رفاقي الأمريكيين , أريد أن أتحدث إليكم الليلة عما ستفعله الولايات المتحدة مع
أصدقائنا وحلفائنا لتفكيك وتدمير المجموعة الارهابية المعروفة بداعش نهائيًا.
كقائد أعلى , فإن أولويتي الأولى هى أمان الشعب
الأمريكي. خلال الأعوام العديدة الماضية خضنا المعركة وبإصرار ضد الإرهابيين الذين
هددوا بلادنا. قضينا على أسامة بن لادن والعديد من قيادات القاعدة في أفغانستان
وباكستان. وأستهدفنا اتباع القاعدة في اليمن ومؤخرًا قتلنا قائد القاعدة في
الصومال. وقد فعلنا ذلك في نفس الوقت الذي أعدنا فيه 140000 جندي أمريكي من العراق
وقللنا عدد قواتنا في أفغانستان , التي سوف تنتهي معاركنا القتالية فيها آخر هذا
العام. وشكرًا لقواتنا العسكرية والعاملين بمكافحة الإرهاب , فأمريكا أكثر أمنًا.
ولكننا لانزال في مواجهة تهديدًا إرهابيًا. فنحن
لا نستطيع مسح كل آثار الشر من العالم, والمجموعات الصغيرة من القتلة قادرة على
التسبب في ضرر بالغ. هكذا كان الوضع قبل 11\9 ولايزال هو الوضع اليوم. ولهذا علينا
أن نظل متيقظين للتهديدات الناشئة. يأتينا الخطر الأكبر في هذه اللحظة من الشرق
الأوسط وشمال أفريقيا , حيث تستغل المجموعات المتشددة المظالم لمصالحها. احدى هذه
المجموعات هى داعش - والتي تسمي نفسها "الدولة الإسلامية"
والآن فلنوضح أمرين: داعش ليست
"اسلامية". فلا يوجد دين يجيز قتل الأبرياء. ومعظم ضحايا داعش كانوا من
المسلمين. وبالطبع داعش ليست دولة. لقد كانت التنظيم التابع للقاعدة في العراق ,
وأستغلت الصراع الطائفي والحرب الأهلية السورية لاحتلال الأراضي على جانبي الحدود
العراقية السورية. لا تعترف بها أى حكومة ولا حتى الشعوب الذين تستعبدهم. داعش
منظمة ارهابية , ببساطة ووضوح. ولا رؤية لديها سوى ذبح كل من يقف في طريقها.
في منطقة عرفت الكثير من اراقة الدماء فإن هؤلاء
الإرهابيون متفردون في بشاعتهم. إنهم يعدمون أسرى عزل ويقتلون الأطفال. وهو أيضًا
يستعبدون ويغتصبون النساء ويقومون بتزويجهم قسرًا. ولقد هددوا بالإبادة العرقية
لأقلية دينية. وفي تصرف بربري قاموا بقتل صحفيين أمريكيين - جيم فولي وستيفن
سوتلوف.
ولذلك فإن داعش تمثل تهديدًا للناس في سوريا
والعراق والشرق الأوسط عمومًا - ومنهم مواطنين وموظفين ومنشآت أمريكية. وإذا لم يُحاسبوا
فإن هؤلاء الإرهابيون يمكن أن يمثلوا تهديد أكبر وأوسع من حدود تلك المنطقة, وحتى
للولايات المتحدة. وبرغم أننا لم نكتشف بعد مؤامرة محددة على أراضينا , إلا أن
قادة داعش قد هددوا أمريكا وحلفائها. ويعتقد مجتمعنا الاستخباراتي أن آلاف الأجانب
- ومنهم أوروبيين وبعض الأمريكيين - قد أنضموا لهم في سوريا والعراق. وبعد أن يتم
تدريبهم وتصقلهم المعارك فقد يحاولون العودة لبلادهم الأصلية وتنفيذ هجمات قاتلة.
أعلم أن العديد من الأمريكيين قلقون من هذه
التهديدات. والليلة أريدكم أن تعلموا أن الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تلك
التهديدات بقوة وعزم. لقد قمت الشهر الماضي بإصدار أوامري للقوات المسلحة للقيام
بإجراءات ضد داعش تستهدف وقف تقدمها. ومنذ ذلك الوقت قمنا بتنفيذ 150 طلعة جوية
ناجحة في العراق. هذه الهجمات وفرت الحماية لموظفين ومنشآت أمريكية وقتلت مقاتلين
تابعين لداعش ودمرت أسلحة وأعطت الفرصة للقوات العراقية والكردية لإستعادة
أراضيهم. هذه الهجمات أيضًا ساهمت في انقاذ حياة آلاف الأبرياء من الرجال والنساء
والأطفال.
ولكنها ليست معركتنا
وحدنا. القوة الأمريكية يمكن أن تحدث فرقًا هائلًا ولكن لا يمكننا أن نفعل
للعراقيين مايمكنهم انجازه بأنفسهم , ولا يمكننا أخذ دور شركاءنا العرب في تأمين
منطقتهم. ولذلك أصررت على أن التحرك الأمريكي الإضافي يعتمد على تشكيل العراقيين
لحكومة وحدة , وهو ماقاموا بتنفيذه بالفعل في الأيام الماضية. ولذلك الليلة , مع
وجود حكومة عراقية جديدة وبعد مشاورات مع حلفائنا بالخارج والكونجرس بالداخل
يمكنني أن أعلن أن أمريكا سوف تقود تحالف واسع لدحر ذلك الخطر الإرهابي
إن هدفنا واضح: سوف
نقوم بتفكيك داعش وتدميرها تماما عبر استراتيجية شاملة ومستدامة لمكافحة الإرهاب
أولًا : سوف نشن هجومًا جويأ ممنهجًا ضد أولئك
الارهابيين. بالعمل مع الحكومة العراقية فسوف نوسع جهودنا لتتجاوز حماية أفرادنا
ومهماتنا الإنسانية لتشمل ضرب الأهداف التابعة لداعش بينما تقوم القوات العراقية
بالهجوم. بالإضافة إلى ذلك فقد قلت بوضوح أننا سوف نطارد الإرهابيين الذين يهددون
بلادنا , أينما وجدوا. وذلك يعني أنني لن أتردد في التحرك ضد داعش في سوريا كما في
العراق. هذا مبدأ محوري في رئاستي: لو هددت أمريكا فلن تجد مأوى آمن.
ثانيًا : سوف نزيد من
دعم القوات التي تواجه أولئك الإرهابيون على الأرض. في يونيو قمت بإرسال عدة مئات
من الجنود الأمريكيين للعراق لتقييم الطريقة المثلى لمعاونة قوات الأمن العراقية.
والآن وبعد ما أنهت تلك الفرق عملها - وبعد أن شكل العراق حكومته - سوف نرسل 475
جندي آخر للعراق. وكما قلت من قبل فتلك القوات الأمريكية ليست مكلفة بمهام قتالية
- لن يتم جرنا لحرب برية أخرى في العراق. ولكن نحتاجهم لدعم القوات العراقية
والكردية بالتدريب والتخابر والمعدات. وسوف ندعم الجهود العراقية لتشكيل وحدات حرس
وطني لمساعدة المجتمعات السنية على تأمين حرياتهم من سيطرة داعش.
عبر الحدود , في سوريا
, ضاعفنا من مساعداتنا العسكرية للمعارضة السورية. الليلة , أدعو الكونجرس مرة
أخرى لإعطائنا سلطات اضافية والموارد اللازمة لتدريب وتجهيز أولئك المقاتلين. في
المعركة ضد داعش , لا يمكننا الإعتماد على نظام الأسد الذي يمارس الإرهاب على شعبه
- نظام لن يستعيد أبدًا شرعيته التي فقدها. على العكس , يجب علينا أن نقوي من
المعارضة كأفضل مكافئ لقوة الارهابيين مثل داعش بينما نتابع الحل السياسي الضروري
لحل الأزمة السورية مرة واحدة وللأبد.
ثالثًا , سوف نستمر في
الإعتماد على قدراتنا العظيمة لمكافحة الإرهاب لمنع هجمات داعش. بالعمل مع شركائنا
, سوف نضاعف من جهودنا لوقف مصادر تمويلها ; تحسين استخباراتنا ; تقوية دفاعاتنا ;
مواجهة فكرها المنحرف ; ووقف تدفق المقاتلين الأجانب إلى ومن الشرق الأوسط. وخلال
أسبوعين سوف أرأس اجتماع مجلس الأمن بالأمم المتحدة لحث المجتمع الدولي على دعم هذا
المسعى.
رابعًا , سوف نستمر في توفير المعونة الإنسانية
للمدنيين الأبرياء الذين هجرتهم تلك المنظمة الإرهابية. وهذا يتضمن المسلمين السنة
والشيعة الذين هم في خطر شديد , مثلهم مثل عشرات الآلاف من المسيحيين والأقليات
الدينية الأخرى. لا يمكننا السماح بأن تُهجَّر تلك المجتمعات من أوطانها الأصيلة.
اذن هذه هى استراتيجيتنا . وفي كل جزء من الأجزاء
الأربعة لها , سوف يُرافق أمريكا ائتلاف واسع من الشركاء. بالفعل , حلفاؤنا ينشرون
طائراتهم معنا فوق العراق; يرسلون أسلحة ومساعدات لقوات الأمن العراقية والمعارضة
السورية ; نتشارك المعلومات الإستخباراتية ; يوفرون مليارات الدولارات للمعونات
الإنسانية. الوزير كيري كان في العراق اليوم في مقابلة مع الحكومة الجديدة ليدعم
جهودهم لتعزيز الوحدة. وفي الأيام القادمة سوف يسافر عبر الشرق الأوسط وأوروبا لدعوة
شركاء آخرون لهذه المعركة , وبالأخص الأمم العربية القادرة على مساعدة المجتمعات
السنية على الحشد العسكري في سوريا والعراق, لطرد أولئك الإرهابيين من أراضيهم.
هذه هى القيادة الأمريكية في أوجها: نحن نقف مع الناس الذين يقاتلون من أجل حريتهم
, ونجمع الأمم الأخرى بإسم أمننا المشترك وانسانيتنا المشتركة
إدارتي أمنّت أيضّا دعمًا من كلا الحزبين لهذه
الخطة هنا في الوطن. لدى السلطة القانونية للتصدي لتهديد داعش, ولكنني أؤمن بأننا
نصير أقوى كأمة عندما يعمل الرئيس والبرلمان معًا. لذا أرحب بدعم الكونجرس لهذا
الجهد من أجل أن يرى العالم أن الأمريكيون موحدون في مواجهة هذا الخطر
والآن, فإن القضاء على سرطان مثل داعش سوف يأخذ
وقتًا. وكل مرة نتحرك عسكريًا نواجه المخاطر - خاصة الرجال والنساء في الخدمة
والذين يتولون تنفيذ هذه المهام. ولكنني أريد أن يفهم الشعب الأمريكي كيف تختلف تلك
الخطة عن الحربين في العراق وأفغانستان. إنها لن تتضمن قوات مسلحة أمريكية تقاتل
على أرض أجنبية. هذه الحملة ضد الارهاب سوف تشن عبر جهد ثابت لا هوادة فيه حتى
القضاء على داعش أينما وجدت , بإستخدام قواتنا الجوية ودعمنا للقوات الحليفة على
الأرض. هذه الخطة المتمثلة في اصطياد الارهابيين الذين يهددوننا مع دعم شركاءنا في
الخطوط الأمامية هى التي مارسناها في اليمن والصومال لسنوات. وهى تتفق مع ما
أوجزته مبكرًا هذا العام: استخدام القوة ضد أى شخص يهدد مصالح أمريكا الجوهرية
ولكن مع حشد الشركاء أينما كان ممكنًا لمواجهة التحديات الأشمل للنظام العالمي.
رفاقي الأمريكيين, اننا نعيش في زمن تغيير عظيم.
غدًا يمر 13 عام منذ هوجمت بلدنا. الأسبوع القادم يمر 6 سنوات منذ عانى اقتصادنا
أسوأ انتكاساته منذ الكساد العظيم. ومع ذلك ورغم تلك الصدمات فمن خلال الألم الذي
شعرنا به والمجهود الذي بذلناه من أجل استعادة توازننا , فإن أمريكا اليوم في وضع
أفضل لتدخل للمستقبل أفضل من أى أمة أخرى على الأرض.
شركاتنا التقنية وجامعاتنا لا مثيل لها. صناعاتنا
التحويلية وصناعة السيارات تزدهران. استقلال طاقتنا أقرب مما كان منذ عقود. ولكل
العمل المتبقي , فإن أعمالنا التجارية في أعلى معدل غير منقطع لخلق الوظائف في
تاريخنا. وبرغم كل الانقسامات والتنافس في ديمقراطيتنا إلا أنني أرى العزم
والتصميم والخير المتأصل في الشعب الأمريكي كل يوم - وهذا مايجعلني أكثر ثقة مما
كنت يومًا في مستقبل بلدنا.
خارجيا فإن القيادة الأمريكية هى الثابت الوحيد
في عالم مضطرب. انها أمريكا التي تمتلك القدرة والإرادة لحشد العالم ضد
الإرهابيين. انها أمريكا التي جمعت العالم ضد العدوان الروسي ودعمت حق الشعب
الأوكراني في تحديد مصيره. أنها أمريكا - علماؤنا وأطباؤنا ومعارفنا - القادرة على
المساعدة في احتواء وعلاج وباء الإيبولا. انها أمريكا التي ساعدت في ازالة وتدمير
الأسلحة السورية الكيماوية المعلنة حتى لا تمثل تهديد للشعب السوري أو العالم مرة
أخرى. وهى أمريكا التي تساعد المجتمعات المسلمة حول العالم , ليس فقط في مكافحة
الإرهاب ولكن في الكفاح من أجل الفرصة والتسامح ومستقبل أكثر اشراقًا.
أمريكا , نعمنا التي لا تحصى تضفي عبئًا دائم
علينا. ولكن كأمريكيون فنحن نرحب بمسئوليتنا في القيادة. من أوروبا لآسيا , من
أقاصي أفريقيا للعواصم التي مزقتها الحرب في الشرق الأوسط, نحن نقف من أجل الحرية
ومن أجل العدل ومن أجل الكرامة. هذه القيم التي قادت أمتنا منذ تأسيسها.
الليلة , أطلب دعمكم لتحمل عبء هذه القيادة قدمًا.
أفعل ذلك بصفتي القائد العام الذي لا يمكن أن يكون أكثر فخرًا برجالنا ونسائنا في
الزى الرسمي - طيارونا الذين يطيرون بشجاعة في وجه الخطر فوق الشرق الأوسط, وأفراد
الخدمة الذين يدعمون شركائنا على الأرض.
عندما ساعدنا في منع مذبحة للمدنيين في جبل بعيد
, إليكم ماقاله واحد منهم: "أننا ندين لأصدقائنا الأمريكيين بحياتنا. أولادنا
سوف يتذكرون دائمًا أن هناك من شعر بنضالنا وقطع كل تلك الرحلة الطويلة لحماية
أشخاص أبرياء".
هذا هو التغيير الذي نحدثه في العالم. وسلامتنا
وأمننا يعتمد على ارادتنا في فعل ما يتطلبه الموقف لحماية هذه الأمة ورفع القيم
التي نؤمن بها - مثل عليا ستبقى لزمن طويل بعد اختفاء أولئك الذين لا يقدمون إلا
الكراهية والتدمير من الأرض
بارك الله في قواتنا
المسلحة , بارك الله الولايات المتحدة الأمريكية
======================================
No comments:
Post a Comment