بجانب المعركة الكبيرة والمجيدة (وفقا لبيانات المتحدث العسكري الذي لا يمكن أن يشك أحد في ولاؤه لوطنه ) التي خاضها أخوتنا وأبناؤنا وأصدقاؤنا على الجبهة في سيناء وسقط منهم شهداء وجرحى ومن أهلنا أيضًا من مواطنين مدنيين أبرياء كان هناك معركة أخرى تدور رحاها بين ٩ من المسلحين كبار السن بينهم نائب برلماني أخواني (وفقا لرواية الشرطة) وقوات الأمن نتج عنها مقتل أعضاء لجنة الإغاثة الخاصة بالمعتقلين وهم ياللعجب لم يكونوا رهائن في يد أعضاء الاخوان (الجماعة الإرهابية وفقا للبيان الصادر عن الجماعة بعد تلك المعركة والذي كان بمثابة إعلان حرب مفتوحة بينها وبين جماعة السيسي المسيطرة) بل كانوا هم أنفسهم أولئك المحامين والنائب (المنتخب عن الشعب يومًا ما في انتخابات أجرتها الأجهزة الحكومية الحالية وأشرف عليها القضاة الحاليون) المنتمين للجماعة التي لم تكن ارهابية حتى تلك اللحظة
رغم كل مايزرعه الإعلام المتآمر ضد الوعى العام في عقولنا لا يمكن لنا أن نتخلى عن انسانيتنا واحترامنا لآدميتنا وإلا أصبحنا جميعًا إرهابيين بصورة أو بأخرى
مافعله لانظام السيسي في مصر اليوم يعد خيانة عظمى حيث دخلنا اليوم بداية مذابح لا حصر لها ستنجم حتما عن اعلان الجماعة الإخوانية "الرسمية" الثورة ضده .. يصل عدد الأخوان على أقل التقديرات لمئات الألوف ويصل عدد مؤيديهم وفقًا لمختلف الإنتخابات السابقة المزورة قبل الثورة والمزيفة بعدها إلى مايفوق المليون
هل يمكنك سيدي أو سيدتي التفكير فيما يمكن أن يحدثه نصف مليون مسلح أو حتى ربع مليون أو حتى مائة ألف داخل دولة منظمة جميلة نظيفة متطورة مثل مصر؟ هل يمكننا بالقليل من الخيال تخيل كمية خائبي الأمل من الشباب المصري المحبط الذين سوف يجدون في الفعل العنيف (الإرهابي في عرف المتحكمين في أجهزة السلطة وأنصارهم بالملايين والثوري في عرف المعارضين للسيسي ونظامه ممن لن تشغلهم كثيرًا الحرب الدائرة في سيناء أو تردعهم آلة القتل الرهيبة لدى أجهزة الدولة وهم بالملايين أيضًا) منفذًا لتعبيرهم عن السخط والغضب من الحالة المعيشية التي سوف تزداد سوءًا مع تدهور الحالة الإقتصادية حيث لا يمكن للأرقام أن تخفي حقيقة أن أكثر من نصف المصريين فقراء فقر مدقع وكلهم تقريبا فقراء بالنسبة لمستويات المعيشة في أى دولة حديثة
سوف يتصاعد الغضب والشحن من الجانبين . الملتاعين على أخوتهم في سيناء من الجانبين ... لا أعتقد ان الغضب سوف يستمر كثيرا على الانترنت فقط أو ضد النخبة والنشطاء من كل جانب بل ستبدأ حرب الجميع ضد الجميع .. حرب ضروس سوف لن نستفيق منها إلا بكارثة فقداننا لأرواح آلاف من أهلنا دون قضاء جانب على الآخر أو انتصار فكرة على أخرى
سوف يرحل السيسي في النهاية فهذا مآل الأمور . وكذلك سوف نرحل جميعًا بإنتماءاتنا بخنادقنا بعقدنا ومحاذيرنا وسوف لن نترك لأبنائنا وأحفادنا إلا ذكرى . وقد حاولت قدر استطاعتي أن أوفي لبلدي حق المواطنة كما أرتأيته مدفوعًا بحالة غضب مراهق من فشل النظام وحالة عشق مرهق لهذا البلد العريق الذي كان جميلًا وهادئًا يومًا ما لكنني ما لبث أن أصابني الإحباط تلو الإحباط بعدما ظننت أن الحلم قد تحقق وقامت ثورة ضد الظلم في بلادي ، ما لبثت إلا أن تحولت بإرادة أهلها وكامل قواهم العقلية إلى نكسة أخرى في سجل انتكاسات هذا الوطن العليل لتعيدنا لعصر لم نعشه من قبل ، عصر الفرعون الحاكم بأمره المتجاوز للقوانين والأعراف والدساتير البشرية المستمدة سلطته من الله مباشرة . وهو عصر لم أتخيل أبدًا أن أعشه بعد أن قرأت عنه كثيرًا في كتب التاريخ
لطالما أحتفظ النظام الحاكم لمصر بقشرة سميكة أحيانًا ورقيقة أخرى من شرعية القانون ، أما وأن قد أعلن على لسان ممثله الأسمى أن القوانين لم تعد ملزمة له بعد شهور طويلة من تنحية الدستور المصري (سواء المستفتى عليه قبل الثورة أو دستور الأخوان أو المستفتى عليه مؤخرًا ) إلى خزينة التحف الفنية التي نتفاخر بها لكن لايمكننا أن نخرجها للواقع . فذلك لا يعني إلا أن على أمثالي التنحي جانبًا والصمت والصلاة من أجل السلام في ربوع مصر
أما وقد أعلنت أكبر جماعة سياسية منظمة في تاريخ مصر (لاحظ عقم النظام عن تشكيل هيئة سياسية تمثله وترشد قراراته) عدم قدرتها على كبح جماح غضب قواعدها بعد عقود من الترويض والسياسة . فهذا لا يعني إلا إنذارًا أخيرًا للنظام قبل البدء في اعدام الرهائن المحتجزين لديه وهم بالآلاف (من وجهة نظر الجماعة) وهو في رأيي مما لا يبدو أن بعده رجعة . فحتى لو تراجع النظام عن إعدام الذين حكم عليهم بالإعدام - وهو ما لا أظن سوف يتراجع عنه - فلن تتوقف حالة الشحن بين الطرفين حتى تبدأ المواجهات بين الجماعتين الساعين للسلطة بكامل طاقتيهما
وربما سيبدو وقتها الدعاء الأمثل هو اللهم لا تمكن داعش من بيوتنا . فحرب أهلية سوف لن تضعف فقط آخر معاقل مقاومتنا للإرهاب الحقيقي الذي أقض مضاجع الشهداء المصريين الذين قضوا في سيناء منذ قديم الأزل بل ستسقط آخر مظاهر التحضر والسلام على أرضنا
اللهم أغنينا عن هذا المصير . هنا أصمت وأصلي .
د / هشام خفاجي زوج د / هدى غنية عضو مجلس الشعب
استشهد اليوم في مذبحة 14 رمضان
لكل المغيبين ده شكل واحد ممكن يشيل سلاح و يشتبك مع الامن ؟؟؟
حسبنا الله و نعم الوكيل