بل لماذا أكتب ؟ هل لتقرأ أنت هذا الكلام ؟ هل لكى أشعر أننى أفضل حالا من الآخرين الذين لا يستطيعون قئ مشاعرهم و أفكارهم على الورق كما أفعل ؟
هل أكتب لأوجه رسالة عظيمة قد تغير الكون و الواقع المعاش ؟
أظن أننى أكتب لأننى مللت القراءة
لم أمل التعلم من القراءة و لكنى مللت أن أكون فاعلا - فقط - لفعل أقرب ما يكون للمفعول به ... فأنا أقرأ ما يكتبه الآخرون فأتأثر بهم ولا يكاد يكون لى تأثير عليهم بالفعل
بالله عليك لو قرات كتابا كتبه ماركس أو فولتير أو نجيب محفوظ هل لهذا تأثير عليه ؟ ... التأثير هنا احادى الاتجاه
هم الفاعل و أنا المفعول به - مثل بقية أمور الحياة - و لكن ما تقبله فى أمور لا تعنيك قد لاتقبله فى أمور أخرى تشغلك و تهمك
بدأت أملأ الأوراق بكلام لن يقرأه غيرى - فقط - لأشعر بالراحة ... لا اعلم السبب الذى يشعرنى بالسعادة - أو الارهاق التام المريح - بعد أن أكتب ما يعصف بذهنى ... لكن هذه كانت الحالة غالبا
ربما كانت اللذة فى التسجيل مثلما نشاهد صورنا القديمة فنبتسم بفرح أو شجن و لكننا فى الهاية نبتسم و ربما أيضا هى سعادة أن تكون فاعلا - و لو للحظات قصيرة متباعدة - بدلا من قارئ لما يكتبه الاخرون