من أحوال أهل الكتاب أنهم يقرأون "ولم يكن له كفوًا أحد" عشرات المرات ومع ذلك يصرون على أنهم محتكرون الله وقابضي رحمته. ويقرأون "ولكن قولوا أسلمنا" وتجدهم مصممون على أن كل من هو "مسلم" هو "مؤمن" بالضرورة . ولأن كل من هو مؤمن مصيره الجنة بالضرورة . فبالتالي يصبح "المسلمون" في نظر المسلمين هم أهل الجنة (الوحيدين) قولًا فصلًا لا يحتمل الجدل . وبالتالي يصبح الشك في أهلية "الجماعة المسلمة" أو المجتمع المسلم لدخول الجنة باب من أبواب الكفر . فتكون الصيحة الطبيعية جدا هى "أنهم قوم يتطهرون" ويصبح من يفكر وينتقد "متطهر" يجب طرده من تلك المدينة السماوية الفاضلة التي يسكنها "المسلمون" أهل الجنة والنعيم والرحمة ... لكن الواقع يقول عكس ذلك . فأهل الكتاب مشغولين بالكتاب لا بما كتب فيه ولذلك هم\نحن نعيش كالحمار يحمل أسفارًا . تقول لنا كل الآيات أن الله ورحمته حق ولا نتبارى إلا في الباطل والإفساد والمساهمة في بناء ذلك الكيان الفاسد المتجاوز للأقاليم والأعراق والطبقات الاجتماعية , ذلك الكيان يبدأ منك ولا ينتهي عندك بالضرورة , نحتاج لأن نتوب إلى الله وأن نغير ما بأنفسنا وأن نتغير للأفضل حتى نلحق بركب الانسانية والحضارة
إن لم نثبت لأنفسنا أننا أهل لرحمة الله فقد هلكنا , وإن لم نعمل كل ما تسعنا أنفسنا للتأهل لتلك الرحمة وذلك النعيم فلن نتمكن يومًا من مسامحة أنفسنا على ما ضيعناه , لا أتحدث عن عقاب الله لنا في الآخرة - بل أتحدث عن دفعنا للثمن لكل مايحيط بنا من فساد لا نحارب من أجل التطهر منه . كل نظرة حسرة تمتلئ بها عينيك على أحوالك وأحوال مجتمعك وكل لحظة خطر يتعرض لها حبيب أو قريب لك بسبب تهالك ذلك المجتمع وانهياره هى دفع فوري للثمن . قرروا وسننجح جميعا معا بإذن الله تعالى
دايما بقول مصر غنية , والحقيقة أن أغلى مورد مصري هو أهلها , أنت وأنا وصحابك وأهلك . كل واحد فينا يقدر يعمل كتير عشان الباقي . يقدر يغير من نفسه للأفضل - حسب ما هو يشوف أنه الأفضل - ويتحرك خطوة لقدام , كل خطوة أنت بتطلعها بتوفر على غيرك كتير. المستقبل حسب ما نقرر أنه يكون وحسب إرادتنا في تحقيق القرار ده