النظام هو في حقيقته صورة نكونها في أذهاننا
وأدبياتنا عن الواقع، عندما يقول الشعب أنه يريد تغيير النظام، فعليه تغيير كل
نظام حياته لا النظام السياسي فقط
عندما نزل شباب صغير السن ليجمل بيئته ويدهن
الرصيف احتفالا وترحيبا بالثورة تمت مهاجمتهم واحباطهم واخبارهم أن مجهودهم لا
فائدة منه ولا نتيجة، جريمة لاتغتفر ارتكبت بدون أن يلاحظها أحد ولم يطالب أحدنا
بأن نعتذر لأولئك الشباب المتحمس النقي الراغب فعلا في تحقيق التغيير في واقعه ولو
بأبسط الطرق الممكنة وفي جوانب قد لايراها مهمة أصحاب توكيل الثورة النظرية ,
الثورة على أرض صلبة من المفاهيم والمبادئ
والأساليب المنتمية لعصر قامت عليه الثورة ووجب أن تتجاوزه وتتعافى من آثاره وتغير
كل مفاهيمه ومبادئه واساليبه السياسية والمجتمعية والأخلاقية على السواء
ثورة , تغيير , برلمان ، انتصار جزئي يتيح
المساحة للمزيد من الانتصارات الصغيرة ويشجع آخرون على الاستمرار في المحاولة
أرى التيار المدني ،"فئة المصريين الغير
منتمين لحزبين الزعيم والمرشد والراغبون في الوصول لمصر المدنية العصرية بدون
اللجوء للعنف" يفقد حماسه فجأة ويقرر مغادرة الملعب للجلوس على مقاعد
الاحتياطي!
وكأنه يعاقب نفسه بمشاهدة بلده تحترق رويدا رويدا
وهو جل مايفعله هو لوم نفسه أو اشاعة الاحباط فيمن حوله
الحق أقول لكم أننا قد وصلنا على عتبة باب الحرية
ولم نكد ندخل حتى فزعنا وخرجنا متفاجئين مما يحدث لنا
انقلبنا على أعقابنا, لكن الانقلاب على الانقلاب
ليس بالضرورة ثورة ، لكن تحويل الانقلاب لوقود للثورة هو بالضرورة ثورة
أنا من الانقلابيين الذين قرروا بعد عام سحب
صوتهم من الصندوق , بعد عام من الاحباط والاستفزاز والكذب من قبل ذلك السياسي الذي
أنتخبته ليكون رأس حربة الثورة , تفاءلت بأن وجود الأخوان في السلطة سوف يتيح لهم
مساحة من التطور , لكن الحقيقة صبري نفد بعد عام واحد لم أرى فيه مرسي في كنيسة
مصرية ولو لمرة واحدة! هذا سياسي لا يعرف مبادئ الأخوة الانسانية البسيطة ووجوده
في السلطة يرسخ كل ماهو طائفي ومحبط ومضحك , كأنه فزاعة يستخدمها النظام المستبد
"الفرعون النازي" ليخوفنا بها من أنفسنا ويثبت لنا أن قدراتنا محدودة
وأفكارنا سفيهة وأننا كشعب لانصلح لأن نختار لأنفسنا
أخترت أن تكون أطول مسيرة أمشيها في حياتي هى
مسيرة يوم ٣٠ يونيو لعزل ذلك الأحمق الذي رأيت فيه كل ماثرت ضده وأكثر
لم اكترث بتلك الفزاعة الأخرى التي رفعها أنصار
مرسي للتحذير من عودة الدولة العسكرية! الدولة العسكرية مرحلة سوف نتجاوزها بأسرع
مما نتخيل , هى فقاعة نصطنعها لأنفسنا لنبرر كل جريمة تحدث بإسمنا ولكل منا جرائمه
، لكن جريمة جيلي هى أنه أشعل الثورة ونقلها للشارع ثم يحاول الآن بشكل مضحك أن
ينتقل للكنبة ليتفرج من البلكونة على الخناقة اللي ولعها بين بلطجية الحارة! نعم
يعني؟!
بدأنا ثورة وحنكمل الثورة , مش حيحصل استقرار غير
لما الثورة تبتدي تحقق أهدافها , ده مش تهديد لأنصار الاستقرار ،،، أنا كانسان
نفسي في حالة استقرار ، لكن دي دعوة لكل انسان بذل جهد أو دم أو ألم أو كان عنده
أمل في الثورة أنه يستعيد روحه الثورية علشان يساهم معانا كلنا في خلق واقع سياسي
واجتماعي جديد واقع مبني على التعاون والتشبيك والنشاط والتحمل الجماعي للمسئولية
, واقع مجتمعي كلنا بنساهم في تطويره وتحديثه
لو عندك وقت فراغ أنزل الميدان ، ميدان الحداثة ،
حول كل مصر لميدان للثورة على الفشل والكذب والاستبداد والنفاق , لو عندك رأى
شاركه مع الناس وحاولوا تفكروا ازاى تحققوا المستقبل، ازاى نخرج من الأزمة بكل عواملها وجوانبها
كلنا مسئولين عن الوصول للحل وكلنا مسئولين عن
راية النضال اللي حنمررها للي حييجوا بعدنا، هل حتكون راية استسلام بيضا؟ ولا راية
طاغوت دموي بيفرم الأحرار والنبلاء ويسجنهم؟
الراية اللي أتمنى أن جيلي يسلمها للجيل اللي
بعده هى راية وحدة , أبيض وأحمر وأسود وأصفر, راية يفتخر بيها اللي رافعها لإنها
راية حرية وتقدم
وعشان نرفع راية الوحدة في يوم من الأيام لازم
الأول تبدأ حالة النجاح، لازم نحقق كتيار مدني وكمصريين وكحداثيين وكإصلاحيين
وكثوريين وكمستثمرين وطنيين حالة من التقدم المجتمعي ، حالة من التعاون على البر
وليس على العدوان ,تكون قاطرة النهضة المصرية الشعبية الحديثة ، النهضة التي
يحققها الشعب بأفكاره ومجهوده من أجل نفسه ليثبت لنفسه وللعالم وللأجيال القادمة
أنه شعبا من الفراعنة لا من عبيد الفرعون أو خصيان الكاهن