لما بفكر في الوضع الحالي ألاقي مرسي هو المرشح
الوحيد اللي كان عنده مؤسسة مبنية جاهزة خارج أجهزة الدولة تقدر تساعده في تطهيرها , تخيلوا
أى رئيس تاني لو كان طلب تقرير عن المؤسسات الفاسدة مكنش حيلاقي غير طريقين .. إما
الإعتماد على أجهزة تانية في الدولة أو طلب معونة القوى السياسية بشكلها الحالي وكان
كل واحد طلع كلام عكس التاني وكل حزب ضرب في التاني ومكنش الرئيس حيعرف يوصل لحاجة
لإن مفيش جهة يثق فيها بتراقب بقية الجهات داخل وخارج الدولة
كلامي مش معناه أن مرسي أحسن مرشح ,لكن معناه أن
مسئوليته مضاعفة فوق أى مرشح تاني لإنه عنده جهاز معاون قوي من خارج الدولة وأى
مرشح تاني مكنش حيبقى عنده جهاز مخابرات تبعه وكانت أداته الوحيدة هي أجهزة الدولة
نفسها اللي بطبيعة الحال حتغطي على فساد بعضها وتقاوم التغيير
دلوقتي مرسي والأخوان مينفعش يتحججوا بأى حجة,
الشرعية معاهم, الشعبية معاهم، التنظيم والمخابرات معاهم ,, وبالوضع ده تأخير
الاصلاح إجرام
وأنا مش بتكلم عن المطالب الفئوية اللي بتطلبها
النخبة لنفسها وخاصة برؤيتها الفوقية المعزولة عن مطالب الناس ،، مش بتكلم عن المطالب
الخاصة بالثوار مش بالبلد ,, بتكلم عن التطهير والاصلاح الحقيقي اللي بيمس كل
مستويات الدولة والمجتمع, مطاردة الفساد في الإدارات والشركات والشرطة والقضاء
والنيابة والجيش ،، كل ده أولوية قصوى
إحنا عمالين نتخانق على الدستور مع أن نسبة
التغيير المحتمل فيه مستحيل تكون كبيرة والتغيير حيكون في الحاجات اللي الكل متفق
أنها لازم تتغير
دورنا هو بالأساس مطاردة الفاسدين وحصارهم في
المؤسسات ومراقبة تطبيق القانون ونسيب بتوع السياسة يتخانقوا على خرافاتهم
الأيديولوجية الاسلامية-العلمانية
لو كل مؤسسة انتشر فيها فيروس الثورة وعزلت
الفاسدين فيها وبدأت حملات تطهير حنضمن أن لا الأخوان ولا غيرهم حيسيطروا على
مفاصل البلد ولما المؤسسات الصغيرة تبقى جواها شبكات حقيقية ضد الفساد ده حيمنع
بعد كدة أى تيار سياسي أنه يسيطر وحيمنع الفساد المستقبلي
كل الهلع من اللعب في الدستور هو في حقيقته خوف
من سراب واهتمامنا المبالغ فيه بالتفاصيل بيشغلنا عن معارك أهم لأن
أولا : الدستور بيعبر عن شكل البلد مش هو اللي
بيغير شكل البلد. على الأقل مش لحظيا, يعني على سبيل المثال وجود مادة في الدستور تنص
على ان مصر دولة اشتراكية فده مش حيحصل غير لو التيار الغالب فعليا هو التيار
الاشتراكي
ثانيا : النقط المحورية الخاصة بالهوية مش حتتغير
في الدستور لإن الخلاف عليها مستحيل أى تيار يقدر يحسمه ولو حصل تغيير في المواد
الخاصة بالهوية – لصالح أى اتجاه – حيكون فيه رد فعل عنيف من بقية الإتجاهات
المعارضة
الخلاصة أن انشغال الرأى العام بتفاصيل الدستور بدون
انشغاله بالتطهير ومحاصرة الفساد غلط
الرأى العام لو أشتغل على قضاياه الصغيرة وبشكل
علمي – بمعنى أن كل مؤسسة يبقى فيها لوبي ضد الفساد وشغال على فضح الفاسدين وعزلهم
لو نجحت مقاومة الناس للفساد في دوايرهم الصغيرة حيحصل الآتي
أولا : حيرجع احساسهم أن البلد بتاعتهم وأن هما
مسئولين عنها مسئولية جماعية - نفس احساسهم في اللجان الشعبية
ثانيا : حنضمن ضرب الفساد في كل مكان في نفس
الوقت بدل مانستنى زيارة من الرئيس أو رئيس الوزرا أو المحافظ لكل قسم شرطة ولكل
مستشفى
ثالثا : الفاسدين رعبهم حيزيد لما كل واحد يبقى
شايف زمايله بيتفضحوا في نفس الوقت أكتر بكتير من رعبهم لما يقع حد منهم بالصدفة
تحت إيد حد أعلى منه بيفتش بشو اعلامي
رابعا : الوقت اللي حتستغرقه عملية التطهير لما
تكون جاية من فوق أضعاف أضعاف الوقت اللي حتستغرقه لو بدأناها بشكل متوازي في كل
مكان نفس الوقت
خامسا : السياسيين الشباب اللي حيدعموا ويساهموا
في تطهير المؤسسات حياخدوا شعبية وخبرة وتواصل مع الناس أكتر بكتير من القعدة في
المكاتب والكتابة على النت
سادسا : الشباب اللي حيشتغلوا في تطهير المؤسسات
حيتعلموا الدولة بتشتغل ازاى من تحت بدل مايضيعوا وقت في التنظيرات الفارغة عن
الصراعات الأيديولوجية الاسلامية والعلمانية
No comments:
Post a Comment