ونزل الظابط يخلص علي الإرهابيين بعد انقلاب 30 يونيو المبرر ، التوقيت مش لازم ، بس التفجيرات زادت والإرهاب رجع في مصر كلها ولا كنيسة ولا جامع اترحموا ولا مدرسة ولا مستشفى , وكأن مصر رجعت إلى التسعينات تاني وكله بيعلق صور جديدة لضحايا جداد تلاميذ في ابتدائي ، مصلين في جامع ، مستشفى السرطان اللي انفجرت باللي فيها ، مترو أنفاق ، مفيش أمن أو أمان
نزل وكله إيمان وقضية موجودة في كل كيانه تطهير مصر من المعتدين ، وده يمكن كانت أكثر مأموريات بتحسسه أنه بجد ظابط وابن ظابط ، وحامي الحِمَى عن أى شغل تاني كان فيه فساد وهو بيبقي عارف أنه فساد بس زى أى فساد في البلد "مبرر" ، ونزل أخد موقعه للضرب ، الناس كانت في التحرير وفيه المستخبي في عمارات حوالين التحرير ، وكأن الأرض عبارة عن ميمنة الشرطة وميسرة الإرهابين وفي النص ناس كتير لا مع دول ولا مع دول ، وبدأ ضرب النار والإشتباك ، البداية أن حد فيهم طرف ضرب أول رصاصة وبدأ سيل الدم ، واللي في النص فيه منهم جري وفيه منهم قاعد متحركش ماسك يافطة مكتوب عليها شعار: " برضه عيش حرية عدالة اجتماعية لحد ماموت "، كانوا مجموعة شجاعة جداً أو يائسة جداً ، قررت تموت سلمي لأنهم معرفوش يعيشوا في مصر من غير أمل فكانت حياتهم قرروا تنتهي برسالة ، رسالة للي جاي بعد كدة ، مش الناس اللي موجودة دلوقت ،اللي هي الناس اللي شايفة أن طرف منهم صح جدا وبتؤمن بقضيته والحل في أنه لازم يخلص من التاني لضمان بقاؤه
وبدأ الدم يسيل ورصاص كثير ومدرعات الجيش ابتدت تتجه للموقعة ، والظابط بيضرب الإرهابين ومستغرب من اللي في النص جداً ، والإرهابي بيضرب الظبّاط ويفتكر كل اللي مات له في المعتقل ورابعة ويضرب دفاعاً عن قضية خسرانة ، إنمّا أحسنله يموت برصاصة في السريع عن أنه يموت تعذيباً في المعتقلات
وطبعاً مالوش مستقبل في البلد لإن الجهات الأمنية هتكون مقفلة عليه في أى شغلانة لأن ده ارهابي عايزينه يشتغل كمان ، طب مشغَّل اللي أشرف منه أحسن ، هكذا يراه المجتمع والدولة ، أصل لو عنده قضية يستخدم سلاح ليه؟ ، لو القضية حق فهى تحتاج لمنطق مش فرض قوة ، وفي القانون الدولي الدولة هي المنوطة بإستخدام القوة فقط والسلاح ، يعني قانوناً الظابط صح وأنتوا ارهابيين ، وقاتلين في النص مدنيين ولسة بيموت مدنيين ، الظابط له حق ينتقم من اللي قتلوا صحابه.
الوضع مجزرة بكل المعاني، الناس في البيوت محروقة وهى شايفة مصر بتولع بين 3 جهات ، ومرة واحدة التلفزيون بيذيع على كل قنواته مشهد غريب جداً ،" الظابط اللي نزل من شوية " بيجري في عز ضرب النار نحو المتظاهرين اللي في النص وبدأ ضرب النار عليه بكثافة من الجهة التانية ضرب مكثّف حتّى الناس اللي كانت ماسكة يافطة سِلمي كثير منهم بقى بيموت في النص والرعب زاد ، كان فيه كام ظابط بيحاول يحمي ظهره إنما كل ما يقرب للناس اللي في النص وفي اتجاه محدد مش عشوائي يزيد الضرب ويزيد الرعب للناس اللي في النص ، وهو نظره علي حاجة واحدة بس ، حاجة كانت عايشة معاه ، حاجة فعلاً بيحبها ، دي حاجة لما كان بينزل كانت بتدعيله ربنا يحفظه وكانت بتشجعه على شغله وجزء من هدف حياته هو كسب احترامها أصلاً ، هى أكبر منه سناً وهو شايفها قاعدة هناك في النص ، هو عارفها وعارف أنها مش ارهابية وأنه لازم يروح يجيبها ، لأن فكرة الحياة من غيرها أصلاً مش هتنفع ، مش هيعرف يمسك سلاح حتي مبيفكرش إيه اللي وداها هو لحظة تفكيره بس ازاى تطلع من المجزرة ، كل الفضائيات وكل القنوات جايبة الصورة من قريب بالرغم من التفسيرات المختلفة ، اللي شايف " ان بصوا الظابط رايح يقتل المدنيين من قريب شفتوا يا مغيبين كام واحد مات حواليه برصاص مين ده؟ دول سلميين بس ماسكين يفط مش ارهابيين ، والقنوات التانية بصوا شوفوا الظابط وهو بيفدي بحياته للوطن عشان ينقذ المدنيين اللي في النص ويحميهم ويخرجهم من ضرب النار يامغيبين لأن " مصر ضد الإرهاب " ،
وهو بيقرب بيقرب بيقرب الناس ابتديت في النصف "يا جماعة أثبتوا الداخلية جاية علينا وبعتلنا قناص , ابتدت العيون تتجه للظابط وناس جريت لان ضرب النار ابتدى زى المطر من كل جهات محدش عارف مين بيموت مين انما الدم كأنه غيِّب عقل الكل ، بيزود النار ، جهة عايزة تقتل الظابط وجهة عايزة تحمي الظابط
بصت هى كمان على الداخلية اللي جاية ، ده أخويا ، أخويا هيموت في النار دي ، أرجع أرجع ، هو مبيرجعش وهى بتقرب ناحيته نار كثير ، الناس ابتديت تتأثر من المشهد فالفضائيات ابتدت تغيَّر تحليل ، قاللك الظابط ده خلية نايمة من الأخوان وراح ينقذ قادة مستخبيين وسط المدنيين والتانيين بيقولوا "الظابط بينشق عن أوامر ضرب النار فالظبَّاط بيقتلوه , صدقتونا يا مغيبين لما قلنالكم أن الداخلية هما اللي بيحرقوا السجون ويقتلوا الناس؟" .
يمكن حتى المشهد اللي كل العالم شافه وأخيرا صمتت القنوات لحظة كاملة ودي عمرها ماحصلت ، مشهد غريب انساني في عز المذبحة ، هو بيجري على أخته وهى بتجري عليه ، هى عارفة أنها مش هتحميه انما هى لازم تجري عليه ، وهو يجري عليها وعارف أنه مش هيحميها ، اصابات للإتنين ومكملين ، اللي في النص مش فاهمين هي رايحة فين ، الظباط مش فاهمين هو رايح فين ، ماعدا واحد صاحبه قاللهم في الجهاز " دي أخته " ..وكأنه مقالش حاجة اصلا .. مفيش وقت أخته ، هو بينتحر ولا بيستشهد ؟ ده حسب نوع الشيخ اللي هيفتي وحسب القناة اللي متعاقد معاها
مين اللي قتلهم ؟؟ جثتين ميتين حاضنين بعض ، مين اللي قتلهم الرصاص كان من كل ناحية ؟ مين مات الأول محدش عارف أصل الاتنين كانوا حاميين بعض نازلين للبلد ، هى ظهرها للميسرة وهو ظهره للميمنة ، وماتوا أواستشهدوا ، دي اجابة برضه حسب أنت كمواطن كنت واقف فين وبتتفرج على قناة ايه
قعدت كل الفضائيات تعمل حوارات والمجلات تكتب والصحف تِنَّظر عن مين اللي قتلهم ، وحرب بقى مين يسجل مع مامتهم اللي كانت بتتفرج زى الناس مابتتفرج ، لا أكيد مكنتش بتتفرج زيهم ، هى كانت عاملة زى جثة بلا ارادة ، جثة سائقعة وعينها مفتحة مليانة دموع ، لسانها واقف ، قلبها بيدعي أو بيستدعي كل لحظة ربتهم فيها ، تعبت أوي فيهم وتعبت أكثر وهى بتقارنها بآخر لحظة ، حالة ذهول وعلى يقين انها مش هتشوفهم تاني خالص ، وروايات كتير اتكتبت وعلاء الأسواني أخد نوبل فيها ومصر كسبت نوبل تاني ، الأم خسرت ولادها بس مصر كسبت " جايزة " نوبل ، انتوا عارفين جايزة نوبل دي بكام ؟ ، هنَّافس اليهود أخيراً ، بقالنا كثير مخدناش نوبل ، مش كنت قتلتي ولادك من زمان يا بلد
ده عن مين اللي قتلهم ، انما شكل الموتة موقفش النار ولا فوّق حد
النار وقفت بعد المفاوضات في حجرة في قصر ما في مصر ، مفاوضات القيادات ، قيادات الميمنة والميسرة، تم الإتفاق بين الطرفين على حاجات كثير ومصالح اتظبتت كثير , هما يودوا رجالتهم دولة ماعشان المشروع الإسلامي ، والدولة دي دولة ضعيفة , قررت دول القرار تدميرها ، وفي المقابل الميمنة هتاخد المعونة والإعانة ومساعدات لمصر ، والقبض علي كام قيادي من عندهم لزوم الإنجاز والمصداقية وهروب الآخرين يعيشوا حياتهم بقى بفلوسهم واعلان "انتهاء عصر الارهاب" .
والتاريخ يكتب ، مابيكتبش اللي في النص ولا على اليمين ولا اللي على الشمال ، بيكتب القيادات .
الدول مش لينا ، الدول لقياداتنا ، التاريخ مابيكتبش الأم ولا بيوصف وجع الأم ، مابيكتبش مين مات إنما بيكتب اللي عاش ، مبيكتبش غير الكسبان، مين الكسبان ؟
طيب بذمتكوا مش ده كوكب زبالة ؟ بنضحك فيه ليه ؟
كوكب موهوم أنظف ما فيه لازم يموت وأوطى ما فيه اللي بيصقف عشان يعرف يضحك هو بعدين
مع أن كل اللي ضحكوا ماتوا ، بس مش كل اللي ماتوا بعديها ضحكوا
بقلم داليا عاصم
No comments:
Post a Comment