Monday, March 24, 2014

اللهم نجينا من الفتنة

الفتنة : لحظة تداخل العاطفة مع العقل ، لحظة أن تصبح المشاعر مركز الفكر فتطوع العقل لخلق سراب يتماشى مع الاحتياج العاطفي الذي هو غير عقلاني بطبيعته 

يمكن للعقل البشري أن يخدع نفسه بنفسه وأن يرسم في خياله ملايين التفاصيل المرعبة عن واقع لاواقعي ليقنع نفسه بصحة أفعاله

المشكلة هنا أن الأفعال تتحول لعادات ،،، الأفعال الارادية الواعية يكون لها مايبررها ، أمام الذات على الأقل

وتلك العادات هى نتيجة رضا الذات عن صورتها في لحظة معينة ، تساوى فيها الاحتياج الحقيقي مع اللذة الحقيقية بشكل أقنع الذات أن رحلة التطور قد انتهت وأننا وصلنا لنهاية معارف الله

هنا نتقوقع في لحظة زمنية محددة ننغمس فيها ، ننسى ونتناسى ونجتهد في البقاء فيها ، ننسى أن الزمان يمر وأن التغيير هو سنة الزمان ، هنا يتحول كل دليل شاخص لدليل مشخصن يدور حول الذات والدفاع عنها ، الخوف هو الإله المزيف هاهنا ، حتى الخوف ، أحد أفضل نعم الله علينا نحوله لمصدر نقمة وخطر

هنا يجب أن نثور ، أن نستفيق ، أن نعلن حاجتنا للسلام والرحمة ، أن نسالم وأن نتراحم وألا ندع الفتنة التي يسقط فيها كل منا بذاته لتصبح فتنة كبرى تبتلعنا جميعا كما أبتلعت أقوام وأجيال غيرنا

Friday, March 14, 2014

ماشاهدته في تدريب أكاديمية القادة السياسيين

ماشاهدته في تدريب أكاديمية القادة السياسيين



١- حزب النور كان أكتر حزب له حضور في التدريب ، برغم مشاركته بعضو واحد هو الصديق المهندس هُدَيِّب لكنه كان الحزب الوحيد اللي جه بالجيل التاني منه وبانجازات حقيقية على الأرض ، يمكن أهمها أنه في وسط كل الأحزاب المشاركة أنه له عضو برلماني شاب سابق مشارك في التدريب ، والجميل أن محمد الجمل نائب المنصورة السابق عضو قيادي في حزب الوطن

٢- دخل حزب مصر القوية بعضلاته ، فأرسل ٥ ممثلين عنه تحت رقابة أحمد غنيم ، وما أدراك ما أحمد غنيم  ، ٥ ممثلين فراودة كان أكثرهم تأثيرا وتواجدا السياسي القادم بقوة للساحة المصرية محمد أبوليلة

٣- المعهد في حالة ثورة ، ثورة للأمام ، انجازاته في مجال الاصلاح السياسي والفكري تضعه في مصاف المؤسسات التنموية الكبرى في مصر والتي تحتاج لضخ استثمارات كبيرة لتكثف وتزيد من انتشار فيروس الديمقراطية والأمل في الاصلاح السلمي والمصالحة الانسانية بين مختلف فئات المصريين ، خلف بقى عنده أكونت على الفيسبوك رغم أنه مش بيعرف يقرا ويكتب ، دي نافذة للحرية انفتحت وبتعبر عن آلاف الحالات من التنوير الديمقراطي التي رعاها أو شارك فيها المعهد المصري الديموقراطي منذ انشاؤه عام ٢٠٠٩

٤- المصالحة جاية جاية ، بس المرة دي بإرادة الناس ، زى ما البشمهندس حسام قال ، نقدر نفصل بين خلافنا الفكري والسياسي وبين مصلحتنا المشتركة ، مش بس بالكلام لكن بالشراكة القايمة على انسانيتنا المشتركة وتحويل كل مافيها من تنوع لطاقة تلاحم مجتمعي وانتعاش فكري يحول بلدنا من ساحة قتال لجنة بيبنيها أهلها على الأرض

٥- تحياتي وتقديري لجهد ونشاط واصرار حركة علمانيون ، كانت الأستاذة رباب كمال خير ممثل لحركة وطنية حداثية تؤمن بالعمل تحت أى ظرف وبكل الطرق المشروعة لنشر فكرها ومثل أحمد سامر بالنسبة لي مفاجأة فبرغم تشابهنا الفكري ورغم تشاركنا في أحداث تاريخية - بالنسبة لي على الأقل - ورغم وجود أصدقاء مشتركين إلا أنها كانت المرة الأولى التي تقابلنا فيها ،،،، اللي هو كنت عاوز أقولله عشت وشفت سياسي بيدافع عن الالحاد والدولة البوليسية وسط ناس كلهم اما ضد ده أو عانوا منه! شجاعة كانت من الأحلام زمان - في العشر سنين اللي فاتوا على الأقل - لكن اعجابي بشجاعة أحمد وتركيز رباب الواضح وسعادتي بتحقق أول نموذج لديمقراطية مصرية فعالة مصغرة خلاني متقبل ومتفهم كل كلمة أحمد قالها رغم اختلافي الحاد معاه في أكتر من موقف أعلنه أثناء التدريب 

٦- المفاجأة التانية - أو التالتة - كانت في حزب الوسط ، من بدايتي في السياسة كنت بكره حزب الوسط ، بشكل مابعتبره المنافس الحقيقي لفكري، أنا علماني وفخور اني علماني ، وزيارة واحدة لمقر حزب الوسط في ندوة للدكتور عبدالوهاب المسيري خلتني أشوف أن الخطر على العلمانية هو في الاسلامين المستنيرين ، - لما بفتكر ده دلوقتي ببتسم ، لإن زى ماقال أبوخديجة وزى ماقالت رباب ، الفكرة الأصح في النهاية حتنتصر ، ده اللي بيخلي للتنافس معنى ايجابي ، - شفت في أسامة ومهند بالذات قدرة رائعة على الجدل المنطقي والفلسفي والقدرة على التأصيل لأفكارهم والدفاع عنها ، وحسيت أن حزب مصر القوية هو الجيل التاني من حزب الوسط

٧- حزب الحركة الوطنية والوطن والمصري الديمقراطي الاجتماعي والدستور والمؤتمر كانوا ممثلين بنخبة من أفضل الشخصيات المصرية الشابة ومع ذلك لم تكن للأحزاب نفسها ملامح واضحة في الفكر السياسي ، مع ذلك يتفوق حزب الدستور بوجود ديناميكية حركية أكبر وعدد أكبر من المشاركين وتغطية اعلامية جيدة جدا للحدث

٨- فريق العمل في المعهد المصري أثبت حالة من النجاح التنظيمي والعمل تحت ضغط - طبعا أنا الأسبوع ده كنت متدرب وتقييمي هنا من منظور حاولت يكون خارجي - وقدر - لحد دلوقتي يحقق نجاحات متوازية ، يعني بينما كانت البحيرة بتعلن توليها مشروع المشروع ، وبينما مديرين المعهد كلهم تقريبا كانوا خارج القاهرة لمدة أسبوع ، وكان بيتم تنفيذ أول كورس لأكاديمية القادة السياسيين كان في نفس الوقت بيتم تدريب تاني دفعة من أكاديمية السياسة ، ده غير استمرار الأنشطة اليومية التطوعية بدون توقف ، كل ده بيدل على نجاح كل فريق العمل من أول مجلس الادارة لحد كل موظف ومتطوع ومشارك ، والشكر واجب لكل واحد فيهم والشكر كمان للفريق السويدي ،ثائر وكارلوت وجاسمين واسلام 

٩- الروح الأخوية المرحة اللي سادت طول الأسبوع ده رغم سوء الأحوال الجوية ورغم التباين الفكري بين المشاركين ورغم ألش أبوليلة القاتل وحدِّة سامر ومهند وهُدَيِّب ورغم أن فكرة جلوس السياسيين المصريين على ترابيزة واحدة من غير مايشتموا بعض كانت خيالية بالنسبة لناس كتير من شهور بسيطة ، الروح الأخوية دي تضمن لي أن مستقبل أولادي حيكون في وطن مختلف تماما عن اللي عايشين فيه دلوقتي ، وطن أفضل وأأمن، وطن فيه حد أدنى عظيم من التفاهم والحرية والمحبة

١٠- النجم الحقيقي في التدريب ده كان "هى" ، المرأة المصرية اللي كانت مشاركتها في كل تفاصيل المشروع من أول ادارته لإدارة القرية للتدريب للمشاركة بيبشرنا بمستقبل مبهر لمصر، كل سياسية أو ادارية أو مدربة شاركت في المشروع هى نموذج يحتذى للمرأة المصرية اللي حتشارك في اعادة بناء بلدها وتحديثها

لسة عندي حاجات كتير عاوز أحكيها عن "سفرية شرم" لكن بكرة لازم أكون في المكتب الساعة ١٠ والا مديرتي حتبهدلني ،،، أراكم بخير 

Monday, March 3, 2014

ماأسهل أن تكون البرادعي

  • ماأسهل أن تكون البرادعي! 

  • يحتاج الأمر لضمير - وهو أمر متوفر في شباب جيلنا بوفرة- ولفرصة عمل في منظمة دولية لمدة طويلة بالخارج ولصدفة تربط رجوعك لمصر بحالة فوران سياسي وبحث عن زعيم
 سبقت الثورة العديد من المؤشرات والتشنجات وبحث المصريون عن طبيب توليد يقود العملية بخبرة أجنبية فكان استنجاد بعضهم بالبرادعي ولعن البعض الآخر له ظنا منهم أنه ملهم الثورة وقائدها لمجرد كونه شخص نزيه ذو ضمير ومبادئ

  • بالغ البعض في مدح البرادعي وبالغ آخرون في ذمه ولم يعرف عن الرجل أنه رد اساءة بإساءة أو مديحا بنفاق , قال مايمليه عليه ضميره - على قدر علمي - وترك للناس حرية الاختيار فأختار كل حسب سبيله
  • لكن هل نموذج الدكتور البرادعي هو مانحتاجه لنجاح الثورة؟ أحترم الرجل ولذلك أصر على محاولة انقاذه من التأليه الذي يصبغه عليه بعض مؤيديه
  • الحقيقة أن المسئولية تقع على عاتقنا -ذلك الجيل الحى الآن- لإيجاد عشرات النماذج التي تفوق نماذج النضال السابقة وتتعلم من قصورها وتتقبله
  • حاول المصريون كعادتهم تحويل البرادعي لفرعون جديد ، فرعون عصري يناطح الفرعون القديم مبارك، فأحترم الرجل نفسه وأنسحب مرة واثنتين وثلاثة حتى قرر الابتعاد نهائيا خشية تلوث يديه بدماء المصريين , هو موقف نبيل محترم سيخلده التاريخ
  • لكن الحقيقة أن ماتحتاجه مصر ليس مجرد ضمير شخص أو دستور مكتوب جيدا أو مؤسسات شكلية تؤدي تمثيليات مسرحية عن اختراعات وهمية وانتصارات طفولية , تحتاج مصر للكفاح والنضال والجهاد من أجل الديمقراطية والحرية والعدل , تحتاج للعمل والصبر من أجل الوصول للحداثة , غاية كل ثورة ومبتغاها
  • كرهت البرادعي أحياناً لأنني عرفت منذ البداية أنه يحترم نفسه أكثر مما يحترمنا ، كنت بشكل ما أشعر بأنه لن يكمل طريق لم يخير في دخوله
  • لكنني كنت مخطئا -كالعادة- فالرجل الحر لايجب عليه أن يطالب الآخرين بأن يحصلوا له على حريته، والأحرار لايطالبون شخصا أن يحصل لهم على حريتهم , أختار البرادعي بحرية لا نملك أن ننتزعها منه أن ينسحب من المشهد ونختار بحرية لا يملك كائناً من كان أن ينتزعها مننا أن نكمل العمل من أجل الحلم الذي نتشارك فيه جميعاً أياً كانت انتماءاتنا أو عقائدنا , الحلم المصري بدولة حديثة عادلة منظمة ومجتمع حى حر سعيد
ما أسهل أن تكون البرادعي للحظة وما أصعب أن تكمل طريقك للنهاية فتصنع أسطورتك الخاصة وتحقق حلمك المستحيل

=========



مقالات ذات صلة وممتلئة بالتوقعات الغير متحققة والأخرى الصحيحة

11 - 2009

12 - 2009

1- 2010

7 - 2010

12 - 2010