Saturday, June 28, 2008

كهنوتنا


على مدار التاريخ و فى كل الأديان و المجتمعات كان فيه طبقة من الكهنة و الاكليروس هما الى بيتولوا شئون الدين و بيؤدوا الطقوس الدينية و بيتوسطوا بين الناس و ربنا

هما اللى بيتكلموا فى الدين و بيشرعوا التشريعات للناس و يقولوا لهم ان ده شرع ربنا و أن ربنا بيأمركم بكذا و كذا

من أيام تعدد الآلهة كان كل اله ليه الكهنة بتوعه اللى بيلموا الزكاة و الأضحيات و بيوزعوها بمعرفتهم على اللى هما شايفينه محتاج و ياخدوا جزء منها يصرفوه على المعابد بتاعتهم

كان طول الزمان الكبار بتوع الكهنة من أغنى الناس فى المجتمع و من أكثر الناس نفوذ سياسى و شعبية و سيطرة و احيانا كانوا بيتولوا السلطة بنفسهم

و الفقرا منهم بيبقى ليهم مرتبات و فلوس و اكل بتجيلهم من الناس العادية و ليهم برده نفوذهم فى المناطق اللى بيبقوا عايشين فيها و لما بيموتوا كانوا غالبا بيتعمل لهم مقامات و مزارات و أضرحة و تماثيل

دايما طبقة الكهنة دى بتدعى طول الوقت أنها الأقرب لربنا لأنها العارفة لأسرار و خبايا الدين اللى الناس العادية مش فاهماها أو مش حافظاها

و دايما فى كل تصرفاتها و مظهرها بتتمايز عن الناس بلبسها و طريقة كلامها و طريقة حياتها بين الناس

و بالتالى هما بيبقوا "أعلى" من الناس العادية بما أنهم اقرب لربنا و بالتالى الناس العادية ( العلمانيين = الدنيويين = غير العاملين بشئون الدين ) بيبقى مفروض عليهم بالاجبار او بالأختيار أنهم يتبعوا و يطيعوا جماعة الاكليروس أو الكهنة دول و يستسلموا لسلطانهم

الاسلام بقى أول ما ظهر كان ثورة فى تاريخ العقل البشرى

أعتقد أنه أول دين يرفض الكهنوت و الوساطة بين العبد و ربه ... كل اللى محتاجه عشان تبقى مع ربنا أنك تصلى له بمعنى انك تدعى له و لو بكلمات بسيطة من قلبك و مش محتاج تحفظ فى أدعية طويلة و مش مفهومة و مالهاش علاقة باللى انت عاوز تقوله لربنا ... مش محتاج أنك يبقى ليك مظهر معين عشان توصل قلبك بربنا و تطلب منه اللى أنت عاوزه فى لحظتها

مش محتاج عشان تقرب لربنا أن حد ييجى يحدد لك الطريق اللى تمشى فيه عشان توصل له ... مش محتاج حد حافظ القرآن كله أو بايت ليل و نهار فى الجامع أو عمال يحفظ فى كلام حد قاله من زمان عشان يقول لك ربنا راضى عنك او لأ و يقول لك على أسرار القرب من ربنا و التواصل معاه

فى الاسلام - على حد علمى و ايمانى - ربنا بيحاسبنا على النوايا اللى فى القلوب ... مش على المظاهر و الحركات ... يعنى ممكن واحد يبقى طول الوقت عايش حياته بالطول و بالعرض و بمجرد أنه بيحب ربنا و بيفكر قد ايه هو رحيم و عظيم و كريم و حليم ربنا يحبه و يغفر له كل ذنوبه

مش لازم تبقى دقنه طولها نص متر ولا لازم يبقى لابس عمة فوق راسه ولا لازم تبقى مستخبية ورا ستارة سودا و بتحضر دروس دين عشان قلبها يبقى نقى و ربنا يرضى عنها و ممكن قوى تعمل المظاهر دى كلها و أنت من جواك بتكره الخيرللناس او بتتكبر عليهم و بتفتكر نفسك احسن منهم عشان ربنا يكرهك ومايقبلش كل اللى بتعمله

كل دى نقطة ... النقطة التانية هى الحاضر بتاعنا دلوقتى ... طبقة الكهنة دى اتكونت تانى و أتقسمت التقسيمة دى تانى فى العصور الوسطى الاسلامية اللى بنعيشها ....... واحد بيروح يسمع دروس دين و واحد طبيعى .... واحد بيخطب فوق منبر و هو ده اكل عيشه اللى بيدافع عنه بأنه يبقى عدوانى ضد كل من لا يخضع له و واحد بيشتغل و بينتج و بيغلط و بيتوب زى خلق ربنا العاديين

دلوقتى بقى فيه دعوة شديدة و انتشار للفكرة دى ... فكرة أن فيه ناس ليهم قدسية و مكانة أعلى من بقية البشر عشان بيتكلموا فى الدين طول الوقت و ناس عادية بتخطئ و بتذنب و بالتالى مالهاش حق أنها تفكر و تختار و كأن التانيين مش بيخطئوا أو كأن أخطاؤهم مغفورة و أخطائنا متصيدة

أولا الكلام فى الدين مش معناه أنهم فعلا فاهمين اللى بيقولوه ... غالبا بيبقى تكرار لكلام ناس قالوه قبلهم من غير تطوير ولا فهم و لا تفكير فى المعنى ولا - و ده المهم جدا - شك فى اللى بيتقال

من غير شك يبقى مفيش ايمان بجد ... يبقى بنشتغل نفسنا و يبقى بنكرر مش بنفكر فى و لا بنفهم اللى بنقوله لأن الشك أصل الايمان

ثانيا العمل فى مجال الوعظ عشان يبقى له اهميته و قدسيته يبقى لازم يبقى صعب على الناس العادية ...... عشان كدة دايما تلاقى الدراسات الدينية صعبة و معقدة مع انها مش بتقدم فكر ولا تجديد ( ده مش فى الاسلام بس على فكرة )ء

مجرد حفظ و حفظ و حفظ يخلى الناس تفتكر ان اللى بيتكلم من على المنبر ده علامة مع أنه كل اللى عمله أنه حفظ معلومات أغلبها ملهوش قيمة ولا بيزود صاحبه حاجة أكتر من انه بيبقى زى شريط كاسيت أو الكتاب بيسَّمع اللى مالى مخه

الحفظ ده مع التخويف طول الوقت من التفكير - عشان ما يحصلش شذوذ و خروج عن المعلوم مسبقا - و القطيعة او تجنب الاحتكاك مع المجتمع من جواه --- دايما بيبقى فيه منطق التعالى عن الناس العادية -- مع كمان البعد عن الاطلاع و القراءة و المعرفة الانسانية لأنها فى نظرهم نتاج فكر بشرى لا يرقى لمستوى اللى هما عارفينه من الدين

( بمعنى أن أغلب فكر المتدينين و حكمتهم فى الحياة - و أنا كنت كدة - مستمد فقط من عصر النبى و العصور ( المحدودة بالمجال الاسلامى الضيق جدا ) اللاحقة له ...... يعنى انسان اسقط من معرفته و تطور عقله الوف السنين قبل و بعد عصر بعثة النبى عليه الصلاة و السلام و ألوف الأفكار و الابداعات من المجتمعات و الأفراد المختلفين ...... واحد عمره ما فكر فى فلسفة او فن او منطق غير اللى كانوا موجودين من ألف سنة مستحيل انه حتبقى حكمته و عقله أشمل من اللى بيتعلم من كل أحداث التاريخ و من كل فكرة بتعدى على عقول البشر فى كل زمان و مكان و مجتمع و تيار فكرى

بجانب فكرة أنه لازم يبقى صح والا يفقد نفوذه و دينه بتخليه عدائى ضد كل ماهو أجنبى ( حتى لو من مذهب مختلف معاه ) ء

النتيجة النهائية أن الكهنة .. أو الاكليروس أو الوعاظ أو اللى احنا بنسميهم رجال الدين بتبقى ثقافتهم ضحلة ( الا قلة قليلة )... عقولهم محدودة بحدود وهمية حطوها لنفسهم و تفكيرهم منغلق على أفكار تعداها الزمن و تطور البشرية و رقى الانسانية

زى ما كانوا فى فيلم الارهابى بتاع عادل امام بيقولوا ... ناس بتفكر تدخل الحمام برجليها اليمين ولا الشمال

دى بالضبط بتبقى طريقة التفكير أو الغالب عليها

ناس بتفكر طول الوقت و بتوهم الناس ( وده طبعا جزء من أكل العيش و الوجاهة ) ان العالم كله بكل أطيافه و تياراته المتصارعة و المتعاونة و المتنافسة بيتآمروا على الاسلام و المسلمين أو على المسيحيين و الكنيسة ( فى الحالة المقابلة فى مجتمعنا )ء

ناس معتقدين أن مفيش حد فى العالم كله بيفكر فى فكر اقتصادى أو اجتماعى او فلسفى أو فنى أو رياضى غير عشان بس يدمر الاسلام و يشغل شبابه و يفسد مجتمعه الأرقى من بقية المجتمعات و ينقص من سلطته على البشر

أنا كل ده بتكلم عن الوعاظ أو رجال الدين العاديين , الحكوميين بتوع الأزهر أو حتى الكنيسة كمان و ما اتكلمتش عن اللى بيستغل الدين عشان يوصل لسلطة سياسية مباشرة أو يقمع الناس و يجبرهم على الايمان بمعتقدات معينة

لسة ممكن نكمل كلام لو أحيانا ربنا

3 comments:

Anonymous said...

thats amazing story.

Anonymous said...

ياشعب مصر علينا أن نبدأ في تنظيم وتوحيد جهدنا لإنقاذ مصر مما تعانيه ولن يحدث هذا بدون العمل الجماعي المنظم ونبذ حب الزعامة والذي تسبب في إفشال يوم ٤ مايو

الرجاء من الجميع إرسال من خمسة إلى عشرة رسائل إلى الأهل والأصدقاء وأن تسألوا كل واحد منهم أن يرسل أيضا من خمسة إلى عشرة رسائل أخرى لتعريف الناس بمبادئ وثيقة المستقبل والأمل والتي نلخصها في الآتي

١) الإفراج فورا عن كل المعتقلين السياسيين وخصوصا من أمرت النيابة بالإفراج عنهم ولازالت وزارة الداخلية تتخذ منهم رهائن ومحاسبة كل المسئوليين الذين خالفوا أحكام القانون والدستور وفورا

٢) إنهاء كل القوانين الإستثنائية والعسكرية من تطبيقها على المدنيين والحد من سلطات العسكريين وأجهزة الشرطة في الحياة المدنية

٣) البدأ فورا في تكوين لجنة عليا من أساتذة القانون أوالقضاة أو منهما معا لإعادة أو بداية كتابة وصياغة دستورالدولة ولا يكون أحدهم يعمل أو سبق له العمل في أي حزب من الأحزاب القائمة أو السابقة وذلك لوضع ضوابط ومواصفات وشروط ترشيح أو إقالة رئيس الدولة ونائبه وضوابط الهيئة البرلمانية والهيئة القضائية العليا وتحديد سلطات وإختصاصات كل هيئة بما فيها رئيس الدولة وعلى ألا تزيد فترة الرئاسة عن فترتين بحد أقصى ولا يجوز أن تجدد أو تمد بأي حال من الأحوال

٤) تكون هذه اللجنة هي النواة للجهة القضائية العليا
(Supreme Court)
وتكون ذات عدد فردي (خمسة أو سبعة مثلا) حتى لا تتعادل الأصوات عند التصويت على أمر ما

٥) لابد وأن يكون هناك إشراف دولي عن طريق الأمم المتحدة أو إحدى منظماتها للمراقبة والإشراف على سائرالعمليات الإنتخابية نظرا لإنهيار الثقة في أي نظام داخلي محايد

إننا نريد من الجميع المشاركة في العمل على تغييرالوضع الحالي وتوحيد جهدنا والإستعداد لبدء الإعتصام المدني وتذكروا إن بداية التغيير تكون بتطبيق وثيقة المستقبل والأمل فطبقوا وثيقة المستقبل والأمل

لابد أن نتحرك وإعلموا أن ساعة العمل قد حانت
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

Unknown said...

كل سنة و أنت طيب يا أحمد
الموضوع مهم طبعا بس أنا زتعرض علي فكرة أن الءيان ما بتقدمش فكر و تطور و كده بس الكلام في النقطة دي يطول


المهم أدعوك لزيارتي للأهمية
رمضان كريم