Monday, July 29, 2013

رسالة لأخي أخواني الهوية

رسالة لأخي أخواني الهوية

ترى نفسك صاحب مشروع الهي رباني أكبر من كل العالم

ترى قادتك أقرب للأنبياء وأولو العزم وترى أن التنظيم فيه من الديمقراطية أو الشورى مايكفل أن يكون الرأى الأصوب معظم الوقت "أو كله طالما مؤيد من الله" فكرة عك وربك يفك مسيطرة هنا

تشعر بأنك في عائلة وليس تنظيم . فلان ابن الحاج فلان اللي ساب الجماعة وفلان اللي كنت معاه في الكلية لما أمن الدولة بهدله وما اهتمش وبقى نموذج في النجاح "وبالتالي في القيادة" فلان الذي بينك وبينه صلة ما لا تجدها مع بقية من حولك ولو كانوا أهك , صلة العادات والتقاليد والذكريات المشتركة

لو انك كنت كمعظم الأخوان ممن يفضلون التعامل مع بعضهم بدلا من التعرض للمجتمع الخارجي بكل مافيه من أخطار ومتاعب فلابد وأنك تشعر أن عائلتك الكبيرة مهددة بالفناء والاعتداء ولابد وأنك فكرت تلقائيا أن الحامي الوحيد لك الآن هو محمد مرسي "كرئيس شرعي للجمهورية تم خطفه من قبل عصابة شكلتها 12 عائلة كبيرة تتحكم في الدولة وقيادة جيشها"

ولو أنك كنت جزء من العائلة وتركتها فأنت تشعر الآن بأنها في خطر يستوجب وقوفك بجانبهم ولو ظل اختلافك السياسي معهم على آخره

أنت ترى أن السيسي خائن لما ظننته عليه – لتلك الهالة التي رسمتها حوله في لحظة من اللحظات وأنت تسمع أنه يصلي كل فروضه وزوجته منقبة , كنت ترى فيه اخوانيا رائعا استطاع اختراق أجهزة الدولة حتى أصبح وزير دفاع الرئيس – الذي أختاره الله وانت تثق فيما يختاره الله لك – وقبضته على الجيش

ظن قادتك أن السيسي في جانبهم فلم يقدموا نحوه سهام النقد حتى اكتشفوا أنه يلعب بهم وبغيرهم البلياردو , هذه حماقة يجب أن تحاسبهم عليها – علنا – حتى تستطيع أن تقول أنك "تطهر" التنظيم

أنت فعلا شايف أن الوجود في الميدان بثوابه عند ربنا وأن الثبات في "المعركة" هو من شيم الصحابة والتابعين وأن مهما ضحيت بزمايل ليك أنت كدة بتوديهم الجنة ويمكن بتسابقهم عليها كمان

أنت شايف أن قياداتك – اللي هي بتعاملهم معاملة الآباء والجدود أو الأخوة الكبار – موجودة معاك في الميدان بعائلاتهم بفلوسهم بمجهودهم , وعمرك ما حتقتنع بفكرة أنه قيادتك بتتعامل معاك على أنك مجرد رقم في معادلة حسابية ملكش وجود فيها

شتايم العلمانيين طول الوقت فيك مخلياك كارههم ومكدبهم ومش قادر تصدق أن فيه جزء منهم مش جزء من المتآمرين عليك

أنت شايف أنك بتحارب معركة شريفة (طبعا أنت بالنسبالك موضوع التعذيب في الاتحادية ده اما أنه كان ضرورة ل"ردع" معارضين مرسي أو أنه خدعة تلفزيونية لتشويه صورتك

أنت كنت عايش في بيئتك بوصفك انسان محترم , حتى لو بضين شوية مش مهم المهم أنك في عيون جيرانك أو زمايلك في المدرسة والجامعة راجل خير ودين وخدمة مجتمع وثقافة ,و الخ وفجأة بعد الثورة حياتك اتشقلبت

بعد ما كان مجتمعك بيتعامل في شبه عزلة عن بقية المجتمع المصري – جزء بكراهية زى كراهية المسيحيين , اللي أنت شايفهم كانوا ضد دعوتك الاسلامية من البداية , شايفهم عدو سياسي أكتر منه منافس ديني , وجزء برهبة زى الناس اللي من طبقات مختلفة عن طبقتك وثقافة مختلفة عن ثقافتك - واتفتح فجأة غصب عنك ,رجعت العزلة دي مضاعفة وبكراهية أنت مش قادر تستوعبها

أنت اتعرضت لعملية تضييق لسنين طويلة – كفكرة وكشخص وكمجموعة من البشر – لدرجة أنك بقيت تتعامل مع الناس على أنهم اهداف محتملة للضم للعيلة (أرجع لستيتس ابنة دكتور ابوالفتوح عن كيف علمهم التنظيم أن يضعوا لكل شخص جديد يقابلونه نسبة للاستهداف وتقييم لأهميته كأنك تجند أفرادا في جيش تحت الحرب وليس لجماعة مدنية تدعو لفكرة تراها عظيمة


أنت شايف أن الثبات في الميدان بيطهرك وبيطهر عيلتك الكبيرة من المتخاذلين والمصلحجية وبالتالي كل من هو موجود في الميدان بجانبك هو أخوك , لا تسأل نفسك كيف أستمر في الثقة في أشخاص كانوا هم سبب الحالة التي وصلنا إليها

صديقي الأخواني , زميلي سابقا في الدراسة وأكثر من شتمته على الانترنت لأخطاء أراها كارثية , الخطأ تلو الخطأ , حتى وصل بعضها لجرائم ضد الانسانية وتعدى فكرة الخطأ في التقدير السياسي , صدقني لم أكن أستطيع فهم كيف تفكر عندما ترى أن مرسي لم يقم بزيارة كنيسة واحدة طوال مدة وجوده في قصر الرئاسة! هل وصل بك التطرف والكراهية لهذه الدرجة ؟ ولا زيارة واحدة ولو حتى من باب التحايل أو الدبلوماسية؟

صديقي الأخواني , أعلم ما تعانيه من فكرة جر قياداتك (كبار عائلتك) للسجن الذي يوجد فيه مبارك بعدما ظننت أنك تخلصت منه للأبد – السجن ومبارك – بدهاء قياداتك السياسي وتوفيق الله عز وجل, الحقيقة أن الثورة انفجار اجتماعي , كلما حاول أحد كتم ذلك الانفجار مزقه أشلاء وابتلعه , لقد أخطأت وأخطأت قياداتك عندما ظنوا أنهم هم أصحاب الثورة , وظنوا ان الهدف منها هو أن يحكموا أو حتى أن يحكم الاسلام ,,, أنت تعلم جيدا أن ثورة يناير لم تقوم من أجل الاسلام والحكم بالشريعة حتى وان شارك فيها من يؤمنون بحتمية أن يسود الاسلام العالم , الثورة قامت من أجل الحرية والعدالة التي لم يكن لحزبك فيها أى مواقف واضحة او انجازات ملموسة خلال عام

لا أفهمك ,, هل كانت حساباتك للأصوات أهم عندك من حساب خطورة الشرخ الوطني في مصر على مستقبل القضية الاسلامية نفسها؟ هل كنت تحلم بحكم مجتمع مقسم إلى مجموعات متصارعة وهل هذه هي النهضة التي آمنت أنت بها قبل أى شخص آخر؟
أين هي النهضة؟

أعلم أن هناك الكثير من الأفكار المفيدة والقابلة للتنفيذ فيما سمى بمشروع النهضة, لماذا لم تضغط على قادتك ليحاولوا تنفيذه وأنت ترى عداء الناس يزداد لك يوما بعد يوم ؟ هل صدقت أن دستور اسلامي يمكن أن يغني عن العدالة الاجتماعية وأن العراك حول مسميات يمكن أن يشبع الناس من الجوع

ألم يكن مرسي بقادر على أن يجمع الناس والخبراء من كل صوب لتنفيذ جانب من أفكار مشروع النهضة ليقلل من الاحتقان في الشارع بدلا من حربه الاعلامية والقانونية التي استغرقت عام كامل دون تقدم يذكره غيرك؟

كان واجب عليك أن ترفض – في جو سياسي مفتوح – اللجوء لأهل الثقة فقط, كان ذلك أمرا طبيعيا تحت الحصار , لكن كيف يمكنك أن تبرر لي عدم لجوءك لكفاءات بلدك لتساعد في تحقيق انفراجة في الأزمة الاقتصادية والسياسية في مصر

كيف لم نرى دراسة واحدة عن أزمة البنزين ؟ ان كان قادة الانقاذ رفضوا الحوار فلماذا لم تسعى لغيرهم؟ لماذا اكتفيت فقط بمن هم محسوبون عليك بل وفقدت تأييد العديد منهم لأخطاءك

أخي في رابعة العدوية , لا أطالبك بالرحيل أو نسيان دم زملاؤك الذين تدفنهم يوميا – رغم عدم استطاعتي فهم من المسئول الحقيقي عن دماءهم , فهي فتنة , بل أطلب منك أن تضع سقفا للتفاوض أقل من رجوع مرسي للحكم , كل يوم يمر تزداد الكراهية والبغضاء بين الطرفين حتى سوف تصل للإنفجار , أنت لا تريدها أن تصل للإنفجار فهذا الانفجار ينشئ مجتمع جديد بالكلية عما عشنا فيه طوال السنين الماضية , مجتمع يستبيح الدم ويعتاد عليه في كل صباح , مجتمع سوف تكون تصرف غير المتدينين فيه (هي نسبة كبيرة من المصريين والعرب والعالم) مع الدين على أنه عدو ومصدر تهديد

أنت لا تريد ذلك كما لا يريده أحد منا ولذلك أطلب منك أن تبدأ في وضع تصورات منطقية سلمية لفض الاشتباك تمكنك من استئناف معركتك بشكل سياسي لا يعرض عائلتك وأسرتك – أختك ووالدتك وأباك - لمخاطر لا أول لها ولا آخر

أطلب منك أن تعلن عن محاسبة كل من أخطأ من قيادات الجماعة بل وأن تعزلهم وتولي غيرهم ولو من باب أن تمر الموجة الحالية بأقل قدر من الخسائر البشرية والمادية حيث سوف يمكنك أن تدرس ماحدث بهدوء وتستوعبه وتتغلب عليه بالعقل والمنطق والارادة


لو كان حسن البنا موجودا الآن لعمل كل مابوسعه لوقف نزيف الدم الاسلامي ,  فهو كان يدرك أن انسان مسلم واحد يمكنه أن يساوي كل مسميات العالم ومافيها ,,, أختلف معه ولا أقصر الرؤية على الانسان المسلم ولكنني أعلم أنه كان قادرا على إيجاد حل سياسي للأزمة يحفظ وجود الدعوة بشكل سلمي ولا يؤدي لحرب أهلية تعلم مثلي أنها سوف تترك جراحا لا تندمل , كان ليعمل على أن يضمن تواصل لا ينقطع مع القوة السياسية المختلفة للوصول لحل سياسي وسط لا يهين الجيش – عصب نظام الحكم المصري – ولا ينهي وجود الجماعة