أولا أحيي صديقي أحمد غنيم على كل ما سأكتبه في هذا المقال الذي اصيغه فقط وان كان معظم ما فيه من أفكار أساسية مقتبس من حوارنا سويا
مصر دلوقتي في لحظة فارقة بكل معنى الكلمة - في الأفق يبدو بوادر لمعركة بين القوى الفاشية العسكرية اللي حكمت مصر ستين سنة وقتلت وأعتقلت وعذبت وسحلت آلاف المصريين - بجانب فشلها سياسيا واداريا في ادارة حياة ملايين وأجيال كتيرة مع قوى سياسية - احنا بنوصفها بالفاشية - الأخوان - لكنها رغم كل شئ لم تتورط في أعمال عنف - على الأقل من خمسين سنة فاتت ضد حد
مصر دلوقتي في لحظة فارقة بكل معنى الكلمة - في الأفق يبدو بوادر لمعركة بين القوى الفاشية العسكرية اللي حكمت مصر ستين سنة وقتلت وأعتقلت وعذبت وسحلت آلاف المصريين - بجانب فشلها سياسيا واداريا في ادارة حياة ملايين وأجيال كتيرة مع قوى سياسية - احنا بنوصفها بالفاشية - الأخوان - لكنها رغم كل شئ لم تتورط في أعمال عنف - على الأقل من خمسين سنة فاتت ضد حد
خطيئة الأخوان الحقيقية اللي مش بدافع عنها هي طمعهم في السلطة واستعجالهم للخروج من الميدان قبل تحقيق أهداف الثورة - لكن خلينا نتكلم بموضوعية - اللي سكت حاجة واللي قتل حاجة ومهما كان غيظنا وسخطنا على الأخوان لكن مينفعش نسيب الغيظ ده يخلينا نطعن نفسنا في ضهرنا بأننا نسيب العسكر يقضوا على القوة السياسية المنظمة الوحيدة في البلد واحنا بنديهم الشرعية لده بدعاوي أقل ما يقال عنها انها مراهقة في غير موضوعها
قضاء العسكر على الأخوان فجأة أو قضاء الأخوان على العسكر فجأة مش في مصلحة القوى المدنية اللي عاوزة مناخ ديمقراطي تقدر تشتغل وتتطور فيه
مهم جدا وجود توازن بين العسكر والأخوان عشان بقية القوى السياسية تلاقي وقت تشتغل وتبني نفسها - أنا مع ده - لكن لازم ناخد في الإعتبار أن واقعيا مستحيل نهزم العسكر بضربة قاضية وعشان نخرجهم برة السياسة محتاجين سنين من الشغل التدريجي - ده مش كلامي دي التجارب اللي حصلت في كل البلد اللي اتحولت من فاشية عسكرية لديمقراطيات - لكن سهل جدا العسكر يهزموا الأخوان في لحظة انقلابية ويهدوا كل الأرض اللي كسبناها في ظل بدايات الديمقراطية - ولو العسكر عملوا كدة حيرجعونا كلنا للنقطة صفر - الجحور والعمل السري اللي كان موجود قبل 25 يناير
طبعا انت ممكن تقول لي خلينا نرجع كدة عشان ننتصر عليهم - الحقيقة أن رجوع الوضع لما قبل يناير بيفيد الأخوان وكل التنظيمات السرية ومش بيفيد أى قوى سياسية طبيعية بتسعى للعمل العلني الديمقراطي المنظم لإن القوى المعتمدة على العمل السري بطبيعتها بتزدهر في السر وتحت الضغط الأمني وفي الحالة دي هما حيرجعوا يشتغلوا تحت الأرض واحنا حنختفي من الوجود أو نتحول لجماعات سرية مش هدفها الديمقراطية والحريات
ولاحظ أن كل ما الجماعات الدينية تخرج للعمل العلني بتتحول تدريجيا للمدنية - لاحظ تطور خطاب السلفيين قبل وبعد الثورة ولاحظ تطور خطاب الأخوان قبل مشاركتهم في الحياة السياسية وبعد ما أصبحوا جزء مهم منها - صحيح هما بيسعوا بطبيعة الأمور للسيطرة الكاملة على الدولة والسياسة لكن ده صراع سياسي نقدر نواجهه وننتصر فيه عليهم على المدى البعيد طالما لم يختفي الجيش من المعادلة فجأة أو ينضم عليهم
النتيجة : وقوفنا مع القوى الشرعية المنتخبة - مهما كانت سيئة وأدائها مستفز وبدائي بيفيدنا كقوى مدنية ديمقراطية لسة في مرحلة التطور على المدى البعيد وبيدينا فرص نجاح وعمل منظم وشرعي وعلني وبيدينا فرص كشف مواطن الضعف عندهم قصاد صاحب المصلحة العليا - الشعب - وفي نفس الوقت وقوفنا مع القوى دي مستحيل يؤدي لهزيمة فجائية للعسكر لإنهم ماسكين قلب الدولة وكل مؤسساتها
بينما وقوفنا مع العسكر - ولو بالصمت والحياد - وإعطاءهم الشرعية للتخلص من القوى المنتخبة ديمقراطيا بدعوى أنها قوى بتسعى للتسلط في المستقبل حيدي الفرصة للعسكر بالتخلص من كل المناوئين لهم تماما - حيبدأوا بالأخوان بصفتهم الأقوى والأكثر تنظيما ولو أنتصروا عليهم ساعتها حيبقى سهل جدا أنهم يجيبوا الثوار من بيوتهم واحد واحد ويخليهم يبدأوا مرحلة جديدة من الفاشية العسكرية اللي حكمت مصر خلال الستين سنة اللي فاتوا
ساعتها حيبقى سهل على القائد العسكري المنتصر اللي قضى على أعداؤه من القيادات السياسية المنتخبة ديمقراطيا أنه يجيب شوية طراطير من اللي محدش يعرف عنهم حاجة ويعينهم في مناصب سياسية تدين له بالولاء التام ويقفل كل أبواب العمل السياسي السلمي وساعتها التاريخ مش حيرحم كل واحد شارك في الجريمة دي ومش حيفرق بين أنه أخوان أو ليبرالي أو سلفي أو شيوعي
صف واحد ضد الفاشية الدينية ومع الشرعية الديمقراطية
3 comments:
الأخوان المسلمون خلال العام الماضي دأبو على الدخول في سلسلة من المناوشات و سلسلة من التصريحات المتناقضة و لا أعتقد ان هناك صراع بالفعل بين الطرفين ... الجماعة تدرك سيطرته الفعلية على مقاليد الأمور و تدرك ان ابتعاد العسكر عن السلطة مسألة وقت يستطيعون تحديدها و العسكر لايستطيعون الانقلابي على أبناء الرب .. مايحدث مناوشات لن تزيد عن حرب باردة
أحمد شعلان
الكلام سليم و كنطقى و اى شخص يقتنع بيه و لكن اذا طبقناه على الواقع نجد الفاشيه الدينيه لا تحاول حتى التطور او التقارب مع القوى الثوريه - برجاء مراجعه ما حدث فى لجنه الدستور - و هى بالمناسبه فى نفس يوم الازمه و لم يحاول او حتى يفكر اى منتمى للفاشيه الدينيه ان يدعم اى ممثل لتيار اخر بدء الكلام عن 40 عضو و انتهى الى 75% اخوان و سلف ... الفاشيه العسكريه ليست فمرا اصلا و انما تعتمد على مجموعه المسنين المتحكمين فى الامور من ايام مبارك من الممكن القضاء عليها او حتى هى تنتهى و ما نراه الان هو الرمق الاخير ... اما الفاشيه الدينيه فهى فكر اولا و اجيال متعاقبه يجب مواجهنها و العسكريون اضهرو الضيق منهم فعلا و المواحهه قادوه لا محاله حتى بعد الانتخابات الرئاسيه مهما كان المرشح الفائز- لن يعترف الطرف المهزوم بهزيمته ايا ما يكون الفائز فى الانتخابات - ارى ترك كلا الوحشين يتصارعان على الفريسه حتى يصرع احدهما الاخر
الكلام سليم و منطقى و اى شخص يقتنع بيه و لكن اذا طبقناه على الواقع نجد الفاشيه الدينيه لا تحاول حتى التطور او التقارب مع القوى الثوريه - برجاء مراجعه ما حدث فى لجنه الدستور - و هى بالمناسبه فى نفس يوم الازمه و لم يحاول او حتى يفكر اى منتمى للفاشيه الدينيه ان يدعم اى ممثل لتيار اخر .... بدء الكلام عن 40 عضو و انتهى الى 75% اخوان و سلف ... الفاشيه العسكريه ليست فكرا اصلا و انما تحالف مصالح يعتمد على مجموعه المسنين المتحكمين فى الامور من ايام مبارك من الممكن القضاء عليها او الصبر حتى تنتهى بحكم الزمن و ما نراه الان من مقاومه شرسه ما هو الرمق الاخير ... اما الفاشيه الدينيه فهى فكر اولا و اجيال متعاقبه يجب مواجهنها و العسكريون اضهرو الضيق منهم فعلا و المواحهه قادمه لا محاله حتى بعد الانتخابات الرئاسيه مهما كان المرشح الفائز- لن يعترف الطرف المهزوم بهزيمته ايا ما يكون الفائز فى الانتخابات - ارى ترك كلا الوحشين يتصارعان على الفريسه حتى يصرع احدهما الاخر
Post a Comment