في بلدنا ناس لا تنتفض إلا في
سبيل أيدولوجيا .. إنما تكلمهم عن بلد وثورة يقولك ما أعرفكش ..
اهو دول حلال فيهم حاجات كتير
-------------
الأيديولوجيا كلمة ليها
تعريفات كتيرة بس تعريفي لها هو أنها الفلسفة المتكاملة اللي بتفسر كل حاجة ,
وبالتالي "البلد" و"الثورة" هما جزء من الأيديولجيات المختلفة
اللي بتحكم تفكير كل واحد فينا
زى مافيه فلسفة أساسها وجود
اله متحكم في كل حاجة ومنفصل عنها وبالتالي بتفسر كل حاجة على انها أوامر منه أو
قصة هو كتبها وكل حاجة بتحصل هي قدر لا يمكن تغييره , فيه فلسفة أساسها أن الكون
هو المنتهى والكون ببساطة هو مدى ماتصل إليه عقولنا وبالتالي هو محدود بحدود علمنا
وفهمنا
أنا شايف أن الكون جزء من الله
, الله مش منفصل عن الكون ,الكون بكل مافيه وكل مافينا من الله , ارادة الانسان من
ارادة الله لإنها مبنية على قوانين كونية ملهاش تبديل
نرجع تاني لفكرة الأيديولوجيا
, الأيديولوجيا الاسلامية مبنية على فكرة أن الانسان "المسلم" خليفة
الله في الأرض وبالتالي لازم الشريعة الاسلامية والأخلاق الاسلامية هي اللي تسود
الأرض - والأيديولوجيا الأخوانية مبنية على فرض أن فيه ناس هما
"الأخوان" هما اللي تحملوا مسئولية سيادة الشريعة والأخلاق الاسلاميين
في الأرض
الأيديولوجيا الشيوعية مبنية
على أن الانسان لازم يكون ليه الحق في كل حاجة متوفرة على الأرض (وبالأساس الموارد
المادية) - ظهرت كفكرة فلسفية نظرية في ألمانيا (الغنية المتحضرة) وتم محاولة
تطبيقها لأول مرة في الاتحاد السوفييتي اللي كان عبارة عن دولة - قبل الثورة -
شعبها من أفقر الشعوب في العالم وحكامها من أغنى الحكام في العالم
التاريخ دايما يقول أن كلما
أشتد الظلم كلما أشتدت الثورة , كل الثورات الحقيقية في التاريخ قامت ضد ظلم وفساد
حقيقيين أوصلوا الناس لمرحلة متدنية من الاحتياج وانعدام الكرامة الانسانية , مفيش
ثورة "نبيلة" الثورة دائما ما تكون ضد "النبلاء" وأخلاقهم
اللي فسدت فأحقت الثورة عليهم والغضب ضدهم
في أوروبا الشرقية ودول كتير
بعد كدة حاولوا يطبقوا النظرية الشيوعية أو الاشتراكية (في الاشتراكية:
"الشيوعية" غاية فلسفية قد لا نصل إليها ولا نسعى أصلا للوصول إليها
بينما العدالة الاجتماعية هدف يمكن تحقيقه على الأرض) بشكل من الأشكال (ببساطة لإن
الظلم فيهم كان الاحساس بيه أقل )
أكرر
تاني أن مستوى الاحساس بالظلم هو اللي بيحدد مستوى الثورة ضد الظلم ده , العبيد
عاشوا آلاف السنين قبل سبارتاكوس وبعده , لكن عشان تحس أنك مظلوم لازم يكون عندك
وعى بذاتك وأحقيتك في المساواة مع غيرك اللي أنت شايفه واخد نصيب أكتر منك في
الحياة
نرجع
تاني نقول أن النظرة للدولة والثورة في الأيديولوجيات نظرة متباينة , في الاسلام الأرض
كلها أرض الله وبينظر الاسلاميون للدول والحدود على أنها مؤامرة للتقسيم وبالتالي
فالأصل أن الأرض كلها واحدة ملك المسلمين (اللي هما حيطبقوا أوامر الله – نفس الفكرة
الفرعونية , الفرعون يملك الأرض بأنه ابن الله وراعي معبده ومنفذ أوامره مع تغير
شكل "الله" حسب كل منطقة وكل حقبة زمنية)
في
الشيوعية – حسب فهمي - الأرض كلها للانسان بصفتها من الموارد الاقتصادية والدولة
ماهي إلا ظاهرة طارئة في تاريخ البشرية سوف تزول بزوال أسباب وجودها ويصبح العالم -
بعد أن يكون قد فاضت فيه الموارد عن احتياجات ومطالب البشر - عالم واحد بلا حدود ولا
قوانين متباينة حسب المكان أو الطبقة الاجتماعية
عندما
يصبح لكل انسان كوكب كامل ملك له تقترب الجنة الشيوعية قليلا من الجنة الاسلامية
هل من
الممكن أن تتحقق الشيوعية؟ عندما تندمج عقول البشر في عقل جمعي واحد ويصبح الجميع
مالكا لكل شئ ولا أحد محروم من شئ ... على الواقع؟ أتسائل هل يحدث ذلك يوما في
الواقع؟ لكن الاجابة تبدو وأنه لابد أن يحدث في عالما خياليا يرضي الجميع
أتكلم
عن الأيديولوجيا الشيوعية والاسلامية ولم أذكر الليبرالية أو الرأسمالية أو
القومية ,,, ببساطة لإن هذه هي أيديولوجيات "الكنبة" الأيديولوجيات التي
ترضى بالواقع كما هو ولا تسعى لتغييره بشكل جذري ., هي في الواقع أكثر منطقية
وحكمة من أن يتم التنظير لها وشرح معانيها , فالقومية هي الانحياز لشعب من الشعوب
ومحاولة رفعه فوق غيره , وهو أمر طبيعي ومنطقي في ظل عالم يعاني من قلة الموارد
ويعيش عاريا فوق مخزن أسلحة ومتفجرات قديمة ومتهالكة يمكنه الانفجار في أى لحظة
هنا
القومية تصبح ظاهرة طبيعية , كلما غابت "الانسانية"
و"التشاركية" وظهرت المخاطر والمحن كلما تجمع البشر في تكتلات تبغض
بعضها البعض وتمجد نفسها (وثقافتها
وانجازاتها ودولتها) لدرجة العبادة أحيانا (عبد الألمان ألمانيا وجعلوا هتلر نبيها
وعبد الأخوان الله وجعلوا حسن البنا مرشدهم)
انتحر
هتلر وانتهى مشروع عبد الناصر بوفاته وخلف لنا نظاما شديد القتامة لولا خيال
السادات السياسي لأصبحنا مثل كوريا الشمالية أو سوريا ولولا جمود تفكير مبارك
لأستمرت شرعية نفس النظام لعشر سنوات أخرى , فهل نعيد ترميم النظام الذي أنشأه عبد
الناصر دون "مشروع"؟
هل
سيرضى المصريين أن يكون السيسي واجهة محبوبة لنظام مفلس ليس لديه خيال سياسي
للتقدم واعادة الكرامة لكل مصري؟ هل سيضحى الأخوان أضحية عيد القومية واعادة بناء النظام
"القومي"؟ ,,, هذا ما لا ترتضيه انسانيتنا ولكن له حديث آخر
No comments:
Post a Comment