زى صفحة كلنا خالد سعيد وزى حركة شباب ٦ أبريل
كان موقف حزب مصر القوية من الاعلان الدستوري "غير مفهوم" و"مرتبك"
و"ماسك العصاية من النص" بالنسبة لبعض المتابعين خاصة اللي بيطلبوا موقف
"حاسم" لتأييد الاعلان الدستوري بالكامل مهما كانت عيوبه أو بيطالبوا
برفضه بالكامل مهما كانت نتايج الرفض
غالباً كان الموقف "الحاسم" من الاعلان
الدستوري هو الموقف المسبق من الرئيس نفسه، مؤيد شخص مرسي وتياره السياسي أيده في
الاعلان الدستوري دون تحفظ ويكاد يكون بدون قراية الإعلان أصلا بينما اللي رافض
شخص وتيار مرسي رفض الاعلان الدستوري دون أى محاولة للتفاهم أو للتفاوض
طبعا مع وجود استثناءات معدودة أيدت بدون تحفظ
ورأت أن تأييدها يعتبر تحقيقا لمطالب الثورة أو رفضت بدون تفاهم خوفا على مطالب
الثورة وكون طرفين أيدوا ورفضوا استنادا للثورة فده في حد ذاته دليل أن مفيش اجماع
على وجهة نظر واحدة واضحة
بينما كان موقف حزب "مصر الطرية"- كما
أطلق عليه ال "حاسمون" من الناحيتين متماشي مع موقف غالبية الشعب المصري
اللي رافض وجود ديكتاتور جديد في السلطة وفي نفس الوقت خايف من استمرار البلد في
حالة شلل سياسي يتبعه بالضرورة انهيار اقتصادي, متفهم أنه محتاج قرارات استثنائية
عشان يحاكم قتلة الثوار ويشيل النائب العام الفاسد ورافض أن يكون تمن القرارات دي
سلطة مطلقة لشخص لم يحذ على ثقة إلا غالبية ضعيفة مشكوك فيها من المجتمع
والحقيقة أن الموقف "الحاسم" في رأيي
هو موقف مصطنع غير عقلاني وغير مبني على منطق، فبأى وسيلة عاوز مرسي يعيد محاكمة
قتلة الثوار ورموز النظام السابق دون تغيير النائب العام؟ وبأى منطق عاوز الناس
تقبل بوجود رئيس سلطاته مطلقة فوق القانون بينما هو وجماعته وتياره لم يظهروا اى شبهة
مرونة وتقبل للآخر سواء السياسي أو الديني منذ وصول مرسي للسلطة؟
لو أنت ثوري عاوز مرسي ازاى يحقق مطالب الثورة
بدون مايقيل النائب العام؟ ولو أنت اسلامي عاوز الناس تقبل بوجود حاكم مطلق وعاوز
الناس ازاى تصدق رئيس أخلف كل وعوده وكل وعود جماعته من لحظة ترشحه للانتخابات أيا
كانت مبرراتك لإخلاف الوعود؟
الحقيقة أن الموقف الحاسم المصطنع شارك فيه -
كالعادة - الطرفين الأيديولوجيين المتصارعين - من أيام ماكانت قياداتهم سوا في
الجامعة في السبعينات - على مين حيحرق مصر الأول "المتعلمنين" ولا "المتأسلمين"
ولمن لم يقرأ مقالاتي قبل كدة فالمتعلمن
بالنسبالي هو الوجه الآخر للمتأسلم, هو الشخص اللي بيرفع شعار "الدولة
المدنية" عشان يوصل عن طريقه للسلطة - أو يسيطر على الاعلام والفضائيات
والمعارضة - وهو معندهوش أى برنامج أو رؤية واضحة للهدف اللي حيحققه بوصوله للسلطة
غير أن وصوله للسلطة هدف في حد ذاته!
بينما تعريفي للمتأسم أن هو اللي بيستغل شعارات
اسلامية للوصول للسلطة بدون هدف حيحققه غير أن وصوله للسلطة هدف في حد ذاته!
والمفترض ان تجربة فنكوش النهضة تكون علمتنا أن
لا يكفي إنك تكون "اسلامي" أو "علماني" عشان تكون مؤهل لقيادة
البلد ،، لو معندكش برنامج اقتصادي وسياسي خليك في بيتكم أحسن لإنك مش بس حتخرب
البلد لكن كمان حتضر بالأيديولوجية اللي مفروض انك مؤمن بيها لما تتكشف قصاد الناس
وتبقى مطالب بتحقيق الرخاء بأيديولوجيتك وتفشل
شعارات "الاسلام هو الحل" أو
"الدولة المدنية هي الحل" ملهاش أى معنى لو اللي رافعهم بيتكلم في
عموميات ومعندوش خطة - مش حقول تفصيلية لصعوبة ذلك في ظل عدم وجود معلومات حقيقية
معروفة - لكن خطة تقريبية لا تتجاهل كل ظروف ومشاكل البلد , مصر مشكلتها مش بس
مشكلة أخلاقية حتحلها بنشر التدين بين الناس ولا مشكلتها بس مشكلة طائفية حتحلها
بمجرد وجود حكومة علمانية
الفساد الاداري مكنش مشكلة طائفية وكان موجود في
ظل حكومة نقدر نقول بدون تجني أنها كانت علمانية والفشل السياسي مش مشكلة أخلاقية
وأدينا كلنا شايفينه في ظل رئيس اسلامي شبه مطلق الصلاحيات
لا علمانية حكومة نظيف أنقذت البلد من الفساد في
كل إدارة ولا اسلامية حكومة قنديل أنقذت البلد من تلال الزبالة في كل حي
أرجع أقول لو كل هدفك اسقاط مرسي عشان تجيب شخص
تاني مكانه بس انت مش عارف الشخص التاني حيعمل إيه مختلف عن اللي عمله مرسي
ومعندكش الارادة لمحاسبته على أخطاؤه لمجرد كونه "شبهك" أو من تيارك
السياسي تبقى خروف ماشي ورا راعي غنم سواء الراعي ده كان أبوالفتوح أو البرادعي
أوخيرت الشاطر أو أبواسماعيل أوعمر سليمان
لو أنت ماشي ورا رمز من رموز المعارضة بيعارض وبس
طول الوقت من غير مايطرح بدائل عملية كان حينفذها لو هو في موقف الرئيس يبقى أعرف
انك ماشي ورا معارض "مصطنع" و "ممثل" قدير .. أعرف أنك ماشي
ورا "مشروع نهضة" جديد بس "مش اسلامي" ،،، وصدقني فشل المشروع
"الاسلامي" بيدل على فشل المشروع "المش اسلامي" لإن في
النهاية الناس عاوزة تاكل مش ترفع شعارات
أزعم ان الحزب الوحيد اللي بيقدم رؤية بديلة
لرؤية وقرارات السلطة - سواء في اللجنة التأسيسية أو في قرارات ومواقف رئيس
الجمهورية - وبيتعرض لهجوم خرفان السلطة وخرفان المعارضة - هو حزب مصر القوية وهو
مستمر في انتهاج نفس نهجه في انتخابات الرئاسة وبيحاول يقدم حلول وسط وتفاهمات
تجمع المصريين بدل ما تفرقهم وتسخنهم ضد بعض
صحيح أبو الفتوح خسر الانتخابات لكن اللي كسبوه -
حتى لو مكسبوش الإنتخابات نفسها - بالاستقطاب كانت نتيجة مكاسبهم السياسية هي
كوارث اجتماعية أقلها تقسيم البلد طوايف متقاتلة وأكبرها الشلل السياسي المستمر
وماقد يتبعه من انهيار اقتصادي قاتل للجميع
حقيقي أن الإستقطاب اللي مارسه المرشحين أثبت أنه
وسيلة فعالة عشان تكسب أصوات انتخابية وتبقى "رئيس" أو "وصيف
رئيس" أو "معارض رئيس" لكن الأيام أثبتت أن ده جه على حساب الترابط
الوطني وأثبتت أن اللعب بعواطف الجماهير وشحنها لتحقيق مكسب سياسي بغض النظر عما
يمكن أنه يؤدي إليه من كوارث قد تصل للحرب الأهلية أصبح منهج سياسي مستمر عند اللي
كسبوا أصوات من الاستقطاب
أبوالفتوح رفض اللعب على الاستقطاب وعشان كدة
اتقال عليه متلون وخسر الانتخابات لصالح محترفي الاستقطاب وحزب مصر القوية لسة
بيرفض نفس الاستقطاب وعشان كدة بيقولوا عليه حزب مصر الطرية ،،، في كلتا الحالتين
احنا قدمنا مصلحة البلد على مصلحة الحزب أومصلحة مرشحنا ورفضنا الخضوع للمزايدات
من أى طرف وفضلنا نكون صوت العقل حتى لو خسرنا الأصوات العالية أو الأصوات الخايفة
من الأصوات العالية أو الأصوات الغضبانة وماشية ورا الأصوات العالية
وصحيح كمان أن موقف الحزب المرة دي يرجع إلى حد
كبير لإن الحزب نفسه منقسم داخليا بين مؤيدين ومعارضين الإعلان الدستوري , لكن أنا
شايف ده دليل أنه حزب بيعبر فعلا عن المجتمع اللي محدش مهما كان غروره أو جهله
يقدر يدعي أنه كله مؤيد للاعلان أو رافضه بشكل "حاسم" ومش بيعبر عن تيار
بعينه مهما كان واسع فهو محدود بالنسبة لإتساع المجتمع المصري
انقسام المجتمع - الحقيقي مش المصطنع - حوالين
الاعلان الدستوي ظهر في انقسام أعضاء حزب مصر القوية في نفس القضية وأنا أزعم أن
حزب بيعبر عن انقسام المجتمع المصري وبيحاول يقرب وجهات النظر أفضل مليون مرة من
حزب - أو شخص أوتيار - بيستغل انقسام المجتمع عشان يستحوذ على المزيد من السلطة أو
المزيد من الشعبية على حساب المستقبل اللي غصب عننا كلنا حيكون مشترك مابيننا
مصر القوية حتتبني بالجميع مهما كانت اختلافاتهم
ومصر الطرية أو حتى المدفونة جنب جيكا واسلام هي اللي حنوصل لها لو فضلنا ماشيين
ورا الاستقطاب وكراهية بعض لحد الآخر
مقالات ذات صلة
التيار العلماني أحسن ولا الاسلامي؟ .. مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html
الدوجما العلمانية وأصول الفشل
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html
الوهم الاسلامي الجديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html
مع الرئيس المنتخب ضد المجلس العسكري وقضاؤه المسيس
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9.html
خطة شعبية للطريق
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_19.html
قصة حياتي يوم اعلان مرسي رئيسا
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_9970.html
قل الدولة الطائفية ولا تقل الدولة الدينية
http://bad-way.blogspot.com/2011/10/blog-post_23.html
نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html
النظام
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html
كيف نسقط النظام؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_17.html
مائة سبب لإنتخاب أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_20.html
ليه ليبرالي يدعم أبوالفتوح؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post_7277.html
أخطاء عبد المنعم أبوالفتوح
http://bad-way.blogspot.com/2012/04/blog-post_18.html
عزيزي الناصري بشرطة , أقبل توبتك
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post.html
ثوار الموضة وموضة الثورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_15.html
المثقف والعولمة واسرائيل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_20.html
مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html
عزيزي العلماني , عزيزي الإسلامي بطلوا أفورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html
خواطر عن الاسلاميين واليساريين والليبراليين
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_6394.html
بين أرض الواقع والفضاء التنظيري
http://bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post.html