نظرية
كل شئ
باب الوسط
صفر = مالا نهاية ، بل صفر = النهاية ، حسب نظريات الأبعاد فإن الطرفان يتقابلان في بعد آخر ,, الخط المستقيم عندما يمتد للانهاية فإنه يدور حول نفسه حتى يقابل أوله آخره ليخلق بعدا ثانيا , فيصبح الصفر "نقطة البدء" هو النهاية "آخر الخط"
من هنا يمكن القول أن مابين البدء والمنتهى هو الرحلة ذاتها رحلة من نقطة لنفس النقطة، هذه هي الحياة
فلنأخذ مثالا تقريبيا وإن لم يكن صحيح تماما وسأقول أسباب عدم صحته لاحقا ،، يولد الإنسان بلا وعي فيتشكل وعيه رويدا رويدا حتى يصل للذروة ثم يبدأ وعيه في التلف حتى يصل للنهاية ، للعدم ، للصفر الذي بدأ منه
هذا المثال ليس صحيحا لإنه لايمكن القياس على شخص واحد، فالانسان ماهو إلا مجرد حلقة في سلسلة لانهائية تبدأ منذ كان الكون بلا وعى أو بوعى مطلق ،،، لاحظ أن الوعى المطلق يتساوى مع اللاوعي ,,, قد نرجئ الحديث عن الإنسان لأى محطة من محطات الكون ،،، فقد نقول أنه بدأ منذ تفاعلت أول ذرات في المحيط لتشكل أول دي ان إيه والذي تبعه تكون أول كائنات تسعى للبقاء بشكل تلقائي
وقد نقول أن الانسان بدأ منذ ظهر ذلك الكائن الذي يعيش على الأشجار منذ ملايين السنين والذي ساعده حجمه صغيرا في البقاء ولم تلاحظه الديناصورات والذي أستمر في الحياة بعد موجات التصحر وبدأ يضطر للعيش على الأرض بدلا من فوق الأشجار
قد يقول آخر فلنبدأ قياس وجود الإنسان بتلك اللحظة التي بدأ يتحول فيها إلى كائن يمكن وصفه بالعاقل حيث يكون نظريات متماسكة عن الكون حوله ،،، لكن ذلك سيكون هراء مطلق, فلم تكن هناك لحظة بعينها صار فيها الإنسان عاقلا، بل أن عقله تكون عبر ملايين السنين ومليارات التجارب والتأقلم مع الظروف المتغيرة التي أجبرته على اعمال ذاكرته وتوفير مزيدا من الغذاء لمخه الذي كان العامل الأساسي في ابقاءه حيا بل وفي السيطرة على البيئة من حوله
لكل ذلك يمكن القول أن الإنسان بشكل شامل لايمكن الإعتداد به كحجة لمسألة الوسطية لإننا ببساطة لانعلم ما الذي سيصل إليه في المستقبل ،،، هل سيقوم مثلا بإستبدال أعضاؤه البيولوجية بأعضاء ألكترونية أو ميكانيكية؟
هل سيتم ربط العقول البشرية وكل ماراكمته من معارف بشبكة يتخلق عنها وعيا جديدا يشمل كل شئ؟ ,,, هل سيصل الإنسان يوما - كعقل جمعي مترابط - إلى أن يصير إله يدري كل شئ ويتحكم في كل شئ ،،، هل سيتأقلم وقتها مع بيئته - الكون - حتى يصير جزءا منها , جزءا خالدا لايسعى للتغيير لإن بقاؤه صار مضمونا بدون الحاجة للتغيير؟
لا ندري على وجه الدقة ولا يمكن أن ندري ذلك الآن نظرا لتداخل عوامل موروثة منذ العصور الأولى للانسان
لاتزال هناك مشاعر - المشاعر هي التطور الطبيعي للغرائز - ولا تزال تلك المشاعر في عصرنا خاضعة لسلاطين غير سلطان العقل ،، لازلنا في عصر بدائي لا تتوفر فيه موارد كافية للجميع للبقاء فيدفع ذلك إلى صراع مستمر من أجل البقاء , وأولئك الذين ينتصرون في ذلك الصراع يصيبهم الإحباط لإنهم يشعرون بأن البقاء وحده لايكفيهم ،، يسعون للاعتراف بالتفوق
تخلق مشكلة شديدة التعقيد, فالشخص أو المجتمع الذي يتفوق في امتلاك إمكانات التفوق - المجتمع الشديد التطور - لا يسعى لإصلاح حياة الباقين بل يسعى للحصول على اعترافهم بسيادته ويسعى لقهرهم والتفوق المظهري عليهم
تخلق مشكلة نفسية أخرى، فالشخص الذي يسعى لإصلاح حياة الباقين , لوعيه بأن حياتهم تؤثر على حياته ، يجد نفسه في صراع مع ذلك الذي يسعى لإثبات تفوق مظهري نظري سطحي اعلامي
ومع ذلك الذي يسعى فقط للبقاء حيا ولا يمتلك الأدوات التي تعينه على العمل على تحسين حياته - من أهم تلك الأدوات : الخيال -
يجد الانسان أو المجتمع الساعي للاصلاح الحقيقي العملي نفسه بين من لايعرفون قيمة الإصلاح وبالتالي لارغبة لديهم سوى في البقاء كما هم ،، وبين من يسعى فقط لإثبات ذاته ولإثبات تفوقه حتى وان كان التفوق في اصلاح المجتمع
الأزمة أن الأول يستسلم لظروفه فيقاوم التغيير بشكل تلقائي ، والثاني يسعى لما يلبي احتياجه في الظهور واثبات التفوق والفارق بين ما يلبي احتياج الظهور ومايلبي احتياج الاصلاح شاسع
يمكنك أن تتمسك بنظرية ماعن الاقتصاد رغم كل مؤشرات ودلائل فشلها ، في الحقيقة أنت أكثر كسلا من أختراع نظرية خاصة بك أو حتى التعديل على مايوجد بالفعل ،،، أنت فقط تحتاج لأن تثبت لنفسك ولمن حولك أنك مثقف وصاحب رؤية ،،، الحقيقة أنك لم تكن لتحتاج لتثبت ذاتك لو لم تمتلك رفاهية أن تثبت ذاتك ،، لقد أشبعت احتياجاتك الأخرى ، عندك مصدر دخل يوفر لك تعليم جيد ويوفر لك الوقت اللازم للقراءة والاطلاع ,,, ماينقصك هو أن تدافع عن مبدأ ما , يجعلك هذا تشعر بذاتك وبأهميتك ويجعل الآخرين يحترمونك ,,,
جزء من هذا الإحترام والتقدير سوف يكون نابعا من عدم توفر القدرة - الوقت والنقود - لدى الآخرين للقراءة والإطلاع وبالتالي سوف ينظرون لك نظرة تقدير لإنهم سيظنون أنك بالفعل تحاول تلبية احتياجاتهم بنظريتك
أو سوف يكون تقديرهم لك نابعا من كونهم ينظرون لك كمثل أعلى في تحقيق الذات ،،، هم لايعانون من مشاكل حقيقية في حياتهم ولا حتى يسعون لإثبات ذواتهم , فينظرون إليك على أنك ممثلهم في النضال الفكري والقانوني
الحاجة للبقاء والحاجة للتقدير هما كل مايحرك الذات البشرية ، خاصة في مجال العمل العام
الوسطي هو من يجمع بين الإثنين ، هو يمتلك وعيا كافيا ليدرك أنه يحتاج لرفع مستوى حياة الآخرين ورفع الظلم عنهم ليعيش بشكل أفضل
وذلك الوعي يدفعه لمجال العمل العام بهدف اصلاح حياة الآخرين ، كما أن وسطيته الاجتماعية تجعله قريبا من الطرفين، المعدمين والمرفهين
الوسطي يحتاج لتغيير حياته حقا لإن بها الكثير مما ينقص وهو يمتلك قدر من العلم - أكتسبه من الاحتكاك بمن يعيشون حياة أفضل من حياته - يجعله يدرك بشئ من الدقة ما ينقص حياته ويجعله يفهم أيضا أنه لا اصلاح لحياته دون اصلاح المجتمع بالكامل , وهو في ذات الوقت يحتاج للحصول على الإعتراف ممن يسبقونه، لكن احتياجاته تجعل الإعتراف عنده في مرحلة تالية, أحيانا يكون الاحتياج اكبر من أن يتم تلبيته وذلك يكون دافعا للشخص للتأقلم مع الأمر والتجاوز عنه والتعامل على أنه من المستحيل تلبيته
باب الوسط
صفر = مالا نهاية ، بل صفر = النهاية ، حسب نظريات الأبعاد فإن الطرفان يتقابلان في بعد آخر ,, الخط المستقيم عندما يمتد للانهاية فإنه يدور حول نفسه حتى يقابل أوله آخره ليخلق بعدا ثانيا , فيصبح الصفر "نقطة البدء" هو النهاية "آخر الخط"
من هنا يمكن القول أن مابين البدء والمنتهى هو الرحلة ذاتها رحلة من نقطة لنفس النقطة، هذه هي الحياة
فلنأخذ مثالا تقريبيا وإن لم يكن صحيح تماما وسأقول أسباب عدم صحته لاحقا ،، يولد الإنسان بلا وعي فيتشكل وعيه رويدا رويدا حتى يصل للذروة ثم يبدأ وعيه في التلف حتى يصل للنهاية ، للعدم ، للصفر الذي بدأ منه
هذا المثال ليس صحيحا لإنه لايمكن القياس على شخص واحد، فالانسان ماهو إلا مجرد حلقة في سلسلة لانهائية تبدأ منذ كان الكون بلا وعى أو بوعى مطلق ،،، لاحظ أن الوعى المطلق يتساوى مع اللاوعي ,,, قد نرجئ الحديث عن الإنسان لأى محطة من محطات الكون ،،، فقد نقول أنه بدأ منذ تفاعلت أول ذرات في المحيط لتشكل أول دي ان إيه والذي تبعه تكون أول كائنات تسعى للبقاء بشكل تلقائي
وقد نقول أن الانسان بدأ منذ ظهر ذلك الكائن الذي يعيش على الأشجار منذ ملايين السنين والذي ساعده حجمه صغيرا في البقاء ولم تلاحظه الديناصورات والذي أستمر في الحياة بعد موجات التصحر وبدأ يضطر للعيش على الأرض بدلا من فوق الأشجار
قد يقول آخر فلنبدأ قياس وجود الإنسان بتلك اللحظة التي بدأ يتحول فيها إلى كائن يمكن وصفه بالعاقل حيث يكون نظريات متماسكة عن الكون حوله ،،، لكن ذلك سيكون هراء مطلق, فلم تكن هناك لحظة بعينها صار فيها الإنسان عاقلا، بل أن عقله تكون عبر ملايين السنين ومليارات التجارب والتأقلم مع الظروف المتغيرة التي أجبرته على اعمال ذاكرته وتوفير مزيدا من الغذاء لمخه الذي كان العامل الأساسي في ابقاءه حيا بل وفي السيطرة على البيئة من حوله
لكل ذلك يمكن القول أن الإنسان بشكل شامل لايمكن الإعتداد به كحجة لمسألة الوسطية لإننا ببساطة لانعلم ما الذي سيصل إليه في المستقبل ،،، هل سيقوم مثلا بإستبدال أعضاؤه البيولوجية بأعضاء ألكترونية أو ميكانيكية؟
هل سيتم ربط العقول البشرية وكل ماراكمته من معارف بشبكة يتخلق عنها وعيا جديدا يشمل كل شئ؟ ,,, هل سيصل الإنسان يوما - كعقل جمعي مترابط - إلى أن يصير إله يدري كل شئ ويتحكم في كل شئ ،،، هل سيتأقلم وقتها مع بيئته - الكون - حتى يصير جزءا منها , جزءا خالدا لايسعى للتغيير لإن بقاؤه صار مضمونا بدون الحاجة للتغيير؟
لا ندري على وجه الدقة ولا يمكن أن ندري ذلك الآن نظرا لتداخل عوامل موروثة منذ العصور الأولى للانسان
لاتزال هناك مشاعر - المشاعر هي التطور الطبيعي للغرائز - ولا تزال تلك المشاعر في عصرنا خاضعة لسلاطين غير سلطان العقل ،، لازلنا في عصر بدائي لا تتوفر فيه موارد كافية للجميع للبقاء فيدفع ذلك إلى صراع مستمر من أجل البقاء , وأولئك الذين ينتصرون في ذلك الصراع يصيبهم الإحباط لإنهم يشعرون بأن البقاء وحده لايكفيهم ،، يسعون للاعتراف بالتفوق
تخلق مشكلة شديدة التعقيد, فالشخص أو المجتمع الذي يتفوق في امتلاك إمكانات التفوق - المجتمع الشديد التطور - لا يسعى لإصلاح حياة الباقين بل يسعى للحصول على اعترافهم بسيادته ويسعى لقهرهم والتفوق المظهري عليهم
تخلق مشكلة نفسية أخرى، فالشخص الذي يسعى لإصلاح حياة الباقين , لوعيه بأن حياتهم تؤثر على حياته ، يجد نفسه في صراع مع ذلك الذي يسعى لإثبات تفوق مظهري نظري سطحي اعلامي
ومع ذلك الذي يسعى فقط للبقاء حيا ولا يمتلك الأدوات التي تعينه على العمل على تحسين حياته - من أهم تلك الأدوات : الخيال -
يجد الانسان أو المجتمع الساعي للاصلاح الحقيقي العملي نفسه بين من لايعرفون قيمة الإصلاح وبالتالي لارغبة لديهم سوى في البقاء كما هم ،، وبين من يسعى فقط لإثبات ذاته ولإثبات تفوقه حتى وان كان التفوق في اصلاح المجتمع
الأزمة أن الأول يستسلم لظروفه فيقاوم التغيير بشكل تلقائي ، والثاني يسعى لما يلبي احتياجه في الظهور واثبات التفوق والفارق بين ما يلبي احتياج الظهور ومايلبي احتياج الاصلاح شاسع
يمكنك أن تتمسك بنظرية ماعن الاقتصاد رغم كل مؤشرات ودلائل فشلها ، في الحقيقة أنت أكثر كسلا من أختراع نظرية خاصة بك أو حتى التعديل على مايوجد بالفعل ،،، أنت فقط تحتاج لأن تثبت لنفسك ولمن حولك أنك مثقف وصاحب رؤية ،،، الحقيقة أنك لم تكن لتحتاج لتثبت ذاتك لو لم تمتلك رفاهية أن تثبت ذاتك ،، لقد أشبعت احتياجاتك الأخرى ، عندك مصدر دخل يوفر لك تعليم جيد ويوفر لك الوقت اللازم للقراءة والاطلاع ,,, ماينقصك هو أن تدافع عن مبدأ ما , يجعلك هذا تشعر بذاتك وبأهميتك ويجعل الآخرين يحترمونك ,,,
جزء من هذا الإحترام والتقدير سوف يكون نابعا من عدم توفر القدرة - الوقت والنقود - لدى الآخرين للقراءة والإطلاع وبالتالي سوف ينظرون لك نظرة تقدير لإنهم سيظنون أنك بالفعل تحاول تلبية احتياجاتهم بنظريتك
أو سوف يكون تقديرهم لك نابعا من كونهم ينظرون لك كمثل أعلى في تحقيق الذات ،،، هم لايعانون من مشاكل حقيقية في حياتهم ولا حتى يسعون لإثبات ذواتهم , فينظرون إليك على أنك ممثلهم في النضال الفكري والقانوني
الحاجة للبقاء والحاجة للتقدير هما كل مايحرك الذات البشرية ، خاصة في مجال العمل العام
الوسطي هو من يجمع بين الإثنين ، هو يمتلك وعيا كافيا ليدرك أنه يحتاج لرفع مستوى حياة الآخرين ورفع الظلم عنهم ليعيش بشكل أفضل
وذلك الوعي يدفعه لمجال العمل العام بهدف اصلاح حياة الآخرين ، كما أن وسطيته الاجتماعية تجعله قريبا من الطرفين، المعدمين والمرفهين
الوسطي يحتاج لتغيير حياته حقا لإن بها الكثير مما ينقص وهو يمتلك قدر من العلم - أكتسبه من الاحتكاك بمن يعيشون حياة أفضل من حياته - يجعله يدرك بشئ من الدقة ما ينقص حياته ويجعله يفهم أيضا أنه لا اصلاح لحياته دون اصلاح المجتمع بالكامل , وهو في ذات الوقت يحتاج للحصول على الإعتراف ممن يسبقونه، لكن احتياجاته تجعل الإعتراف عنده في مرحلة تالية, أحيانا يكون الاحتياج اكبر من أن يتم تلبيته وذلك يكون دافعا للشخص للتأقلم مع الأمر والتجاوز عنه والتعامل على أنه من المستحيل تلبيته
No comments:
Post a Comment