Monday, September 8, 2014

كلمة للمؤتمر العام

الحكم العسكري ضروري في حالة الأزمات الغير اعتيادية ، لكنه لأنه بيتبني بالأزمات مايقدرش يعيش مدة طويلة غير بإستمرار الأزمات وتفاقمها ، الحاجة الوحيدة القادرة على انهائه هى وعى المجتمع وقدرته على الوصول لاتفاق على المستقبل وآليات ادارته وآليات توزيع الموارد فيه بشكل عادل 

الحكم المدني ملوش طريقة غير الديمقراطية ، والديمقراطية مش مجرد آليات توزيع مناصب في الدولة ، الديمقراطية يعني الرشد ، يعني القدرة على اتخاذ القرار السليم بناء على دراسة وفهم ونقاش وكل ده لم يتوفر للمصريين لإن القوى اللي أنتجها عشرات السنين من القمع والارهاب هى قوى تنظر للقمع على أنه وسيلة النجاح الأمثل 

محتاجين نبني قوى مجتمعية جديدة بشبكات جديدة أكثر انسانية وتعددية واحترام عشان القوى دي هى اللي حتقود المجتمع للخلاص ، الخلاص الوحيد اللي أعرفه هو الخلاص من الخوف ، والخوف ناتج من الجهل ، جهلنا ببعض كأهل وطن واحد هو أكبر عائق لينا من تفهم بعضنا البعض وبالتالي أكبر عائق في سبيل توصل المصريين لتسوية تكون بداية عهد جديد من البناء يستكمل مابدؤه جدودنا ، أهل مصر الأوائل ، العائق الوحيد في سبيل تحررنا من الخوف ومن ثم التوحد في منظومة عمل مجتمعي متكامل لارجاع مصر لسابق عهدها من التقدم والازدهار

قدر مصر ان تكون ارض عظيمة وقدر ساكنيها أن يروا فيها ايام نعمة ورخاء وأيام ضنك ، مجاعات ، انتصارات ، انجازات حضارية وثقافية ، فشل ونجاح. وقدرنا اننا نحيا في عصر الحرية (انظر حولك ، كم دولة سابقانا وكام مجتمع عايش افضل مننا) وفي ذلك العصر يتحول كل مواطن لملك ، انسان يمتلك حقوق وله نصيب مضمون في الموارد

 لكن ككل عمليات التطور فعصر الحرية بيتبني واحدة واحدة ، كل امة بتدخله بإختيارها لما يحين موعدها المناسب ، لما ولادها يقدروا يتفقوا على ادارة مجتمعهم جماعيا بالشورى والديمقراطية والتعاون والتنافس تحت اشراف القانون ، أرى في الأمة العربية وفي قلبها الشعب المصري القدرة الكافية للحاق بركب الحرية التي سبقتنا اليه أمم أخرى ، لكن ذلك يحتاج الكثير من الجهد والتضحية والنضال من أجل خلق الوعى الكافي للتجاوز عن الرعب من بعضنا البعض والاتفاق الحر الرشيد على آليات التقدم بمجتمعنا وبلدنا ودولتنا وحل أزماتنا المعيشية المزمنة وتطهير المجتمع من أصنام الماضي وركامه

مصر حتبقى جنة ، ده أمر غير قابل للتفاوض ، لكن السؤال هو امتى؟ والاجابة هى لما ناخد قرار جماعي بده

No comments: