Tuesday, August 28, 2007

أوهام


عندما تحصل على ذلك الشخص الذى يشاركك منزلك و حياتك و فراشك و لكنك لا تعلم عنه شيئا فى الحقيقة - لا يشاركك مشاعرك و أفكارك و ذكرياتك و آمالك فاعلم أنك تعيش الوهم حتى الثمالة

عندما تحصل على ذلك العمل الذى لا يقدم ولا يؤخر ولا يفيد ولا يضر ... عندما تعمل ذلك العمل الذى لو مت أنت الآن لما تغير فيه شئ و لما نقص أو زاد شئ ... و هو أيضا نفس العمل الذى لو مارسته لمائة عام أخرى فلن يتغير شئ ... فأعلم أنك تعيش الوهم حتى الثمالة

عندما تصلى و تقول نفس الأدعية و الآيات و الأذكار التى لا تفهم منها شيئا ولا تدل على أى شئ بالنسبة لك سوى أنها قيلت من قبل و لو أنها تغيرت أو بدلت من ألف عام لما كان هناك أى فرق بالنسبة لك و لما عبرت عنك بأكثر مما تعبر الآن فأعلم أنك تعيش الوهم حتى الثمالة

عندما تربى أولئك الأطفال سنوات و سنوات حتى يكبروا و يشبوا و هم لا يعلمون عنك شيئا ثم يتركوك و يرحلون لأنهم لا يحتاجون اليك و لا يمثل وجودك أو اختفاءك من حياتهم أى فرق ...فأعلم أنك أنهيت الوهم و لم يتبقى حتى الثمالة

عندما يكون وجودك فى الحياة أو عدم وجودك بدون معنى أو قيمة فأعلم أنك لا تختلف كثيرا عن مليارات الخلايا فى جسدك تعيش و تموت دون تأثير و لن يفتقدها أحد عندما ينتهى عمرها و دورها المرسوم من قبل

أتسائل احيانا ... هل ما نعتبره كائنات حية هل هى مجرد خلايا و أعضاء فى جسد كائن أكبر هو الأرض ؟؟

هل افتراس الأسود للغزلان و تغذى الطيور على بقاياها يشبه عملية الهضم فى المعدة ؟ أليس تكوين الأكسجين من النباتات يمثل عملية التنفس فى الرئة ؟ هل السلالات المختلفة مثل أنواع الخلايا المختلفة ؟ فهناك الخلايا البيضاء و هناك بحار الدم فى جميع أنحاء الأرض ؟ أليست الذئاب مثل الفيروسات تهاجم الخلايا السليمة و تضعفها ؟

اذن أليس وجود كائن ينمو فى كل مكان و يستهلك كل شئ و يفترس جميع الكائنات الأخرى و يخضعها لسيطرته يشبه تماما وجود السرطان ؟؟؟ ألا تقوم الخلايا السرطانية بالنمو فى كل مكان و تعيش داخل البحار و الأنهار و الغابات و الجبال ؟؟

الرئة المعدة العظام الدم الكبد ... ألا تمارس تلك الخلايا السرطانية حقها المشروع فى الإستيطان و التوسع و التكاثر كما نفعل تماما؟؟

هل تعتقد أن تلك الخلية السرطانية تؤمن بأنها الكائن العاقل الوحيد و أنها يجب أن تعمر و تستوطن جميع أنحاء أرضها / أجسادنا و تبنى حضارتها فى كل مكان ؟؟

ألا تظن أنها تقوم بمقاومة كل تلك الكوارث الطبيعية من علاجات و أدوية ببطولة منقطعة النظير مثلما نقاوم نحن الموت و نستمر فى الحياة حتى آخر لحظة من عمر الأرض التى تعيش عليها ؟؟

2 comments:

Anonymous said...

أعرف هذه الحالة يابدوي، أعرفها جيداً، ماذا يمكن أن نسميها، الخوف من أن تصبح رقماً،ربما، مجرد رقم في متسلسلة أرقام لعينة لا تنتهي أبداً، فقط تقوم فيها بدور رُسم لك ولم تختاره، أعيش مثلك هذه الحالة من الجنون والتمرد العقلي، تصنع بداخلك تلك التساؤلات التي أطلقتها زخماً وضجيجاً عالياً، هل تعرف، أحياناً أشعر أن كل ما أقوم به ما هو إلا تمرد على ذلك المصير، محاولة، مجرد محاولة لتغييره أو حتي المشاركة في تغييره على المدي البعيد، وفي أسوء الظروف هي محاولة لكي أشعر بيني وبين نفسي أني قد فعلت شيئاً ما، فلا أعرف كيف سأنظر لنفسي إذا ما توقفت عن المحاولة يوماً ما، ولا أعرف كيف سيكون شكل حياتي إذا ما قررت اليوم التوقف عن المحاولة، لعينة تلك القناعة التي إلتصقت بي منذ سنوات أني إذا أمنت بشيء فعلي أن أحوله لفعل ولا أتوقف عند حد الإيمان النظري وفقط.

ملحوظة: أعتذر فقد تحدثت عني هذه المرة أكثر مما تحدثت عن موضوعك ولكنها مساحة الفضفضة الممدودة بيني وبينك دائماً.... ياصاحبي.

مصطفي محيى

Unknown said...

تعرفى عليك يا مصطفى حيفضل نقطة من النقط البيضا المضيئة القليلة جدا فى حياتى

و كل ما بلاقى حد يخذلنى و يحسسنى بالاحباط بتبقى انت واحد من مجموعة أشخاص نادرين جدا بفكر فيهم عشان أحس أن لسة فيه أمل و أن مش كل البشر سيئين

يا ريثك تنورنى برأيك على طول