
أتذكر قصة سمعتها قديما عن كاهن مصرى عجوز قرر أن يحقق حلمه بأن يخرج من بلدته الصغيرة فى الصعيد لأول مرة فى حياته ليجوب العالم ( القرى الفرعونية ) فى رحلة كان يحلم بها منذ كان طفلا ليختم بها عمره المديد الذى كان فيه مثال للشرف و الأمانة و الاحترام
انتقل الرجل من قرية لقرية يحمل على كتفيه القليل من المتاع و الكثير من الدهشة - دهشة الأطفال - فقد ظل الرجل يردد عبارات التعجب كلما وجد تماثيل بنيت خصيصا من أجل عبادة و تقديس القطط و ينبهر أكثر كلما مر على معابد واسعة شيدت فقط من أجل تقديس اله النيل "حابى" و عندما أصابه التعب فى احدى القرى لم ينقذه سوى كاهنا فى مثل سنه و كاد كاهننا يصعق عندما اكتشف أن الكاهن الذى أنقذ حياته كان قد وهب حياته لعبادة التماسيح و التقرب اليها
أكمل بعدها كاهننا رحلته و كانت دهشته المتصاعدة تملأ قلبه فما كان يراه عجيبا و صادما للغاية بالنسبة له ... ماذا يعبد هؤلاء ؟ أى افك هذا ؟ ... كان يردد هذه العبارات بينه و بين نفسه طوال الرحلة و يتعجل الرجوع الى بلدته حفظا لنفسه من فتنة الآلهة
فى نهاية الرحلة عاد الكاهن الى قريته و أخذ يحكى للناس عن خبراته التى استقاها من رحلته و عن العادات و التقاليد العجيبة لدى القرى الأخرى البعيدة فى الشمال و لكنه التزم الصمت المراوغ حيال أسئلتهم عن العبادات و الطقوس الدينية لدى القرى الأخرى
و ظل الكاهن حتى وافته المنية بعدها بأعوام قليلة لا يفهم كيف يقوم انسان عاقل بعبادة النيل و آخر بعبادة القطط و آخر بعبادة التماسيح ... فهو ببساطة ... كان يعبد البقر
أحمد بدوى
25 يونيو 2009
3 comments:
قصة جميلة توري اد ايه احنا كائنات مغرورة و ياريتها مغرورة بحاجة كويسة الا كله تخلف و غباء
" انا الصواب .. انا الحقيقه .. انا مركز الكون "
خاطره جميله فعلاً
حلوه كمان ايقونه مارمرقس دى
جبتها منين؟
لو عندك معلومات عنها .. ياريت
Post a Comment