أعتذار للراحل يسري سلامة ومحبيه
أعتذر لك سيدي الفاضل أنني لم أتعرف عليك بشكل كاف قبل
رحيلك , تعاملت معك دوما على أنك ظاهرة سياسية جديرة بالدراسة , سلفي على طريقة
الشيخ البرادعي , هكذا كنت ألقبك ولم يكن هذا يزعجك على ما أتذكر فلم تكن كئيبا أو
متكبرا ولم تقابل تعليقاتي بإنفعال أو غضب رغم حدتها أحيانا , خطئي الذي أعتذر عنه
في حق نفسي قبل أن يكون في حقك أنني أجلت دوما تكوين علاقة انسانية بيني وبين كثيرون
عرفتهم عن طريق الانترنت , ظلت علاقتنا دوما علاقة الكترونية لا يمكنني وصفها بالانسانية
, أصدقك القول أنني أخشى دوما التورط في صداقة شخص أفقده بعدها ولم تكن أنت
استثناء , اجلت التعرف عليك وعلى غيرك حتى تنتهي تلك العاصفة التي نعيش فيها منذ
سنوات , قد نتعارف ونصبح اصدقاء فيصبح واجب على أن أراعي مشاعر الأصدقاء المختلفين
معي سياسيا وهو أمر جد مرهق في كل تلك المواقف المتلاطمة
لم أعلم عنك سوى أنك سلفي خفيف الروح والظل تعشق د.البرادعي وتعمل
بمكتبة الاسكندرية , يحبك الليبراليون ليس لكونك سلفيا بل لأنك تشبههم ولو لم تكن
تشبههم لما تحدثوا عن حرمة الموتى , لو كان المتوفى سلفي آخر مثل عبدالمنعم الشحات
أو غيره لكانت السخرية والشماتة ملأت أرجاء تويتر , أعلم أنك لم تكن لتوافق على
ذلك ولم تكن لتشارك فيه كما أعلم أنني لم أكن أقصد أن يفهم ذلك من تعليقي على
رحيلك
سيدي الفاضل , أتركك في سلام – أعلم أنك في سلام لإن من
يجتمع له حب الناس بهذا الشكل لا يمكن إلا أن يكون في سلام وأوجه كلامي لمحبيك
علهم يتفهمون
السادة محبي المرحوم محمد يسري سلامة أعتذر لكم على اساءتي
لمشاعركم دون قصد وأعترف انها اساءة ناتجة عن سوء تقدير شديد مني , لقد استقبلت خبر
الوفاة بدهشة – وليس بسخرية - لتزامنه مع افول نجم حزب الدستور واسترسلت في كتابة
خواطري عن الموت وعن استقبال الناس له دون أن أتصور أن كلمات قليلة على تويتر يمكن
أن تسبب كل ذلك الأذى لمشاعر أشخاص لا أعرفهم ولا يعرفونني .. خواطر عادية أكتب
مثلها يوميا لكنها أتت في اطار تعليقي على خبر وفاة شخص تعاملت معه كظاهرة سياسية أكثر
مما تعاملت معه كصديق أو كإنسان – وهو خطأ أعترف بالوقوع فيه - مما صدم محبيه وجعلها
تبدو وكأنها "شماتة" في موته
لا أدرى ان كان من الحكمة أن أحاول تفسير رد فعلي الذي
رآه البعض غريبا ورآه الآخرون خارج عن حدود اللياقة ولكن في الحقيقة لم يكن تعليقي
على وفاة د.يسري يحمل في نيتي أى معنى للشماتة أو السخرية من الراحل - فأنا أصلا أرى
أن الموت هو أكثر حوادث الحياة منطقية وطبيعية وضرورة - ولا أفهم كيف يمكن لإنسان
أن يشمت في وفاة انسان – اللهم الا اذا كان طاغية مثل القذافي أو مجرما مثل شارون –
سوف يموت مثله عاجلا أو آجلا!
أرى الموت أمراً طبيعيا - حتى أنني لا أجد غضاضة أن
أتمناه لنفسي أحيان كثيرة – واعتقادي الشخصي - الذي عبرت عنه بشكل فهم خطأ أنه
شماتة أو سخرية - أنه يجب أن يكون استقبالنا للموت احتفاليا تتويجا لنهاية رحلة
الحياة بكل ما فيها من نجاحات وكبوات. كنت أتحدث عن نفسي عندما كتبت أنني أتمنى أن
يتذكرني الناس بما هو أكثر من كلمات أكتبها على تويتر , قطعا لم أقصد بذلك الراحل
يسري سلامة فأنا لم أكن أعلم شيئا عن اسهاماته في الحياة رغم تبادلنا التعليقات
أحيانا وكان من الغباء وربما النرجسية أن أضع تلك الجملة في ذلك السياق حتى فوجئت
أن معظم من قرأها ظن أنني أتحدث عن الراحل رغم أنني أتحدث عن نفسي بالتحديد ولم
أكن ولا يمكن أن أعنيه بها
أعتذر لك د.يسري وأعتذر لمحبيك الذين كسبت محبتهم عن
جدارة وأتمنى أن يكون ماشرحته كافي للصفح
أعتذر أيضا للزملاء والأصدقاء الذين شاء قدرهم أن يكونوا
معي في نفس المؤسسة السياسية التي نسعى فيها سويا لخدمة المجتمع حيث حولتكم فجأة
لمتهمين في انسانيتكم وتوجب عليكم الدفاع عن أنفسكم بسبب آراء خاصة بي لم نكونوا
مسئولين عنها أو مشاركين في صياغتها وأعلم يقينا أنها صادمة لأغلبكم ربما أكثر من
غيركم , ورغم أنني أرفض أن يحاسبني أحد على آراء زملائي الخاصة وأرفض أن يحاسبوا
هم على آرائي الخاصة احتراما لتنوع الآراء والأفكار وحرية التعبير إلا أنه كان خطأ
جسيم مني أن أضعكم في ذلك الموقف دون ذنب منكم وهو ما يدفعني لمراجعة آرائي بخصوص
الاطار الذي يمكن لي العمل من خلاله لخدمة المجتمع ومدى ملائمتي للعمل داخل مظلة حزبية
من عدمه , ولكن ذلك حديث آخر