"سام" طفل يهودي فارسي من أحدى تلك العائلات العريقة
التي تسمت بأسماء اسلامية لتخفي أصولها اليهودية خوفا من اضطهاد محاكم التفتيش لها
وكان اسم عائلته "ألباني" وعند انهيار خطر محاكم التفتيش ظلت تلك
العائلة محتفظة لأبنائها بأسماء مزدوجة اسلامية ويهودية كتقليد سري يتناسب مع
طبيعتها الخاصة فهي كانت العائلة المتحكمة في الطبقة الحاكمة وقت إخضاع الكنيسة
للامبراطور حتى بدأت سيطرة الكنيسة على الدولة, الكنيسة التي تم تستطع القضاء على
طبقة حاكمة بالكامل فقررت الانتقام من تلك العائلة بشتى وسائل الاضطهاد فصارت تلك
العائلة أكثر خبرة من غيرها في التخفي
نشأ الشيخ حسام الباني في جو انفتاحي إلى حد كبير
افضل من جدوده بعد استقرار للعديد من السنوات دون تقاتل بين أهل ملته وأهل باقي
الملل وان كان قد تلقينه منذ طفولته مبدأ التخفي اتقاء لشرور غير معلومة بالتحديد
يقول الأب لإبنه وهو على فراش الموت "سام
يابني ، لا يهم من أنت , انما المهم كيف يراك الآخرون ،، أنت الآن كبرت لتعلم
لماذا أنت يهودي صالح رغم أن جميع من يبكون بالخارج وينتظرون رحيلي يظنونك - كما
يظنونني - مسلما ويريدون أن تصلي بهم جماعة علي روحي, أنت يهودي صالح لأن لا أحد
يعلم أنك يهودي , وإلا فلن تكون صالحا وقتها وستنال عقاب الطالحين ، عقاب اليهود".
يتوفى الشيخ الباني ويبكي عليه القوم اياما كثيرة
فقد كان من حفظة القرآن ومن يلبي حاجات الناس بحكمته - بلغت مهارته في تلبية حاجات
الناس حدا ظن الناس معه أنه ولي من الأولياء الصالحين ولم يخطر ببال أحد أن هذا
كان بسبب مهارته وخبرته في النفوس البشرية والتي أكتسبها من طول دراسته وتأمله
ومبالغته في التخفي وأيضا رغبته الصادقة في مساعدة الناس.
يصلي عليه ابنه الشيخ حسام الباني والذي يقرر بعد
وفاة والده أن ينتقم من كل أولئك الذين حاصروه حتى وفاة والده فلم يتمكن من الصلاة
عليه صلاته الأصلية ، رغم ان تعاليمه وكل ماتعلمه كان يدعوه لعدم الجهر بصلاته
الحقيقية خوفا من انتقام الناس ، ورغم معرفته بأن من يشيعون والده أصلا أجهلهم
الفقر فأصبحوا وحوش يجب تجنبها
هنا قرر الإنتقام من اولئك الناس الذين يحملون
كراهية مدفونة نحو قومه ،، كان يعلم تلك الكراهية بأسوأ مما يعلمها قومه الظاهرين
، فهو كان يسمع بل ويشارك في حوارات يتكلم فيها الشيوخ تتناول قومه بكل ماهو كريه
ومنحط ، ليس أولئك فقط بل وأولئك الباشوات الذين يقودون أحزاب مدنية ليبرالية
لكنهم في جلساتهم الخاصة يصفون قومه بأقذع الأوصاف فقد وجدوهم شماعة جيدة لتبرير
كل المظالم الاجتماعية
قرر الشيخ حسام الباني الانتقام والسيطرة على
المجتمع الانساني كله الذي أذله ولفظ جدوده فإنطلق على دراجته في شوارع بورسعيد
يدعو لمذهبه
لقراءة قصص قصيرة أخرى لنفس الكاتب اضغط هنا
No comments:
Post a Comment