عندما تصبح أنت ذلك الشخص الذي فقد القدرة على الفعل والحركة
يومًا بعد يوم يختار الانسحاب والاختفاء بديلًا عن المواجهة والمجاهدة
تأتيه الدعوات للانخراط في عمل ما يضيف له شيئًا فيرد بإبتسامة وتأكيد على مشاركة لن تحدث ولا يعلم انها لن تحدث إلا في اللحظات الأخيرة
كلما ظن في نفسه القدرة وجد العجز وكلما ظن في نفسه الأمل وجد اليأس أو اللامبالاة , كأنما أيام حياته عبء يحاول انهاؤه بالتسويف والمماطلة والتدخين
عندما تصبح أنت ذلك الشخص الذي ينتظر منه من حوله أن يفعل شيئًا ما, أن يخرج بفكرة أو انجاز فيفعل مالا ينتظره أحد أو لا يفعل شيئًا على الاطلاق ويتجنب النظرات اللائمة والمنتظرة والغاضبة , يمكنك بسهولة أن تخبر نفسك بأنهم لا يفهمون ولكن بصعوبة تقبل حقيقة أنك أنت من لا يفهم ولا يريد أن يتأقلم ويتغير
تخبر نفسك بأن كل شئ ليس على مايرام , ليس هناك شئ على مايرام , ليس هناك رغبة لديك في أن تصبح الأشياء على مايرام , بل أنت لا تدري ماذا يعني أن تكون الأشياء على مايرام , فلا فارق بين ما أنت عليه الآن وما يجب أن تكونه , لا دافع ولا حماسة ولا حتى اكتئاب , لا مبالاة عظيمة مستمرة كأن الحماس لم يسر بعروقك يومًا وكأن الحياة لم تعبأ بك من قبل ولم تغرك أبدًا.
في وسط ذلك الفراغ الضيق الذي تتحرك فيه ببطئ شديد يبدو في الأفق حلمًا باهتًا بالعودة , بالتغيير , بنفض خيوط العنكبوت التي تتزايد يوميًا بمقدار ليُخلق منك شخصًا جديدًا يعيش بحرية في عالم واسع من النجاح والانجاز والسعادة , حلمًا لا تفعل شيئًا لتحقيقه بل تنفر منه وتجعله نفسه حجة غياب وتململ , كل شئ سوف يكون على مايرام يومًا ما , فقط ليس اليوم , فقط ليس الآن , الآن وقت اللاشئ , الآن وقت العدم , ولتأتي أوقات أخرى في وقت آخر , إن كان عمرك القصير يسمح بذلك.