كان طبيبا ناجحا وعاشقا تعيسا يعيش وحيدا لأنه لم يجد امرأة تحبه ، كان محبوبا بين المرضي والأصدقاء وكان صديقا للكثير من النساء اللاتي أعتبرنه -لسبب ما- صديقا جيدا ولم يستطع أبدا أن ينال إعجاب إحداهن كحبيب
سقط في الحب سقوطا مروعا أكثر من مرة وكان ينتهي الحال به دوما بقلب مكسور وكرامة مجروحة وشخصية أكثر انطوائية رغم شبكة علاقاته الاجتماعية الواسعة
قرأ مرة أثناء دراسته في انجلترا عن الجينات التي تؤثر علي حياة الأفراد وصفاتهم ومن يومها قرر أن يجعل ذلك تخصصه . قرأ آلاف الأبحاث وحضر عشرات المؤتمرات الطبية التي تتحدث عن الجينات ، أحيانا كان يبدو كمن أصابه الهوس و كل ما كان يتمناه أن يعلم ذلك الجين الذي يحجب النساء عن الوقوع في غرامه
لم يكن يتمني أن يعكس مفعول ذلك الجين حتي تحبه النساء بل كان يتمني لو يجد جينا آخر يجعله محصنا ضد الوقوع في الحب
كان يكبر في السن وتبدو عليه آثار الكهولة - وما أدراك ما كهولة الوحدة - وهو يجتهد في أبحاثه حتي وجد إحدي تلميذاته ترمقه بنظرات قدر انها نظرات إعجاب ، كان يعلم تلك النظرات جيدا ويعلم ماتنتهي إليه كل مرة ، كان قد مل عبارة "احنا أصحاب وأنا بحبك زي أخويا" وقرر بينه وبين نفسه أنه لن يخسر كثيرا إذا أقدم علي هذه المغامرة الأخيرة
سمع عبارة مختلفة تلك المرة "أنا آسفة .. أنا بحترمك زي والدي بالضبط" وكان شعوره مختلفا بمقدار اختلاف العبارة
بكي تلك الليلة بمقدار بكائه طول عمره ، غسل بدموعه كل آلام الماضي ثم ذهب في الصباح إلي كافيتريا النقابة وجلس مشرقا سعيدا لإنه اكتشف أخيرا ما كان يبحث عنه طوال عمره : جين اللاحب
No comments:
Post a Comment