توفى بن
كوروكي عن 98 عامًا وقد تغلب على التحيز ضد الأمريكيين من أصل ياباني للقتال لصالح
الولايات المتحدة
كوروكي أثناء الحرب العالمية الثانية أثناء زيارته لمعسكر احتجاز |
كتب : ريتشارد جولدشتاين (5 سبتمبر
2015)
ترجم : أحمد بدوي (6 سبتمبر 2015)
توفى بن كوروكي , الأمريكي-الياباني
المدفعجي في القوات الجوية الأمريكية والمُكرًّم خلال الحرب العالمية الثانية والذي
حصل على الإشادة على الأراضي الأمريكية في نفس الوقت الذي عُزل فيه عشرات الآلاف
من الأمريكيين اليابانيين في معسكرات الإحتجاز الإداري لخطرهم الأمني المفترض , عن
عمر 98 عام يوم الثلاثاء الماضي بكاليفورنيا.
العديد من
الأمريكيين من ذوي الأصول اليابانية خدموا بشرف في القوات البرية. ولكن القوات
الجوية لم ترغب في السيد كوروكي أو بمعنى أصح لم ترغب في أى أمريكي من أصل ياباني.
ولكنه وعلى
الرغم من ذلك أصبح أحد رجال القوات الجوية وحصل على ثلاثة أوسمة للخدمة المتميزة,
وشارك في الغارات فوق أوروبا وشمال أفريقيا وبعد ذلك حصل على إذن خاص من وزارة
الحرب للمشاركة في المهام فوق اليابان
وفي العقود
التالية للحرب تراجع السيد كوروكي عن أنظار العامة. ولكن في أعوامه الأخيرة أشتهر
مرة أخرى.
حيث أشارت جريدة
نيويورك تايمز في افتتاحيتها يوم 7 ديسمبر 1991 في الذكرى الخمسين للهجوم الياباني
على بيرل هاربور كيف "طلب الجنرال جورج مارشال وكذلك الجنرالات برادلي وسباتز
ووينرايت وجيمي دوليتل مقابلته"
وحيًّت
الإذاعة العامة السيد كوروكي في وثائقي عام 2007 تحت عنوان "الابن الأشرف Most
Honorable Son" وهو الاسم الذي أطلقه عليه أحد أفراد طاقم القاذفة التي عمل
عليها
كوروكي 1985 |
وبسبب حملة شنها
زملاؤه في الخدمة بالنيابة عنه حصل على ميدالية الشرف العسكري في العام 2005.
وقال السيد
كوروكي في احتفالية تسلم الميدالية في نبراسكا "كان يجب على أن أقاتل
بإستماتة من أجل الحصول على حقي في القتال من أجل بلدي , والآن أشعر بأني كنت
محقًا في ذلك"
وشارك السيد
كوروكي - والذي ولد وتربى في نبراسكا لوالدين مهاجرين من اليابان - في 58 مهمة قصف
جوي
وقد حيًّته
مجلة تايم في العام 1944 تحت عنوان "أبطال : بن كوروكي , أمريكي" وقد حصل
على القبول الكامل من زملاءه في الطاقم.
وعندما كان
في أجازة زار معسكرات الإحتجاز للتحدث عن الخدمة العسكرية مجسدًا الوطنية في
مواجهة المشاعر السلبية التي واجهت المنحدرين من أصول يابانية رغم أن العديد منهم
مواطنين أمريكيين.
وُلد
كوروكي في جوتنبرج نبراسكا في 16 مايو 1917 وترعرع في هيرشي نبراسكا, وكان واحد من
عشر أخوة وأخوات في عائلة مزارعين. وبمجرد دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية
الثانية أنضم وأخيه فريد للقوات الجوية. وبرغم أن القوات الجوية رفضت تسجيل
الأمريكيين من أصل ياباني إلا أن مسئول الكتيبة وقع على انضمامهم لذلك الفرع رغم
ذلك.
ورغب بن
الذي كان طوله خمس أقدام وخمس بوصات (1.65 متر) في أن يصبح طيارًا بينما رغب أخاه
فريد في أن يكون ملاحًا. ولكن نُبِذ الأخوان من قِبَل زملاءهم في التدريب وأسندت
إليهم المهام الوضيعة في المعسكر. ونقل فريد رغمًا عن ارادته لسلاح المهندسين.
ولكن بن كان شديد الحماس والشغف في طلبه للطيران حتى أنهم سمحوا له بالمشاركة في مجموعة
القصف 93 , والتي قادت طائرات من طراز (B-24 ) بعد فترة من
رفع اسمه من القائمة. وفي البداية عمل ككاتب في الوحدة ولكنه حصل على التدريب على المدفع
الآلي وبدأ في المشاركة في الغارات الجوية.
وشارك الرقيب
كوروكي في غارة أغسطس 1943 على حقول بترول بلاويستي في رومانيا والتي أمدت آلة
الحرب الألمانية بالوقود. وبعد استكمال الخمسة وعشرون مهمة المطلوبة قبل إعادة التوزيع
تطوع للإستمرار في الطيران وسمح له بالمشاركة في خمس مهام أخرى.
وفي جولته الثلاثون فوق منستر
بألمانيا ثقب قناع الهواء الخاص به بسبب قذائف المضادات الأرضية وأنقذه زميل له
بوضع قناع احتياطي على وجهه
وفي فبراير
1944 عندما كان الرقيب كوروكي في استراحة في مركز اعادة التوزيع في سانتا مونيكا
بكاليفورنيا تحدث إلى نادي الكومنولث المرموق بسان فرانسيسكو, والذي تضمن أعضاؤه
رجال أعمال ومعلمين وصحفيين.
قائلًا :
"عندما تعيش مع الرجال في ظروف المعركة لخمسة عشر شهرًا فأنت تبدأ في استيعاب
ما الذي تعنيه الأخوة والمساواة والتسامح حقًا."
وحياه
الحاضرون بتصفيق مطول.
وفي جولته
التالية في معسكرات الإحتجاز حياه البعض لوطنيته وقابله البعض الذين شعروا
بالمرارة بسبب احتجازهم بإستياء.
وقاتل
الأمريكيون من أصل ياباني على نحو مشرف في الكتيبة 442 القتالية في الحملة الإيطالية
وشاركوا في الخدمة العسكرية الإستخباراتية بترجمة الوثائق اليابانية والتحقيق مع
أسرى الحرب أثناء مشاركتهم مع الجنود ومشاة البحرية في معركة المحيط الهادي
ولكن هناك
القليل من الأمريكيين اليابانيين الذين تسللوا بشكل ما عبر الحظر الذي فرضته
القوات الجوية على تسجيلهم للخدمة وشارك البعض منهم في الأطقم المقاتلة. ورفض قادة
الرقيب كوروكي طلبه للمشاركة في الغارات فوق اليابان , ماعكس مخاوفهم بشأن المصير الذي
سيواجهه كأمريكي ياباني هو وأى من أفراد عائلته في اليابان إن تم أسره.
ولكن وزير
الحرب هنري ستمسون أعطى استثناء للرقيب كوروكي بناء على سجله الناصع في المعارك
الجوية وبناء على تزكية من عضو بكونجرس نبراسكا.
"إن
وجهي ياباني ولكن قلبي أمريكي" كما أقتبست منه جريدة أوماها وورلد هيرالد
عندما علم بالقرار.
وأصبح كوروكي مدفعجي في مجموعة القصف
505 التي قادت طائرات من طراز (B-29) والمتمركزة في جزيرة تينيان وشارك في 28 غارة فوق اليابان ومنها
قصف طوكيو في مارس 1945. وكرمه زملاؤه بتسمية قاذفتهم "السيد الشريف The Honorable Sad Saki"
ولكن في
الأسابيع الأخيرة من الحرب قام جندي مخمور غاضب من أصول كوروكي بطعنه في وجهه في
الثكنات. وتدخل زميل له لإنقاذه.
وحصل السيد
كوروكي على درجة علمية في الصحافة بعد الحرب من جامعة نبراسكا وأصبح ناشر ومحرر
وصحفي لصحف صغيرة.
وترك كوروكي
زوجته وثلاثة بنات وأخت وأربع أحفاد وابن حفيد واحد
ورويت قصة
السيد كوروكي في سيرة ذاتية نشرها رالف ج.مارتن في العام 1946 "ولد من
نبراسكا" وكتب المقدمة لها عريف آخر مقدمًا بطل غير متوقع للحرب الجوية.
وكتب فيها : "انها قصة شخص صغير
ساهم في الحرب جاعلًا زملائه فخورين بإرتداء نفس الزى الذي ارتداه وسوف يجعلك فخور
بأن تكون من بلدياته"
لمطالعة المقال الأصلي باللغة الإنجليزية أضغط هنا