Friday, April 3, 2009

رسالة للاخوة الملحدين


برده المرة دى مش لاقى كلام أقوله ... مش عارف أركز عشان اعبر عن اللى فى دماغى بصورة صحيحة

كنت عاوز أوجه الكلام ده للملحدين بس .. بعد كدة قلت ما يمكن حد تانى يقراه و يفهمه

ححاول أدخل فى الموضوع على طول

باختصار شديد ... الأديان مش هى سبب التعصب

الناس مش بتتعصب عشان هى مؤمنة بدين معين أو بمعنى أصح مش الدين هو الدافع للتعصب

أنا بوجه الكلام ده للملحدين لأنهم مقتنعين تماما أن كل الأديان و الكتب المقدسة مجرد خرافات و صناعة بشرية

طيب لو قبلنا مجازا فكرة أن الأديان كلها صناعة بشرية يبقى لازم نفهم أن العيب مش فى الأديان نفسها انما العيب فى الانسان اللى صنعها أو الانسان اللى بيستخدمها

الانسان اللى بيتعصب للدين من غير ما يكون متدين .... و لو كان متدين و متفقه فهو كل اللى بيعمله أنه بيطوع نصوص الدين لرغباته هو و رؤيته هو و غضبه و كبته هو

الدليل على كدة أنك لما بتكون فى مجتمع له دين معين و المجتمع ده عايش فى رفاهية ثقافية التشدد دوره بيضيع و بينحصر وجوده فى المنحرفين عقليا عشاق تعذيب النفس أو الاعتداء على الآخرين ...... و نفس المجتمع ده بنفس المكونات لما بيتعرض لأنهيار حضارى بيلجأ للتشدد و التعصب بينتشر فيه

ده اللى حصل فى الهند و ده اللى حصل فى أوروبا فى عصور ما قبل النهضة

اللى قرا رواية عزازيل يمكن يفهم وجهة نظرى ....... الناس بيعكسوا معنى الآيات و النصوص المقدسة عشان يبرروا اللى بيعملوه و ده بيتحول مع الوقت لأنه يبقى القاعدة و الطبيعى

الناس بينقوا الآيات التى بتتكلم عن الحرب - و طبيعى أنها تكون متشددة و بتحرض على العنف - عشان يستخدموها فى وقت مفيهوش حرب ولا مطلوب فيه عنف أساسا

الناس هما اللى بيغيروا المعنى الظاهر الواضح من النصوص الدينية عشان يساند رغبتهم فى الانتقام من أى حد و يصبوا عليه غضبهم و حقدهم و احباطهم و كبتهم باسم الدين

حتى فى موضوع الاعتداء على البهائيين الأخير تلاقى ناس كتير فى مناقشاتهم بيغيروا معنى آية زى (لكم دينكم و لى دين) و يقولوا دى مقصود بيها الأديان السماوية

مع أنها أصلا آية كان النبى بيقولها للكفار فى مكة عشان يسيبوه فى حاله

و غيرهم بيقول أنها كانت بتستخدم لما النبى كان ضعيف وسط مجتمع من الكفار الأقويا و نسيوا و تناسوا ايمانهم المطلق بأن القرآن صالح لكل زمان و مكان

الناس اللى عندهم قدر كبير من الاحباط و الغضب المكبوت هما اللى بيتعصبوا و بيدمروا و بيحرقوا و يقتلوا المختلف معاهم أو حتى يدافعوا عن اللى بيعمل ده لأنه عرف ينقى نصوص دينية تخدم وجهة نظره و بيتجاهلوا اللى يحاول يفكرهم بالنصوص و المواقف التانية اللى بتدعو للسلام و التآخى و الأمن ... لأنهم ببساطة عاوزين حد يفشوا فيه غلهم من ظروفهم و احباطاتهم

و حتى الملحدين فيهم متعصبين لفكرة الالحاد بطريقة غريبة و بسبب احباطهم من عدم تقبل الناس لأفكارهم بلاقيهم بيوجهوا كل طاقتهم و مجهودهم فى السخرية و اهانة معتقدات الآخرين و ده بيزود من رفض الناس و غضبهم و كل ده بيصب فى مصلحة التطرف و المتطرفين بدل ما يقلل من حدة التوتر و يساعد فى تقبل الناس للآخر اللى بيحترم معتقداتهم حتى لو اختلف معاها وما آمنش بيها

الخلاصة أن المشكلة مش فى الدين نفسه و انما المشكلة فى الناس اللى بيستخدموه حسب مصالحهم و رغباتهم و عقدهم النفسية

و تبقى - بالشكل ده - محاولات هدم الأديان و الادعاء بأنها صناعة بشرية مش مجدية فى شئ لأن حتى لو كل الناس فقدوا ايمانهم بأديانهم و معتقداتهم - و ده مستحيل بكل ما تحمله الكلمة من معانى - فكل اللى حيحصل أنهم حيغيروا مصدر تعصبهم و حيدوروا على مصدر تانى يستندوا اليه فى تبرير العنف و التعصب

زى اللى بيتعصبوا للقومية أو حتى للكورة

لو المجهودات اللى بيعملها الأخوة الملحدين اتوجهت ناحية محاربة التعصب فى ذاته و نشر التسامح و الرحمة و الثقافة فى المجتمع مشاكل كتير ممكن تتحل من غير ما الوقت يضيع فى محاربة طواحين الهوا

لو الناس كرهوا التعصب و كرهوا العنف و كرهوا القمع ساعتها هما من نفسهم حيدوروا على التفسير المتسامح للدين و حيسمعوا للشيوخ و الفقهاء اللى بيدعوا للرحمة و التآخى (حيظهروا لما يبقى ليهم سوق ) بدل ما يسمعوا للى بيدعوا للقتل و العنصرية و للكراهية و معاداة الحياة

لو أى مجتمع - أو حتى أغلبيته بس - شعر بالأمان و بالحاجة للبنا للمستقبل و للتطور و للترقى و حس بكرامته ساعتها الدين - أى دين - مش حيبقى مصدر للتعصب ولا مصدر للخوف و الارهاب

لو الملحدين بكل ثقافتهم و اطلاعهم ساهموا فى ده ساعتها مصر حترجع زى زمان أيام ما كانت كل الأفكار و الرؤى موجودة على الساحة و بتتصارع و الناس متقبلاها رغم اختلافهم معاها

يعنى ... أحسن توجهوا مجهوداتكم لمستحيل مفيد بدل ما توجهوها لمستحيل مش مفيد
كنيسة شكلها جامد اوى فى مصر الجديدة
17feb.2008

1 comment:

Anonymous said...

هى رغباتنا ونكسيها ثياب الحق والفضيلة
اتفق معك تمام

اسراء نوح