Sunday, September 16, 2012

صراع الإله ثور من أجل البقاء


كل الأشياء غير العاقلة تعيش في عالم المادة فقط, بينما يعيش الانسان بين عالم المادة وعالم آخر يخلقه عقله هو عالم الخيال, فالانسان له وجود مزدوج, والإله لاوجود مادي له ويعيش في عالم يوجد فقط في خيال الإنسان، كل منا يتصور الإله بشكل مختلف، ليس معنى ذلك بالضرورة أنه ليس موجود بشكل ما في عالم آخر لكنه لايتدخل في العالم المادي ، العلم يثبت بالتدريج أنه لاتدخل لإرادات خارقة في العالم المادي

الإله لا يتدخل في العالم المادي، حتى أنك لو كنت جمادا لما تصورت وجود إله لإنك والكون حولك تسيران وفقا لقوانين وقوى الطبيعة ولا يوجد لديك عقل يتصور وجود إرادة خارجية لتحريك الأشياء ،، ليس لديك عقل يتصور وجود إله

ولو أن العالم كله كان من الجمادات لما ظهرت فكرة وجود الإله، فتصور وجود الإله يحتاج لمن يعي وجود كيان لذاته أولا وإرادة ثانيا ثم وجود قدرة على الخيال والتجسيد لعوالم أخرى لا يراها في الواقع

تحدث الحوادث لإن من طبيعتها أن تحدث, ولولا وجود العقل لما تصور أحد أنها تحتاج إرادة واعية للحدوث، دون عقل لظل كل شئ يحدث دون تساؤل عن سبب حدوثها, لإن وجود تساؤل يحتاج لوجود عقل يتسائل

يتخيل أصحاب فكرة وجود إله أن جميع الكائنات تعلم بوجوده بل وتناجيه! خيال دون دليل ،، لإن الصراع من أجل البقاء بلا رحمة ، لا دليل على معرفة الكائنات الأدنى في التطور لوجود كائن خالق أسمى ذو إرادة منفصلة عن الطبيعة، الكائنات الحية غير البشرية تعيش حياة ميكانيكية تماما، صراع مستمر من أجل البقاء، الكائنات الحية غير العاقلة لا تدري عن وجود ذواتها المستقلة، ومن لا يدري وجود ذاته لايتصور وجود ذات أخرى غير مادية

لا أنكر هنا وجود الإله, فعدم وجود دليل ليس دليلا على عدم الوجود, بل أن وجود إله يستدعي بالضرورة ألا يوجد دليل مادي عليه ليكون إيمان المؤمنين به عن غيب

لا يقوم الطائر أو الحيوان أو الحشرة بالدعاء حتى يأتيه الطعام أو ينجو ممن يفترسه، فكرة الدعاء فكرة بشرية تأتي بعد تصور وجود ارادة أعلى من الإرادة البشرية، إرادة تحرك الطبيعة, الحيوانات كلها متساوية أمام الله لإنها لا تتصور وجوده، هو بالنسبة لها محايد كقوانين البقاء فهي كلها تسعى للحياة عن طريق افتراس غيرها ولا يوجد منها من هو "خير" أو "شرير"

الانسان فقط أخترع وصف الحيوانات ب"الخير" أو "الشر" حسب منفعتها له، فتخيل أن الثعبان شر لإنه قادر على إيذاء الإنسان وأن العصفور خير لإنه غير قادر على إيذاء الإنسان، بل أنه قد يكون مصدر غذاء للانسان ،،، رغم أن العصفور بالنسبة للحشرة وحش كاسر شرير لا يتورع عن قتل أطفالها وتقطيعهم إربا، لكن الحيوانات والحشرات لاتمتلك عقلا يمكنها من تصور وجود توصيفات "خيرة" و"شريرة" لبعضها, هي فقط تسعى للبقاء على حساب غيرها

الانسان العاقل هو الكائن الوحيد الذي يرى عالمه ويتفكر فيه ويتصور وجود عالم آخر يحتوي على كائنات أخرى، عالم يتحكم في قوى الطبيعة في عالمنا وهذا التصور ناتج من آلاف السنين التي لم يكن الانسان يفهم فيها قوى الطبيعة ويحتاج لتفسير - لإنه الوحيد صاحب العقل وصاحب القدرة على التساؤل - وكان عقله خالق العالم الموازي كإجابة عن تساؤلاته التي خلقها نفس العقل

ولذلك فكلما تطور فهم الانسان لطرق العمل الطبيعية - التي لا تحتاج إلى إرادة خارجية لتصنعها - لقوى الطبيعة كلما ضعفت في ذهنه الحاجة لإجابات تخيلية وكلما تلاشت فكرة وجود عالم آخر، الحاجة لعالم آخر تنتفي كلما فهمنا عالمنا ولم يعد غامضا يحتاج لتفسير من خارجه، كلما علمنا أكثر عن عالمنا كلما أصبحت فكرة وجود عالم آخر من الملائكة والشياطين التي تسبب الأشياء في عالمنا فكرة غريبة وغير مفهومة وغير مطلوبة، كلما زاد علمنا كلما تنحى الإله عن المشهد حتى أن الإبقاء عليه وعلى عالمه الآخر في عقول الناس يحتاج لصراع شديد مستميت، يحتاج للكثير من القهر لإجبار العقول الحديثة على الإحتفاظ بنفس تساؤلات العقول القديمة لكي تقبل بنفس الإجابات القديمة وتخلق عالما موازيا كإجابة، هذا يحتاج لتجميد العقول وعزلها عن الإجابات الحديثة التي تؤدي معرفتها لإنتهاء الحاجة للعوالم الموازية التي نشأت كإجابة عقلية عن الأسئلة التي لم يكن لها حل قديما

أصبحت العوالم الموازية مصدر أسئلة لايمكن للواقع الإجابة عليها لإنها لا تنتمي له


تخيل معي أن أحد سكان الشمال "الفايكنج" كان مجمدا منذ ألف عام في الجليد ثم وجده العلماء وأعادوا له الحياة، سوف يعود وسوف يعود معه تصور وجود عالم الآلهة القديمة المعقد, تخيل كم المجهود الذي سيبذله لمحاولة إعادة إحياء ذلك العالم الذي يعيش في خياله، تخيل كم سيحاول أن يشرح لنا أن ذلك البرق في السماء هو طرقات الإله "ثور" وأن تلك الرياح هي نفحات الإله "تشو" ،، سنضحك عليه حتما لإننا نعلم ان البرق والرياح ماهم إلا ظواهر طبيعية - تحدث لأسباب مادية ولا تحركها إرادة عاقلة مجهولة - لم تكن مفهومة في عالمه فأضطر إلى خلق عالم موازي خيالي ليفهمها على أنها ناتجة عن ارادة عاقلة يمكنه التواصل معها والتأثير فيها بالقرابين والدعاء ،، الخ ،،

تخيل لو سخرنا من ذلك المبعوث من القبر الجليدي ومايعتقده، المتوقع أنه سيحاول - في ثورة غضب - الإنتقام ممن لا يؤمن بوجود الإله "ثور" أو سيتحول - في لحظة يأس - إلى الصمت والانعزال حتى لا يسمع مالا يريد سماعه حفاظا على عالمه الخاص ،، لقد أرتبط بفكرته - الإله ثور - عاطفيا، فقد ورثها ولايمكنه بسهولة أن يتخيل أن آباءه كانوا خاطئين

وربما سيقوم بمحاولة الاستماع للتفسيرات الحديثة، وقتها ستجده يترك إيمانه بالإله "ثور" ،، لكن حتى تركه للإيمان بفكرته القديمة قد يأخذ وقتا طويلا ومراحل عدة، قد يسقط عن إلهه "ثور" القدرة على التدخل الكامل في العالم المادي ويبقيه محبوسا في العالم الموازي - داخل عقله – لا يخرج إلا في الأوقات التي تحدث فيها أحداث لا يستطيع العلم تفسيرها وسوف يستند إليه في تفسير تلك الأحداث، بل ربما يتصور أن بعثه من الجليد تم بترتيب من "ثور" لكى تعود عبادته في الأرض مرة أخرى على يديه, ولن يستوعب ان عملية إعادة إحياؤه ماهي إلا عملية علمية بحتة بدون تخطيط من إلهه

هذا بشكل ما يحدث في عالمنا المعاصر لأشخاص لم يعرفوا يوما أن كان هنالك عالم تخيلي كان فيه إله يدعى "ثور"،،، أشخاص لهم عالمهم التخيلي الخاص بهم

السؤال الملح هنا ، هل من حقي السخرية من فكرة وجود الإله "ثور"؟ هل من حقي ان أهين العالم التخيلي الذي خلقه عقل ذلك البشري العائد من التجميد؟ ،، لكن أليست تلك الفكرة هي فكرته وذلك العالم من انتاج خياله؟ ألا تعد السخرية منها سخرية من صاحبها مثل السخرية من ذوقه في الملابس؟ وماذا لو عاد معه الآلاف والملايين المؤمنين بثور؟ هل ستعد وقتها السخرية من عالمهم الخيالي عنصرية وتمييز؟, هل يجب علينا احتراما لذلك الإنسان العائد من التجميد ألا نسخر مما يعتبره - لفرط بدائيته - فكرة عزيزة عليه بشكل لا يمكننا تصوره لدرجة أنه يحاول منع الناس من السخرية منها

مجرد التفكير في وجود تهمة بإسم ازدراء الأديان هو في ذاته ازدراء للإنسان ولحقه في رفض مالا يؤمن بيه والسخرية منه أيضا, فالقدسية للانسان وفقط لكن هل يمكن اعطاء ذلك العائد من التجميد فرصة لبعض الوقت حتى يتأقلم مع العالم ويحيل "ثور" إلى رف الذكريات بإختياره؟

نحتاج للكثير من التفكير ،، نحتاج لزيارة عوالمنا الموازية حتى نأتي منها بالوحى الخاص بنا ، حتى نأتي بإجابة

1 comment:

Anonymous said...


ثقافة الهزيمة .. يوميات البقرة الضاحكة‏

" الإفطار عبارة عن بيض وفول وزبادي، والغداء جمبري بالصوص، والعشاء فول مدمس، أما كلب سعادة البيه، فالغذاء شوربة خضار وفراخ والعشاء عسل نحل وزجاجة مياه معدنية " هذه هي إحدى القوائم التي اعتاد الحاج سلامة أبو لبن علي مدار 29 عاما أن يعدها، وأن يتلقي الأمر بإعدادها هاتفيا، لكن ليس في أي مطبخ عادي إنه مطبخ الرئاسة بقصر العروبة..

.باقى المقال بالرابط التالى www.ouregypt.us


قال د.عبدالله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق أنه يجب دفن الرئيس المخلوع حسني مبارك في إسرائيل بعد وفاته، مبارك كان يكره مصر ويتآمر عليها، داعيا الي دفنه بعد وفاته بجوار اليهود الذين أحبهم وأحبوه بشدة، أن تراب مصر الطاهر لا يمكن أن يدفن به شخص خائن مثل مبارك المخلوع.