روح عجوزة في جسد عجوز أو شابة في جسد شاب أمر طبيعي، روح شابة في جسد عجوز أمر منعش، روح عجوزة في جسد شاب أمر مثير للشفقة
بعدما كتبت العبارة السابقة نظرت لروحي فوجدتها مرهقة متعبة في جسد يلفظ أنفاسه ثقيلة كأنها آتية من منجم فحم
عمري كله قضيته أكره دون كيشوت, ذلك الأبله الذي قضى عمره كله يحارب طواحين الهواء ، رغم ذلك أخشى كثيرا أنني أصارع الهراء
ما الذي تقوله؟ ولماذا تقوله؟ وهل صنع ماقلته فارقا من قبل؟ وهل سيصنع فارقا في المستقبل؟ هل ماتقوله يعبر - حقا - عنك أم أنه ليس لك؟
الآن. ماالذي يضمن لك أن ماتقوله هو ماتريد قوله فعلا؟ من أكد لك أنه ليس مايريدون لك أن تقوله؟ وكيف تثق فيمن يؤكد لك ذلك؟
هل أحلامك هي أحلامك حقا؟ الأمر من ذلك هل آلامك هي آلامك حقا؟ ألا تحلم بما يخبرونك أن تحلم به؟ ألا تتألم لما يخبرونك أنه مؤلم؟
بدأت برفض ظلم غير مفهوم وقع على شخصي, ثم رفضت ظلما واقع على مجتمعي وأهلي وعشيرتي فإذا بي أجده ظلم تغرق فيه البشرية
هل جربت القتل؟ هل جربت الموت؟ هل جربت العشق؟ هل جربت الذوبان في الذات الإلهية؟ هل جربت الكفر بالذات الإلهية؟ هل أنت أنت؟
هل عشت الأمل حتى صار حقيقة؟ هل قاومت الألم حتى صار رفيقك؟
هل تتذكر رائحة أول كيس جنود بلاستيكي فتحته وانت طفل؟ هل لازلت طفل؟ هل خرجت من الطفولة؟ هل كنت طفلا حقا في يوم من الأيام؟
صار لك الكثير من الأعداء، زادت الطواحين وازداد الإزدهار حولك , وازدهر الخوف في قلبك ، الخوف من الطواحين والخوف من الوحدة
صارت الطواحين محطات طاقة ، فمات كيشوت بصاعقة كهربية ،
الصاعقة أصابت عقله ففهم كل شئ ، مات يوم فهم
فقط لمعت في عقله شهوة قبلة قبل الموت , قبلة أولى مسروقة مرتبكة , قبلة شهوانية لا تنتهي ولا تنطفأ نيرانها بالموت ،
شهوة لا تنطفئ بموت الموت ،، يموت الموت, يموت الموت , نموت نموت ويحيا الموت
لم يكره الدون كل الطواحين , أحب بعضها , بل هو أبغض الطواحين لإنه أحبها , طاحونة عابثة طحنت قلبه طحنا فصار عجينا مخبوزا بالحب
حب بلا أمل, صار حرب بلا ألم, صار عبث بلا ملل، صار كيشوت بلا سيف, صار سيفا بلا فارس، صار فرسا بلا خيال, صار خيال بلا واقع, صار واقع بلا حب
أرهقت الحرب كيشوت فقرر توقيع اتفاق سلام, لم يجد طاحونة تجيد توقيع الأوراق فغضب وقرر استمرار الحرب,
استمرت الحرب حتى مات كيشوت وحتى اندثرت الطواحين وحتى صدأ السيف, استمرت الحرب واستمرت ذكرى كيشوت ملك الحروب الوهمية
No comments:
Post a Comment