أنا مش عاجبنى خالص فكرة المخلص اللى نزل علينا من السما و اللى الناس ما صدقت بس أنه شاور عقله عشان كلنا نعلن تأييدنا له على بياض
و أنا لا أخجل أبدا من اعلان أنى من أشد مؤيدى أيمن نور لدرجة انى استقلت من مهنتى كمهندس و تفرغت تماما للشغل معاه بأقل من نصف مرتبى فى الهندسة و بدون أى ضمانات للاستقرار ايمانا بالمشروع الليبرالى الديمقراطى المصرى اللى بيمثله ,, عارف تماما ان المقدمة دى حتخلى أغلب الناس يعتبروا أن شهادتى مجروحة و غير موضوعية ... مش مهم .. لأن - فى رأيى - تأييدى له مبنى على أسس موضوعية تماما
منها نضاله المستمر ضد الافساد و الاستبداد من أيام ما كان صحفى أصغر منى فى الوفد و بعدها كعضو برلمان كشف فيها عورات كثيرة للفساد فى مصر و بعدها كرئيس حزب و سجين لأربع سنين بدون سبب
و منها أنه عنده قدرة عالية جدا على التواصل مع الناس و خصوصا الشباب منهم و بذل المجهود فى حشدهم لصالح مشروعه و أهم سبب لتأييدى له أنه عنده برنامج اصلاحى حقيقى و عملى و محدد المدة الزمنية أنا شايفه قادر على تحويل مصر لدولة ديمقراطية مؤسسية حقيقية يتحمل أهلها مسئوليتها و لو تم تطبيقه بنية حقيقية للاصلاح
لكن مع ذلك فأنا طول الوقت بعمل عملية مراجعة و تقييم و أشوف الانتقادات الموجهة ليه و لمشروعه و البدايل المطروحة على الساحة سواء كأسماء أو مؤسسات و طول الوقت كنت بقارن بينه و بين جمال مبارك (كرمز للمؤسسة العصابية الحاكمة) و طول الوقت هو متفوق بمراحل طويلة جدا على جمال مبارك
و حتى لما قالوا ان جمال مبارك متربى فى بيت سياسى اكتشفت أن أيمن نور جده كان محافظ الدقهلية و والده كان عضو برلمان .. يعنى أحسن من جمال مبارك فى كل حاجة
المهم .... الجديد فى الموضوع هو ظهور اسم كبير جدا فى قايمة الترشيحات للرئاسة ( اللى طبعا حاول الحزب الوطنى و مؤيديه طول الوقت يأجلوا الكلام عنها عشان يكسبوا وقت و نفاجئ بوصول جمال مبارك للحكم و اللى برده سبق أيمن نور بقية قوى المعارضة و دعا لحملة ضد التوريث و حاول يجمع فيها كل أطياف المعارضة و حاولت المومياوات المحنطة فى المعارضة افشالها من أول يوم) الاسم ده طبعا هو الدكتور البرادعى
الدكتور البرادعى تم طرح اسمه فى البداية مع مجموعة أسماء كلها بعيدة عن الساحة السياسية و كلها ملهاش أى دور حقيقى فى النضال من أجل الديمقراطية و بعضهم عاش طول عمره برة مصر و بعضهم عاش طول عمره كموظف فى دولاب عمل النظام الحاكم لمصر دون أن يقرر لمرة واحدة ان يأخذ موقف حقيقى ضد ما يغرق فيه من فساد و فشل
ثم مع الوقت ومع لمعان نشاط شباب حزب الوفد - ضد ارادة قيادات الحزب - أعلن الدكتور البرادعى أنه بيفكر فى النزول للانتخابات و بعد كدة أعلن عن عزمه على النزول (( لو الانتخابات نزيهة ))
و هنا أنا اندهشت جدا ,,, هو من امتى الانتخابات نزيهة فى مصر يا دكتور ؟؟ .. اذا كان هما أصلا مغيرين الدستور بالذات عشان أى حد محترم زيك مايبقاش له حق الترشح أو المشاركة !! و اذا كان كل اللى بنعانى منه داخليا و خارجيا سببه غياب الديمقراطية
الصراحة جالى شعور بأن الموضوع بقى شكله و كأنه بيقول لنا ناضلوا و اتبهدلوا و اتحبسوا و انضربوا فى الشوارع عشان آجيلكم آخد الوضع متصلح جاهز وأنسبه لنفسى و ده شئ كان مستفز ليا جدا لحد ما بدأ بعض أصدقائى يقنعونى بمميزات الدكتور البرادعى كمرشح للشعب و رئيس لفترة انتقالية ضرورية لمصر
و برغم اقتناعى أن مصر محتاجة رئيس سياسى مش رئيس موظف كبير لكن الميزة المهمة للدكتور البرادعى هو أنه اسم بكر غير ملوث من اتهامات المعارضة المتخلفة أو تشويهات النظام و اعلام النظام اللى بتنطلى على كثير من البشر و أن صلاته الدولية قادرة على حمايته و لو جزئيا من بلادة و فجر النظام العصابى الحاكم لمصر
يعنى أنا بقيت مقتنع أن "اسم" الدكتور البرادعى ممكن العمل على تسويقه بشكل جيد داخليا و دوليا
و لكن نقطة الخلاف الأساسية هنا هى فى تسرع البعض فى اعلان تأييده بشكل رومانسى كاريكاتيرى ملوش مبرر واقعى
فالدكتور البرادعى - حتى اللحظة الحالية - لم يقدم أى استحقاقات لهذه المسئولية سوى بعض التصريحات الضبابية فى الصحف و تاريخه الوظيفى المحترم جدا و هو مالا يكفى وحده لجدية الترشيح
فى رأيى لكى يكون الدكتور البرادعى - أو أى مرشح آخر - هو فعلا أمل المصريين فى التغيير و مرشح الشعب اللى الناس كلها تتكاتف مع بعض عشان توصله للرئاسة يجب عليه الآتى
أولا : الاعلان عن برنامج اصلاحى واضح و فى نقاط محددة و بمدة زمنية يعلن الاتزام بها لعمل اصلاح هيكلى و مؤسسى للدولة المصرية فى حالة وصوله للحكم عن طريق الضغط الشعبى أو حتى الاختيار من بين البرامج المطروحة و تبنى أحدها
ثانيا : و هو الأهم على الاطلاق ... نزول مصر ... ليس بمعنى القدوم من الخارج للأراضى المصرية و لكن بمعنى النزول و بقوة للمصريين و الالتحام بهم و مشاركتهم آمالهم و أوجاعهم ... يجب عليه كمرشح للمصريين أن يكون مواطن مصرى يكون موجودا وسطهم و بقوة و ليس مجرد اسم على شاشات التلفزيون الفضائية و الرسمية
يجب عليه أن يعلن - من وسط الناس - مواقف واضحة من القضايا التى تنكد عيشة المصريين مثل الفساد و التعذيب و الانهيار التعليمى و الفوضى الادارية و الواسطة بشكل يقنع الناس بيه و بضرورة التضحية من أجل ايصاله لحكم مصر لأن المعركة لن تكون أبدا سهلة عليه او على من سيؤيده ضد امبراطورية الفساد الحاكمة
بمعنى آخر .. يجب على الدكتور البرادعى أن يكون على قدر المسئولية التاريخية التى يأمل الكثيرون فى أن يتحملها و يدفع ثمنها عرقا و جهدا و احتمالا و الا سنصنع نعمان جمعة آخر يكون كل هدفه من دخول الانتخابات هو التمثيل المشرف و ليس الفوز الحقيقى على أرض الواقع
======================
ملحوظة بسيطة : جريدة الأهرام عدد الاثنين 9 نوفمبر 2009
فى الصفحة الأولى خبر تافه عن "بحث توفير طائرة شحن لنقل اللحوم من أثيوبيا"
و فى الصفحة الخامسة فى أسوأ حتة ممكنة خبر عن "اقتراح الدكتور البرادعى لتخزين اليورانيوم الايرانى لدى تركيا"
بدأنا بقى يا جرايد الحكومة
و أنا لا أخجل أبدا من اعلان أنى من أشد مؤيدى أيمن نور لدرجة انى استقلت من مهنتى كمهندس و تفرغت تماما للشغل معاه بأقل من نصف مرتبى فى الهندسة و بدون أى ضمانات للاستقرار ايمانا بالمشروع الليبرالى الديمقراطى المصرى اللى بيمثله ,, عارف تماما ان المقدمة دى حتخلى أغلب الناس يعتبروا أن شهادتى مجروحة و غير موضوعية ... مش مهم .. لأن - فى رأيى - تأييدى له مبنى على أسس موضوعية تماما
منها نضاله المستمر ضد الافساد و الاستبداد من أيام ما كان صحفى أصغر منى فى الوفد و بعدها كعضو برلمان كشف فيها عورات كثيرة للفساد فى مصر و بعدها كرئيس حزب و سجين لأربع سنين بدون سبب
و منها أنه عنده قدرة عالية جدا على التواصل مع الناس و خصوصا الشباب منهم و بذل المجهود فى حشدهم لصالح مشروعه و أهم سبب لتأييدى له أنه عنده برنامج اصلاحى حقيقى و عملى و محدد المدة الزمنية أنا شايفه قادر على تحويل مصر لدولة ديمقراطية مؤسسية حقيقية يتحمل أهلها مسئوليتها و لو تم تطبيقه بنية حقيقية للاصلاح
لكن مع ذلك فأنا طول الوقت بعمل عملية مراجعة و تقييم و أشوف الانتقادات الموجهة ليه و لمشروعه و البدايل المطروحة على الساحة سواء كأسماء أو مؤسسات و طول الوقت كنت بقارن بينه و بين جمال مبارك (كرمز للمؤسسة العصابية الحاكمة) و طول الوقت هو متفوق بمراحل طويلة جدا على جمال مبارك
و حتى لما قالوا ان جمال مبارك متربى فى بيت سياسى اكتشفت أن أيمن نور جده كان محافظ الدقهلية و والده كان عضو برلمان .. يعنى أحسن من جمال مبارك فى كل حاجة
المهم .... الجديد فى الموضوع هو ظهور اسم كبير جدا فى قايمة الترشيحات للرئاسة ( اللى طبعا حاول الحزب الوطنى و مؤيديه طول الوقت يأجلوا الكلام عنها عشان يكسبوا وقت و نفاجئ بوصول جمال مبارك للحكم و اللى برده سبق أيمن نور بقية قوى المعارضة و دعا لحملة ضد التوريث و حاول يجمع فيها كل أطياف المعارضة و حاولت المومياوات المحنطة فى المعارضة افشالها من أول يوم) الاسم ده طبعا هو الدكتور البرادعى
الدكتور البرادعى تم طرح اسمه فى البداية مع مجموعة أسماء كلها بعيدة عن الساحة السياسية و كلها ملهاش أى دور حقيقى فى النضال من أجل الديمقراطية و بعضهم عاش طول عمره برة مصر و بعضهم عاش طول عمره كموظف فى دولاب عمل النظام الحاكم لمصر دون أن يقرر لمرة واحدة ان يأخذ موقف حقيقى ضد ما يغرق فيه من فساد و فشل
ثم مع الوقت ومع لمعان نشاط شباب حزب الوفد - ضد ارادة قيادات الحزب - أعلن الدكتور البرادعى أنه بيفكر فى النزول للانتخابات و بعد كدة أعلن عن عزمه على النزول (( لو الانتخابات نزيهة ))
و هنا أنا اندهشت جدا ,,, هو من امتى الانتخابات نزيهة فى مصر يا دكتور ؟؟ .. اذا كان هما أصلا مغيرين الدستور بالذات عشان أى حد محترم زيك مايبقاش له حق الترشح أو المشاركة !! و اذا كان كل اللى بنعانى منه داخليا و خارجيا سببه غياب الديمقراطية
الصراحة جالى شعور بأن الموضوع بقى شكله و كأنه بيقول لنا ناضلوا و اتبهدلوا و اتحبسوا و انضربوا فى الشوارع عشان آجيلكم آخد الوضع متصلح جاهز وأنسبه لنفسى و ده شئ كان مستفز ليا جدا لحد ما بدأ بعض أصدقائى يقنعونى بمميزات الدكتور البرادعى كمرشح للشعب و رئيس لفترة انتقالية ضرورية لمصر
و برغم اقتناعى أن مصر محتاجة رئيس سياسى مش رئيس موظف كبير لكن الميزة المهمة للدكتور البرادعى هو أنه اسم بكر غير ملوث من اتهامات المعارضة المتخلفة أو تشويهات النظام و اعلام النظام اللى بتنطلى على كثير من البشر و أن صلاته الدولية قادرة على حمايته و لو جزئيا من بلادة و فجر النظام العصابى الحاكم لمصر
يعنى أنا بقيت مقتنع أن "اسم" الدكتور البرادعى ممكن العمل على تسويقه بشكل جيد داخليا و دوليا
و لكن نقطة الخلاف الأساسية هنا هى فى تسرع البعض فى اعلان تأييده بشكل رومانسى كاريكاتيرى ملوش مبرر واقعى
فالدكتور البرادعى - حتى اللحظة الحالية - لم يقدم أى استحقاقات لهذه المسئولية سوى بعض التصريحات الضبابية فى الصحف و تاريخه الوظيفى المحترم جدا و هو مالا يكفى وحده لجدية الترشيح
فى رأيى لكى يكون الدكتور البرادعى - أو أى مرشح آخر - هو فعلا أمل المصريين فى التغيير و مرشح الشعب اللى الناس كلها تتكاتف مع بعض عشان توصله للرئاسة يجب عليه الآتى
أولا : الاعلان عن برنامج اصلاحى واضح و فى نقاط محددة و بمدة زمنية يعلن الاتزام بها لعمل اصلاح هيكلى و مؤسسى للدولة المصرية فى حالة وصوله للحكم عن طريق الضغط الشعبى أو حتى الاختيار من بين البرامج المطروحة و تبنى أحدها
ثانيا : و هو الأهم على الاطلاق ... نزول مصر ... ليس بمعنى القدوم من الخارج للأراضى المصرية و لكن بمعنى النزول و بقوة للمصريين و الالتحام بهم و مشاركتهم آمالهم و أوجاعهم ... يجب عليه كمرشح للمصريين أن يكون مواطن مصرى يكون موجودا وسطهم و بقوة و ليس مجرد اسم على شاشات التلفزيون الفضائية و الرسمية
يجب عليه أن يعلن - من وسط الناس - مواقف واضحة من القضايا التى تنكد عيشة المصريين مثل الفساد و التعذيب و الانهيار التعليمى و الفوضى الادارية و الواسطة بشكل يقنع الناس بيه و بضرورة التضحية من أجل ايصاله لحكم مصر لأن المعركة لن تكون أبدا سهلة عليه او على من سيؤيده ضد امبراطورية الفساد الحاكمة
بمعنى آخر .. يجب على الدكتور البرادعى أن يكون على قدر المسئولية التاريخية التى يأمل الكثيرون فى أن يتحملها و يدفع ثمنها عرقا و جهدا و احتمالا و الا سنصنع نعمان جمعة آخر يكون كل هدفه من دخول الانتخابات هو التمثيل المشرف و ليس الفوز الحقيقى على أرض الواقع
======================
ملحوظة بسيطة : جريدة الأهرام عدد الاثنين 9 نوفمبر 2009
فى الصفحة الأولى خبر تافه عن "بحث توفير طائرة شحن لنقل اللحوم من أثيوبيا"
و فى الصفحة الخامسة فى أسوأ حتة ممكنة خبر عن "اقتراح الدكتور البرادعى لتخزين اليورانيوم الايرانى لدى تركيا"
بدأنا بقى يا جرايد الحكومة
No comments:
Post a Comment