Friday, February 22, 2013

أين تقع كرنكا العزب


كرنكا العزب كانت قرية صغيرة في الصعيد بتطل على البحر الأبيض على حدود محافظة الشرقية والغربية وأهلها خليط بين البدو والنوبيين ، كانت مليانة آثار لحد ما الانجليز والفرنسيين نهبوا معظم التحف اللي فيها بموافقة محمد علي ، خرجت من كرنكا العزب مظاهرات كتير ضد الإنجليز وكانت أكتر قرية مات فيها شباب وفي عهد عبدالناصر بقت من المدن الصناعية المشهورة ،، اتملت مصانع وسجون ,, بعد كدة الطيران الإسرائيلي قصفها أثناء مقاومة أهلها للعدوان الثلاثي والسادات زارها اكتر من مرة وعمل فيها متحف للحرب والسلام لكن في عهد مبارك غرقت في المجاري والظلمة والظلمات ,,, مصانعها قفلت وسكانها فلسوا وشبابها هاجروا وفي عهد مرسي انفصلت عن العك اللي بيعمله وبقت جمهورية مستقلة ،،، الثورة أصلا بدأت من كرنكا العزب

Thursday, February 21, 2013

ليه بشتم على تويتر؟


ليه بشتم على تويتر؟ 

عبدالله بدر المفروض أنه شيخ, بيعلم الناس الدين, والأخلاق جزء من الدين، أنا راجل سياسي علماني لا أدعي أن أخلاقي أحسن من بقية الناس , أخلاقي أخلاق مواطن مصري عادي من الطبقة الوسطى اتعرض للسجن وبهدلة السياسة ست سبع سنين ورا بعض 

الحزب ملك اعضاؤه هما اللي بيحددوا قواعد التعامل جواه, لكن جواه فقط ، لو أن أعضاء مصر القوية شايفين أن من حقهم يحجروا على تصرفاتي ويحددوا لي أسلوب تعامل معين مع غيرهم ، فأنا مش حقبل ده ، أنا كسرت تقريبا كل علاقاتي القديمة مع مجتمع ماقبل الثورة لإني رفضت أني أفضل عايش أسير كل أوهام ماقبل الثورة ، أيدت ابوالفتوح رغم وهم أن اللي بيبقى أخوان بيفضل طول عمره أخوان وكأن كل التطور الفكري والسلوكي اللي لازم يحصل ده مش بيحصل ، دخلت مصر القوية رغم وهم أن الإسلاميين قبيلة متوحشين حياكلوني اول ما أدخل وسطهم ، استحملت سخافات كتير واتهامات كتير وشبه مقاطعة مع ناس كتير لكن لإني شايف أن كل ده مش مهم عديته ومبصتش ورايا 

بالنسبة لي الإنتخابات -أى انتخابات- وسيلة عشان أخدم بيها بلدي, ومش حتحول لشخص تاني عشان أرضي الناس ،، دي معركتي طول الوقت ،، إني أبقى مع الناس من غير ما أفقد نفسي ،، إني أحب الناس من غير ما حبي ليهم يخليني أنافقهم 

لو أعضاء أمانة مدينة نصر سقطوني في الإنتخابات عشان بقول ألفاظ - بالنسبة لهم - خارجة على تويتر فده معناه اني فشلت في اقناعهم برؤيتي وأفكاري ولازم أعيد المحاولة بعد كمان سنة , وأشتغل بكل قوتي عشان أكسب الإنتخابات اللي بعديها وانا أفكاري ليها قاعدة مؤيدين أكبر 

طول عمري بكره المناسبات الرسمية وبقالي سنين مش بحضر عزاءات أو أفراح، بس في أقل من شهر حضرت فرح وعزا مع بعض ومش متضايق، بالعكس ، حاسس اني ساهمت في التخفيف عن حد نقي متضايق ، وفرحت في فرح حد نقي فرحان 

أقدر اعتبر حضوري لمناسبات اجتماعية بالشكل ده علامة ان علاقتي بالناس بدأت تتطبع وتبقى وثيقة أكتر من الأول واحساسي بيهم بقى أكثر عمقا وحميمية 

ليه أشتم على تويتر؟ وأنا عندي كمان أيام انتخابات معظم الناخبين فيها تيار محافظ وممكن لو شافوا الشتيمة أخسر؟ هل بحاول أخسر نفسي؟ 

يمكن خايف من قيود المسئولية فبطمن نفسي وبعلن لها أني حفضل حر ومفيش قيود حتقيدني؟ 

إلى حد كبير بقى حلم حياتي في اللحظة دي هو أني أكسب الإنتخابات وأقدر أستغل المنصب ده في المدة دي أحسن استغلال لتحقيق خبرة وتأثير 

أنا بحب كل الناس اللي شغال معاهم في الحزب فعلا وحاسس أنهم أسرتي الجديدة اللي قريبة مني في أسلوب التفكير والطموحات والمشاكل 

احساسي بأن فيه حزمة قيم عليا بنتشاركها كلنا أهمها الموضوعية والمنطق والتسامح والتكافل - قيم الطبقة الوسطى - مخليني بشتغل وانا مبسوط 

احساسي بأن ناس كتير بتحبني ومتقبلة وجودي وسطهم رغم عيوبي ورغم اختلافي معاهم مخليني سعيد بشكل عجيب 

التنوع الموجود في الحزب وفي مدينة نصر بيعمل لي دماغ انسانية ، كل واحد مهما كان فيه جوانب سيئة فيه جانب انساني مركون على جنب أو مدفون تحت طبقة تراب ، لو قدرت تدور عليه وتشوفه أو تلمسه تبقى وصلت للطفل النقي جوة كل واحد 

الطفل اللي مبقاش طفل بسبب الضغوط اللي بيتعرض لها طول الوقت ، ضغوط لإثبات الذات في مجتمع غير مكترث أو ضغوط لتوفير احتياجات مادية مناسبة للاستمرار في الحياة 

كل حاجة جديدة بتعلمها في الحزب بحس أنها اضافة لشخصيتي ، وعشان كدة اقتنعت بالمهندس أسامة الدلهماوي عشان عارف أني حتعلم منه كتييير جدا سواء في أسلوب التنظيم أو أسلوب التعامل مع الناس أو منهجية حل المشاكل ووضع خطط المشاريع 

عارف أن حتى لو كان هو بيحط قواعد ومشاريع على الورق بس - وأنا شخصيا لا أعتقد ده - فطريقة وضع المشاريع على الورق في حد ذاتها محتاج أتعلمها 

المهم أني بحب الناس دي ومش عاوز أخسر أى حد فيهم لإني ساعتها ححس اني بفقد حد من قرايبي 

عمري ماحسيت أن أسلوب حياة مجتمع وسط البلد لايق عليا ، كنت مضطر أبقى جزء منه لإني كنت فاهم إني مش حلاقي ناس بيفهموا غير هناك , كنت مضطر أقبل بالعيوب اللي شايفها فيه واللي عدتني بأكثر من حاجة مش متماشية مع طبيعتي وغيرت فيها كتير 

مع الوقت والتطور اللي بيحصل في البلد أصبح فيه عيلة كبيرة من الناس النقية المحترمة اللي بتفهم واللي متجمعة في كيان واحد عشان تعمل حاجة لمجتمعها الأكبر 

أنا لو حاولت أذكر كل أسماء الناس اللي بقابلهم في مصر القوية وبحس أنهم قدوة ليا أو ناس التعامل معاهم مريح نفسيا أو ناس بتفكر زيي مش حقدر أخلصها , من أول خالد اللي عنده ١٢ سنة وعبقري لحد فطيمة وضياء وسلمى اللي نفسه يساعدوا بأى حاجة لحد أ.مايسة اللي ياما اتخانقنا سوا ، لحد طارق وخميس وباقر وعثمان والمهندس اللي بشوفهم بيتفحتوا في الشغل لحد غنيم وياسمين وتوفيق وعبرس اللي تحدوا كل محيطهم الإجتماعي عشان يساهموا في انجاح فكرة حتفيد المجتمع كله ، لحد د.محاسن اللي قلقت عليا لما كنت كاتب اني مكتئب لدرجة اني حسيت أنها أم بتتطمن على ابنها رغم اني كنت فاهم أنها بتعتبرني واحد لاسع ومتهور , لحد وكيل اللي مدخلش الحزب وبيدعمه بدون طلب أى مقابل وخايف يدخل اللجنة الاقتصادية عشان خايف ميكونش قد المسئولية رغم أنه الأنسب لها ، لو حاولت أتكلم عن الشباب اللي أصغر مني بسنة لعشر سنين ، مش حقدر أتكلم عن حد بعينه ، حتكلم عن جيل أتفتح وعيه على الثورة , جيل كان بدل مايلعب جيمز زى جيلنا في السايبر كان بيعمل مظاهرات واعتصامات وبينظم حركات ضد الظلم بشتى أشكاله حتى وهو عايش في بلد تانية ومش قادر ينزل مصر ,اسلام ,محمد مصطفى , محسن , شيماء , مازن , عبدالرحمن ، خالد ، ياسمين , جيل مسلح بتكنولوجيا مفيش جيل قبله وصل لها ، حتكلم عن نشاط أنور ولسعان أيمن؟ حتكلم عن كرنكا العزب ولا مقالات سمير ولا طيبة قلب حمدي وأصالته واندفاعه في الحق رغم شدته الظاهرية؟ حتكلم عن باسم ورفعت اللي أخلاقهم بتخليني أحس بالخجل أني بنافسهم على موقع مفروض كان يبقى من نصيب واحد منهم؟ 

بفرح لما حد يقول فكرة جديدة أو لما أكسر حاجز بيني وبينه ونبقى أصحاب ومش مجرد زملا في حزب 

أكتر تجمع لناس مرتبة ومنظمة وعندها مبادئ وأهداف نبيلة عاوزة تحققها وعلاقاتها مع بعض ودية انسانية قبل ما تكون سياسية لقيته في مصر القوية ، فقط ناقصنا شوية ثقة بالنفس 

تفتكروا ممكن ننجح؟

Thursday, February 14, 2013

المجاعة القادمة والنظام الجديد


المجتمع المصري موارده دايما بتحميه من شر المجاعة وده لإنه مجتمع زراعي بطبعه، وحتى لما الزراعة مبقتش توفي امكانياته دخلت السياحة 

المشكلة أن لما السياحة وقفت والصناعة اتهزت جامد مبقتش الزراعة لوحده كافية عشان تحمي المجتمع من الدخول في حالة المجاعة 

الانهيار الإقتصادي حيدخلنا في مرحلة #المجاعة خلال شهور أو أسابيع , احنا لسة في مرحلة استنفاذ اللي محوشينه من زمان 

صحيح أن مفيش دولة بتفلس ولكن الدولة لما بتنهار اقتصاديا مش بتقدر تأكل شعبها ، يادوب تحافظ على استمرارها كدولة معترف بيها وشغالة 

النظام العالمي فيه هو كمان أزمة اقتصادية كبيرة وبالتالي مش حيبقى عنده اللي يكفي أنه يساعد المصريين بالشكل اللي هما محتاجينه 

النظام العالمي حيحمي الدولة المصرية من الانهيار لإنها مهمة له بشكلها الحالي, لكنه مش حيهتم بإنقاذ شعبها من الجوع والبطالة 

المجتمع لو وصل لمرحلة الجوع فطبقاته الأفقر\الأقل تطورا مش حتهاجم الدولة وانما حتهاجم الطبقات الأغنى منها لكن بشكل عشوائي 

عمر النظام العاملي ماحيسمح بإن مصر توصل لمرحلة ثورة الجياع اللي بيجيبوها في الأفلام وبيتكلموا عنها في الكتب والمقالات 

لكن الجريمة حتزداد بشكل مهول, لإن اللي مش لاقي ياكل مش حيهاجم النظام عشان يسقطه وانما حيهاجم أى حد يقدر يكسب من الهجوم عليه 

ده حقيقي جدا, انا عارف أني لو طلبت سلف من حد من سنة كان سلفني , دلوقتي معظم الناس خايفة على أقل حاجة 

احنا حنعيش فترة انهيار قيمي وسلوكي لحاااد ما يظهر شكل جديد لنظام الحكم يقدر يلبي احتياجات المجتمع المصري في ظروفه الاقتصادية الحالية 

ولإن ظروفنا الحالية أصعب من الظروف الطبيعية, فالنظام اللي حيخرجنا من ظروفنا الحالية حيبقى نظم المجتمع بشكل يوديه لرخاء اقتصادي مباشر لإن سبب أزمتنا هو العشوائية في إدارة الموارد مش نقصها 

وبرغم اني شايف اننا متجهين بشكل سريع لمجاعة لكن مش شايف امكانية تحول المجاعة لثورة جياع تسقط الدولة 

وده لإن ١- النظام العالمي مش حيسمح بإنهيار النظام المصري لإنه مفيد له ، وان كان بيسعى لإنه يتطور عشان يكون أكثر فايدة 
٢- لإن اللي بيجوع مش بيفكر ازاى يسقط الدولة وانما بيفكر حيسد جوعه ازاى الأول وحيبقى أول ضحاياه حد أغنى منه يسرق منه وده لإن اللي أفقر منه مش حيبقى عندهم حاجة يقدر ياخدها منهم 
٣- احتياطي الجيش كبير جدا بحيث يحميه من انه يبقى مؤسسة من المؤسسات اللي حتنهار لعدم قدرتها على مجاراة العصر, بمعنى آخر الجيش حيكون آخر مؤسسة تخضع للتحديث. ده إن أصلا جه نظام جديد راسخ لدرجة أنه يبلع الجيش ويرجعه تاني جزء من الدولة مش دولة مستقلة

Tuesday, February 12, 2013

فرجاني - آخر الرجال المحترمين





عن الانسان فرجاني

فيلم آخر الرجال المحترمين تحفة سينمائية في مذهب السعى للكمال .. درس في كيفية أن تكون انسانا خلاقا مبدعا مصدر سلام وانسانية ورحمة لكل من حولك .. تشفق على أهل الفتاة ثم تشفق على السيدة التي اختطفتها .. تشفق على المجتمع وتسعى لتصحيح مساره .. الفيلم رسالة تخبرك كيف يمكن ان تضمد جراح الآخرين
يتجول بنا الفيلم صعودا وهبوطا بين العديد من الطبقات الاجتماعية المصرية , يتجول بنا بين العشوائيات والريف والزمالك لنرى مساكن وملابس كل طبقة وهمومها واساليب تفكيرها وحواراتها الداخلية وحواراتها مع الغرباء ....


لا يهتم ضابط الشرطة في البداية بطفلة مختطفة , فهي مجرد طفلة - علم من شكل نور الشريف الذي يسأل عنها - من أسرة فقيرة أو متوسطة لن يثير اختطافها اهتمام أحد , قطعا مقدار اهتمام الدولة بمواطنيها يرتبط بشكل مباشر بالطبقة الإجتماعية التي ينتمون إليها

نرى في أحد المشاهد الضابط يقف امام شقة السيدة التي اختطفت الفتاة ويرفض اقتحامها دون اذن نيابة , بينما نراه في مشهد آخر يفتش بيوت الغجر ويلقي القبض عليهم دون أن يسأله أحد عن اذن نيابة .. ان التباين بين من لحياتهم حرمة ومن ليس لهم سوى الاحتقار يبدو شديد التطابق مع الواقع حتى أنه لا يلفت انتباهنا من فرط طبيعيته

يسأل الضابط الرجل الغجري "ازاى صرفت 500 جنيه في يوم؟" لم يكن الضابط ليسأله ذلك السؤال لو أنه كان ممن ينفقون بالفعل 500 جنيه كل يوم

ذلك السؤال لم يكن عن النقود بل عن كيف يمكن لحقير أن ينفقه .. وهو بالمناسبة حقير لإنه مجرم وهو مجرم أيضا لإنه حقير , هو شخص يمارس تجارة البشر - وصفها فرجاني بالنخاسة – دون ان يهتم بشئ سوى النقود ,, فقط اسأل نفسك .. هل لو توافر مصدر رزق انساني وتعليم لذلك "النخاس" هل كان سيصير كذلك؟

نسمع الجندي يدفع النخاس الى السجن مصحوبا بعبارة "يلا يا أشر خلق الله" .. يعلم المخرج أو المؤلف أن قول تلك الجملة في ذلك الموقف أمر غير واقعي بالمرة ,, الشرطي الحقيقي يمر عليه مئات الجرائم وعشرات المجرمين كل شهر. ولابد أن منهم من قام بأفعال أشد حقارة من اختطاف الأطفال, ولابد أن الشرطي يعلم ذلك وبالتالي ليس من الواقعي ان يصف مجرما بأنه "أشر خلق الله" هي رسالة من المخرج أو المؤلف اراد ان يوصلها وسط الكلام ,, النخاس هو أشر خلق الله .. الذي يتحكم في مصير الناس وحريتهم دون وجه حق ,, هو الشر المطلق .. هو ست\ساتان\الشيطان

ولكن الضابط لم ينس انسانيته بالكامل, يدفعه احساسه بصدق وأمانة فرجاني (نور الشريف) إلى الاهتمام بالموضوع بشكل أفضل مما استقبله به , نرى في المشهد الذي رفض فيه فرجاني أخذ أى نقود من والد الفتاة التي وجدها الغجر نظرة تقدير واعجاب في عين الضابط ,, نظرة تصديق .. انت لا تدعي أنك بهذه المثالية .. انت مثالي بالفعل

وجد أصدقاء السيدة صديقتهم تصطحب طفلة غريبة للنادي وهم يعلمون أن ابنتها متوفية ويعلمون أن لها سابقة في التعلق بأطفال غرباء وكان رد فعلهم شديد الغرابة أو فلنقل عديم المسئولية

يلفت المؤلف نظرنا لمعلومة لم تكن لتغير شيئا في سياق الفيلم ان لم تكن قد قيلت , لقد ماتت ابنة السيدة ساكنة الزمالك وهي تعوم في حمام السباحة لم تمت بسبب وجبة مسممة لتلاميذ في المدارس أو في حادث قطار

لم يقم زوج صديقتها بإبلاغ الشرطة أنه يشتبه في قيامها باختطاف فتاة. لم يهتم بمصير الطفلة ولكن شغله أكثر مشاعر صديقة زوجته. تلك الأنانية أمر طبيعي في تلك الطبقة الاجتماعية التي ترى الآخرين أقل منها درجة حتى ان اختطاف طفلة منهم أمر لا يثير كل ذلك الانتباه

لم يجد فرجاني فستان نسمة – المخطوفة – الأحمر في كيس قمامة بل وجد طفلة من أطفال العشوائيات ترتديه كهدية أتت من السماء لتقف به كأميرة بين أكوام المخلفات

تنتقل الكاميرا بين مكان سكن السيدة التي تسكن في الزمالك - حيث يقوم المستَعبدون بجمع القمامة بعربات كارو - إلى أوكار حياة أولئك المستعبدون أنفسهم والذين وصفهم المعلم بأنهم يمتلكون مفاتيح جميع تلك البيوت ... أولئك الذين قضى عليهم نظام مبارك بضربة واحدة عندما قام بقتل آلاف الخنازير التي تساعدهم في التخلص من القمامة بحجة المرض ليقوم بعد ذلك بالتعاقد مع الشركات الأسبانية لتنظيف الشوارع لنغرق بعدها في القمامة عقابا لنا على لا مبالاتنا بهم عندما قًتلت تلك الخنازير أمام أعيننا , اهتممنا وقتها بالوحشية التي تواجهها الخنازير أثناء قتلها بينما لم نهتم بالمأساة التي عاشها اصحاب تلك الخنازير عندما فقدوا مورد رزقهم فجأة دون سابق انذار أو تعويض

قتلت الخنازير بشكل وحشي ودمرت حياة أصحابها بشكل أكثر همجية , ولكننا لم نرى صحفي يجري لقاء مع اصحاب المأساة . ربما لإن العاملون بمهنة الصحافة هم بطبيعة الأمور أهل طبقة لا تعنيها مأساة الخنازير بشكل مباشر .. ترى من فينا الخنزير؟ الذين تلقوا أوامر بالقتل فأنصاعوا لها صاغرين جهلة أم الذين اصدروا أوامر بالقتل للحصول على عمولات شركات النظافة أم الذين مرت المأساة أمام أعينهم دون أن يشعروا الا بالتعاطف مع الخنازير لا أصحابها؟

نرى في الفيلم مشهد شديد الأهمية لم أكن لأفهمه لولا تفسير توفيق الغواص سابقا لتقسيم توازن القوى بين العائلات في الصعيد والريف ,, تلك الأسرة التي تسيطر على المناصب العليا والتعليم الأفضل ولكنها قليلة العدد أمام تلك الأسرة التي تعلم أولادها مؤخرا وأصبحوا موظفين وأطباء ومهندسين ولكنهم لايزالون لا يمتلكون القدرة على تولي المناصب التي تسيطر عليها العائلة الارستقراطية

المشهد بالتتابع يبدأ من لحظة ابلاغ الناظر بضياع الفتاة والذي لم تشغل سلامتها باله بل فكر فقط في من هو والدها وماسيفعله والدها وعائلة والدها وعائلة والدتها

نرى عائلة محمد – والد الفتاة – يتقدمهم محمد أفندي الموظف .. بينما العائلة الأخرى نرى أحدهم يرتدي "بدلة" ونظارة – مايعني انه شخص ذو نفوذ أو سلطة – لكن كان واضحا كونه كومبارس لا يحرك الأحداث بل يحركها الرجل الذي يبدو الكبير الحقيقي لتلك العائلة

ترى هل تمثل ثورة يناير امتداد لذلك الصراع القديم بين الارستقراطيين المتحكمين في مفاصل الدولة والعامة الذين يثورون من أجل ان يحلوا محلهم؟

نتوقع من تاريخ ظهور الفيلم ان محمد والد الفتاة يمثل الجيل الذي تعلم في عهد عبدالناصر فإنتقل من خانة الأجير لدى العائلة الأخرى لخانة الأجير لدى الدولة

بنشوف نقاش العيلتين جوة اللوكاندة – بعد ما اتحولوا من عيلتين بيتخانقوا على السطوة في بلدهم لمجرد صعايدة مشحونين على القاهرة في عربيات نقل وقاعدين في لوكاندة نص نجمة – والراجل الكبارة بتاع العيلة الأقدم بيقول الحل اللي متناسق مع وضعه وامكانياته واسلوب تفكيره .. احنا نلجأ لعضو مجلس الشعب – واحد من عيلته مش عيلة محمد - عشان يقدم استجواب للحكومة

مشهد النهاية من أكثر مشاهد الفيلم عبقرية .بعد ما بيسلم عليه كل ابطال الفيلم ويمشوا ويبتدي يكلم نفسه .. دورك يا فرجاني أنك تكون مصلح بين الناس , حنين عليهم , صادق في مشاعرك ناحيتهم , لما حتكون كدة حتلاقي نفسك بتساعدهم في حل مشاكلهم , حتلاقيك أثرت في الضابط وأثرت في أهل الطفلة ومنعت كوارث بينهم واثرت في الست اللي خطفتها ومجرحتش مشاعرها ودافعت عن الزبال الغلبان لما المعلم صاحبك زعقله وبلغت عن نخاس ووقفت شره ... والأهم أنك حميت الطفلة – المستقبل - من السقوط او الضياع , حتلاقي الناس بتحييك وتسلم عليك . لكن في النهاية برده حيسيبوك لوحدك وكل واحد حيرجع للحاجة اللي شغلاه.
انتهى

Monday, February 11, 2013

استكمال التحليل الطبقي للتيارات السياسية


لاحظ أن فكرة المجتمع المترابط أوي مرتبطة بالمجتمعات الزراعية عشان كدة بتلاقي فكرة "الأسر" عند الأخوان 

بينما المجتمعات الصناعية في المدن مفيش فيها فكرة الاعتماد المتبادل دي وفيها الصراع هو الأصل لذلك بتنشأ عنها أحزاب العلاقة بين أعضاءها وظيفية بحتة مفيهاش الترابط العائلي الموجود عند الاسلاميين بشكل عام 
السلفيين عندهم الترابط واصل لإن لما سيد بلال مات أخوه أتجوز اخته 
وعشان كدة أغلبية السلفيين حتلاقي أكل عيشهم في مجالات مش معقدة ومش محتاجة تطور في اتجاه تقسيم العمل والتعامل مع أنواع مختلفة من البشر 



السلفيين بيمثلوا ثقافة الصحرا بكل مافيها من ندرة موارد وتشدد مرتبط بقلة البدائل المنطقية المتوفرة ،، السلفيين قبائل كل شيخ ماشي وراه قبيلة من المؤيدين 



الأخوان بيمثلوا ثقافة الريف بكل مافيها من رفع للجانب العاطفي والديني على الجانب المنطقي والعملي ,, الأخوان بيقدسوا ال مركزية زى الفلاحين حوالين النيل 



الناصريين بيمثلوا ثقافة المدن الصناعية والورش والروح القومية وتغليب العواطف على المنطق ،،، انت لما بتكون في مصنع فيه ألف عامل حيصوتوا على حاجة فبيبقى الجانب العاطفي في اتخاذ القرار أعلى بكتير من الجانب العقلاني - وده مرتبط بضعف الخدمة التعليمية اللي حصلوا عليها العمال في طفولتهم والضغط المستمر عليهم عشان يشتغلوا عشان يوفروا ادنى الإحتياجات المادية 



بواقي اليساريين بيمثلوا ثقافة المدن اللي فيها طبقات مطحونة وطبقات بتتعاطف معاها ،، فكرة اليسار نشأت من واحد غني قاعد على بار في انجلترا أو قهوة في فرنسا - مش قهوة البورصة- بيتفرج على العمال والفلاحين بيتطحنوا عشان هو ياكل ويشرب ويعيش مرتاح وهو - بتكلم عن اجيال متعددة - عنده فراغ يسمح له بتطوير فلسفات متطرفة عن العدالة الإجتماعية ،، لاحظ أن فقر الروس مخلاش عندهم مفكرين ممكن يطوروا فلسفة زى دي بينما غنى الإنجليز والتقدم الصناعي الألماني هو اللي أظهر فكرة الشيوعية 
الفلسفات دي استخدمها المجتمع اللي بالفعل كان بيعاني من القهر الطبقي وهو المجتمع الروسي، لكن لإنه مجتمع مركزي فلاحي ظروفه الاقتصادية صعبة غير النظرية وخرج وحش الستالينية 



الليبراليين بيمثلوا ثقافة الوفرة والتقدم الصناعي، مجتمع عنده فلوس تكفي احتياجاته الأساسية فبالتالي بيبتدي يدور على ارضاء ذوات أفراده كبشر متساويين 



الأخوان أعلى اقتصاديا بشكل عام من السلفيين والليبراليين أعلى اقتصاديا بشكل عام من الأخوان ،، العلمانية منعدمة في مجتمع احادي صحراوي ،، موجودة بدرجة من الدرجات في مجتمع ريفي ، موجودة بقوة في مجتمع صناعي مفيهوش وقت للتفتيش عن المعتقدات لكن فيه كمان نقص في الموارد يخلي كل جماعة تهاجم اللي عاوز ينقص من مواردها لأى سبب 
المجتمع الليبرالي علماني تماما لإن فيه بتسقط الحاجة أصلا لتقسيم المجتمع تقسيم طائفي لوفرة الاحتياجات وتمرد الأفراد على تقسيمهم كأقليات

المقال الأصلي على فيسبوك

عن ابوالفتوح والتحليل الطبقي للتيارات السياسية


عن أبوالفتوح 

أبوالفتوح بدأ العمل السياسي كإنسان طيب جدا وطموح جدا ونشيط جدا ,, مكنش قصاده تيار سياسي يقدر يشتغل فيه - لإنه من أصول ريفية والشباب اللي كانوا منتمين لليسار على أنه موضة وقتها - في السبعينات زى مابيعملوا دلوقتي - بيتعالوا على اللي مش "مثقف" زيهم وبيعتبروا اللي زى أبوالفتوح جهلة ,, واعتقد أن سبب دخوله السياسة أصلا هو اهانتهم لرموزه الدينية المقدسة بالنسبة لمجتمعه 

وأظن أنه عشان يثأر لكرامته ويدافع عن مايراه مقدسا بدأ في عمل تنظيم سياسي ،، ولإن الطبقة دي كانت الغالبة في الجامعة -نتيجة سياسات عبدالناصر للتوسع في تعليم الفقرا واللي ناتجة من خطته لتحويل مصر لمجتمع صناعي بدل ماهو مجتمع زراعي- ولإن قيادات شباب اليسار كانوا من طبقات أغنى -بدليل أنها أكثر اطلاع على منتجات الحضارة الغربية والنحت منها- فشلوا في مواجهة الثورة الاسلامية عليهم في الجامعة 

مستبعدش ان أبوالفتوح في بداياته كان عنيف زى أى شاب ثقافته محدودة وبيسمع ناس بتسب رموزه اللي اتربى على تقديسها ، لكن مع الوقت بدأ يفهم أن العنف مش حيجيب نتيجة ، وانه لو عاوز فعلا ينتصر على المثقفين المتعالين بثقافتهم لازم يقرا ويدرس عشان يلاقي ردود 

تفوق عليهم وأثبت أنهم ناس مفتعلة عندهم مشاكل تضخم ذات - اليسار في الجامعة بالنسبة للطبقة الغنية كان موضة بدل الفاست فود - ، طموحه خلاه خرج من الجماعة الإسلامية ويدخل الأخوان - خلي بالك أن فيه تراتب طبقي بين التيارات السياسية مرتبط بقدرة كل طبقة للوصول لمستوى ثقافي معين وخبرة سياسية معينة - قعد في الأخوان ٤٠ سنة كان بدأ فيها يتثقف ويتعلم ثقافة مصرية\أسلامية ويخرج برة التابوهات الضيقة للأخوان التقليديين المشغولين عن التنظير بالتنظيم أو الفلوس ،، ولإنه كان طفل وبتربيته الريفية بيحب الاستقرار ولإنه كان شاب جامعي بيتعرض لسخرية الأغنى منه وتعاليهم الثقافي عليه ولإنه اشتغل ٤٠ سنة تحت قمع أمني مستمر خرج لنا أبوالفتوح بشكله الحالي ،،، مثقف مصري نشيط جدا متفوق بيعرف يجمع الناس اللي معندهمش عقد تضخم ذات حواليه 

راجل بيسعى للأصلح كان بيحاول يلاقي اجابات لأسئلة التيارات التانية الموجهة للاسلاميين وكان بيكتشف طول الوقت أن مفيش خناقة حقيقية وأن الصراع وهمي - ده ظهر في زيارته لنجيب محفوظ وفي استناده لرباب المهدي كمستشارة بجد مش عشان ست ويسارية للبروباجاندا الإعلامية - بعد الثورة حصل له نفس اللي حصل لناس قليلة - انا منهم - كانوا في مؤسسات سياسية متناسبة مع عصر النظام الديكتاتوري وبمجرد بدايات انهيار العصر الديكتاتوري خرج من مؤسسته 

أبوالفتوح قعد فترة في حالة عدم توازن بعد خروجه من أسرته اللي عاش فيها ٤٠ سنة من عمره ،،، لاحظ أن فكرة المجتمع المترابط أوي مرتبطة بالمجتمعات الزراعية عشان كدة بتلاقي فكرة "الأسر" عند الأخوان 
بينما المجتمعات الصناعية في المدن مفيش فيها فكرة الاعتماد المتبادل دي وفيها الصراع هو الأصل لذلك بتنشأ عنها أحزاب العلاقة بين أعضاءها وظيفية بحتة مفيهاش الترابط العائلي الموجود عند الاسلاميين بشكل عام 
السلفيين عندهم الترابط واصل لإن لما سيد بلال مات أخوه أتجوز اخته 
وعشان كدة أغلبية السلفيين حتلاقي أكل عيشهم في مجالات مش معقدة ومش محتاجة تطور في اتجاه تقسيم العمل والتعامل مع أنواع مختلفة من البشر

Saturday, February 9, 2013

السياسة وأشياء أخرى


لا جديد تحت الشمس ، فالشمس لم تعد تستطيع أن تسطع فوق تلك البقعة من قلبي ، تلك البقعة توقفت عن ابداع المزيد من الجديد على أى حال
فالجو مثالي لفعل أشياء غير مثالية , نضيع أوقاتنا في الاختباء من تيارات الهواء ولكننا لا نخشى التيارات السياسية رغم أنها الأكثر عبثا وقسوة

ماهي السياسة؟
السياسة هي "فلسفة ادارة المجتمعات"
هناك فلسفة ترى أن النظام المركزي الصارم الحديدي هو الأفضل لإدارة مجتمع لتحقيق أكبر قدر من الكفاءة ,, نشأت هذه الفلسفة في الدول محدودة الموارد التي تحتاج لتنظيم قوي للغاية لتعظيم الاستفادة من مواردها وردع أعداءها الطامعين في تلك الموارد (روسيا – ألمانيا-تركيا)

هناك فلسفة أخرى ترى أن الحرية واللامركزية هي أساس الرخاء . هنا هم مخطئون , الحرية تنشأ في الدول التي لديها موارد ضخمة تمكن شعبها من العيش برخاء وبالتالي يقل احتياجه للنظام الشديد الاحكام

تلك الدول التي لا تكفي فيها مواردها – فلنقل أراضيها الزراعية - لعدد مواطنيها تجد ان النظام الدقيق هام للغاية لتنظيم تلك الموارد بما يكفي السكان ,,, ثم عندما تقل تلك الموارد بشكل حاد تضطر لمحاربة جيرانها حرب اخضاع كامل – المانيا واليابان عانتا من زيادة عدد السكان – بعد تطور الطب والتكنولوجيا - دون أن تكفي الموارد لكل ذلك العدد من السكان ولذلك تعالت فيهم النزعة العسكرية , لإن المجتمعات كما قلنا من قبل تتبنى القيم التي تعينها على البقاء (القيم العسكرية من نظام شديد وأخوية بين المتشاركين في المصير(الوطن\القومية) هي الأفضل لمواجهة نقص الموارد
بينما مصر عاشت في رخاء في الموارد منذ بدايتها – أنظر كم زاد عدد السكان منذ خمس آلاف عام حتى الآن على نفس الرقعة السكانية تقريبا – ولم تحدث لها مجاعات متكررة (مجاعة واحدة أو مجاعتين في عمر مصر الطويل لا يمكن احتسابها مجاعة بسبب قلة الموارد وانما قطعا بسبب سوء التوزيع أو التخطيط)
لذلك فالمصري بطبيعته لم يحتاج للقيم العسكرية ولقيم العداء للآخرين للبقاء على قيد الحياة , احتاج المجتمع لتلك القيم للخروج من هزيمته الحضارية أمام الغرب فنشأت الحركات العسكرية الطابع مثل الاخوان واصحاب القمصان الخضر ومصر الفتاة وغيرها ولكنها لم تفلح في تلبية حاجة المواطن خاصة في ظل انضمام الطبقات الأغنى لقيم الحضارة  الأكثر رخاء – الغربية – وهي بالمناسبة القيم الأفضل بالفعل لإنها تنشأ في مجتمعات حرة ومتطورة بشكل كبير وظهر ذلك في تبني الوفد قيم الديمقراطية بشكل لم يعجب الملك ومؤيدين شرعيته ولم يعجب الطبقة التي خرج منها الضباط الأحرار الذين رأوا أن خروج مجتمعهم من العبودية للمستعمر سوف يكون بتحويل عبوديته أولا لدولته ووطنه فظهر التيار "القومي" الذي لبى احتياج الشعور العربية للثقة بالنفس لفترة من الفترات ,,, لقد تعرضت الشعوب العربية لإذلال الاحتلال الأجنبي لعقود طويلة وكانت القومية رد فعل متطرف يعادل ما تعرضوا له من ظلم في عهود الحكام الأجانب ,, لكن القومية بطبيعة الحال عاطفة طفولية سياسية يمكن ان يقوم الحاكم بإستغلالها لإقامة نظام مركزي دقيق ,, لكنها لا تضمن أبدا أن تدفع المواطنين للعمل بكفاءة
لم يحتاج المصريون للعمل بكفاءة في عهد عبد الناصر – لإنهم ببساطة لم يكن ينقصهم الموارد للبقاء على قيد الحياة ,,, لقد كان السد العالي مهما للغاية لتوفير المياه والكهرباء لكن بشكل ما لم يكن هذا ضرورة – حياة أو موت - للمواطن المصري بل تطلعا لحياة أفضل
ولهذا انهزمنا – هزمنا احساسنا بالرخاء والتخمة النفسية من الثقة الزائدة بالنفس – لقد حاربنا في سيناء حفاظا على شرعية النظام وشرعية احساسنا بالاستقلال ولم نحارب حرب حياة أو موت بدليل أن سيناء لم يعمر فيها مدينة واحدة منذ  نهاية الحرب ونظر النظام المجتمعي في مصر للبدو على أنهم أقل قيمة – القيمة تنبع من الأهمية الاقتصادية للمجتمع بالأساس
تنظر الشعوب عادة لسكان العاصمة على أنهم الأهم – لإنهم الأكثر فائدة للنظام لإنهم الاكثر تعليما وقدرة على ادارة الدولة – بينما تنظر بشكل أقل تقديرا لسكان الأقاليم – لإنهم يلبون احتياج اقل أهمية لاستمرار النظام الاجتماعي
ربما لهذا كان الحكم في العصور الفرعونية الزراعية البحتة خاصا بالأسر المنتمية للصعيد أو للدلتا لإنها الأكثر أهمية لاستمرار النظام الاجتماعي
بينما زادت في العصور الصناعية أهمية مواطن المدن نظرا لطبيعة المدن المعقدة في الصناعة والفن

يحتاج تعقد المجتمع لظهور أشكال ابداعية تعبر عن هذا التعقد – لان التعقد يمثل معاناة للانسان العادي الذي يأتي بالأساس وطوال الوقت من مجتمعات أقل تقليدا -


هل هناك فرق بين السياسة والتجارة؟ أو السياسة والحب؟ أو السياسة وكرة القدم؟ أو السياسة والمصارعة؟ ,, السياسة كل ذلك وأكثر لذلك هي الأكثر متعة

السياسة تجارة وسلعتك التي تبيعها للناس هي أفكارك ومبادئك , حزبك ومرشحك , النموذج الذي تقدمه ليسود مجتمعك, فأعلم ماذا تقدم وأحذر من أن تقدم منتجا فاسدا أو فاشلا – فما تقدم هو أنت

السياسة حب, فإن لم تحب الناس لن تنفعهم ولن يصدقوك ولن تقدم لهم مايصلح شئونهم, ان تتعالى على الناس ينساك الصادقين ويجلك المنافقين

السياسة كالرياضات المختلفة
فهي ككرة القدم ، لها حماسها, جمهورها ,أهدافها , بها لمسات اليد التي قد تحرز بها هدفا بلا طعم وإن أوصلك لكأس العالم, والجمهور يحب الموهوبين

السياسة كالمصارعة, هناك من ينتصر بالضربة القاضية وهناك من يفوز بالنقاط وهناك من يلعب فقط ليخسر أمام الآخرين وأولئك هنا هم الليبراليون لإنهم "ليبراليون" وليسوا "تحرريون" – لن يفهم الفارق سوى من يعلمه

*الليبراليون هنا من سموا أنفسهم ليبراليون لإنهم يريدون أن يعيشوا وسط قيم حداثية – لإنهم يرون تأثيرها الإيجابي على المجتمع – ولكنهم في نفس الوقت لا يفهمون المنطق وراء تلك القيم الحداثية فيخلطون بينها كمظهر وبين طرق التفكير التقليدية - , هم يريدون السعادة التي تجلبها الحرية ولكنهم لا يؤمنون بالحرية حقا ولا يريدون الدفاع عنها بشكل حقيقي ,, ولإنهم يريدون الدفاع عنها مظهريا فلذلك تمسكوا بإسمها "ليبرالية" الغير مفهوم بالنسبة لمعظم الناس – أقصد الناس الذين ينتمون لطبقات لم تتح لها الفرصة لتقرأ عن الليبرالية أساسا لاحظ أن معظم ما يكتب عن الليبرالية يكتب باللغة الانجليزية وصعب إيجاده بالعربية وأن القيم التي تعيش في ظلها المجتمعات الليبرالية تصدم العقلية المحافظة للطبقة الوسطى المصرية - لم يحاول "الليبراليون" إيجاد اسم أكثر سهولة في الفهم على الناس ,,, بينما لو حاولوا لوجدوا أن اسم مثل التحرر أسهل في الفهم لإنه يربط الذهن العادي بفكرة الحرية

السياسة كالشطرنج , يفوز فيها غالبا من يضع خطط معقدة متشابكة ذكية ويتوقع خطوات منافسيه بشكل ذكي , أحيانا يفوز من يلعب أولا وأحيانا يفوز من يلعب ثانيا, لا يهم فالسياسة دور شطرنج ابدي من المستحيل انهاؤه

أيها السياسي أنت تلعب برقعة شطرنج تمتلئ بالقطع , الاعلام يبدو مثل الحصان يتنقل خلف خطوط العدو بشكل غير مستقيم , التنظيم – وزيرك الذي ان فقدته فقدت نصف قوتك , العلاقات الشخصية التي تبدو غير مباشرة في تأثيرها مثل الجندي – الذي ان وصل عند خصمك لتحولت لوزير جديد , الكاريزما الجماهيرية التي تقتحم بها صفوف أعدائك ولو كانوا أكثر منك منطقا ... لكنك بعد كل ذلك لا تدري أنك هنا مجرد قطعة في لوحة شطرنج اكبر يتنافس فيها قادتك السياسيون – فأنت احد أدواتهم – بينما قادتك السياسيون مجرد قطع في لوحة شطرنج عالمية تتنافس فيها الدول والأفكار الكبرى ... صحيح أن "الحرية" تكاد تكتسح الرقعة الا ان بعض المربعات لا تزال في حاجة لمعارك داخلية ضخمة لتنضم للعالم الأكبر , الأكثر سلاما والأفضل تنظيما والأكثر رحمة

السياسة كسباق السيارات – يفوز فيها عادة الأكثر قدرة على المغامرة والأكثر تنظيما وتطورا في فريقه المساعد
عزيزي السياسي احذر تحويل حلبة المصارعة لحلبة قتال. فالقاتل يفقد حماس الجمهور, الجماهير وان أرادت فوزا عنيفا لا تريد القتل, تخسر عندما تخلط الدم بالسياسة

Friday, February 8, 2013

الفلسفة السياسية والاحزاب


السياسة عبارة عن فلسفة إدارة مجتمع , والحزب هو تجمع للمؤمنين بأن الفلسفة دي تصلح لقيادة دولة ,وبالتالي بيطبقوها في ادارة حزبهم

لو فلسفتك أن رجال الدين هما الأفضل لإدارة دولة حتلاقي قيادات حزبك بشكل تلقائي هما رجال الدين أو القريبين منهم

لو فلسفتك في إدارة المجتمع أن السلطة تتركز في إيد مجموعة من العارفين بالله حتلاقي نفسك عضو في الأخوان

لو فلسفتك مبنية على ان كلنا فاسدين وكلنا حرامية حتلاقي نفسك عضو مثالي في الحزب الوطني, لإنه كان بيطبق فلسفته في إدارة الدولة جواه نفسه

لو فلسفتك أن السلطة تتركز في إيد شخص واحد حتلاقي نفسك مستريح جوة حزب الدستور ولو مش كدة حتلاقي نفسك من المعتصمين جواه

أزمة حزب الدستور حصلت بسبب أن اللي منضمين للحزب شايفين أنه بيدعو للديمقراطية بس مش شايفين الارتباط بين الاستبداد والمركزية ولو كان الحزب من البداية بيقول بشكل صريح احنا حزب البرادعي وهو بس صاحب القرار, مكنش اللي مختلف مع ده دخل الحزب أصلا

أعضاء حزب الدستور دلوقتي لسة في مرحلة أنهم يرفضوا فشل القيادات بس ملقوش الطريقة الأفضل في الادارة . انا بقول لهم "اللامركزية"

حزب الدستور اتبنى زى أى كيان تاني على فلسفة ونظرية - حتى لو مش مكتوبة- هي أن البرادعي راجل محترم ومتعلم برة فأكيد حيجيب ناس محترمة معاه واكيد متعلم طرق ادارة أجنبية فحيضبط البلد – حاجة متفرقش كتير عن نظرية أن جمال مبارك سرق وشبع واكيد مش حيسرق تاني , النظرية دي أثبتت فشلها عمليا وفاضل ان الفلسفة اللي وراها - فلسفة تسليم السلطة بالكامل لشخص صالح - تنتهي من عقول الناس

Wednesday, February 6, 2013

وليد توفيق بيمثل


بتفرج على فيلم أنا والعذاب وهواك بتاع وليد توفيق وصابرين وكرم مطاوع، الفيلم تجاري فشخ، وعشان تجاري مفتعل ومفيهوش مشهد واحد محبوك 

بس عاجبني عشان حاسس اني شفته وأنا صغير ودلوقتي بستعيد احساسي وانا عندي ١٣ سنة وبتفرج على فيلم فيه قصة حب عبيطة 

الفيلم واضح من وضع اسم كرم مطاوع في الأول رغم أن دوره في الفيلم هامشي بجانب وليد توفيق أن هو اللي صارف عليه او زى ما توفيق قال هو البطل الوحيد المعروف وقتها

أجمل حاجة ان كاتبين الفنانة الإستعراضية صابرين، ونص المشاهد بتاعتها بترقص فيها، وهو كل مشهد بعديه لازم أغنية 

أول خاذوق هو ان وليد توفيق عامل دور سواق تاكسي ساكن فوق السطوح وهو لا شكل سواق تاكسي ولا لايق تمثيله على واحد ساكن فوق السطوح 

كل الصدف في الفيلم ساذجة لدرجة الغباء، نسي معاه الشنطة, وهو آخر زبون ركب معاه وعرف يوصل له جوة الفندق من غير مايعرف اسمه 

المشاعر بين وليد توفيق وصابرين مفتعلة بشكل متخلف, لو في الواقع كان الانجذاب الجنسي بينهم حيخلي تصرفاتهم مختلفة تماما 

مشاهد كرم مطاوع كلها واضح فيها أنه بيمثل دور ممثل أمريكاني عاجبه وبيقلده يشكل أهبل 

أحلى حاجة كان اقحام مشهد الخطوبة بدون أى داعي عشان وليد توفيق يعمل أغنية خطوبة يغنيها بعد كدة في الحفلات أوالناس تشغلها في الأفراح 

كان برده مشهد كوميدي لما بتوع الشرطة دخلوا فتشوا اوضته في الفندق ولما ملقوش حاجة مشيوا, من غير أى حوار بين الضابط وبينهم 

غسان مطر هو أجمد ممثل في الفيلم بصراحة ,,, بيعمل دوره اللي شاطر فيه بيأفور 

واحد بيحط لواحد قنبلة بيحطهاله قصاد الكرسي اللي قاعد عليه، وحتى مصورش العربية وهي بتنفجر ،،، أنا مبهور برداءة الموضوع 

أحااا ههههههه وليد توفيق كان في مشهد سواق تاكسي فقير والمشهد اللي بعده مفروض بأسابيع بقى مطرب مشهور بيغني مع أوركسترا كاملة : 

الناس دي فشخت المنطق وعملت أحسن أسوأ فيلم في كل تفاصيله الفنية والسينمائية والمنطقية. ده حتى اسمه مسروق من أغنية 

الفكرة هنا مش في الفيلم ياجدعان, انا بحاول أتخيل تفكير الناس وقتها كان عامل ازاى, هل صناعة السينما كانت فقيرة أوي كدة وقتها؟ 

بفتكر برده فيلم "احنا بتوع البنزينة" وفيلم "جزيرة الشيطان" و"المولد" و"المخبر رقم ١٣" أعتقد كلهم بينتموا لنفس الفترة 

الفترة دي كان وعيي بيتشكل بشكل معين والأفلام دي كانت جزء من تشكيل وعيي لإن القنوات التلفزيونية في الوقت ده كانت محدودة 

أنا من جيل وطبقة كان بيعتبر نادي السينما وأخترنا لك وبانوراما وتاكسي السهرة هي النوافذ اللي بيشوف منها الحياة الغربية، 

ومش بس بنشوف أن البرامج دي هي شباكنا على العالم الغربي، لأ بإعتبار أن العالم الغربي هو كل العالم برة مصر 

أنا كنت فاكر زمان أن العالم برة كله أمريكا وفرنسا ،، استوعبت بالتدريج أن أمريكا حاجة وانجلترا حاجة وان فيه ثقافات تانية في كل مكان 

لما كبرت شوية وبابا رجع من ايطاليا كان اشترى فيديو, كان ساعتها اختراع أن يبقى عندك فيديو فيه شريطين وممكن تسجل من شريط لشريط 

بدأت مع الفيديو أشوف أفلام غير اللي بتيجي في التلفزيون , كان أول فيلم سكس شفته في أول سنة في الكلية, كان سنة ٢٠٠٠ تقريبا 

الإبداع كان فقير أوي ، خيال فقير أوي بس هو اللي يعمل فيلم زى جزيرة الشيطان، وده كان بيعتبر حاجة ضخمة وفيلم جبار في الوقت ده 

في اتش اس, وفكرتيني بقصة ليا مع الفيديو ده 

بابا اصلا محامي وكان راح اشتغل فترة في إيطاليا وأتبهدل وحوش قرشين ورجع برغم ان جدي كان تاجر غني، بس مات وساب ١٦ أخ وأخت 

المهم جاب الفيديو ومكنش يعرف انجليزي فأداني الكتالوج بتاعه أترجمه, الكلام ده في نص التسعينات, جبت أجندة وقعدت أترجم الكتالوج 

يمكن عشان كدة بحب الترجمة ، احساسي أن الترجمة بتفتح باب علم واسع في وقت احتياج للعلم ده 

صحيح, نسيت أن المشهد الوحيد اللي عمله وليد توفيق حلو هو مشهده وهو نازل من على المسرح والناس بتسلم عليه, ببساطة لإنه مكنش بيمثل 

احنا اتفقنا أن الصفر هو النهاية "نظريتي أنا وتوفيق الغواص" فأفضل تمثيل ممكن هو لما متكونش بتمثل نهائي, لما يتطابق الخيال مع الواقع 

احنا برده مستخدمناش الفيديو كتير لإنه بعد كام سنة ظهر الكمبيوتر وقفل عليه 

أول كمبيوتر أشتريه كان بعد اول سنة في الكلية - لو فاكر مضبوط- كان هدية لإني نجحت في اعدادي هندسة, سنة ٢٠٠١, كان عمري ١٧ سنة 

مكنتش ساعتها تدينت أوي وكان أكتر صحابي اسلام عادل في مدينة نصر وأحمد عبدالخالق وأحمد السيد في العمرانية 

كنت بحب أروح أذاكر مع أحمد السيد وبحس بألفة في بيته، يمكن عشان كانت حياته شبهي, 

مكنتش بحب الجو المكهرب اللي مامة أحمد عبدالخالق بتعيشنا فيه لما ندخل بيته, كانت منظمة أوي، لإنها مكنتش بتشتغل زى مامتي وماما أحمد السيد 

فاكر ساعتها اني قلت أن الست أحسن تشتغل عشان متبقاش قاعدة متفرغة لعيالها وتمشيهم زى المسطرة ، بكره الخنقة من وانا صغير 

تخيل كل يوم فيه كام ساعة بتواجه الحياة فيها لوحدك من غير توجيه من حد, من غير انتقاد من حد , تخيل الخنقة اللي في العكس 

وأرجع أقول ان المجتمع بيتبنى القيم اللي تساعده على النجاح والاستمرار، لو مجتمع محتاج شغل الستات حيمجد في شغلهم ويعتبره قيمة مهمة 

أول سنة في الكلية دي مهمة جدا -خصوصا الهندسة- لما تحس أنك عيل صغير وسط ناس عجوزة أوي, الهندسة بتعجز الناس بدري 

المحل اللي كان بيأجر لنا شرايط الفيديو واحد بقى صيدلية ورا بيتنا والتاني بقى أستديو تصوير قصاد مصر والسودان اللي في الطيران 

أتفرج على التعليقات على موضوع الطفل المصاب بالسرطان ومحتجزاه الداخلية، واحد حيشوف المأساة وواحد حيشوف صراعه مع الأخوان 

فاكر أنا اول مشهد فيديو لواحدة عريانة شفته في حياتي كان النسخة الأنكت بتاعة تيتانيك وكانت كيت ونسلت ,, الواحد كان عنده فضول ابن وسخة 

أنا فاكر ساعتها اني جبت الشريط -تيتانيك أن كت- من حد وخبيته عشان محدش في البيت يشوفه