أكذوبة ممجوجة تلك التى يستخدمها البعض فى أحاديثه و كأنها حقيقة مطلقة أو حتى حقيقة نسبية واضحة مثبتة عندما يتكلم أحدهم عن أن الأديان انما تأتى "بالاختيار" و ليس بالنقش و الوراثة و الاجبار و الحصار
هنا لى تساؤل بسيط لكل من يؤمن بتلك الأكذوبة أو فلنقل - تأدباّ - الفكرة .. من منا عندما كان صغيرا قام اهله بتعليمه جميع الأديان الموجودة - أو حتى أغلبها أو بعضها - و معتقداتها و اختلافاتها و عباداتها و كتبها المقدسة ثم تٌرك له حرية الاختيار فى سن متقدمة ناضجة أى الأديان يختار بعقله و بقلبه عن ايمان و اقتناع ؟
بقول آخر أكثر اريحية ... مين هنا و هو صغير اتعلم كل الأديان ( خليها الأديان السماوية و بلاش الزرقا و الحمرا ) أو شوية منها و درس كل المعتقدات و المذاهب فى الأديان دى و قرا القرآن و الانجيل و التوراة و راح حضر موعظة أحد فى كنيسة و خطبة جمعة فى جامع و لما كبر و بقى عنده 18 - 20 سنة أختار من بين كل ده الدين اللى هو مؤمن بيه دلوقتى و بيدافع عنه بالروح و الدم؟؟
خدنى على قد عقلى معلش
كلنا من أول ما بنتولد بنتعلم الدين اللى أهلنا اتعلموه .. بنحفظ - قبل ما نفهم - الكتاب المقدس اللى أهلنا حافظينه .. بنتعلم الدين على إيد الشيخ أو القسيس أو الراهب أو الكاهن اللى أهلنا عاوزينه يعلمنا
كلنا بنتربى على قصص القديسين أو الصحابة و بنعرف سيرة النبى محمد المعصوم أو النبى يسوع المخلِّص و نعرف أن هما دول الخير المطلق و أن الشيطان هو الشر المطلق من و احنا أصلا أطفال ما نعرفش يعنى ايه خير و يعنى ايه شر
لما بنكبر شوية بنتعلم أن مش كل المسلمين زينا مسلمين و مش كل المسيحيين زينا مسيحيين ... بنتعلم أن الراجل أبو عمامة سودا ده شيعى كافر و أن القسيس اللى فى الكنيسة التانية دى على مذهب خاطئ لن يقبله الرب فى ملكوت السماوات و أن هما - كلهم كلهم- مصيرهم النار و بئس المصير و أن أحنا بس اللى مصيرنا جنة الخلد و ملكوت السماوات لأن ربنا اختارنا - من وسط ملايين الكفار- عشان يسوع يهدينا و يخلصنا أو الرسول يقودنا و يشفع لنا
بنكبر و بنتعلم أن احنا ديننا هو بس اللى صح و أن مذهبنا هو بس اللى صح ( او الأصح ) و أن أى حد تانى فى أى حتة أكيد غلط و أكيد حيروح النار و أكيد احنا نبقى أغبيا لو سمعنا كلامه أو قربنا منه أساسا
كلنا بلا استثناء - و أتحدى - بنكبر و نتعلم الدين بنفس طريقة الحصار البرجومائى دى ....... حتى لما بنحب نقرأ عن الأديان و المذهاب التانية و احنا أصلا مقتنعين مليون فى المية أنها اديان و مذاهب فاسدة محرفة من صنع البشر بنقرأ كتب كتبها ناس تابعين لأدياننا و مذاهبنا احنا عشان تقول لنا الأخطاء و التناقضات الموجودة عن الأخرين و تبين لنا ديننا هو دين الحق و دين الرب
و بعد كدة عشان نريح نفسنا أو عشان نتنطط على اللى قصادنا نقول أحنا اخترنا ديننا عن اقتناع و عن ايمان و مش عن اجبار ولا تلقين !!!!
يا رااااااجل ... يعنى لو أخوك قرر عن قناعة و عن ايمان أنه يغير الدين اللى اتربيتوا عليه من صغركم حتسكت ؟؟ مش حتكفره و تقاطعه و مجتمعك كله يقاطعه ؟؟ .... لو أخوك قال لك أن البابا شنودة مش عاجبه و أن بابا الفاتيكان هو اللى أصح أو لو جوز بنتك جه قال لك أن قتل على و آل البيت جريمة ارتكبها الصحابة عشان يستولوا على السلطة و انه قرر يبقى شيعى ... حتسكت ؟؟
لو أنت مسيحى أو مسلم أو يهودى و حد من دينك قرر أنه يغير دينه و يدخل دين جديد أو حتى قال انه ما بقاش مؤمن بالأديان و بقى لادينى أو ملحد مش مؤمن بوجود اله حتتعامل معاه عادى ولا حتضغط عليه بكل الطرق عشان يرجع تانى لـ"الصواب" بتاعك و بتاع أهلك اللى اتربيتوا عليه فى البيت و الكنيسة و الجامع سوا ؟؟
و لو ما رجعش هل حتقول ده اختياره بعقله و قلبه و أنا لازم أحترمه و أعامله عادى عشان زى ما طول الوقت بنردد زى البغبغانات الدين بالاختيار ؟؟ ولا حتقول ده بقى كافر مطرود من الملكوت ولا تجوز عليه الرحمة ؟؟
الخلاصة أن الدين عمره ما كان بالاختيار غير لواحد على مليون من أتباعه و معتنقيه و بالاجبار لكل اللى جم بعد كدة حتى لو حلفوا ميت يمين أنهم مؤمنين بتجرد و باقتناع و بالدليل
فبلاش بقى كل واحد يحاكم معتنقى الأديان التانية عشان ما سابوش أديانهم اللى اتربوا عليها من صغرهم عشان يدخلوا الدين بتاع أهله اللى ربوه على انه هو بس اللى صح لأنه هو نفسه مش حيقدر ولا حيفكر فى لحظة أن غيره ممكن يكون صح و أن ربنا عاوزه يغير دينه و يجرب دين جديد
No comments:
Post a Comment