فكرة اطلاق اسم اليمين المتطرف على الاسلاميين
فكرة برائحة البرادعي, حل ذكي لامع لكن منبت الصلة بالواقع الذي يسعى لتغييره
فالحل نفسه ليس سيئا على الإطلاق لكن اختيار كلمة
مقعرة مثل "اليمين المتطرف" يجعل نشرها بين الناس صعبا للغاية ناهيك عن
أن يحل محل وصف "اسلاميين" أو "بتوع ربنا" عند الناس العادية,
سيبدو الموضوع لي لو أنني فلاح أو عاملة فقيرة سمعت شخصا مثقفا يتحدث عن اليمين المتطرف
فسأتأثر بنفس التأثير الذي ظهر في فلم فوزية البرجوازية
تغيير الاسم لتحييد ادعاءهم بإحتكار الإسلام كانتفكرة اقترحتها من مدة لكنني اجتهدت في وصفهم ب"التيار الطائفي" لإنها
كلمة ذات مدلول واضح في ثقافتنا المصرية نظرا لترادف مصطلح "الفتنة
الطائفية" مع تاريخ وواقع حقيقي يعيشه المصريون وإن أدعوا أنه غير موجود
الناس بطبيعتها تنفر من كلمة "فتنة
طائفية" حتى ولو بدون فهم آلياتها أو أسبابها أو حدود تأثيرها ، والتيار
الديني هو في حقيقته تيار طائفي بحت مثل العديد السلفيين أحيانا ومرتبط بأفكار
أخرى قومية أحيانا - حزب العمل - أو ماسونية - الأخوان - أحيانا أخرى
اطلاق وصف "التيار الطائفي" على التيار
الاسلامي هو أيضا نوع من الضغط العملي يجبره بشكل ما على اما أن يأخد مواقف غير
طائفية وتدعم حقوق المواطنة لينفي تهمة الطائفية عن نفسه أو أن يظهر - كحقيقته -
رديف للفتنة
بينما لو حاول المثقفون والفاعلون السياسيون
والاعلاميون تسمية الاسلاميين باليمين المتطرف، دون أن يفهم رجل الشارع العادي
معني مصطلح "اليمين المتطرف" ويدرك تاريخه فلن تكون هنالك من مشكلة حلت
, ذلك الراجل البسيط عندما يسمع التلفزيون يطلق على الاسلاميين "يمين
متطرف" فسيجد حتما من يخبره انهم يطلقون عليهم ذلك لإنهم أهل يمين زى الرسول
وأن ذلك مزيدا من الكراهية لأهل اليمين وتشويههم
لكن لو أن نفس الشخص البسيط غير المسيس لو سمع
مصطلح "التيار الطائفي" فسيرتبط لديه لاشعوريا بالفتنة الطائفية وارتباط
التيار الطائفي بالفتنة الطائفية حقيقة لا إدعاء عليه ولا تشويه
التيار الطائفي هو الذي يقسم حقوق الناس حسب
طوائفهم الدينية، فيقصر مناصب معينة في الدولة وحقوق معينة في المجتمع على
المنتمين لطائفة معينة - الطائفة الغالبة سواء بالسلاح مثل الطائفة العلوية أو
بالأغلبية العددية مثل مصر - دون غيرها
التيار الطائفي هو الذي يأخذ من طائفته الدينية
قاعدة غير قاعدة الوطنية ، قد تلغي القاعدة الطائفية القاعدة الوطنية فنجد كلاما
عن عدم اعتراف الطائفيين المتطرفين بالأوطان أصلا أو تصريحات طائفية تتجاوز الوطن
مثل الموافقة على أن يتولى مسلم ماليزي قيادة مصر دون الموافقة على أن يتولاها
قبطي مصري أو امرأة مصرية ,,, لاحظ أن الطائفية تلغي مبدأ الكفاءة وتقدم عليه
الانتماء الطائفي
كما أنه لايمكن وصف كل الاسلاميين بالمتطرفين ،
كما أن ليست كل درجات وانواع التطرف واحدة فمن يكره الآخر ويود أذيته ليس كمن يخاف
من الآخر ويتجنب التعامل معه ، لكن كلهم - بالتعريف - طائفيين، وهناك الطائفي
المتطرف والطائفي الوسطي,طائفي يقتل وطائفي يكره فقط
هل يمكن أن نصف المعارضين للسلطوية الإسلامية
طائفيين؟
الحقيقة أن نسبة قليلة من رافضين حكم الاسلاميين
يرفضونه بسبب اختلاف طائفتهم الدينية مع الطائفة الدينية الاسلامية ,فنرى شيخ سلفي
وقسيس أرثوذكسي يرفضون حكم الأخوان المسلمين بسبب خلاف طائفي بينهم, وهؤلاء أقلية
فأغلبية من يرفضون حكمهم يرفضونه بسبب تأثيره السلبي على حياتهم وحرياتهم
حزب المصريين الأحرار تحديدا كان تكتل واضح
للتيار الطائفي المسيحي ضد التيار الطائفي الاسلامي
هل الاسلاميين مجرد يمين محافظ أم تيار طائفي ضد
بقية الطوائف؟
الفرق أنه يمكن وصف حزب الوفد مثلا بأنه حزب
يميني محافظ دون أن يكون اسلامي
فالتيار المعارض لحكم الطائفيين ليس بالضرورة
طائفي. فهو حتى وان اعتمد على تخويف الناس منهم فهو يخوفهم من تصرفاتهم وتأثيراتها
ولايروج لطائفة مغايرة
التيار الطائفي هو الذي يريد أن تسير الدولة
والمجتمع وفق رؤيته النابعة من انتماؤه لطائفة دينية بعينها ولايقبل أن يسير
المجتمع وفق قواعد عصره ودون تمييز طائفي بين أبناءه أو وفق قواعد مستمدة من خارج
الطائفة المنتمي لها
التيار الطائفي هو الذي يعلي المنتمين إليه
إنتماؤهم إليه عن انتماؤهم الوطني, فتصبح الطائفة هي الوطن ويصبح الوطن درجة ثانية
يكون الحساب عن التقصير في حقها أقل من الحساب عن التقصير في حق الطائفة
التيار الطائفي هو الذي يدعي المنتمين إليه رفضهم
للفتنة الطائفية طوال الوقت لكنهم لا يتوقفون عن استغلال الفتنة الطائفية
والكراهية بين المنتمين للطوائف المختلفة لحفظ مصالح فئتهم سواء بالبقاء في الحكم
- كلنا سمعنا قنوات الأخوان وهي تصف معتصمي الإتحادية بأنهم "مسيحيون"
أو إستثمار الاضطهاد الطائفي لتحقيق مكاسب معينة مثلما فعلت الكنيسة لسنوات
بالإتفاق مع الدولة
قل لا للفتنة الطائفية - قل لا للطائفيين
مقالات ذات صلة
المستشفى أولا
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_2302.html
عن الأغلبية الصامتة أتحدث
http://bad-way.blogspot.com/2011/09/blog-post_21.html
ماوراء الاستفتاء , تحليل لوذعي للمجتمع الثوري
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_23.html
النظام
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html
كيف نسقط النظام؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_17.html
ثوار الموضة وموضة الثورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_15.html
عن ممارسة السياسة ودراستها
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_4.html
الحلوة والجميلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_01.html
التيار الاسلامي أحسن ولا العلماني ؟ مصر القوية
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_11.html
جولة في بعض العقليات الثورية
http://bad-way.blogspot.com/2012/02/blog-post_23.html
الدوجما العلمانية واصول الفشل
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post_13.html
الوهم الاسلامي الحديد - قراءة في مصطلحات المرحلة
http://bad-way.blogspot.com/2012/11/blog-post.html
يعني ايه مصر القوية؟
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post_1.html
عن أهمية طرح الحلول الوسط
http://bad-way.blogspot.com/2012/12/blog-post.html
عن الموجة الثورية التالية واقتراحي للمجلس الرئاسي
http://bad-way.blogspot.com/2012/05/blog-post_2047.html
خطة شعبية للطريق
http://bad-way.blogspot.com/2012/08/blog-post_19.html
نهاية الاسلام السياسي في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_31.html
مناقشة عن الليبراليين في مصر
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_18.html
عزيزي العلماني عزيزي الاسلامي , بطلوا افورة
http://bad-way.blogspot.com/2012/07/blog-post_9998.html
تايه في النص , عن أزمة التفكير الوسطي
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_25.html
No comments:
Post a Comment