الأطفال هم الملائكة الذين وصلوا الجحيم مؤخراً , يدخلون صارخين وكأنهم يعرفون - نوعاً ما - ماينتظرهم من عقاب وألم حتى تنتهي حياتهم - الأبدية بالمناسبة لإنها مستمرة منذ مولد أول انسان أو خلقه.
الأطفال أحباب الله لإنهم الخاطئون الذين يحصلون على فرصة جديدة للتعويض عما ارتكبوه من أخطاء في حياتهم السابقة - حياة أسلافهم وآباءهم
لقد كان الملاك شديد الاندفاع حتى أنه لم يدرك أن ذلك التمثال الطيني الذي أُمر بالسجود له هو صورته في شكل آخر
لم يدرك الملاك أنه عندما يلعن تلك الروح التي خلقها الله من طين انما يشعل النيران في نفسه
صار على الطفل أن يبدأ بتصحيح كل مافات من أخطاء , وكان الطريق لذلك سهلاُ , فقط ابتعد عن طريق الشيطان تجد أن الله مرشدك للحق
لكن لم تكن تلك اللعبة لتصبح سهلة , فكيف يبتعد الانسان عن طريق نفسه؟
حالما تتوقف الأخطاء يرتقي الإنسان لمكانته السابقة كروح حرة , كملاك بشكل من الأشكال , يتسامح مع الشيطان داخله فيسامحه الله
تنطفئ نيران الشيطان بالماء - ماء الحياة - فيتجلى النور الذي تحتها
ترويض الشيطان - الذات الانسانية المعذبة بالبعد عن الله وملكوته - واعادتها للجنة هى مهمة كل منا , كل منا يحتاج - حسبما أظن - لإطلاق سراح ذلك الطفل المكبوت داخله , للتسامح مع كل تلك الآلام والأوجاع والجروح التي تحجب عن قلوبنا الرؤية كخربشات على سطح زجاج ساعة قيمة أو كنقط محترقة على مرآة الحمام
فقط عندما نتسامح وننسى يمكننا أن نرى خلف ذلك الزجاج المزيف , نرى ذلك الشخص الرائع الجميل الظريف الذي يقف هناك , ذلك الطفل المدفون تحت آلاف اللحظات السيئة والمواقف المؤلمة
سوف نموت يوماً , لكن من المهم أن ندرك أن الأطفال أحباب الله , اقرب إلى رحمته وحنانه , فلنعيش أطفالاً لنموت أطفالاً , متلحفين ببراءتنا وعواطفنا الطيبة وحب الناس وحب الناس لنا ورضانا بما كتبه الله لنا
كم يكون الانسان حراً وخفيفاً وهو يموت عالماً أن لا ديون عليه وأنه قد فعل مابوسعه ليعيش بطيبة وسلام
No comments:
Post a Comment