجحيم؟"


تداعيات وقف المعونة الأمريكية

يبدو أن هناك ثلاثة عواقب رئيسية تترتب على تقليل حجم المساعدة العسكرية الأمريكية لمصر ولكن لا تقتصر كلها على مصلحة مصر. ولدورها في اسقاط مبارك فإن واشنطن أرسلت رسالة لأعدائها وحلفاءها في الشرق الأوسط أن كلماتها و"صداقتها" بلا معنى محدد. إذا كان حليف مخلص مثل مبارك - الذي حافظ على علاقات وثيقة بالولايات المتحدة وخدم مصالحها جيدًا لثلاثين عامًا - يمكن ان يجد نفسه مرمي تحت الأتوبيس عندما تكون هناك مشاكل, إذًا فليس هناك أحد آمن.

قوى انتقاد ادارة الولايات المتحدة لإسقاط الأخوان الشكوك حول مصداقيتها بعد ذلك. اسقاط الجماعة - وهى قوة دينية وسياسية تعرف بوضوح معارضتها للقيم الغربية - كان يجب أن يخدم المصالح الأمريكية, لكن على الرغم من ذلك فقد أدانته واشنطن وأدانت الجيش المصري, والذي تعتبره الغالبية أكثر علمانية ووسطية, وبالتالي أكثر اتساقاً مع واشنطن وقيمها. لم تساهم فقط التصريحات بشأن الحاجة لتجميد المعونة العسكرية في هز استقرار الشارع المصري و ولكن أيضًا بدت وكأنها تشجع الجماعات الإسلامية وتظهر عدم دعم ارادة ملايين المتظاهرين من المعسكر المعادي لمرسي. رفض واشنطن لمساعدة قاهرة مابعد مرسي ظهرت كدليل على عدم ولاء الولايات المتحدة لحلفاءها ولبعض الناس دليل على ضرورة محاربتها والخيانة التي تمثلها.

والعاقبة الثانية تتعلق بالعلاقات المصرية الإسرائيلية, وككل نقاش يتعلق بالمعونة الأمريكية لمصر يظهر فيه نقاش لمعاهدة السلام المصرية الاسرائيلية. وبرغم أن الولايات المتحدة ليست طرف قانوني في اتفاق السلام بين مصر واسرائيل وبرغم أن ذلك الاتفاق لا يتضمن أى  شروط تجبر واشنطن على امداد أيًا من مصر أو اسرائيل بمعونة عسكرية أو اقتصادية, إلا أن الولايات المتحدة قد ألحقت مذكرتين مرفقتين تحدد إلتزاماتها لكلا الطرفين. كوسيط بين الطرفين وكطرف يسعى لضمان توازن القوى في المنطقة والاستقرار والتعاون المصري الاسرائيلي, وقد أعطت واشنطن بشكل تقليدي وبموافقة الكونجرس المساعدات لكلًا من مصر واسرائيل. وكنتيجة لذلك فالإدعاء المصري بأن السلام مع اسرائيل يرتبط بالمعونة الأمريكية الاقتصادية والعسكرية مبرر إلى حد معقول.

حقًا , هناك مخاوف في اسرائيل من أن قطع أو تجميد المعونة العسكرية لمصر قد يؤثر سلبًا في التعاون الأمني بين القدس والقاهرة, بل والأسوأ على اتفاقية السلام نفسها. حيث تعتقد اسرائيل أن أموال المعونة الأمريكية لمصر هى السبب الوحيد لإلتزام مصر بالمعاهدة وان بدونها فلن يشعر النظام المصري بالحاجة للحفاظ عليها

بعد اسقاط محمد مرسي تقاربت العلاقات بين موسكة والقاهرة. في 13 نوفمبر 2013 ولأول مرة منذ غيرت مصر توجهها من الشرق للغرب في منتصف السبعينات قام سيرجي لافروف (الثاني من اليسار) وزير الخارجية وسيرجي شويجي (على اليمين) وزير الدفاع بزيارة مصر وقابلهم وزيرا الدفاع عبدالفتاح السيسي والخارجية نبيل فهمي 


النتيجة الثالثة والأخيرة للتهديد أو التقليل الفعلي للمعونة الأمريكية هو تنامي أدوار الدول الأخرى , تحديدًا روسيا في العلاقات في الشرق الأوسط. يُنظر للولايات المتحدة تحت ادارة أوباما على انها قوة ضعيفة تنسحب ببطأ من المنطقة. ولإن علوم الطبيعة - والسياسة أيضًا - تكره الفراغ فتردد الولايات المتحدة يشجع القوى المنافسة على لعب دور أكبر في مصر وهو مالا يبشر بالخير على المدى البعيد. ويشهد التاريخ الأمريكي على ذلك. 

حاولت ادارة آيزنهاور في الخمسينات استغلال المساعدة العسكرية والتكنولوجية والاقتصادية لإقناع جمال عبد الناصر بالإنضمام لتحالف لحماية المنطقة من الشيوعية. ولما فشلت مغازلة القاهرة رفضت واشنطن امداد مصر بالأسلحة المطلوبة وسحبت بعد ذلك عرضها بتمويل انشاء السد العالي. وفشلت هذه الاستراتيجية حيث وفرت موسكو السلاح للقاهرة سريعًا عبر تشيكوسلوفاكيا. في البداية لم يكن عبدالناصر يرغب في ربط نفسه بإحدى القوى العظمى, بل فضل المراوغة البارعة بين واشنطن وموسكو. وفي عملية طويلة صبورة تطورت عبر السنوات اللاحقة تحولت العلاقات السوفيتية لعلاقة اتكالية - وهى العلاقة التي ازدادت بشكل واضح بعد هزيمة المصريين في حرب 1967. عاملين هامين كانوا مسئولين عن ذلك. أولًا لم يضع الروس شروطًا لمساعداتهم للدول العربية. ثانيًا "غياب أى تصريح بأن الشرق الأوسط حيوي للمصالح الأمريكية" والذي أعتبرته روسيا كضوء أخضر للتدخل بشكل كامل.

وبرغم نهاية الحرب الباردة في نهاية الثمانينات, فإن روسيا الصاعدة تحت حكم فلاديمير بوتين لاتزال ترى الشرق الأوسط كمساحة هامة لمصالحها العسكرية والسياسية ولن يسعدها أكثر من تقليص الهيمنة الأمريكية في المنطقة. ومنذ انفجار الاضطرابات الأخيرة في الشرق الأوسط سعت موسكو لزيادة نفوذها في المنطقة عن طريق حماية نظام بشار الأسد في سوريا وحشر نفسها تكرارًا في المواجهة بين الغرب وإيران حول قدرات الأخيرة النووية. وبعد اسقاط مرسي نمت العلاقات بين القاهرة وموسكو. حيث زار وزير الخارجية المصري موسكو في سبتمبر 2013 وفي أكتوبر زار رئيس المخابرات العسكرية الروسية القاهرة. وبعدها بشهر زار وفد مصري موسكو للإعراب عن امتنان المصريين للدعم الروسي لثورة 30 يونيو التي خلعت مرسي والأخوان. ولأول مرة منذ غيرت مصر وجهتها من الشرق للغرب في منتصف السبعينات زار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو مصر في 13 نوفمبر 2013 سويًا. وبعدها بشهرين في منتصف فبراير 2014 زار وزير الدفاع السيسي ووزير الخارجية فهمي موسكو حيث كان محور الزيارة اللقاء بين الرئيس بوتين والسيسي.

ركز الحوار بين الجيش المصري والقيادة السياسية ونظرائهم الروس على تقوية العلاقات بين البلدين والتعاون في مجالات متنوعة من ضمنها الطاقة النووية. وكان على قمة هذه التفاهمات التعاون في المسائل العسكرية وصياغة صفقة أسلحة شاملة, تساوي طبقًا للعديد من التقارير مابين 2 إلى 3 مليار دولار. ووفقًا لهذا العقد, الذي تموله السعودية والإمارات, فسوف تمد روسيا الجيش المصري بطائرات MiG-29 ,وهليكوبتر هجومية من طراز MI-35, وبطاريات صواريخ للدفاع الجوي وبطاريات مضادة للمراكب وأسلحة خفيفة وذخيرة.

ومقابل هذه الأسلحة وافقت مصر على امداد الأسطول الروسي بخدمات المرفأ في الاسكندرية وتقوية التعاون بين الأسطولين في المتوسط. ووافقت سوريا بالفعل على استخدام سفن الأسطول الروسي لميناء طرطوس ولكن في حالة سقوط نظام الأسد وفقدان هذه المرافق تفكر موسكو في "الخطة ب". ويعد تقوية العلاقات بمصر خطوة هامة لروسيا في سعيها للحفاظ على دور استراتيجي هام - وحضور مستمر في المتوسط, وهو الهدف الذي يصبح أكثر أهمية مع ضم كريميا في البحر الأسود.

نستنتج:

الكساد الاقتصادي والارهاب المتنامي وانتشار العنف والمعارضة الداخلية للحكومة الإنتقالية على قمة التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه مصر. وعلى عكس ماقبل اتفاقية 1979 عندما كانت اسرائيل هى التهديد الأكبر لمصر, على القاهرة الآن أن تواجه الخطر المتمثل في المنظمات المرتبطة بالجهاد العالمي - خصوصُا أولئك الناشطون في سيناء - برؤية استراتيجية جديدة تشتمل على الوسائل اللازمة لمكافحته. من الواضح أن عصر الحرب التقليدية ذات المناورات الضخمة بالدبابات المدعومة جوًا قد ولُّى وليس هناك فائدة في تشوين كميات ضخمة من الأسلحة الثقيلة. التهديدات التي تسببها المنظمات الإرهابية الناشطة في سيناء تحتاج إلى خطة جديدة ترتكز على اجراءات رشيقة لمكافحة الإرهاب

في نفس الوقت ننصح واشنطن بالنظر لأبعد من تفاصيل المعونة العسكرية في ضوء مصالحها بعيدة المدى. المعونة العسكرية لها أهمية أبعد من الحفاظ على قدرة الجيش المصري: انها تعبر عن عمق دعم الولايات المتحدة لحليف كما أنها في الواقع تمثل اعلان للولاء للعلاقات الوثيقة بين البلدين. أى قطع أو تقليص للمعونة لمصر سوف تفهمه أى أجنحة علمانية ووسطية داخل النظام الحاكم - وسوف تفهمه المعارضة الإسلامية - كتصويت أمريكي على عدم الثقة في حلفاءها, في مصر خصوصُا ولكن أيضًا في كل الشرق الأوسط. مثل هذه التدابير التي تتخذها واشنطن تفتح الباب للاعبين من الخارج, وهم ليسوا بالضرورة وسطيين أو حداثيين, لإختراق مصر وباقي المنطقة وبالتالي تتأثر سلبًا مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.

على المدى القصير وفي أعقاب انخفاض المساعدة لن تقطع مصر علاقاتها بالحكومة الأمريكية بحسم لإن ذلك سوف يؤدي بالضبط لعكس ما يسعى له السيسي وأعضاء جبهة انقاذ مصر. مصر سوف تكون أقل استقرارًا إذا فقدت المورد الأول لمعدات وذخائر وقطع غيار جيشها وسوف يستمر اقتصادها في المنحنى الهابط الذي دخل فيه منذ فبراير 2011. على الجانب الآخر فإن فتح بوابات مصر للروس والسعوديين وآخرين سوف يعطي تلك الدول قوة ونفوذ يمكن على المدى البعيد أن يبعد مصر عن كفيلها الأمريكي. ولهذا السبب فإنه إذا أرادت واشنطن أن تستمر في التأثير على اعتبارات القاهرة السياسية فيجب عليها أن تفتح مستودعاتها العسكرية لها بدلًا من أن تغلق الأبواب في وجهها.

============================================

يهودا بلانجا : محاضر في قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة بار إيلان وأستاذ زائر في مركز موشي ديان بتل أبيب 

كتب المقال على منتدى الشرق الأوسط للدفاع عن المصالح الأمريكية, لقراءة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية أضغط هنا