خدعوه .. قالوا له أن تراب الوطن أسمي من حياته وأن العلم أرفع منزلة من دمائه .. ورغم أنه كان يعلم أن الوطن والعلم ليسا إلا رموزا وهمية لصراعات أكبر وأعقد إلا أنه دخل المعركة بدون ذرة خوف واحدة وكاد ألا يخرج منها أصلا
لم يكن الوطن والعلم يعنيان الكثير بالنسبة له لكن أيضا حياته لم تكن تمثل له أهمية تذكر
كان يؤمن أن كل شئ متصل ببعضه وأن كل لحظة هي امتداد لأخري وأن الموت أو الحياة ليسا سوي مراحل مختلفة من نفس السلسلة لذلك لم يكترث كثيرا بخبر وفاة والده عندما تلقاه لأول مرة ولكنه شعر بالإنقباض في صالون العزاء رغم أنه كان يعلم أن معظم الموجودين كانوا أقرب للسعادة من الحزن نظرا لكونهم منافسين لوالده المتوفي الذي كان تاجرا ماهرا ، ورغم أن علاقته بوالده كانت بلا أي حميمية إلا أنه شعر بغصة من الحزن بلاسبب واضح وهو يسمع المقرئ يتلو الربع الأخير من العزاء
كان يعلم أن عمه وأخيه الأكبر قد اتفقا ضده و اقتطعا جزء ضخم من نصيبه من الميراث إلا أنه لم يقاوم أو يشتكي بل رضي بما أعطوه إياه وكل مافكر فيه هو الراحة التي ستوفرها له تلك الأموال خاصة بعد إصابته في المعركة التي لم يبرأ منها كاملة بعد والتي استنزفه الأطباء بسببها دون جدوي
قابلها . فكر مرارا إنها ربما تكون الوحيدة في حياته التي لم تحاول أن تخدعه
حاول أن يتقرب منها رغم نقص ثقته بنفسه لكنها تقبلته ، وبرغم أنه شعر إنها تقبلته علي مضض إلا أنه كان يتعامل معها كأنما ملك مفاتيح قلبها
علم إنها خدعته وأنه لم يكن أول رجل يغزو جسدها إلا أنه لم يبالي كثيرا
فإمتزاجهما معا كان يذهب عقله ويخدره حتي أنه أقنع نفسه بأنه إن لم يكن الأول فهو أكيد الأفضل والأخير حتي إنها قبلت الزواج منه بعد إلحاح من ناحيته لفترة طويلة
كان يحبها وهو أمر لم يشعر به بهذه القوة وهذا الوضوح في حياته من قبل وكان يعلم أنها لاتحبه بنفس القدر ولكنه خدع نفسه وأعتبر انها مسألة وقت حتي تقودها طيبته لكي تكتشف مشاعرها نحوه
كان يعلم إنها تهتم كثيرا بأمواله وحساباته لكنه أرجع ذلك دوما لحرصها عليه وعلي ثروته حتي جاء يوما عندما استيقظ من نومه ليجد رسالة وداع علي وسادته - مكتوبة بطريقة بريل كالعادة - تخبره فيها إنها قد رحلت مع حبيبها الحقيقي وتركت له بضعة آلاف في حسابه لإنها لم تشأ أن تتركه بلا أي شئ
كان غاضبا ومرتبكا إلا أنه في النهاية اعتدل في مكانه ثم بدأ اعداد المنزل للحظة عودتها وهو يتذكر آخر مرة وعدته ألا تكرر الهرب مع ذلك العشيق مرة أخري
أحمد بدوي
5-5-2011
لم يكن الوطن والعلم يعنيان الكثير بالنسبة له لكن أيضا حياته لم تكن تمثل له أهمية تذكر
كان يؤمن أن كل شئ متصل ببعضه وأن كل لحظة هي امتداد لأخري وأن الموت أو الحياة ليسا سوي مراحل مختلفة من نفس السلسلة لذلك لم يكترث كثيرا بخبر وفاة والده عندما تلقاه لأول مرة ولكنه شعر بالإنقباض في صالون العزاء رغم أنه كان يعلم أن معظم الموجودين كانوا أقرب للسعادة من الحزن نظرا لكونهم منافسين لوالده المتوفي الذي كان تاجرا ماهرا ، ورغم أن علاقته بوالده كانت بلا أي حميمية إلا أنه شعر بغصة من الحزن بلاسبب واضح وهو يسمع المقرئ يتلو الربع الأخير من العزاء
كان يعلم أن عمه وأخيه الأكبر قد اتفقا ضده و اقتطعا جزء ضخم من نصيبه من الميراث إلا أنه لم يقاوم أو يشتكي بل رضي بما أعطوه إياه وكل مافكر فيه هو الراحة التي ستوفرها له تلك الأموال خاصة بعد إصابته في المعركة التي لم يبرأ منها كاملة بعد والتي استنزفه الأطباء بسببها دون جدوي
قابلها . فكر مرارا إنها ربما تكون الوحيدة في حياته التي لم تحاول أن تخدعه
حاول أن يتقرب منها رغم نقص ثقته بنفسه لكنها تقبلته ، وبرغم أنه شعر إنها تقبلته علي مضض إلا أنه كان يتعامل معها كأنما ملك مفاتيح قلبها
علم إنها خدعته وأنه لم يكن أول رجل يغزو جسدها إلا أنه لم يبالي كثيرا
فإمتزاجهما معا كان يذهب عقله ويخدره حتي أنه أقنع نفسه بأنه إن لم يكن الأول فهو أكيد الأفضل والأخير حتي إنها قبلت الزواج منه بعد إلحاح من ناحيته لفترة طويلة
كان يحبها وهو أمر لم يشعر به بهذه القوة وهذا الوضوح في حياته من قبل وكان يعلم أنها لاتحبه بنفس القدر ولكنه خدع نفسه وأعتبر انها مسألة وقت حتي تقودها طيبته لكي تكتشف مشاعرها نحوه
كان يعلم إنها تهتم كثيرا بأمواله وحساباته لكنه أرجع ذلك دوما لحرصها عليه وعلي ثروته حتي جاء يوما عندما استيقظ من نومه ليجد رسالة وداع علي وسادته - مكتوبة بطريقة بريل كالعادة - تخبره فيها إنها قد رحلت مع حبيبها الحقيقي وتركت له بضعة آلاف في حسابه لإنها لم تشأ أن تتركه بلا أي شئ
كان غاضبا ومرتبكا إلا أنه في النهاية اعتدل في مكانه ثم بدأ اعداد المنزل للحظة عودتها وهو يتذكر آخر مرة وعدته ألا تكرر الهرب مع ذلك العشيق مرة أخري
أحمد بدوي
5-5-2011
No comments:
Post a Comment