أسمع نباح كلب من بعد، فأراه كلبا
زعيما يحدث رعيته وأتباعه أو كلبا حكيما يعلم تلاميذه ومريديه، فيقول لهم:"لا
تثقوا في أحد من البشر إلا الأطفال ... فالأطفال وإن آذوكم فهم يفعلون ذلك بدون
وعي ودون قصد - ليس كأذى الكبار - وإن ألقى عليك طفل حجر فهو لايستهدف قتلك , فهو
لا يعلم معنى للموت , وإن شد طفل ذيلك فهو يلعب معك لا أكثر ... لاتثقوا بمن تلوثت
فطرته بطول الحياة , فأولئك البشر يعيشون أضعاف عمرنا فتتلوث فطرتهم , يفقد الموت
- خاصة موتنا- معناه بالنسبة لهم, ليسوا كالأطفال ... الأطفال يحبوننا كما نحبهم ,
بدون مصلحة, فقط لإننا كلاب ولسنا بشر",
فقط تذكرت كيف فرحت لأول مرة في
حياتي لوفاة أشخاص أكرههم دون أن أعرفهم ودون أن أعلم ارتكابهم لجريمة معينة!
أشخاص ربما فيهم من هو أب يحزن عليه أبناؤه أو صديق يعز على أصدقاءه فراقه ، لا
أتذكر أنني فرحت عند مقتل جنود الأمن المركزي ، أحيانا كنت أتمنى ذلك ولكن كتكلفة
حزينة يجب دفعها وليس كأمر يبعث على البهجة والشعور بالإرتياح
لم أعرف عن قرب أو بعد أحد أولئك
الذين قتلوا في حادث الأتوبيس في البحيرة ولكن علمت زملاؤهم وعلمت أنهم كلهم نسخ
ممسوخة من بعضها البعض لا تمايز هنالك كأنهم مجموعة من البرامج المتكررة في شكل
بشر ، شهور من الخيانة والنفاق والمسكنة والكذب واللزوجة وزاد عليها العنف مؤخرا
جعلتني أرى في وفاتهم ليس فقط عدالة ما بل خلاص ، هم اعضاء جماعة لم تعد محظورة بل
أصبحت ملعونة تتكاثر بأن تخرب المزيد من العقول وتستحوذ على المزيد من البشر بشكل
يلغي شخصيتهم ويبدو أن لا خلاص من لعنتها إلا بالموت
أدركت لحظتها أنني أفقد طفولتي
رويدا رويدا ، ذلك البريق الذي أنار قلبي لآلاف المواقف يبدو أن هناك مايمنعه ولو
للحظات
تلك البراءة تتحول لتصميم , ذلك
الحب يتحول لكراهية أو تتناقص أسباب شدته وعظمته ، ذلك الإنبهار يتناقص إزاء
تفاصيل الحياة الملهمة
تساءل نفسك! "كيف أصبحت هكذا؟
أكثر عقلانية ومادية وأقل قدرة على التسامح والتبشش في وجه الناس دون نفاق؟"
لم تعد تعلم حقا هل بشاشتك حقيقية
أم مصطنعة! فهي موجودة دائما , فقط لحظات قليلة هي التي تدرك أن ابتسامتك فيها
حقيقية, هي لحظات ليست قليلة أبدا قياسا إلى كل لحظات حياتي، لكنها أقل بكثير مما
كنته من قبل
حتى سنوات قليلة مضت كنت طفلا ،
أحزن لما يحزن له الأطفال وأفرح كالأطفال وأقبل على الحياة متهيبا منها مثل
الأطفال, أحلم بالحب كالأطفال،حب بلاحدود ولامصلحة ولو كانت الحاجة للإحساس بالحب,
أصبحت أكثر حذرا من العالم وأقل نقاء، دخلت الأرقام حياتي فوضعت لي حدودا، أنها
أكبر مني بعدة أعوام فسيقولون لي أنه ليس من حقي ان أحبها وأن أتزوجها , صحيح أنني
لن أستمع لأحد في مثل ذلك الأمر لكن أصبح لرأى الناس قيمة ما بعد أن كنت لا أفهم
أصلا لماذا يحق للبشر التدخل في اختيارات حياة غيرهم ، أصبحت الشهور مكتوبة أمامي
كعداد يعد أنفاسي , أصبحت أرى مرور الشهور والسنوات مقابله انجازات أو تلفيات ،
أصبحت النقود أمر ما في حياتي بعد ان كانت – بما هو واضح من الجملة لا تعني شيئا - أصبحت للنقود أهميتها
الذاتية
يبدو لي أحيانا أن الإحتفاظ
بطفولتي كان ليكون أمرا شديد الإيذاء ، فلم يكن ليرحمني أحد ، وها أنا ذا خرجت
بوعيي من مرحلة الطفولة ولكن روحي لاتزال طفلة ،، أنني أرى مدى الخسائر التي تتسبب
فيه روح الطفل داخلي ولايمكن لي أن أدعي أنني أفضل حالا بها بنفس القدر الذي لا
يمكنني معه أن أدعي أنني أرغب في الخلاص منها
ذلك المشهد من فيلم أحمد حلمي,
عندما قال لهم أن زميله المساوي له في السن يبدو أكبر سنا بعشر سنوات بسبب سعيه
وراء النقود فرد الجميع أنهم يودون ان يكونون مثل زميله! ،، تلك اللحظة التي ترى
الطفولة فيها تنزوي ليحل محلها نضج ربما أكثر من اللازم ، ذلك السعى للتفوق زرع
داخل الطفل ليصير ناضجا ونافعا ففقد براءته وصار الانتصار هدفه وليس التمتع بالحياة
يبدو لي أحيانا أن عصبيتي الزائدة
عن الحد هي محاولة خفية للإحتفاظ بطفولتي ، علامة أنني لازلت قادرا على الغضب دون
النظر للعواقب , بل دون أن أتخيل أصلا شكل العواقب
يلومني أصدقائي القدامى كما يلومني
أصدقائي الجدد على عنف لغة خطابي ومافيها من شتائم ولا أرد إلا بإبتسامة صفراء غير
مقتنعة ، فتلك اللغة العنيفة تبدو لي المتنفس الوحيد أمام كم الكذب والنفاق
والغباء والاستهانة والمزايدات التي تحاصرنا ،، بل أنني أتعجب أحيانا كيف يسكت
الآخرون وكيف يتحملون دون أن ينفجروا غضبا؟ هل هو النفاق أم الخوف أم صفاء النفس؟ لا
أدرى .. فقط أود أن ينتهي كل ذلك بأقل قدر من خسارتي لطفولتي
تأملات مشابهة عن نفسي والحياة
أنت هنا فعلا؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/10/blog-post.html
فن الكلمات
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_01.html
قبلة تقربك إلى الله
http://bad-way.blogspot.com/2012/10/blog-post_8091.html
نصف حياة ونصف رغبة
http://bad-way.blogspot.com/2012/09/blog-post.html
من وحى الخامسة صباحا
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_28.html
عن الحب والحياة والموت
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_09.html
سوف أقبل أن أكون نفسي
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_3240.html
من أنا؟
http://bad-way.blogspot.com/2011/06/blog-post_16.html
عاوز اروح
http://bad-way.blogspot.com/2011/02/blog-post_17.html
الألم مهزوما
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_5004.html
لحظة حزن عابرة
http://bad-way.blogspot.com/2011/06/blog-post_18.html
نيران الجنة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_10.html
لوحدي في الفجرية
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_21.html
آخر لحظات الوحدة
http://bad-way.blogspot.com/2011/04/blog-post_28.html
تأملات ليلية في نفسي والحياة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_06.html
كوني الخاص
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_06.html
العقل والعاقل
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_7682.html
داخل عقلك
http://bad-way.blogspot.com/2010/11/blog-post_17.html
لا تيأسوا من روح الله , فالله غالب
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_8.html
قبل الموت الأصغر
http://bad-way.blogspot.com/2011/04/blog-post_25.html
البعد الرابع وغريزة الخلود
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_21.html
القلوب الذهبية
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_11.html
الوعود المكسورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post.html
لعنة الشبح
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_30.html
عنكبوت
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_5399.html
دائرة الاحتراق الملعونة
http://bad-way.blogspot.com/2010/10/blog-post_2956.html
اللعنة والجنون
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_29.html
هلا قصصت عليك نبأ أشد البرد؟
http://bad-way.blogspot.com/2010/11/blog-post_07.html
سور الجنون الزجاجي
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_27.html
أصنع أسطورتك الخاصة ولا تخضع
http://bad-way.blogspot.com/2011/09/blog-post.html
يسألونك عن الحب
http://bad-way.blogspot.com/2011/07/blog-post_16.html
آيات من سفر الوحدة
http://bad-way.blogspot.com/2011/06/blog-post_28.html
يوم الممات
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_28.html
وكذلك تفعل بنا الأيام
http://bad-way.blogspot.com/2012/01/blog-post_23.html
بين الفنادق والسجون
http://bad-way.blogspot.com/2012/01/blog-post_13.html
ولادة روحي الجديدة
http://bad-way.blogspot.com/2012/01/blog-post.html
أتمنى الرحيل ولكن
http://bad-way.blogspot.com/2010/10/blog-post_6507.html
لعنة
http://bad-way.blogspot.com/2011/03/blog-post_12.html
خلصت
http://bad-way.blogspot.com/2011/03/blog-post_5500.html
1 comment:
يخربيت الجمال يعني!! تحفة بجد
ولمستني أنا شخصيا، فاكر لما قلتلك ان عندي احساس شبه دا وان الشخص اللي بقيت بشوفه كل يوم في المرايه مش أنا :-(
هااااااااايل يا ابني والله :-)
Post a Comment