سبب نقل الكلام ده هنا هو مناقشة عارضة بين و بين زمايلى فى الشغل مش فاكر بالضبط ايه اللى فتحها عن كون أن التاريخ الاسلامى و العربى كان فيه أخطاء و خطايا و جرايم كتير زيه زى أى تاريخ دولة امبراطورية تانية و أن الكلام اللى بيردده الناس كلها عن العدل المطلق فى دولة الاسلام اللى ما حصلش قبله ولا حيحصل بعده مبالغ فيه بصورة كبيرة لأغراض كتير
منها تعويض النقص اللى حاصل عندنا دلوقتى بسبب تخلفنا الحضارى بين كل أمم العالم تقريبا و منها اعطاء صورة - برده مبالغ فيها ان لم تكن خاطئة بالكلية - عن نتايج الحكم الدينى و بالتالى رفع التأييد للاسلاميين عند وصولهم للحكم بصفتهم المستبد العادل المنتظر
الغريب - اللى بقى طبيعى دلوفتى - أن زمايلى انكروا كذا حادثة ذكرتها لمجرد أنهم مش عاوزين يصدقوا أنها حصلت أو لأنى اتكلمت عن الحوادث دى زى ما هى من غير تجميل و تبرير و تعمدت أبقى مستفز فى الكلام عشان أشوف حوصل معاهم لإيه
أنا الصراحة ضد الكذب أو التلفيق بكل أنواعه ... عشان كدة ضد أن حد يخدعنى لأى سبب و يقول أن تاريخ المسلمين و الدولة الاسلامية كان تاريخ دموى كله أو تاريخ انسانى عادل كله ... البشر هما البشر فى كل مكان و زمان كون بعض الأفراد كانوا ممتازين و فوق الممتازين كمان فده طبيعى لكنه لا يجب أنه يكون القاعدة اللى نستناها طول الوقت
و لما نشرت أجزاء قبل كدة من كتاب دكتور سيد القمنى و ناس شككوا فيها و فى مصادرها و مقدرتش ساعتها أتأكد من صحة المصادر قمت حطيت كلام الأخ اللى بيقول أن المصادر مش صحيحة جوه النوتة نفسها
أسيبكم مع الحادثة دى الغير مشهورة تماما لدى الناس العادية برغم أنها موثقة تقريبا فى أغلب كتب التاريخ الاسلامى و أنا قريتها قبل كدة فى أكتر من مصدر أيام ما كنت شديد التدين و شديد اللهفة لقراءة التاريخ الاسلامى و أيام الصدمات الأولى
---------------------------===============---------------------
واقعة الحرة
البداية والنهاية - ابن كثير ج 8 ص 238 :
ثم دخلت سنة ثلاث وستين ففيها كانت وقعة الحرة : وكان سببها أن أهل المدينة لما خلعوا يزيد بن معاوية وولوا على قريش عبد الله بن مطيع ، وعلى الأنصار عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر ، فلما كان في أول هذه السنة أظهروا ذلك واجتمعوا عند المنبر فجعل الرجل منهم يقول : قد خلعت يزيد كما خلعت عمامتي هذه ، ويلقيها عن رأسه ، ويقول الآخر : قد خلعته كما خلعت نعلي هذه ، حتى اجتمع شيء كثير من العمائم والنعال هناك ،
ثم اجتمعوا على إخراج عامل يزيد من بين أظهرهم ، وهو عثمان بن محمد بن أبي سفيان ابن عم يزيد ، وعلى إجلاء بني أمية من المدينة ، فاجتمعت بنو أمية في دار مروان بن الحكم ، وأحاط بهم أهل المدينة يحاصرونهم ، واعتزل الناس علي بن الحسين " زين العابدين " وكذلك عبد الله بن عمر بن الخطاب لم يخلعا يزيد ، ولا أحد من بيت ابن عمر ،
وقد قال ابن عمر لأهله : لا يخلعن أحد منكم يزيد فتكون الفيصل ويروى الصيلم بيني وبينه ،
و أنكر على أهل المدينة في مبايعتهم لابن مطيع وابن حنظلة على الموت ، وقال : إنما كنا نبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن لا نفر ، وكذلك لم يخلع يزيد أحد من بني عبد المطلب ، وقد سئل محمد بن الحنفية في ذلك فامتنع عن ذلك أشد الامتناع ، وناظرهم وجادلهم في يزيد ورد عليهم ما اتهموا يزيد به من شرب الخمر وتركه بعض الصلوات
وكتب بنو أمية إلى يزيد بما هم فيه من الحصر والإهانة ، والجوع والعطش ، وإنه إن لم يبعث إليهم من ينقذهم مما هم فيه و إلا استؤصلوا عن آخرهم ، وبعثوا ذلك مع البريد ، فلما قدم بذلك على يزيد وجده جالسا على سريره ورجلاه في ماء يتبرد به مما به من النقرس في رجليه ، فلما قرأ الكتاب انزعج لذلك وقال : ويلك ! ما فيهم ألف رجل ؟ قال : بلى ، قال : فهلا قاتلوا ساعة من النهار ؟
ثم بعث إلى عمرو بن سعيد بن العاص فقرأ عليه الكتاب واستشاره فيمن يبعثه إليهم ، وعرض عليه أن يبعثه إليهم فأبى عليه ذلك ، وقال : إن أمير المؤمنين عزلني عنها وهي مضبوطة وأمورها محكمة ، فأما الآن فإنما دماء قريش تراق بالصعيد فلا أحب أن أتولى ذلك منهم ، ليتولى ذلك من هو أبعد منهم مني ،
قال : فبعث البريد إلى مسلم بن عقبة المزني وهو شيخ كبير ضعيف فانتدب لذلك وأرسل معه يزيد عشرة آلاف فارس ، وقيل اثنا عشر ألفا وخمسة عشر ألف رجل ، وأعطى كل واحد منهم مائة دينار وقيل أربعة دنانير ، ثم استعرضهم وهو على فرس له
فقال النعمان بن بشير : يا أمير المؤمنين ولني عليهم أكفك - وكان النعمان أخا عبد الله بن حنظلة لأمه عمرة بنت رواحة - فقال يزيد لا ! ليس لهم إلا هذا الغشمة ، والله لأقتلنهم بعد إحساني إليهم وعفوي عنهم مرة بعد مرة .
فقال النعمان يا أمير المؤمنين أنشدك الله في عشيرتك وأنصار رسول الله . وقال له عبد الله بن جعفر : أرأيت إن رجعوا إلى طاعتك أيقبل منهم ؟ قال : إن فعلوا فلا سبيل عليهم
وقال يزيد لمسلم بن عقبة : ادع القوم ثلاثا فإن رجعوا إلى الطاعة فاقبل منه وكف عنهم ، و إلا فاستعن بالله وقاتلهم ، وإذا ظهرت عليهم فأبح المدينة ثلاثا ثم اكفف عن الناس ، وانظر إلى علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا ، وأدن مجلسه ، فإنه لم يدخل في شيء مما دخلوا فيه ، وأمر مسلم إذا فرغ من المدينة أن يذهب إلى مكة لحصار ابن نمير ، وقال له : إن حدث بك أمر فعلى الناس حصين بن نمير السكوني
وقد كان يزيد كتب إلى عبيد الله بن زياد أن يسير إلى الزبير فيحاصره بمكة ، فأبى عليه وقال : والله لا أجمعهما للفاسق أبدا ، أقتل ابن بنت رسول الله ، وأغزو البيت الحرام ؟
وقد كانت أمه مرجانة قالت له حين قتل الحسين : ويحك ماذا صنعت وماذا ركبت ؟ وعنفته تعنيفا شديدا . قالوا : وقد بلغ يزيد أن ابن الزبير يقول في خطبته : يزيد القرود ، شارب الخمور ، تارك الصلوات ، منعكف على القينات . فلما جهز مسلم بن عقبة واستعرض الجيش بدمشق جعل يقول :
أبلغ أبا بكر إذا الجيش سرى * وأشرف الجيش على وادي القرى
أجمع سكران من القوم ترى * يا عجبا من ملحد في أم القرى
مخادع للدين يقضي بالفرى
وفي رواية : أبلغ أبا بكر إذا الأمر انبرى * ونزل الجيش على وادي القرى
عشرون ألفا بين كهل وفتى * أجمع سكران من القوم ترى
قالوا : وسار مسلم بمن معه من الجيوش إلى المدينة ، فلما اقترب منها اجتهد أهل المدينة في حصار بني أمية ، وقالوا لهم : والله لنقتلنكم عن آخركم أو تعطونا موثقا أن لا تدلوا علينا أحدا من هؤلاء الشاميين ، ولا تمالئوهم علينا ، فأعطوهم العهود بذلك ،
فلما وصل الجيش تلقاهم بنو أمية فجعل مسلم يسألهم عن الأخبار فلا يخبره أحد ، فانحصر لذلك ، وجاءه عبد الملك بن مروان فقال له : إن كنت تريد النصر فأنزل شرقي المدينة في الحرة ، فإذا خرجوا إليك كانت الشمس في أقفيتكم وفي وجوههم ، فادعهم إلى الطاعة ، فإن أجابوك و إلا فاستعن بالله وقاتلهم فإن الله ناصرك عليهم إذ خالفوا الإمام وخرجوا عن الطاعة
فشكره مسلم بن عقبة على ذلك ، وامتثل ما أشار به ، فنزل شرقي المدينة في الحرة ، ودعا أهلها ثلاثة أيام ، كل ذلك يأبون إلا المحاربة والمقاتلة ، فلما مضت الثلاثة قال لهم في اليوم الرابع - وهو يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين - قال لهم : يا أهل المدينة : مضت الثلاث وإن أمير المؤمنين قال لي : إنكم أصله وعشيرته ، وإنه يكره إراقة دمائكم ، وإنه أمرني أن أؤجلكم ثلاثا فقد مضت ، فماذا أنتم صانعون ؟ أتسالمون أم تحاربون ؟ فقالوا : بل نحارب
فقال : لا تفعلوا بل سالموا ونجعل جدنا وقوتنا على هذا الملحد - يعني ابن الزبير - فقالوا : يا عدو الله ! لو أردت ذلك لما مكناك منه ، أنحن نذركم تذهبون فتلحدون في بيت الله الحرام ؟ ثم تهيأوا للقتال ، وقد كانوا اتخذوا خندقا بينهم وبين ابن عقبة ، وجعلوا جيشهم أربعة أرباع على كل ربع أمير ، وجعلوا أجمل الأرباع الرباع الذي فيه عبد الله بن حنظلة الغسيل ، ثم اقتتلوا قتالا شديدا ، ثم انهزم أهل المدينة إليها
وقد قتل من الفريقين خلق من السادات والأعيان ، منهم عبد الله بن مطيع وبنون له سبعة بين يديه ، وعبد الله بن حنظلة الغسيل ، وأخوه لأمه محمد بن ثابت بن شماس ، ومحمد بن عمرو بن حزم ، وقد مر به مروان وهو مجندل فقال : رحمك الله فكم من سارية قد رأيتك تطيل عندها القيام والسجود
ثم أباح مسلم بن عقبة ، المدينة ثلاث أيام كما أمره يزيد ، لا جزاه الله خيرا ، وقتل خلقا من أشرافها وقرائها وانتهب أموالا كثيرة منها ، ووقع شر عظيم وفساد عريض على ما ذكره غير واحد . فكان ممن قتل بين يديه صبرا معقل بن سنان ، وقد كان صديقه قبل ذلك ، ولكن أسمعه في يزيد كلاما غليظا فنقم عليه بسببه
، واستدعى بعلي بن الحسين فجاء يمشي بين مروان بن الحكم وابنه عبد الملك ، ليأخذ له بهما عنده أمانا ، ولم يشعر أن يزيد أوصاه به ، فلما جلس بين يديه استدعى مروان بشراب - وقد كان مسلم بن عقبة حمل معه من الشام ثلجا إلى المدينة فكان يشاب له بشرابه - فلما جئ بالشراب شرب مروان قليلا ثم أعطى الباقي لعلي بن الحسين ليأخذ له بذلك أمانا ، وكان مروان مواذا لعلي بن الحسين ، فلما نظر إليه مسلم بن عقبة قد أخذ الاناء في يده قال له : لا تشرب من شرابنا ، ثم قال له : إنما جئت مع هذين لتأمن بهما ؟ فارتعدت يد علي بن الحسين وجعل لا يضع الإناء من يده ولا يشربه
،
ثم قال له : لولا أن أمير المؤمنين أوصاني بك لضربت عنقك ، ثم قال له : إن شئت أن تشرب فاشرب ، وإن شئت دعونا لك بغيرها ، فقال : هذه الذي في كفي أريد ، فشرب ثم قال له مسلم بن عقبة : قم إلى ههنا فاجلس ، فأجلسه معه على السرير وقال له : إن أمير المؤمنين أوصاني بك ، وإن هؤلاء شغلوني عنك
ثم قال لعلي بن الحسين : لعل أهلك فزعوا ، فقال : إي والله . فأمر بدابته فأسرجت ثم حمله عليها حتى رده إلى منزله مكرما . ثم استدعى بعمرو بن عثمان بن عفان - ولم يكن خرج مع بني أمية - فقال له : إنك إن ظهر أهل المدينة قلت أنا معكم ، وإن ظهر أهل الشام قلت أنا ابن أمير المؤمنين ، ثم أمر به فنتفت لحيته بين يديه - وكان ذا لحية كبيرة - .
قال المدائني : وأباح مسلم بن عقبة المدينة ثلاثة أيام ، يقتلون من وجدوا من الناس ، ويأخذون الاموال . فأرسلت سعدى بنت عوف المرية إلى مسلم بن عقبة تقول له : أنا بنت عمك فمر أصحابك أن لا يتعرضوا لابلنا بمكان كذا وكذا ، فقال لاصحابه : لا تبدأوا إلا بأخذ إبلها أولا . وجاءته امرأة فقالت : أنا مولاتك في الاسارى ، فقال : عجلوه لها ، فضربت عنقه ، وقال : اعطوه رأسه ، أما ترضين أن لا يقتل حتى تتكلمي في ابنك ؟
ووقعوا على النساء حتى قيل إنه حبلت ألف امرأة في تلك الايام من غير زوج فالله أعلم . قال المدائني عن أبي قرة قال : قال هشام بن حسان : ولدت ألف امرأة من أهل المدينة بعد وقعة الحرة من غير زوج
وقد اختفى جماعة من سادات الصحابة منهم جابر بن عبد الله ، وخرج أبو سعيد الخدري فلجأ إلى غار في جبل
لحقه رجل من أهل الشام ، قال : فلما رأيته انتضبت سيفي فقصدني ، فلما رآني صمم على قتلي فشممت سيفي ثم قلت : * ( إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين ) * فلما رأى ذلك قال : من أنت ؟ قلت : أنا أبو سعيد الخدري قال : صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قلت : نعم ! فمضى وتركني
قال المدائني : و جئ إلى مسلم بسعيد بن المسيب فقال له : بايع ! فقال : أبايع على سيرة أبي بكر وعمر . فأمر بضرب عنقه ، فشهد رجل أنه مجنون فخلى سبيله . وقال المدائني عن عبد الله القرشي وأبي إسحاق التميمي قالا : لما انهزم أهل المدينة يوم الحرة صاح النساء والصبيان ، فقال ابن عمر : بعثمان ورب الكعبة
قال المدائني عن شيخ من أهل المدينة . قال : سألت الزهري كم كان القتلى يوم الحرة قال : سبعمائة من وجوه الناس من المهاجرين والانصار ، ووجوه الموالي وممن لا أعرف من حر وعبد وغيرهم عشرة آلاف
قال : وكانت الوقعة لثلاث بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وستين ، وانتهبوا المدينة ثلاث أيام . قال الواقدي وأبو معشر : كانت وقعة الحرة يوم الاربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة ثلاث وستين
.