Friday, January 25, 2008

اطردوا يهود غزة من مصر

كان ولا يزال اهتمامى المحدود بما يحدث فى فلسطين بشكل عام لأننى تعلمت أنها البوابة الشرقية لأمن مصر
دعك من الحديث الممطوط الذى يستخدم فى أغراض كثيرة عن المأساة ؟؟الإنسانية؟؟ هناك فيمكنك لو يممت وجهك شطر أفريقيا لوجدت مآس انسانية أفجع و أصعب و أهول مما يحدث على أرض فلسطين ... ستجد الألوف يموتون جوعا - فعليا وليس مجازا - كل يوم دون ذلك الكم الرهيب من الأموال و المساعدات و الاهتمام السياسى الذى يصل الى حد الدلع الذى يتدفق على الفلسطينيين أو الاسرائيليين على حد سواء



بل أنك لو استصعبت النظر الى أفريقيا السوداء و مآسيها البعيدة عنك جغرافيا و عقائديا فيمكنك أن تدخل أقرب سينما لتشاهد فيلم حين ميسرة لتعلم جزءا بسيطا ما يعانيه ملايين المصريين - أقول أذهب لتراهم فى السينما لأنك غالبا ما ستتأفف من رؤيتهم على الطبيعة فى كل مكان فى مصر من حولنا

و لكن لأنهم مصريين (( ولاد كلب فلاحين شحاتين و صعايدة معفنين )) - كما تقول أحدث أغنية راب خليجى تتحدث عن مصر بمنتهى الحب و التقدير لكل ما فعلته مصر و دفعته من أجل ؟؟؟أشقائها؟؟؟ العرب - لن يهتم بهم احد و لن تتدفق عليهم الهبات و المساعدات و لن تقوم جماعة الأخوان بالتهديد بهز مصر شمالها و جنوبها من أجل فك حصار الفقر و العشوائية عنهم

و لن تجد منهم من يدافع عن بقاء الوضع كما هو عليه كلما لاح فى الأفق أى حل ليسترضع مزيدا من النقود و التبرعات من أوروبا و الخليج و أمريكا نفسها و الدعم الاسلامى سليم النية أو سيئها


كنت - ولازلت - أتعاطف مع الفلسطينيين (الشعب المطحون) بوصفهم أخوة فى العروبة و الاسلام تذيقهم اسرائيل (عدو مصر الحقيقى) صنوف العذاب و الهوان لما لهم من صلابة فى الدفاع ... عن ماذا بالضبط ؟ لم أعد أعلم حقيقة فالآن يبدو أن الدفاع المستميت هو عن استمرار معدل الربح الذى يحصل عليه التجار و المنظمات داخل و خارج فلسطين

أعلم - على قدر علمى المحدود - كيف يتربح قادة الأنظمة العربية من مأساة الشعب الفلسطينى بان تظل هى مفتاح بقائهم على مقاعدهم و أعلم كيف يعيش الفلسطينيون الذين استطاعوا الهرب من فلسطين ملوكا فى الدول العربية و منها مصر

و لكننى فوجئت منذ أيام قليلة بذلك الخبر العجيب الذى زفه لى محمد الطاهر عن اقتحام حماس لحدود مصر متخفيين تحت ستار الجناح النسوى فى الحركة و اصابة 11 جندى مصرى ثم دخول نصف مليون فلسطينى الى أرض سيناء عنوة و رغما عن الجيش المصرى و استمرار المناوشات بين العابرين و الجنود نكاية فيه


لمرة من المرات النادرة أتعاطف مع مبارك فهو يبدو محاصرا من معارضة تعارض الأمر و نقيضه و لا يرضيها شئ و لو قام الجيش بمنع مرور غزاة 2008 الجوعى بالقوة لما سكت المصريون فى الداخل لما يرونه يحدث لأخوانهم على يد الجيش المصرى و لو تركهم يعبرون لما استطاع ارجاعهم مرة اخرى و لنا فى ما حدث و يحدث فى لبنان و الأردن درسا لا ينسى

شعرت بالغم و انا أشاهد بعينى بداية تحول سيناء الى مستعمرة جديدة تضع فيها اسرائيل رعاياها من الفلسطينيين الذين علمنا التاريخ ان نصفهم على الأقل عملاء لها و لكن قليلا من التفكير يوضح بعض أبعاد الصفقة التى تمت لأرضاء جميع الأطراف التى وجدت مصلحتها فى ما يحدث الآن عدا مصر بطبيعة الحال التى يبد انها ادمنت دفع ثمن أخطاء حكامها و أشقائها و أعدائها فى كل فترة

وجد الفلسطينيون "الغلابة" الذين يمتلكون من المال ما يكفى لشراء مصر بمن عليها ولا يستطيعون بسبب الحصار أرضا جديدة لغزوها و الاقامة بها بعيدا عن تنكيل اسرائيل و زحام غزة ... أرضا من المستحيل - عمليا - اخراجهم منها بدون الكثير من الابتزاز و الدم

وجد قادة عصابة حماس وسيلة لتفكيك و تخفيف الضغط عليهم ليظلوا فى السلطة مدة أطول و لتستمر حنفية الأموال مفتوحة لشراء و تكديس مزيد من الأسلحة التى تنطلق فقط فى اتجاه عصابة فتح و لاتخطئ أبدا لتتجه نحو العصابة اليهودية التى أصبحت دولة

حتى قادة الأخوان فى مصر و الذين لا تعد مصر بالنسبة لهم سوى مكان مثل غيره من الأماكن ( طظ فى مصر ) وجدوها وسيلة لمساعدة نموذجهم الأمثل الذى يعد نجاحه بالنسبة لهم مسألة حياة أو موت فى البقاء فى السلطة و الحكم

و طبيعى ان المستفيد الأكبر من كل ما يحدث - كالعادة - هو اسرائيل ذاتها التى حققت مخططا استراتيجيا من مخططاتها بجعل سيناء مستودع لمشاكلها الفسطينية و احتلتها - أو فى طريقها الى ذلك - مرة أخرى بدون اطلاق رصاصة اسرائيلية واحدة

و فى النهاية حصلت مصر - كالعادة أيضا - على هديتها الجديدة و هى ليس فقط النصف مليون فلسطينى فى سيناء و لكن أيضا مباركة و مساندة أمريكا للتوريث الميمون الذى تبدو رائحته و قد فاحت و لم يعد هناك مجال للمراوغة فيه و الذى يبدو أننا لن نكون آخر الأجيال التى تدفع ثمنه


9 comments:

^ H@fSS@^ said...

طيب و مين قالك اني اتضايق من اللي انت كاتبه؟
انا تقريبا شبة موافقاك على اللي بتقوله
عن نفسي لسه قاعدة بكتب بوزست و قررت اكسر صمتي لان الكيل طفح
انا لو في غزة دلوقتي كان زماني عملت مع الفلسطينيين اللي انا نصي منهم اكتر من كده
المفروض انهم كانوا يوجهوا قوتهم للقضاء على حماس لانها السبب في المصيبة دي و يعلونا وفائهم لفتح على الاقل لانها الممثل الرسمي اللي ممكن يتفاوض من غير ضرب نار و ساعتها حكون زنقت على اسرائيل و فوت عليها فرصة انها تضربني

لكن طول ما هما كده يبقى خليهم كدا
تحياتي

adhm said...

عصابة حماس كما وصفتها انت لا تختلف كثيرا عن عصابة كاديما التى تحكم اسرائيل
ومصر لا تدافع عن احد عندما تتورط فى الصراع الاسرائيلى الفلسطينى بقدر ما تدافع عن نفسها وان كان هذا غائبا مرحليا عن ذهن القيادة التى دخلت مرحلة الغيبوبة فى انتظار قرار عزرائيل
by the way
meet another badawy

DantY ElMasrY said...

القضية متشابكة بشكل قوى جدا
ومعروف ان انمتاء الإسلاميين للشعار أقوى من الوطن والشعب
ومجهود مصر علشان بس حسنى يبعد عن المشاكل وميزعلش اسرائيل
واسرائيل بترمى بلاويها فى الشارع
لعلمك لما الكلام على التمديد لحسنى سنه 2005وصل أمريكا
وحسنى بعت نظيف علشا يشوف لحسنى عريس امريكانى
كل اللى عمله ولى الأمر جورج بوش انه رفع سماعة تليفونه واتصل بالرجاله فى اسرائيل
قالهم حد عاوز الجدع دا ؟ يقصد حسنى
رجالة اسرائيل قالوا :
خليه بنعوزه عشان يقعد الفلسطينيين مع بعض ويتوسطلنا فى التفاوض
ملعون ابو الإخوان

DantY ElMasrY said...

عموما مصر نقدر نقول عليها امرأة الشرق الأوسط العانس

DantY ElMasrY said...

عموما مصر نقدر نقول عليها امرأة الشرق الأوسط العانس

حسن مدني said...

أنا لا سمح الله من المعارضين لسيادتك تماما المرة دي،
أولا فكرة إن الشعب الفلسطيني نصغه من الخونة، هي أسطورة لا أساس لها، وإلا لما وجد هذا الكم من المقاومين الذين عجز الإسرائيليون عن إسكاتهم، ولما كان الجند الأسير في يد المقاومة إلى الآن.
فكرة أن أسلم سلاحي ثم أتفاوض، فكرة ذليلة وحمقاء.
ونظرية أن حماس هي السبب في ما يحدث لغزة، فكرة تدل على أن قائلها لم يفهم جوهر الصراع، ولا تاريخه،
مصر ندما تساند الشعب الفلسطيني، هي تساعد نفسها اولا، وعندما تدافع عن أمن فلسطين، هي تدافع عن أمنها اولا. فأمن مصر يبدأ من الشام شرقا، إلى تونس غربا، إلى السودان جنوبا.
الصراع بين فتح و حماس، ليس صراع سلطة، فحماس طلبت التفاوض وطلبت التعاون منذ اليوم الأول لفوزها في الانتخابات، ومن يرفض الحوار والتعاون هو محمود عباس، وفريقه.
وصف الفلسطينين باليهود، تعبير أفضل ما يقال عنه أنه غير مهذب، وإذا كانت أفريقيا مليئة بالمصائب، فليس معنى ذلك ان أترك جاري وشقيقي يجوع، إرضاء للأمريكي او الإسرائيلي..
جماعة حماس، ليسوا لصوصا، ولم يتهمهم أحد بالفساد، ولا بالتكسب من المقاومة.بالعكس لقد شهد العدو قبل الصديق أنهم يتصفون بنظافة اليد. وطهارة السيرة. وكل ما وجه إليهم من اتهامات، انصبت على سياستهم، وليس على أدائهم المالي.
والرد على كل نقطة يطول، ولكن هذا غيض من فيض وقليل من كثير، ورد المتعجل، واختصار المسرع
تحياتي

Unknown said...

حماس و فتح أكبر مستفيد من بهدلة اسرائيل للفلسطينيين ... لو مش بالفلوس و الرشاوى للى بتاخدها فتح فبالدعم و الدعاية اللى بتاخدها حماس على قفانا و اللى بيستغله الاخوان للترويج لنفسهم فى مصر

اتفاقيات السلطة مع اسرائيل كان فيها بند اسرائيل اصرت عليه وهو عدم محاكمة الكام ألف عميل فلسطينى كانوا بيتعاملوا مع اسرائيل قبل اوسلو

كميات السلاح الضخمة اللى بتجمعها فتح و حماس منضربش منها على اسرائيل واحد عل ألف من اللى ضربوه على بعض

كفاية قى حكاية أن مصر بتساعد نفسها و بتحمى امنها بانها تطبطب على الفلسطينيين طول الوقت

كفاية تلات حروب دخلناهم عشان نحمى امننا الفلسطينى و خلينا مرة واحدة نحمى أمننا المصرى

ليه الاخوان مطلعوش فى وظاهرة واحدة ضد اللى بيحصل جوة مصر بحجة الخوف من الأمن و طلعت كل المظاهرات دى لمساندة حماس لما فتحت حدودنا و دخلوا منها زى الجراد ؟؟

الشعب الفلسطينى حيبقى أحسن مليون مرة لو حماس مستخدمتش جوعه كورقة ضغط عشان تفضل فى السلطة و تلم فلوس و أسلحة من كل حتة

Unknown said...

شعرت بالغم و انا أشاهد بعينى بداية تحول سيناء الى مستعمرة جديدة تضع فيها اسرائيل رعاياها من الفلسطينيين

مش لوحدك و مش هو ده بس الى غاممنا

بصراحة مش عارفة اعلق اقول ايه ؟ احنا شباب مالوش لازمة قاعد فى بيته بياكل و بيشرب و فيه ناس بتموت و فيه بلد بيتهتك عرضها و الدور علينا و احنا قاعدين ننكت و نم على بعض و حاجة بجد تقرف

Anonymous said...

أدعوكم لقراءة موضوع
أشاوس حماس يفتحون مصر
http://mmedhat24.maktoobblog.com/
مذكرات مواطنة مصرية