Thursday, April 12, 2012

عن كهنة البرادعي ووحيه

حد كان بيقوللي أنا حاسس ان البرادعي متورط معانا من أيام الجمعية الوطنية للتغيير، وهي دي الحقيقة اللي حوضحها فعلا في السطور القادمة

الحملة المصرية ضد التوريث - أتشكلت قبل رجوع البرادعي بمبادرة من أيمن نور (1) - أجتمعوا عند الدكتور البرادعي أول ما رجع مصر وقالوا لازم نعمل حاجة مش معقول نطلع من الاجتماع من غير نتيجة فغيروا اسمها من الحملة المصرية ضد التوريث للجمعية الوطنية للتغيير

كل الناس اللي مكنتش متابعة سياسة في الوقت ده أفتكرت أن البرادعي هو اللي جمع قوى المعارضة على هدف واحد ومش عارفين حقيقة أنه أتدبس في الاجتماع مش أكتر

اللي حضروا الاجتماع ده وقتها هما بس اللي يقدروا يشهدوا قد إيه البرادعي مكنش يعرف حاجة عن الوضع السياسي في مصر لدرجة انهم لما كلموه عن أحمد عز مكنش يعرف مين هو احمد عز وفيه ناس بررت ده بأن أحمد عز مش بالأهمية اللي تخلي البرادعي يعرفه

دي القصة اللي بتتكرر مع البرادعي من ساعة مارجع : الناس بتعمل حاجات كويسة أو وحشة وتنسبها ليه وهو في ملكوت لوحده لاموافق ولارافض ولا واخد موقف من اى حاجة

حتى بيان التغيير فكرة واحد ناشط اسكندراني حب يعمل موقف محترم مع البرادعي فقال نعمل له توكيلات عشان يتفاوض بيها بإسمنا مع النظام وعجبت الفكرة البرادعي رغم أن مكنش فيه رؤية لأى خطوة بعد تجميع المليون توكيل ... وعلى أرض الواقع عدد توقيعات الأخوان على بيان التغيير أكتر من 80% من العدد الاجمالي

البرادعي بعد كدة محضرش تقريبا أى اجتماع للجمعية الوطنية للتغيير اللي نسبوا ليه انشاءها وكان بيتعامل معاها بإستخفاف وشايفها وسيلة لجمع التوكيلات بس

الناس كانت بتدور على مخلص والبرادعي جه في الوقت المناسب عشان يلبس بدلة نبي الديمقراطية، لكن الحقيقة ان الناس هي اللي كانت بتعمل كل حاجة

عشان كدة مش بفهم الناس اللي بتبالغ في مدحه, هو معملش غير تقديم أفكار بعضها صح - الأفكار العامة المتفق عليها بين كل القوى السياسية - وكتير منها غلط - الأفكار التنفيذية - وكمان مشاركش بنفسه في محاولة تحقيقها على الأرض وكل كلامه كان بيتقال قبل ماهو ييجي بسنين وناس دفعت حياتها تمن لأنها قالت نفس الكلام وأكتر بدون حماية دولية أو مناصب عليا

وكل الكلام عن التشويه اللي أتعرض له البرادعي كلام ساذج ومبالغ فيه بصورة كبيرة لإن عشرات قبله أتعرضوا لأضعاف التشويه اللي أتعرض له وعمرهم ماأتحججوا بده للهروب وهو كان في إيده يقاوم التشويه ويفضل متواجد وسط الناس ويغير الصورة اللي رسمها النظام ليه لكن معملش ده

مؤيدين البرادعي بقوا أى مشاكل تحصل تنسبها للمجلس العسكري - إله الشر- ولازم يقولوا أن البرادعي كان عارف كدة - إله الخير- مع أن الفرضين غلط ... لإن لا البرادعي منجم بيعرف الغيب ولا المجلس العسكري ربنا عشان يتحكم في كل حاجة

أول مرة كان ينزل البرادعي الشارع كنت مبسوط وقلت أخيرا حيعمل حاجة بجد, قابلت باسم فتحي بعدها على طول - كان مسافر معاه - وكان في منتهى الاحباط بعد مارجع وحكالي ساعتها أن الجولة كلها مكملتش نص ساعة وأن الموضوع كان مصطنع للإعلام - ... باسم ده قبلها كان ماشي يكلم نفسه يقول البرادعي هوالحل

حملة دعم البرادعي فضلت شغالة بمبادرة من أعضائها وتقريبا عمرهم ما أخدوا منه توجيهات ولا هو أتفاعل معاهم بأكتر من بعض اللقاءات ... وده شئ يحسب ليهم ويؤكد فكرة أننا محتاجين حد يجمعنا حواليه ويدينا فرصة اننا نطلع طاقاتنا ... المشكلة ان البرادعي مكنش له دور في جمع الناس حواليه ... احتياج الناس لرمز هو اللي جمعهم ... هو موقفه يحترم أنه لم يرفض يتحط في موقع الصدارة لكنه لم يبادر في أى وقت بأى تحرك

حتى لما حملة البرادعي أنقسمت لمجموعات مختلفة محاولش يصلح بينهم - قد أكون غلطان في النقطة دي - وكل واحد أدعى أن هو الأقرب للبرادعي والحقيقة أنه كان منفصل تماما عن التفاعلات اللي بتحصل على ارض الواقع وكل ماكان يسمع كلامهم ويحاول يقرب كان بيصطدم بالواقع ويخاف ويبعد ويتردد

بعد البرادعي عن الواقع خلى أخطاؤه قليلة تطبيقا للقاعدة الصحيحة أشتغل قليل تغلط قليل, وفي نفس الوقت أى تطور كان بيحصل كان بيتم نسبته إليه إعتباطيا

تخيل انت معلق بوستر أبواسماعيل في المحل، تكسب تقول بركة البوستر, تخسر تقول أكيد أنا غلطت, ده اللي حصل بالضبط مع البرادعي

تأليه البرادعي كان إيجابي قبل الثورة لإن الراجل لطيف بيقول كلام مش محدد أى حد ممكن يفهم منه اللي هو عاوزه وبيقول كلام عام جميع القوى الوطنية متفقة عليه .. في نفس الوقت مطرحش خطوات تنفيذية يمكن الاختلاف عليها ، لكن خطورة الموضوع ظهرت بعد الثورة

كل الكلام الساذج عن أن مصر مش محتاجة قائد ميأكلش عيش وبيسلمنا تسليم أهالي للقوى المنظمة سواء العسكر أو الأخوان و
لما الناس احتاجت قائد في لحظة الحسم وكل الأنظار رايحة للبرادعي الراجل أتصرف كما أعتاد ومخدش خطوة غير الدعم القلبي والتويتري للثورة ومحاولش أنه ينظم أى صفوف أو يقود أى عملية ضغط

اللي حوالين البرادعي وعارفينه كويس كان منهم ناس عملت شبكة مصالح من تأليهه, دول اللي بسميهم دايما كهنة البرادعي ... كهنة البرادعي هما أكتر ناس أضروا بالثورة لإن الناس وثقت فيهم فاكرينهم بيتكلموا بإسم البرادعي وهما بيقولوا أفكارهم الخاصة ويلبسوها لبس الوحي
شفت بعيني ناس خايفين ياخدوا قرار خوفا من أن البرادعي يقول كلام عكسه فينكشف أنهم مش متصلين بيه ومطلعين على توجيهاته
الأزمة ان الكهنة في كل الأديان أغلبهم طفيلي ملهمش رؤية خاصة بيتم تحويلهم لنجوم بزعم قربهم من الإله وكهنة البرادعي تم إعتبارهم زعماء شعبيين لقربهم المزعوم من البرادعي ولما بتسمع أفكارهم بتكتشف مدى سطحيتها
 
فكرة المجلس الرئاسي وأسطورة المادة ٢٨ وحاجات تانية كتير ملهاش أى أصل واقعي لكن أفكار في الهوا بتبرر حاجات غلط
كل الكلام عن الدستور أولا، الناس مش محتاجين قائد ، الانتخابات حتتزور، كلام منفصل تماما عن أرض الواقع والتطور التاريخي للأحداث

صحيح احنا مش محتاجين قائد يعمل كل حاجة لكن حد يجمع القوى السياسية حواليه ويقدر يفجر طاقات الناس ووقت الجد ياخد قرارات شفافة وذات مصداقية، لحد مانبني نظام ديمقراطي جديد ومستقر
انفصال البرادعي ونخبته عن الواقع السياسي المصري أدى لإنهم طول الوقت بيطرحوا مبادرات فاشلة تتحسب على الثورة ونقول الثورة فشلت
المجلس الرئاسي (2) والدستورأولا (3) أفكار نظرية بتتجاهل تماما القوى الحقيقية على الأرض، وفشلها كان أمر طبيعي ومنطقي ومتناسب مع الظروف الموجودة
البرادعي والأسواني وغيرهم حسني النية جدا، لكن سوء التقدير في مبادراتهم كارثي والكارثي أكتر أن الثورة هي بتتحمل الفشل ده كل مرة
الآمال العظيمة لما بتتجاهل الواقع بتبقى كارثية والفكرة الصح نظريا لو أتحطت في ظروف مش مناسبة تبقى فكرة غلط تماما
الأسوأ أن القوى المدنية أعتبرت تصرفات البرادعي هي المرجعية لتحركاتها وبقى الانسحاب والاستسلام هو الطبيعي عند أى مواجهة مع التيار الديني والمشكلة اننا كتيار حنحتاج مدة طويلة عشان نفهم أن الإنسحاب مش بطولة وأن المواقف الدعائية مش بالضرورة مفيدة سياسيا - زى مثلا الانسحاب من انتخابات لجان مجلس الشعب اللي كان نتيجته أن كل لجان المجلس تحت سيطرة الأخوان وحلفاؤهم بينما كسب المنسحبين خبر نزل في الجرايد واتنسى تاني أسبوع

(1) http://www.youtube.com/watch?v=XMA54kVk7HE
 (2) http://www.bad-way.blogspot.com/2011/05/blog-post_22.html
(3) http://www.bad-way.blogspot.com/2012/03/blog-post_28.html

1 comment:

Ibrahim said...

ممكن أتفق معاك إن البرادعي كنباوي
و فاقد الحركية و التواصل و قيادة الناس
بس أختلف معاك تماما إنك ما تحترمشي عقيلته
و فعلا البرادعي مقالشي حاجة و اثبتت الأيام خطأها و دائما كان صاحب رؤية
عفوا اختلف معاك تماما
و أخيرا ايه لازمة البوست ده??
الراجل خلاص مش علي الساحة ??
يعني وحش كويس مبتفيدشي الناس بحاجة