Sunday, November 11, 2012

التيار الاسلامي أحسن ولا العلماني؟ ... مصر القوية


فيه اسلاميين بينادوا بتطبيق الشريعة بدون تصور محدد لمعناها وفي الناحية التانية علمانيين بينادوا بالدولة المدنية بدون تصور محدد لمعناها 

بالنسبة للأولاني تطبيق الشريعة يعني وصول الاسلاميين للحكم مش لأنهم حيطبقوا رؤية معينة مختلفة أو لإن أخلاقهم أحسن ولكن لمجرد أنهم رافعين يافطة عليها كلمة "اسلامية" ، وبالنسبة للتاني العلماني الدولة المدنية هي عدم وصول الاسلاميين للحكم ووصول أى حد تاني للحكم , فاسد بقى فاشل ،مجرم نصاب مريض نفسيا ,مش مهم , المهم أنه يكون "مش اسلامي" من باب العند مع الاسلاميين أوالرعب منهم 

حتلاقي ده بيترجم في مواقف عملية مخزية زى أن "الإسلامي" يقبل من "الإسلامي زميله" أى فعل منافي للأخلاق - اللي المفترض أنها محور دعوته السياسية الدينية- فنلاقي صمت اسلامي رهيب على بذاءات شيوخ وتبرير عجيب لسقطات رموز سياسية اسلامية لو سقط فيها واحد غير اسلامي لتم محوه من على الأرض 

بينما على الناحية التانية تلاقي الشطط بيوصل لإن المعارضة بتتجاوز التصيد الطبيعي للأخطاء بين المتنافسين لإنها هي اللي بتخترع الأخطاء وهي اللي بتفتعل مواقف الصراع على أمور لامعنى لها وبتوصل الحالة المرضية لدرجة تشويه السمعة الشخصية لأبرياء لمجرد كونهم "اسلاميين

هو ده بالضبط "الإستقطاب" اللي حزب مصر القوية بيدعو لتجاوزه ،عاوز ترفض موقف أو تصريح ، ارفضه لذاته مش عندا في اللي قاله , مش معقولة تكون حقوق الانسان بالنسبالك مجرد وسيلة لمعارضة الإسلاميين بينما لو جه ليبرالي أو يساري وعمل تصرفات أو تصريحات معادية لحقوق الانسان ماتتكلمش بحجة انها ثقافة مجتمع!! 

حدي مثل بسيط بواحد صاحبي "يساري-تقدمي" مشهور قال "أنا لو راكب طيارة وعرفت ان اللي سايقاها واحدة ست حنزل منها! " تصريح تمييزي ذكوري لو كان قاله حد زى نادر بكار كان الحقوقيين والصحفيين أكلوه بسنانهم - وليهم حق - لكن لإن اللي قاله يساري علماني ضد الأخوان محدش علق وتم اعتبار الموضوع نكتة لطيفة أو جزء من ثقافة المجتمع 

كدة انت مبقتش مشكلتك حقوق المرأة ،، كدة بقت مشكلتك مين اللي ممكن تستخدم حقوق المرأة ضده اعلاميا وده معناه أن لو أصبحت حقوق المرأة مهدرة تماما تحت حكم علماني "مدني" يبقى مش حتشوفها مشكلة ،، عادي ياجماعة ماهي ثقافة شعب

بالنسبة لأغلب أعضاء حزب مصر القوية دي خناقة عيال صغيرة تافهة وهي سبب الانقسام عديم المعنى اللي مخرب الحال السياسي للبلد فبدل مانتكلم عن مواد الدستور ومضمونه بنتكلم عن مين اللي حيكتبه , وكأن لو دستور علماني كتبه شيوخ مفيش اسلامي حيعترض ولو دستور قمعي رجعي ضد حقوق الانسان كتبه غير اسلاميين يبقى مقبول ومبرر عند التيار العلماني 

وبدل مانتكلم عن تطهير القضاء لصالح الدولة والمجتمع تم جرنا للسؤال ياترى تطهير القضاء حيكون فعلا لصالح الدولة ولا لصالح سيطرة التيار الإسلامي على السلطة القضائية

وطبعا القضايا اللي ملهاش "استخدام" في الصراع الاسلامي العلماني الوهمي زى قضية أهل النوبة أو قضية مخصصات الجيش أو قضية الاقتصاد لازم ترجع لخلفية المشهد وتظهر بس كنوع من معايرة الحزب الحاكم بفشله وتبرير أنصاره للفشل ده من غير ما أى طرف من الطرفين مايقدم حل 

أعضاء حزب مصر القوية عندهم مبادئ واضحة معلنة وخاضعة للنقاش والتطوير بتترجم لأجندة سياسية واضحة ومعلنة بيسعوا لتنفيذها , مش شاغلين نفسهم أوي بمين حينفذها , الأجندة دي حتشوفها في برامج الحزب وانحيازاته ومواقفه مش حتشوفها في تاريخ أبوالفتوح وهو طالب في الجامعة ولا حتفهمها لو كل اللي شاغلك ازاى أحمد بدوي العلماني عضو في حزب أغلبه من التيار الإسلامي 

عاوز تناقشني ناقشني في أهدافي وآليات تحقيقها مش تناقشني في مين كان مربي دقنه وهو بيحط اللايحة ومين مكنش بيصلي وهو بيلم تبرعات للحزب 

أزعم أن أغلبية الشعب المصري مجبرين على دخول لعبة الإستقطاب - التافهة في مضمونها الخطيرة في آثارها - بسبب الرعب اللي بيصدره الطرفين المتصارعين على السلطة "الاسلاميين والعلمانيين" من بعض 

وأزعم أن أعضاء مصر القوية الاسلاميين لو كانوا لقوا قيادة ليبرالية بتنادي بتجاوز الإستقطاب ووضع الحلول العملية لمشاكل مصر كانوا دعموها فورا. ودليلي أن كتير جدا من قيادات الحزب كانوا بالفعل في حملة البرادعي رغم أصولهم الأخوانية 

ومؤمن جدا أن التحدي الحقيقي اللي حينجح فيه حزب مصر القوية هو تقديم بديل عملي شفاف منطقي أخلاقي للبدائل الرديئة الصوتية المطروحة على الساحة واللي بتستمد شرعيتها فقط من التخويف من الآخر - العلماني الكافر عند الاسلاميين , والارهابي المتطرف عند العلمانيين - دون طرح رؤية للإصلاح وأحيانا حتى بدون رؤية في الهدم 

لحد دلوقتي كل ما اسلامي يقوللك الشريعة مش بتتطبق ، تسأله إيه الجزء اللي مش متطبق من الشريعة ميردش كأنه سر كهنوتي محدش يعرفه غيرهم

ولحد دلوقتي كل ماعلماني يقوللك حزب مصر القوية مش حزب "مدني" تسأله بنيت كلامك على أى أساس وإيه شروط "مدنية" الحزب مايردش وكأن الحزب مجرد تجمع لتنفيذ الهوى الشخصي لمؤسسه 

الخلاصة اني أتحدى أى اسلامي يقول أن قوانين المرور مخالفة للشريعة وأتحدى أى علماني يقول أن قوانين المرور مش مدنية ,,, والأهم اني مستني أى حد يعرف يصلح المرور وأعتقد أن المنهج العلمي هو القادر على حل مشاكلنا كلها ,, وهو ده منهج حزب مصر القوية

No comments: