Sunday, May 3, 2009

مصر التى فى خاطرى

مصر كما أتمناها و أتخيلها و اكاد أراها فى أواخر أيام عمرى

ثقافيا : حراك ثقافى مستمر و متجدد و متنوع ... انتعاش فى مجال الترجمة العلمية و الأدبية و مجالات الكتابة فى الرواية , القصة القصيرة , المسرح , تكريم شعبى و أكاديمى للكتاب و المبدعين و الفنانين , انتعاش صناعة السينما المصرية بكافة أنواعها ( تاريخية , كوميدية , درامية , حركة .. الخ ) ,, افتتاح مراكز ثقافية و ابداعية على غرار ساقية الصاوى و بيت السحيمى فى محافظات و قرى مصر المختلفة و خاصة فى الصعيد بل و خارج مصر .. انتعاش الثقافة المصرية بجميع طبقاتها ( اسلامية - عربية - قبطية - فرعونية - ملكية - معاصرة ) و ابداع أنواع جديدة من الفنون متناسبة مع المد الثقافى المصرى , صدور مجلات و جرائد أدبية تعيد تصدير مجد مصر الأدبى و الثقافى للمجتمع المصرى بكافة أطيافه السياسية و الاجتماعية و للعالم كله

==================================

سياسيا : بعد عقود من الاستبداد و مقاومة الاستبداد تتكون فى المجتمع المصرى نزعة قوية نحو الحرية و العدالة تترجمها حركات اجتماعية و سياسية تنشط فى المجتمع ضد الاستبداد بالسلطة و مجموعات ضغط من قوى مختلفة اشتراكية\عمالية , اسلامية\محافظة , حقوقية\انسانية , ليبرالية\وطنية تتحالف و تتخالف مع بعضها البعض فى اطار رؤية كل منهم لمصلحة الوطن و مستقبله و فى اطار القانون و التنافس السلمى

تترجم هذه الحركات و جماعات الضغط تواجدها بدعم أحزاب مدنية قريبة من توجهاتها و تتكون أحزاب اسلامية و ليبرالية و اشتراكية لكل منها برامجه و توجهاته السلمية و وسائل اتصاله و اعلامه و مناطق نفوذه التقليدية و أنصاره دون عنف أو قمع متبادل و فى ظل احترام متبادل بين قيادات تلك الأحزاب

أتصور وجود عدد لا يقل عن 9 أحزاب ذات تواجد حقيقى و رؤى متباينة و ان تقارب بعضها فى الاتجاهات العامة
( اسلامى - ليبرالى - اشتراكى - قومى\مصرى - اشتراكى\قومى - اسلامى\اشتراكى - اسلامى\ليبرالى - قومى\عربى)

الحاكم المصرى سواء كان رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء حاكم مسئول أمام البرلمان و سلطاته محدودة بدستور مصرى ليبرالى ( يحفظ حقوق المواطنين و يمنع الدولة من التغول عليهم ) .. الحكومة مسئولة أمام البرلمان و تتكون الحكومة من تآلف الأحزاب الناجحة فى انتخابات البرلمان

يكون التداول السلمى للسلطة و الفصل بين السلطات ( التشريعية - التنفيذية - القضائية ) هو أهم قيمة ديمقراطية يحرص عليها الشعب المصرى بأحزابه و اتجاهاته السياسية و الاجتماعية المختلفة

كما تؤدى تجربة الاستبداد العسكرى فى العصر العسكرى المنتهى ثم المالى فى العصر الحالى ثم الدينى فى العصر القادم (كما أتوقع) الى قيام حركات شعبية و سياسية مختلفة تهدف الى الفصل بين نفوذ رجال العسكرية و رجال المال و رجال الدين عن الدولة و التحكم فى سياساتها بصورة مباشرة و ان كانت تسمح لرجال المال و الدين بالتأثير على سير الأمور بطريق غير المباشر عن طريق تكوين الجمعيات الأهلية التى تعبر عن أهدافهم و مصالحهم

==================================

اجتماعيا : ينشط المجتمع المدنى بأقل قيود قانونية فى المجال الخيرى و الخدمى و الدعوى\التنويرى و الحقوقى
و ينشط بصورة فاعلة فى كل مجالات و مستويات المجتمع و يقوم بدور قوى للغاية فى ظل عدم تدخل الدولة فى أنشطته فى تشكيل مجتمع أكثر عدلا و رخاءا

بحيث يكون من حق كل مجموعة من المواطنين المصريين تكوين جمعية أهلية و اعلان أهدافها و طرق عملها و يكون نجاخها أو فشلها نابع من قدرتها على العمل و حشد الجهود و استقطاب المواطنين

مثلا : تقوم الجمعيات الحقوقية بالدعوة الى حركة تنوير ضد اضطهاد الأقليات و ضد العنصرية و الطائفية

و تقوم الجمعيات الخيرية التى تهتم بالفقراء بعمل حملات ضغط على الحكومات المختلفة و بالتعاون مع الأحزاب من اجل تحسين مستوى معيشة الفقراء فى مناطق معينة

و تقوم الجماعات الدينية بالدعوة الى التمسك بالقيم و الثوابت الأخلاقية و الدينية بحرية و دون استخدام العنف أو التهديد به

م.أحمد بدوى
3 - 5- 2009

No comments: