بتبسط أوي لما بشوف ماتش مصارعة فيه الأبطال اللي بحبهم من أول جون سينا وبيج شو لحد شيموس ورينز وكين وغيرهم كتير فشخ ، مش بتضايق إني بتفرج على تمثيلية ولا بزعل عشان الضربات والحركات اللي بيستخدموها مش حقيقية
فاهم أن ده استعراض ، شو ، وفاهم أن محدش فيهم بيتأذي من الضربات اللي بياخدوها ، لإن البديل كان أنهم يتخرشموا من أول ماتشين تلاتة ويموت منهم إللي يموت ويتشل إللي يتشل ، لكن مش ده الأسلوب الصح في مجتمع حى بيحمي حياة أفراده وبيضمن لهم فرصة حياة كريمة
مصريين كتير بيعتبروا ان لاعبين المصارعة معندهمش كرامة لإنهم بيمثلوا ، لكن هما في الحقيقة ناس بتشقى وتتعب وتبذل مجهود خرافي عشان تعمل استعراض يستمر لسنين طويلة وبأكبر مكاسب مادية ممكنة توفر حياة كريمة بجد ليهم ولأهاليهم
لما بشوف الإستاد مليان كل مباراة بالآلاف من الناس العادية زينا اللي بيستمتعوا بماتش مصارعة ويتفاعلوا معاه ويشجعوا اللعيبة ويشغلوا آلاف الناس في صناعة الاستعراضات المتوالية بفرح
كون البشرية توصلت لطرق لذيذة وبسيطة زى دي عشان يخلقوا حياة فده معناه أننا حنوصل للي وصلوا له في يوم من الأيام ، صحيح احنا كل حاجة عندنا مشوهة وبايظة لكن غصب عن كل فسادنا واستسلامنا ويأسنا بتحرك لقدام لإن البشرية بتتطور وبسرعة بل وبعجلة تسارع أكبر من قدرتي وقدرة أى بشري على تصورها
احنا في لحظة ما حق من حقوق الانسان بيتاح بالقانون بحكم محكمة لفئة محجوبة من أغلب حقوقها في معظم دول العالم كنا بنناقش الطرحة سنة ولافرض ، اللي هو نفس قضية النخب من السبعينات
وفي لحظة ما المصالح ما بتتصالح فعلا والدولة الأم للعالم الحديث بتفتح صفحات جديدة من التعاون والانفتاح والاستثمار مع دول طالما أعتبرتها عدوة زى كوبا الشيوعية وإيران الإسلامية كنا احنا بنحتفل بإستيراد شوية طيارات غالية وبنكروز بيها في السما فوق شعب ممكن تمن الطيارات دي لوحدها ينقذ أرواح آلاف بيموتوا بدون علاج وبيموتوا حواليهم ملايين من المرتبطين بيهم وهما أحياء
اسرائيل عملت أسورة إلكترونية طبية تحفظ تاريخ اللي لابسها الطبي وتضمن أنه يحصل على رعاية صحية متناسبة تماما مع تاريخه الطبي واحتياجاته الصحية في أى مكان فيه أطقم طبية مؤهلة واحنا وزعنا دهب وعلقنا اعلانات بملايين عشان نمثل أن #مصر_بتفرح ، آل يعني العالم حوالينا أهبل مش شايف خيبتنا ووكساتنا ومش فاهم أننا شعب مخطوف تحت حكم أقلية فئوية مسلحة ، ياخي أحمس
في الوقت اللي جون سينا فرح آلاف الأطفال في العالم وأداهم ذكريات طفولة لذيذة كنا احنا بنقتل أطفالنا في سينا وبنحتفل بشراء طيارات عشان تهد بيوتهم كمان وكمان
في الوقت اللي بشار السفاح بيبيد شعبه ابادة جماعية للحفاظ على النفوذ الإيراني ، وبيخسر ، احنا بننسخ التجربة السورية والليبية وكل تجارب الفاشية الغبية الغشيمة بس بشكل أهبل وأكثر فقعًا وبنكذب على نفسنا ونقول أننا أحسن من سوريا والعراق والنصف الشمالي المحتل من كوريا .
في الوقت اللي كان فيه طفل بيجيله احباط بسبب انفجار المكوك اللي طالع المحطة الفضائية الدولية عشان على المكوك ده كانت أدوات مشروعه العلمي في المدرسة ، كان عندنا أطفال بيفرحوا أنهم جابوا أرقام خيالية في المسخرة الوطنية اللي اسمها الثانوية عامة وطلبة منايفة سايرين على درب اللوا الكفتة في اختراع نصبايات للشهرة ولفت الأنظار والحصول على اهتمام الإعلام
في الوقت اللي الدول الاسكندنافية وصلت لمستويات خيالية من تدوير الطاقة والمخلفات وصناعة الموارد النظيفة لدرجة ان مياه الشرب الدنماركية - أو السويدية مش فاكر بالضبط - كلها بيتم اعادة تدويرها من مية المجاري وبتعتبر من أنقى مياه الشرب في العالم ، احنا عندنا واحد مضى على اتفاق ببيع حقوقنا في النيل عشان ياخد شوية اعتراف دولي بسيادته ، وعندنا ناس بيحتفلوا بيه وناس - مفروض انهم مسئولين عن الآثار في مصر مش متطرفين تبع داعش - بيدمروا عمود أثري المفترض أنه لا يقدر بثمن
وتقولولي انت اتجننت ليه ؟
عشان ببساطة لما بتسلق في الحر وأفكر ازاى أن كل الحر ده طاقة ممكن نستفيد منها ونشغلها ونصدرها كمان بتشل ، عشان لما بشوف طفلة ضعيفة بتتعذب في السجن وبيتمنع عنها العلاج لإنها بتحب بلدها ومؤمنة بالحرية وأنا أقصى حاجة أقدر أعملهالها اني أعمل شير لأخبارها عالفيسبوك وأعيط عليها ، لأ ومش بس كدة ، ده أنا مستني في أى لحظة أني أو أى حد قريب مني يحصَّلها ويحصل صحابي المخطوفين اللي أقسم بحياتي على شرفهم الوطني واخلاصهم لمصر ، عشان لما بشوف مجرم بيحتفل بإجرامه وبيرقص عالدم ومجرم تاني بيمسح جرايمه بتمثيليات هابطة وعبيطة ومجرم تالت بيدعي الحيادية والعقلانية وهو عارف ان الحياد في شهادة الحق خيانة ، فأنت مع الحق أو ضده ، أشعر بالعجز ، والعجز يولد اللامبالاة ، لست مجنونا كما يخيل للكثيرين أنا فقط لا أكترث لما تضعونه من حدود بين العقل والجنون ، فما هذا الجمع برشيد.
No comments:
Post a Comment