يتناسي السياسيون المصريون الداعين للتغيير والإصلاح أن هناك فرقا بين النضال والسياسة , وأن عملية التصويت تشبه كثيرا التجارة
فالإنتخابات في النهاية تعني إعطاء صوتك للخيار الأكثر فائدة لك من وجهة نظرك , أي دفع صوتك -رأسمالك - للمنتج الذي تفضله ويحقق لك أكبر إشباع لحاجاتك
وطالما لم يتوفر أمام الإنسان المصري أي بدائل منطقية تقنعه بأنها تستطيع أن تحقق مصالحه -وفق منطقه وحدود فهمه - فليس من المنطقي بأي شكل أن نطالبه بأن يضحي برأسماله - صوته - من أجل لاشئ علي الإطلاق سوي شعارات غامضة لا يفهمها ولاتسمن ولا تغني من جوع بالنسبة له
وطالما ظل الإصلاحيين يتعاملون مع العملية السياسية بمنطق المناضلين الذين يطالبون الناس بالجهاد والثورة لا بمنطق التجار الذين يسعون لمقايضة تأييد الناس بما يوفرونه لهم من مصالح فلن نصل لشئ سوي إطلاق مزيد من اللعنات علي الشعب المصري الذي لاذنب لمعظمه سوي أنهم يسعون لمصالحهم وفق مايفهموه وليس وفق ما يفهمه المناضلون
لا أقول طبعا أنه يجب علي الإصلاحيين دخول اللعبة السياسية علي علاتها فيقومون بالتزوير أو شراء الأصوات بالمال لأن تلك الأدوات لن تنجح نظرا لقوة الأكثر إفسادا علي استخدامها كما أنها تؤدي للمزيد من إفساد العملية السياسية بشكل عام وإنما يجب عليهم أن يتعاملوا مع السوق السياسي بمنطق التاجر الذي يسعي للربح وترويج بضاعته بين أكبر قدر من المتعاملين والزبائن
لا أظن أنه يمكن رؤية تاجر ناجح يلعن زبائنه لأنهم يفضلون البضائع الأقل سعرا علي بضاعته الباهظة الثمن والأكثر جودة , يتحجج بذلك الفاشلون , بينما يقوم التاجر الناجح بالعمل بإصرار علي أن يقنع الناس بمزايا بضاعته ويشرحها لهم مرارا وتكرارا ويضع كل التسهيلات والمميزات الممكنة أمام المشتري دون أن يفقد ميزته الأصلية أمام منافسيه
وهذا مايفعله الناجحون طوال الوقت ويتهرب منه بل ويهاجمه الفاشلون طوال الوقت أيضا
ورغم فساد السوق السياسي فساد شبه كامل لخضوعه لإحتكار الدولة وإجبار الناس علي شراء منتج واحد فاسد إلا أن الحقيقة أنه لايمكن لوم من يشتري البضاعة الفاسدة أبدا إذا لم يجد غيرها ليشتريه , فالمعادلة أصبحت - عند إستبعاد فكرة الأمل وترسيخ فكرة اليأس - إما أن تبيع صوتك بمبلغ ما من المال أو أن لا تحصل علي أي شئ
وهذا هو ما يفهمه تماما أعضاء عصابة السلطة في مصر , هم يفهمون أن القوة الحقيقية التي قد تمثل عقبة في طريقهم هي قوة الفهم والأمل
فالإنسان يتحرك حتما نحو الإصلاح إذا فهم كيفيته وإمتلك الأمل في تحقيق ذلك الإصلاح ,وقد يفهم ويصيبه اليأس فلا يتحرك , وقد يتحرك إذا كان يمتلك الأمل وغاب عنه الفهم
لذلك تسعي دائما النظم الإستبدادية إلي تحجيم الفهم وتحجيب المعلومات وقتل الأمل في حدوث أي تغيير
وهنا تصيبني الدهشة من عشرات المواقف والتصريحات التي يطلقها بعض كبار السياسيين الإصلاحيين فنجد الذين روجوا لشهور لليأس وإن مفيش فايدة في الإنتخابات تحت شعار المقاطعة يشتكون إذا إنفض عنهم الناس وذهبوا لبيع أصواتهم للحزب الوطني وكأن المفترض من الناس أن تضحي بالقليل الذي تملك -صوت يباع ب150 جنيه - دون أي مقابل ,, فلا رؤية لما ستفعله المقاطعة"غياب الفهم" ولا مايمكن أن تفيد به الناس آجلا أو عاجلا ,, ناهيك عن عدم توفير أي بديل أمام القادرين فعليا علي خوض الإنتخابات فكانت النتيجة أن قاطع الإنتخابات كل من كان لايمتلك فعليا أي فرصة فيها وشارك فيها كل من كانت أمامه ولو فرصة ضعيفة لتحقيق أي مكاسب وكانت النكتة السخيفة أن اتهم دعاة المقاطعة -الذين لايملكون أصلا فرصة للمشاركة حتي يضحوا بها - المشاركون واتهموهم بأنهم يسعون لمصالحهم ! وكأن الغرض من ممارسة السياسة هو فداء المسيح وكأن دعاة المقاطعة قدموا أي تضحية أو أي رؤية عن ما يتحدثون عنه تدفع الناس لمساندتهم
فلنلوم أنفسنا إذا حطمنا الأمل في نفوس الناس ولا نلومهم إذا سعوا لمصالحهم وفق أفهامهم لاوفق تصوراتنا نحن
والحل?
نشر الفهم قدر المستطاع وإحياء الأمل فوق المستطاع
فالإنتخابات في النهاية تعني إعطاء صوتك للخيار الأكثر فائدة لك من وجهة نظرك , أي دفع صوتك -رأسمالك - للمنتج الذي تفضله ويحقق لك أكبر إشباع لحاجاتك
وطالما لم يتوفر أمام الإنسان المصري أي بدائل منطقية تقنعه بأنها تستطيع أن تحقق مصالحه -وفق منطقه وحدود فهمه - فليس من المنطقي بأي شكل أن نطالبه بأن يضحي برأسماله - صوته - من أجل لاشئ علي الإطلاق سوي شعارات غامضة لا يفهمها ولاتسمن ولا تغني من جوع بالنسبة له
وطالما ظل الإصلاحيين يتعاملون مع العملية السياسية بمنطق المناضلين الذين يطالبون الناس بالجهاد والثورة لا بمنطق التجار الذين يسعون لمقايضة تأييد الناس بما يوفرونه لهم من مصالح فلن نصل لشئ سوي إطلاق مزيد من اللعنات علي الشعب المصري الذي لاذنب لمعظمه سوي أنهم يسعون لمصالحهم وفق مايفهموه وليس وفق ما يفهمه المناضلون
لا أقول طبعا أنه يجب علي الإصلاحيين دخول اللعبة السياسية علي علاتها فيقومون بالتزوير أو شراء الأصوات بالمال لأن تلك الأدوات لن تنجح نظرا لقوة الأكثر إفسادا علي استخدامها كما أنها تؤدي للمزيد من إفساد العملية السياسية بشكل عام وإنما يجب عليهم أن يتعاملوا مع السوق السياسي بمنطق التاجر الذي يسعي للربح وترويج بضاعته بين أكبر قدر من المتعاملين والزبائن
لا أظن أنه يمكن رؤية تاجر ناجح يلعن زبائنه لأنهم يفضلون البضائع الأقل سعرا علي بضاعته الباهظة الثمن والأكثر جودة , يتحجج بذلك الفاشلون , بينما يقوم التاجر الناجح بالعمل بإصرار علي أن يقنع الناس بمزايا بضاعته ويشرحها لهم مرارا وتكرارا ويضع كل التسهيلات والمميزات الممكنة أمام المشتري دون أن يفقد ميزته الأصلية أمام منافسيه
وهذا مايفعله الناجحون طوال الوقت ويتهرب منه بل ويهاجمه الفاشلون طوال الوقت أيضا
ورغم فساد السوق السياسي فساد شبه كامل لخضوعه لإحتكار الدولة وإجبار الناس علي شراء منتج واحد فاسد إلا أن الحقيقة أنه لايمكن لوم من يشتري البضاعة الفاسدة أبدا إذا لم يجد غيرها ليشتريه , فالمعادلة أصبحت - عند إستبعاد فكرة الأمل وترسيخ فكرة اليأس - إما أن تبيع صوتك بمبلغ ما من المال أو أن لا تحصل علي أي شئ
وهذا هو ما يفهمه تماما أعضاء عصابة السلطة في مصر , هم يفهمون أن القوة الحقيقية التي قد تمثل عقبة في طريقهم هي قوة الفهم والأمل
فالإنسان يتحرك حتما نحو الإصلاح إذا فهم كيفيته وإمتلك الأمل في تحقيق ذلك الإصلاح ,وقد يفهم ويصيبه اليأس فلا يتحرك , وقد يتحرك إذا كان يمتلك الأمل وغاب عنه الفهم
لذلك تسعي دائما النظم الإستبدادية إلي تحجيم الفهم وتحجيب المعلومات وقتل الأمل في حدوث أي تغيير
وهنا تصيبني الدهشة من عشرات المواقف والتصريحات التي يطلقها بعض كبار السياسيين الإصلاحيين فنجد الذين روجوا لشهور لليأس وإن مفيش فايدة في الإنتخابات تحت شعار المقاطعة يشتكون إذا إنفض عنهم الناس وذهبوا لبيع أصواتهم للحزب الوطني وكأن المفترض من الناس أن تضحي بالقليل الذي تملك -صوت يباع ب150 جنيه - دون أي مقابل ,, فلا رؤية لما ستفعله المقاطعة"غياب الفهم" ولا مايمكن أن تفيد به الناس آجلا أو عاجلا ,, ناهيك عن عدم توفير أي بديل أمام القادرين فعليا علي خوض الإنتخابات فكانت النتيجة أن قاطع الإنتخابات كل من كان لايمتلك فعليا أي فرصة فيها وشارك فيها كل من كانت أمامه ولو فرصة ضعيفة لتحقيق أي مكاسب وكانت النكتة السخيفة أن اتهم دعاة المقاطعة -الذين لايملكون أصلا فرصة للمشاركة حتي يضحوا بها - المشاركون واتهموهم بأنهم يسعون لمصالحهم ! وكأن الغرض من ممارسة السياسة هو فداء المسيح وكأن دعاة المقاطعة قدموا أي تضحية أو أي رؤية عن ما يتحدثون عنه تدفع الناس لمساندتهم
فلنلوم أنفسنا إذا حطمنا الأمل في نفوس الناس ولا نلومهم إذا سعوا لمصالحهم وفق أفهامهم لاوفق تصوراتنا نحن
والحل?
نشر الفهم قدر المستطاع وإحياء الأمل فوق المستطاع
مبارك ينتهي في 2011
http://www.facebook.com/pages/mbark-ynthy-fy-2011/174825182537162
http://www.facebook.com/pages/mbark-ynthy-fy-2011/174825182537162