Tuesday, December 2, 2008

خواطر عقل ينام


أ - الوجود المادى لله----------------------
لا أؤمن بأى مدعى يدعى بأن ثمة أدلة مادية على وجود الله لأن ببساطة اذا أراد الله أن يظهر لنا وجوده ماديا لكتب اسمه على السماء بدون تعقيدات يشوبها الظن و الهوى أكثر مما يملؤها من اليقين و المنطق ... و لو أن ثمة أدلة مادية حقيقية تظهر بما لا يدع مجالا للشك أو المراجعة أنه موجود لكان ذلك ظلما حقيقيا لكل من لم ير تلك الأدلة و مات دون ان يؤمن به

هنالك أدلة "عقلية" و "منطقية" فلسفية و أدبية كثيرة نعم ... لكنها تظل أدلة قابلة للاختلاف و للنقاش و الرد لأن فى النهاية المطلوب من المؤمن هو الايمان بالغيب و لا يكون الايمان بما هو متحقق و واضح فعلا

فى النهاية أنا أؤمن بالله لأنى أشعر بوجوده حولى و داخلى و مؤثرا فى مسار حياتى شعورا يقوى و يخفت و كلما اقترب ذلك الشعور من اليقين كلما زاد القرب من الله لأن الايمان وقتها يزداد صعوبة ... و لكن المشقة و الامتحان ينتهى تماما و تنتفى أسبابه فى تلك اللحظة التى أرى الله فيها أمامى أمرا واقعا ماديا فلا مجال هاهنا للايمان عن غيب

ان كل اولئك الذين يبحثون عن أدلة مادية تدل على وجود الله ( من أمثال المؤلفين للاعجاز العلمى فى الكتب المقدسة و ما شابه ) انما هم فقط يبحثون عن زيادة عدد الأتباع - لا المؤمنين - الذين يتبعونهم و يتبعون المؤسسات التى ينتمون اليها و تدر اليهم الاموال و المناصب و المميزات المادية و الأدبية بسخاء لا يحصلون عليه سوى فى المجتمعات المتخلفة علميا المتعصبة دينيا

لعبة الايمان بالله و الخضوع له انما تقوم على أساس أن تؤمن بما لا تراه بعينك رؤى اليقين و تخسرها تماما بأن اما لا تشعر بقلبك بوجوده أو عندما ترى دليلا يقينيا أمام عينيك يجبرك على التصديق و لا يدع لك مجالا للاختيار الذى هو أساس الحساب
==========================
=============


ب - حرية الملكية و تنمية الثروة الفردية--------------------------


------------------
ان الذين يدعون للحد من (حرية التملك و تنمية الثروة بطرق قانونية ) لا يختلفون كثيرا عمن يدعون للحد من حرية الرأى و التعبير

وان كانت حرية التعبير هى أم الحريات جميعا - الا أن حرية المنافسة و الاستثمار و التجارة لا تقل عنها أهمية لبناء مجتمع صحى يعالج اخطائه بنفسه و بمؤسساته ( النابعة من حاجاته و ليست المفروضة عليه تبعا لنظرية معينة ) مجتمع حر يخرج منه و ينميه رجال أحرار متطلعون للترقى و التميز - الأدبى و المادى سواء بسواء - عمن سواهم

دور القانون و الدولة هاهنا يجب أن يكون الحفاظ على شرعية و قانونية طرق الكسب و التميز و ليس بقمع رغبات البشر المنطقية و الطبيعية و الايجابية فى الترقى و التطور

فلا احتكار ولا غش ولا وساطة ولكن اهلا بالمنافسة التى تفرز الخبيث من الطيب و المتواكل المتكاسل من النشيط الناجح
==========================

=============


جـ - حياة أبدية = ملل و لو بعد حين

--------------------------

------------
بعد بعض التفكير أجد أن حياةً أبدية بلا نهاية - فى اى مكان - لهى أقرب للجحيم و العذاب من النعيم و الرفاهية مهما تعددت وسائل الترفيه

حياة لا تجديد فيها ولا تعاقب للأجيال و لا اختلاف للمراحل و للأشخاص عن بعضها البعض ولا تطور ... لهى حياة بلا هدف بلا طعم بلا فائدة

للأسف الشديد تبدو لى الجنة اللانهائية فراغ لا نهائى و لذة تفتر مع التكرار و الملل ولا يدعونى للحرص عليها سوى الخوف من الحياة الأبدية فى الجحيم

و ربما هذا أحد أسباب قلة ممارستى للطقوس الدينية و العبادات ... فأنا لا أطمع بشدة فى الحياة الأبدية فى الجنة ولا أراها بتلك الروعة التى يظنها الناس ... و لكننى فى نفس الوقت أخشى الحياة الأبدية فى النار و اجدها أكثر مللا و ارهاقا

يبدو لى أن المنعمين فى الأرض ممن يستريحون للذَّات السطحية ولا يتعبون بالتفكير الفلسفى المنطقى أو يهتمون بأن يكون لهم دورا فى مجريات الحياة هم فقط الذين سينعمون بجنة الخلد بلا تفكير فى نهاية او تطوير أو حياة أفضل

سيظلون ينعمون و يستلذون - كالأنعام - بلا نهاية ... بينما يشقى كل من يتمرد و يتطور فى الدنيا لأنه لن يجد ما يشفى رغبته فى التمرد و التطلع لشئ أفضل فى الجنة

لو ان لى خياراً ثالثا لطلبت من الله أن أعيش مائة أو ألف أو مائة ألف عام فى الجنة ثم أفنى بلا رجعة .. بدون عذاب النار و بدون ملل الثبات و التكرار السرمدى لقصة لا نهائية

========================

د - توالى الأجيال أحد أسباب تفاؤلى
--------------------------
-------------

فى انتخابات مجلس الشعب فى 2005 لا حظت كيف ان الأخوان المسلمون يمتلكون ميزة هامة جدا تميزهم ( وسط ميزات اخرى كثيرة ) عن بقية التيارات السياسية فى الساحة المصرية

ألا و هى ميزة توالى الأجيال ..... لقد كان مؤيدون و أنصار الأخوان يبدأون من سن الطفولة حتى سن متقدمة جدا

و هذا أمر يدعو فعلا للاعجاب لمن هو من الخارج - مثلى - و للفخر و للطمأنينة لمن هو من داخل المنظومة الاجتماعية الاخوانية التى تستحق الدراسة و الاعجاب

أعتقد انه من المطمئن لشاب فى مقتبل العمر يتم اقناعه و تربيته على منهج فكرى معين أن يجد له سابقين أحياء متقدمين فى العمر عاشوا حيواتهم كلها و أنهوها بنفس المنهج الذى يستقبل به هو الحياة حتى و لو شابه بعض من الكآبة لعدم وجود فرصة للابداع أو ايجاد تجربة شخصية خاصة به ( بصمة ) تختلف عن تجارب اولئك السابقين

تذكرت ذلك المشهد الذى مر أمامى فى اللجنة الانتخابية فى مدينة نصر لرجل منتمى للأخوان ( و يبدو من عمره أنه حضر برأى العين المرشد الأول المرحوم البنا و قلت فى نفسى أنه ربما استمع له فى خطبة ما أو ربما سلم عليه بنفسه ) و هو يستند على شاب فى مرحلة مراهقة - أراها أنا مسروقة و ربما يراها هو و أهله منظمة و مفيدة - ليدلى بصوته لصالح مرشحة الأخوان الدكتورة مكارم

أقول تذكرت هذا المشهد عندما قابلت الناشط الليبرالى الجدع أحمد سميح ثم عرفت بعدها انتمائه لحزب الوفد و تذكرت انتمائى لحزب الغد ثم تذكرت لقائى مع الأستاذ نجاد البرعى و صداقاتى مع شباب حزب الجبهة الذين يصغرنى أغلبهم بعام أو عامين

لا أعلم تماما ما الذى نشط ذلك الاحساس داخل وجدانى لكننى تذكرت احساسى يوم رأيت الشيخ الأخوانى مستندا على كتف المراهق المنتمى لنفس التيار

هنالك تعاقب للأجيال الليبرالية ( الحقيقية ) الوسطية فى مصر ,,, ربما يبدأ بجيل وائل نوارة و نجاد البرعى و عصام شيحة و أيمن نور و يمر بجيل باسل عادل و أحمد سميح و أحمد عبد القوى و محمد زكى الشيمى ولن ينتهى أبدا بجيل مريم و أحمد عيد و أحمد عفيفى و زيدان و وائل شيحة و بلال دياب و غيرهم الكثير و الكثير من المنتمين للأحزاب الليبرالية الثلاث الوفد و الغد و الجبهة أو حتى المنتمين للفكر الليبرالى و لمؤسسات ليبرالية مستقلة دون قيود التقسيم الرسمى للأحزاب

فقط صبراً دعاة الحرية ... فطريق الألف مفكر يبدأ بفكرة

======================
هـ - افتكاسة المسيخ الدجال
--------------------------
--------

وعدت أن أكتبها فى موضوع مستقل و لكن فتر حماسى للفكرة و لم يفتر حماسى لتنفيذ الوعد و بدلا من الانتظار بلا اهتمام قررت ان أكتبها ملخصة هاهنا ربما تعجب البعض

ببساطة أنا أرى - مثلما كتبت من قبل عن آدم و حواء -

te.php?saved&&suggest&note
_id=23447698033
أن قصة المسيخ الدجال الذى يأتى آخر الزمان ليفتن الناس عن دينهم و يغريهم بالمغريات و المنح ليؤمنوا به بدلا من الله بل هو يدعو أنه هو الله نفسه ثم يدلل على قدراته بالكثير من المعجزات التى أعمل فيها مؤلفو كتب السيرة و الدين خيالهم الخصب كثيرا ليخرجوا بصور تبدو لهم و لعصرهم اعجازية

هى مجرد قصة تصويرية لعصرنا الحالى تماما

لم اتخيل أبدا و أنا أسمع روايات مسيخ آخر الزمان فى صغرى أننى سأعيشها بنفسى و أننى سأكون احد المدافعين عنه بدون اختيار آخر سوى الموت

تابع معى الآتى

العلم يفسر لنا كل يوم اشكالية وقفت عن فهمها عقول البشر فى العصور السحيقة و اضطروا لألحاقها بالدين ليجدوا لها حلولا و بعد التفسير العلمى لها أصبحنا أقل رغبة و قابلية لتفسيرها دينيا و عقائديا قدر ما نفسرها منطقيا و ماديا

العلم الذى فسر لنا البرق و الرعد و المطر و العواصف و الشهب و النيازك و الزلازل و البراكين فلم يعودوا يمثلون لنا بعد ذلك أصوات الجن أو الملائكة أو لفحات الجحيم

العلم الذى عالجنا من الكثير و الكثير من الأمراض التى ظل البشر قرونا يعتبرونها لعنات نجسات على المغضوب عليهم من بنى البشر

العلم الذى حل لنا الكثير و الكثير من الألغاز و المشاكل حتى أن الكثيرين من بنى البشر ركنوا اليه و فقدوا اهتمامهم المادى بالبحث عن الله و أصبح بحثهم عن الله مجرد وسيلة من وسائل العلاج النفسى و الراحة النفسية

العلم الذى أنزل المطر من السماء و أنقذ الكثيرين من الموت و الأمراض و الذى قهر الجبال و السماوات و الفضاء و نقلنا من بلد لبلد ( صوت و صورة و قريبا مادة ) دون أن نغادر أماكننا ..... و هى كلها "معجزات" بلغة أهل الماضى الجميل لم تكن لها وسيلة للتحقق عندهم سوى السحر أو الجن أو القدرة الالهية

العلم قضى - أو كاد - بصورة قاطعة على فرصنا فى تعزية بعض الأمور التى لا نفهمها لقدرات الجن و علمنا أن لكل شئ أسباب منطقية معرفتها تغنى عن البحث عن تفسيرات خارجة عن المعقول و المقاس و كبس على أنفاس أكثر الناس تدينا و ايمانا بالغيبيبات بحيث أنهم حتى لو أعلنوا ايمانهم الكامل بالغيبيات مثل الجن و الملائكة و الشياطين الا أنهم بكل بساطة لا يستطيعون أن يستمتعوا برفاهية أهل الماضى الذين كانوا قادرين على ارجاع كل ما لا يفهمونه من امور لتلك الخوارق

الآن حتى من يؤمن يقينا بوجود الجن ( و انا منهم ) لأنه ذكر فى القرآن صراحة فهو لا يستطيع ادعاء أنه قادر على "قياس" أو "تحليل" أو "استنتاج" قدرات و دلائل وجود هذا الجن فى الواقع المادى خارج الايمان القلبى البحت

العلم الذى سيعلن عما قريب عن خلقه أو "تخليقه" لكائن حى أو اعادة استنساخ بشرى مات بالفعل ( و هى الفتنة الكبرى التى ذكر عنها أنه يأتى بالرجل فيحيى له أباه و أمه حتى يؤمن بأنه الاله الحق )ء

العلم الذى سوف يدخل جميع بيوت و مدن الأرض و يخضع له الجميع سوى القلة القليلة

العلم هو الذى جاء بصنع البشر ليقضى على كل الروحانيات و الأديان أو يضعف من حضورها و تأثيرها على الأقل

العلم الذى لا يمكن قتله أو ايقافه

العلم - للأسف - هو المسيخ الدجال ... فأختاروا

No comments: