لابد و أنك و أنا و كل من تعرفهم قد عبرنا من أحدها للأخرى سواء من أى من الاتجاهيين للآخر أو ربما مررت بها جميعا أو ربما عشت عمرك كله فى مرحلة واحدة لا تغيرها خوفا من التغيير أو اقتناعا و راحة لما أنت فيه بل ربما مررت من شوط لآخر ثم عدت للاتجاه المعاكس مرة أخرى
أنا شخصيا مررت بأغلب هذه الأشواط و تابعت بنفسى مراحل تطورى و تطور الكثيرين غيرى و تدرجهم فيها
أحتاج منك الى التركيز ان نويت القراءة
فأنا هنا أتحدث عن أشواط الايمان السبعة
الشوط الأول : التطرف الدينى
أن تؤمن بأن كل ما تؤمن به هو الصواب المطلق و أن كل ما عداك هو مفرط أو ضال أو عدو . أن ليس لديك ذرة شك واحدة فى أن ما تؤمن به هو الحقيقة المطلقة التى تشكل على شكلها الكون
أعراض هذه المرحلة : الانطوائية ... التحفز للرد بعنف على أى منتقد .. احتقار كل الآخر ( تحتقر المسلمين لو كنت مسيحيا و تكفر الشيعة لو كنت سنيا) حتى لو كان من دينك و كان أقل تشددا .. القابلية الفعلية لانفاذ ماتؤمن\تؤمر به على أرض الواقع و لو بالقوة أو بالمخالفة للقانون
هنا أنت تشعر بالاحساس بالغضب نحو الآخرين و بالخوف من الله طوال الوقت ولا ترى الراحة الا فى حملهم على اتباع منهجك و التسليم بصحته كاملة
أنا شخصيا مررت بأغلب هذه الأشواط و تابعت بنفسى مراحل تطورى و تطور الكثيرين غيرى و تدرجهم فيها
أحتاج منك الى التركيز ان نويت القراءة
فأنا هنا أتحدث عن أشواط الايمان السبعة
الشوط الأول : التطرف الدينى
أن تؤمن بأن كل ما تؤمن به هو الصواب المطلق و أن كل ما عداك هو مفرط أو ضال أو عدو . أن ليس لديك ذرة شك واحدة فى أن ما تؤمن به هو الحقيقة المطلقة التى تشكل على شكلها الكون
أعراض هذه المرحلة : الانطوائية ... التحفز للرد بعنف على أى منتقد .. احتقار كل الآخر ( تحتقر المسلمين لو كنت مسيحيا و تكفر الشيعة لو كنت سنيا) حتى لو كان من دينك و كان أقل تشددا .. القابلية الفعلية لانفاذ ماتؤمن\تؤمر به على أرض الواقع و لو بالقوة أو بالمخالفة للقانون
هنا أنت تشعر بالاحساس بالغضب نحو الآخرين و بالخوف من الله طوال الوقت ولا ترى الراحة الا فى حملهم على اتباع منهجك و التسليم بصحته كاملة
الشوط الثانى : التشدد الدينى
أن تؤمن تماما بأنك على الحق و غيرك على الضلال و لكنك تؤمن بأنك القدوة و المثل
أنت هنا تشبه المتطرفين فى كل شئ تقريبا الا أنك تضع مساحة ما للتعقل فى الرد على منتقديك و تعطيهم حرية محدودة فى التعبير و النقاش معك و ان كنت فى قرارة نفسك تعلم أنها فقط وسيلة لكى تهديهم الى الحق الذى تؤمن به
أعراض هذه المرحلة : التصلب فى الرأى .. التمسك بالمظاهر الدينية لتعلن بها للجميع تفوقك و تميزك عنهم .. الرغبة الدائمة فى الغوص بحياتك أكثر و أكثر فى كل ما له علاقة بالدين و تفرضه على كل من يقع تحت يديك من أسرة أو زملاء
أنت تلتزم بقراءة أجزاء كاملة من القرآن يوميا و بحضور جميع الصلوات و التسبيحات فى الكنيسة فى موعدها
هنا أنت تشعر دائما و أبدا بالتقصير نحو الله و تحاول ما حييت أن ترضيه فى كل ما تفعل و لو على حساب نفسك
الشوط الثالث : الاعتدال أو الالتزام على طريقة عمرو خالد
هى الأهم بحكم كونها الأغلبية و الفاصلة أو الجامعة بين عالمين متصارعين
هنا تكون مقتنعا بأنك على الطريق الصحيح و لكنك تعلم أنك لم تصل للمرحلة التى ترضى الله بعد
حياتك ليست مستغرقة تماما فى الترميز و التنميط الدينى و لكنك تفخر بانتماءك الدينى و تعلنه بشكل كاريكاتورى غالبا
فأنت تضع ملصقات نصرة الرسول و المقاطعة على سيارتك المصنعة فى الخارج و تعلق الصليب و تتمتم بآيات و أمثلة الكتاب المقدس فى كل أحاديثك بداعى و بدون
تؤمن بالاعجاز العلمى فى القرآن و السنة و الكتاب المقدس و بمعجزات القديسين و تراه الوسيلة المريحة لمواجهة كم التقدم التكنولوجى الرهيب الذى يرفع من قيمة العقل برغم ايمانك بمحدودية عقل الانسان و عدم قدرته على الوصول لأكثر مما حدده له الله سلفا
أنت هنا فى هذه المرحلة ملتزم التزاما شكليا دون أى بوادر أو حاجة للجوء للعنف و تستمتع بكونك جزء من منظومة أكبر تتولى عنك مشاق التفكير و اتخاذ القرارات الهامة فى حياتك بدلا منك بأسلوب صلاة الاستخارة و غيرها و ان كنت لا تخضع للغيبيبات بشكل مطلق فأنت تؤمن بكل ما يؤمن به غالبية البشر من حسد و حظ و نصيب و .. الخ
هنا أنت لديك قابلية أوسع للنقاش و تعترف من داخلك بأن رأيك يحتمل الصواب و الخطأ فأنت لست العالم بخفايا الدين فى النهاية
قد تسعى للتعلم لتوسيع مداركك أو تسعى لرفض الآخر بالتدريج لتصل لتدخل فى مرحلة أعلى من الالتزام
ربما تكون حتى ليبراليا الى درجة ما دون أن تدرى و أنت تؤمن بأن الآخر له كيانه و دوره و حقوقه و لكن فى الاطار الذى يحدده له دينك أو الذى تسمح به أنت حسب قواعد اللعبة
الشوط الرابع : الليبرالية
أنها المرحلة التى تبدأ فيها قوالب الدين فى الاصطدام بواقع الحياة و تعجز عن توفير ذلك الحل الرومانسى الشامل لمشاكله المعقدة
أنت مؤمن بالله و تمارس شعائر دين أهلك كما علموها لك و لكنك لست متشددا فيها و لا ترى أى مشكلة فى أن يمارس الآخرون شعائر دينهم بل و تمتلك من سعة الصدر ما يؤهلك للدخول فى نقاشات فلسفية خفيفة عن دوافع الله فى ما يطلبه من عباده
هنا انت تبدأ بشكل أفضل فى رؤية قصور الدين بشكله الخام عن حل مشاكل المجتمع أو مشاكلك الشخصية و تسعى للوصول لصيغ توافقية بين حياتك الطبيعية و بين الحياة المطلوبة منك
و هنا تبدأ فى رؤية الواقع و معايشته كما هو و ليس كما هو مطلوب أن تراه بعيون الآخرين
فلا أنتى تهتمى بارتداء الطرحة طوال الوقت بعد أن كانت فى فترة سابقة لا تغادر رأسك
و لا أنت تسحب أموالك من البنك الذى تودع لديه أموالك بحجة الفوائد الربوية كما كنت تعد نفسك عندما كنت طالبا بالصف الأول بالكلية
و أنت لم تعد تستطيع معاملة المسلمين بصورة جافة بعد أن قابلت منهم أشخاص ودودين و مرحبين بك بينهم عكس ما كنت تتصور فى بدايات حياتك
الشوط الخامس : العلمانية الصريحة
ربما يظن الكثيرون أنهم لم و لن يصلوا لهذا الشوط فى حياتهم أبدا .. و لكن الواقع أن هذا الشوط لا يعد كونه مرحلة من مراحل تفكير الانسان
فأنت هنا مؤمن بالاله نعم و لكنك تقوم بفصل الاله الخالق عن الاله المجتمعى
هنا تبدأ فى رفض أغلب القيود الدينية و تراها مستفزة و سخيفة و غير معقولة لأنك تعلم أن اغلبها نابع فى الحقيقة من المجتمع و ليس من الله كما يقال
فى المرحلة السابقة كنت تتساهل فى بعض النواهى الدينية بشكل غير مقصود
أما فى هذه المرحلة فأنت تواجه المجتمع بنوع من الاستهانة و الاستهجان بما تراه مدنسات مقدسة مصطنعة
أنت تصوم و تصلى نعم و لكنك تعلن بغضب أن الصيام لله و ليس للشيوخ اياهم
أنت تذهب للكنيسة نعم و لكنك تستسخف موعظة الأحد و ما فيها من مثاليات لا وجود لها فى العالم الحقيقى
أنت ترفض أن تخضع المنطق لخرافات الاعجاز العلمى و البركة و المعجزات و تحلل كل الأمور بمادية و بمنهج علمى بشرى أكثر منه دينى ربانى غيبى
و غالبا يحدث هذا بعد اكتشافك لبعض الخدع المقصودة من صناع و تجار المعجزات
الشوط السادس : اللادينية
هنا أنت قد فقدت ايمانك بالأديان و خرافاتها تماما .. و لكنك تظل تؤمن بالله و بعظمته و بجلاله و برحمته و لكنك تجد أن كل تلك العظمة و الرحمة لا تنعكس فى الأديان المفترض أنها من عنده
أنت هنا تخاطب الله مباشرة طالبا معونته لكنك ترفض و بشدة أو بهدوء - حسب شخصيتك - الخضوع للنصوص الدينية
ما كنت تراه سابقا من جماليات القرآن و دلائل كماله أصبحت تراه تضارب و دليل نقص و بشرية فى وضع النصوص
ما كنت تؤمن بأنه الخلاص اليسوعى أصبحت تراه نكتة ساذجة و بقايا اساطير قديمة
أنت هنا فى قلق تحاول التشبث بأى نوع من أنواع الروحانيات التى ملأت حياتك من قبل لكنها تفقد قدسيتها الواحدة تلو الأخرى أمام عينيك و كلما ازداد علمك الدينى فى المراحل السابقة كلما سهل عليك أن تفقد الايمان بالدين أسرع و أسرع
الشوط السابع و الأخير : الالحاد
هى تشابه الى حد ما أول المراحل التى بدأنا بها .. التطرف
هنا أنت قد وصلت لقناعة كاملة بعدم وجود خالق أو بوجود خالق ما و لكنه لا علاقة له بالدنيا و جريان الأمور فيها
أنت لا ترفض الدين فقط و لكنك تصل للعدمية و لاقتناع أن كل ما حولنا ما هو الا صدفة سعيدة قصيرة المدى
فنظرا لعمر الكون الذى يصل لمليارات السنين - تقول لنفسك - يمكن حقا أن تتكون بعض الجراثيم على صخرة ما و تدعى تلك الجراثيم لنفسها أنها خليفة الخالق فى الأرض
الصدفة .. ذلك الطرح الذى طالما سخرت منه من قبل و وجدته لا معقول تماما تجد نفسك الآن تتبناه دون مشقة
هنا حالتك النفسية - غالبا - سيئة .. فأنت لا ترى هنالك من غاية لحياتك و تقول لنفسك لهذا صنع الانسان وهم الاله .. ليبرر به عبثية الوجود و ليسيطر به على الطبيعة
1 comment:
البوست أكثر من ممتع يا أحمد بصراحة تحفة ومتفق معك بنسبة 100%
تسلم ايديك
Post a Comment