Tuesday, August 6, 2013

مبادرة "السيسي-مرسي" لإنقاذ مصر

أرجو من الجميع القراءة بتأني وصبر ودون أحكام مسبقة عن كاتب هذه السطور , أشهد الله أن ما كتبت كلمة هنا تحيزا لجانب ضد جانب , أو طرف ضد طرف , أو رغبة في ارضاء شخص أو خوفا من جهاز أمني , وان كنت أعترف بأنني أسعى لمصلحة خاصة وشخصية في كل حرف أكتبه - وهذا مايجعلني صادقا - هي الحفاظ على أمني وحياتي الشخصصين

أعترف بأنني أسعى لأن أكون جاسوس أخواني وسط العلمانيين ومبشر علماني وسط الاسلاميين وذلك لإيماني بأن مايجمعني بكل منهم أكبر بكثير مما يفرقنا

 , أعترف بأنني أخشى أن أكون قاتلا أو قتيلا في الحرب الأهلية وأخشى أن أكون معدما فقيرا لو دخل المصريون دوامة الحرب على الإرهاب وأخشى من السجن لو تغولت الدولة كما كانت قديماً وأخشى من القتل العشوائي حال اشتعال الفوضى

أعترف بأنني أسعى لأن يهدأ المجتمع المصري حتى أستطيع الحياة بهدوء وأن تتناسب الطاقات المبذولة في استغلال موارده مع امكانياته الهائلة حتى يكون لي نصيب في مصر الجديدة الحرة العادلة الكريمة وحتى أستطيع أن أنضم لكتائب دعاة الاستقرار الذين طالما حسدتهم منذ انضممت لصفوف الثوار

نحن جميعا ثوار الآن , ضحايا للنظام الذي يحكم حياتنا , سواء كنا أخوان أو علمانيين , مسلمين ومسيحيين , أغنياء أو فقراء , موظف أحتمل سنين من أجل أن يحصل على وظيفته الحكومية أو طالب يحارب من أجل فرصة للحياة في المستقبل أو رجل أعمال لم يمتلك ازاء فساد النظام إلا أن يتماشى معه

النظام ليس هو النظام السياسي فقط وانما هو كل ماننظم به حياتنا من أفكار وعادات ونظم وقوانين وقواعد , أخطأت من قبل عندما ظننت أن مبارك هو النظام وأحذرك أيها الثائر الآن من أن تظن أن الجيش هو النظام أو أن الأخوان هم النظام, كلنا جزء من النظام واسقاطه بالكامل هو اسقاط لنا جميعا, يجب أن نحيا مع النظام ونسعى لتطويره بدلا من أن نموت مع الفوضى

أعترف بأنني أسعى لتوجه طاقتنا جميعا للبناء - جنبا إلى جنب - بدلا من أن تضيع في الاقتتال والموت جنبا إلى جنب , حتى اذا استقرت الأمور بعد سنين لا نجد وقتها من طاقة للبناء ولا نجد إلا خرابة لا تصلح للسكن

النظام - الذي هتف المصريون بإسقاطه - هو النظام الذي يحكم حياتهم بالكامل - واختصار ذلك في أحد عناصر المعادلة المصرية المعقدة دون الباقي لا يؤدي سوى إلى تضييع وقت ومجهود ودماء لن تنتهي إلا بأن "يسقط النظام" وينشأ نظام جديد .. الجديد الذي أطرحه هنا هو أن نشأة النظام الجديد لا يجب أن تكون على أشلاء المصريين الذين قتلوا أثناء محاولة تغيير القديم عنوة بل يجب أن تكون نشأة تدريجية مهندسة متفق عليها بين عناصر المعادلة

مصر غنية للغاية ويمكنها أن تصبح دولة عظمى في غضون عشرون سنة من العمل المتواصل بناء على خطة واضحة محسوبة بدقة لتطوير بنية النظام الحاكم ليتسع للجميع وليأمن فيه الجميع بغض النظر عن الاختلافات والفروقات

يمكن لمصر - على المدى القصير فقط - أن تعيد بناء سيناء لتصبح اكبر مزار سياحي في العالم وأن تنفذ مشروع محور قناة السويس وأن تبني خط سكة حديد من اسكندرية لجنوب جنوب أفريقيا ومن القدس لموريتانيا , يمكن لمصر أن تستفيد بآلاف المصريين العاملين بالخارج في استيراد خبراتهم , يمكن لمصر أن تعيد تشكيل شكل الرياضة في العالم لو أنشأت رياضات خاصة بأفريقيا وأن تعيد للأزهر والكنيسة دورهما الحقيقي ليكون من حق كل مصري أن يرى أطفاله يحصلون على تعليم لا يخاصم الدين ولا يناقض العلم والمنطق لأسباب دينية ويمكن أن تكون مصر هي أم العالم في الفنون والأخلاق , يمكننا أن نخلق نظاما جديدا للحياة يتسع للدعوة للأخلاق والحرية معا - يتسع للفقراء والأغنياء معا دون فساد أو كراهية

يمكننا جميعا أن نعيش معا , رغم ما بيننا من اختلافات لإن ما يجمعنا أكبر , الله جمعنا في وطن أخلفنا فيه فوالله لو أفسدنا وطننا - أو بمعنى أصح لو أستمررنا في افساده - لغضب علينا - أو بمعنى آخر لظل كل شئ يسير من سئ قبيح إلى أسود أشد قبحا حتى نفيق ونعلم عظم الأمانة التي نكاد نفرط فيها ,, أمانة الحفاظ على أم جدودنا لتظل جميلة كما نتمنى لمستقبل أبنائنا

لست أبا ولكن عدم قدرتي على الزواج بسبب انشغالي بالسياسة لا يعني أنني لا أشعر بخوف كل أب على أبناءه من مستقبل يمتلئ بالخوف والفقر والفساد والدم أيضا , ولست ضابط جيش أو شرطة أو عضو بجماعة الأخوان ولكن ذلك لا يمنعني من أنني أرانا جميعا أخوة نستحق الحياة الكريمة ولا نستحق القتل ولا المهانة

ولست أكثر من أى شخص وطنية واخلاص حتى أدعي أنني أمتلك حلا لا يملكه غيري للأزمة الحالية ولكن أناشدك بحق دم كل شهيد وكرامة كل مصري أن تتخيل لحظة انفجار أول قنبلة في مول تجاري , تخيل أن أكثر من تحبه بل من لا تتخيل الحياة بدونه - كان هناك وقتل أو أصيب , هل وقتها سوف تهتم حقا بأن الأخوان أو الأمن هو من فعلها ليؤذي الآخر ؟ أم أنك سوف تلعن كل من أوصلنا لتلك اللحظة؟

أعلنهم جميعا الآن فتلك اللحظة تقترب بأسرع مما نتخيل

الأزمة الحالية تتلخص بالنسبة لي في صدام بين القوتين التين حكمتا مصر منذ السبعينات وتشاركا مقاعد السلطة فعليا بعد الثورة ,وهما قوتان لطالما تعايشا سويا في مصر منذ نشأتها

صدام بين أرقى مفهومين صاغتهم "مصر" للبشرية , "الله" و "الوطن" , لكن بعد أن تحريفهم وتشويههم وتقزيمهم

صدام يهدد بفناء مصر التي نعرفها - مصر المحروسة الآمنة التي قد يغزوها الغزاة لكن لا يقتل أهلها بعضهم البعض في الشوارع

صدام ينبئ بفناء مصرنا ونشأة مصر جديدة دموية متفجرة لا شرعية فيها إلا للسلاح , مصر كالتي تنبأ بها أحمد خالد توفيق في أحدى رواياته السوداوية بديلا عن مصر العادلة الكريمة الغنية القوية التي نحلم بها

لم يكفر الأخوان بالوطن وانما هم يكفرون بفكرة "الوطنية" بمعنى أنهم بشر لهم وطنا يعيشون فيه ويحبوه - كأى انسان - ولكنهم لا يعترفون بحدوده إلا لكونها قوانين صاغها الحاكم "الشرعي" للدولة - لاحظ أنهم لم يتهموا أى حاكم لمصر بعدم الشرعية إلا الآن لما وضعوا في موضع الذبح , ذبح الفكرة نفسها لا ذبح الأفراد

يمكن للوطن أن يناشد مواطنيه - وان لم يعترفوا بحدوده - أن يحافظوا عليه , الوطن هنا ليس السيسي أو الجيش أو الدولة ,, بل الناس ,, أقارب وأهالي الموجودين في رابعة العدوية يجب عليهم أن يتصلوا بهم في كل وقت والضغط عليهم من أجل التنازل عن شرط رجوع مرسي

لا تقل لأحد لا فائدة من الاعتصام - فأنت لا تترك له وقتها خيارا سوى الموت - بل قل له ما رأيك لو غيرنا قوانين اللعبة؟ ألم نجرب العمل حسب قوانينها فأصبحنا على أعتاب قتل بعضنا البعض؟

ألم أكن أسمع عنك في الاعلام واضحك قليلا على توفيق عكاشة وباسم يوسف ثم أبكي كثيرا عندما أرى مصر تكاد تتحطم بين أيديكم - نعم أنتم المسئولون , ففشلكم في التعامل مع الدولة العميقة هو فشل حقيقي لا ينكره أحد - ثم أغضب عندما أرى استهانتكم بنا واجرامكم في حقنا - نحن من ساندناكم في الحق وعارضناكم في الباطل

الآن - قل له - سوف أسمع منك , أعطني رؤية ما للخروج من تلك الحالة , ذلك النفق المظلم - وأتريق شوية على البرادعي مفيهاش حاجة - اللي كلنا محبوسين فيه وكلنا ماسكين سلاح على بعض , واحد ماسك طوبة وواحد ماسك خرطوش وواحد ماسك مدفع وكلنا - من رعبنا - حنفتح السلاح على بعض

أسأله بصفتك الانسانية - قرابتك أو معرفتك بيه مش بصفتك معارض له سياسيا - إيه الحل للأزمة؟ لو وصلنا في الآخر أنهم مش عاوزين مرسي يرجع , حتعمل ايه؟ حتموت كافر ؟ أنت مش عارف أن لو اقتتل مسلمان فالقاتل والمقتول في النار؟
أنت مش عارف أن الجيش اللي حيقتلك أو حيقتل زمايلك وهو بيفض الاعتصام واللي حتحاربه أو حيحاربه زمايلك فيه مسلمين ولا احنا الغضب عامينا كلنا ؟ القاتل والمقتول في النار , لا حينفعك البلتاجي ولا المرشد نفسه 

يمكن يقوللك حل أنا معرفوش , ساعتها قوله علنا خلي الناس تعرف أن فيه حل , ويمكن يقوللك مفيش حل غير الدم

أطلب منه مباشرة أنه يقتنع بأن الحل مش في رجوع مرسي , وأن لا مرسي ولا غشومية الدولة راجعين تاني , الدولة ممكن تشيل رئيسها لو حاول يغير النظام بشكل غلط زى ما حصل مع اللي جم قبل أردوغان , وممكن تكون دولة على شكل تركيا قبل أردوغان .. تركيا ونبنيها سوا أحسن من سوريا وندفن جثثنا سوا

أطلب منه أنه يكون استقالة السيسي والمشاركة في كتابة الدستور والمشاركة بوزراء في الحكومة هو المطلب المناسب لفض الاعتصام  , بدون عودة مرسي اللي ممكن تطالب بإطلاق سراحه وأن اللي يسري عليه يسري على السيسي - سواء عزل سياسي أو اعتزال من  المنصب والرجوع لساحة العمل السياسي السلمي التنافسي


شايفك بتلطم

بتقول أن ازاى السيسي يستقيل؟

أيوة يستقيل فيها ايه يعني؟ يعني السيسي ولا مصر؟

وهما الأخوان مش هما اللي خربوا البلد؟ وأفرض يا أخي أخوك ولع في بيتكم بالغلط - حتموته ولا حتفهمه غلطه بالراحة؟

ايوة بس دول قاصدين يولعوا البلد ويقسموها ويبيعوها !!

لو كدة يبقى مجانين . 

طيب لو أخوك مجنون؟ , حتسيبه يولع في بيتكم ولا حتقتله ولا حتمنع عنه البنزين والكبريت؟

لو الأخوان عاوزين يحرقوا البلد متديهمش فرصة وماتنساقش ورا استفزازهم
الأخوان عبط وقيادتهم فاشلة وعديمة الرؤية يبقى انصحهم لحد مايعقلوا واوعى تستعجل صوت الدم وأوعى تفتكر أن شارع مكسر يساوي ضفر انسان مكسر

طيب ياعم الحنين , ليه السيسي يستقيل برده؟ والبلد حتعمل ايه من غيره؟

البلد حتمشي من غيره زى ما مشيت من قبله وحتمشي من بعده , اهانة لمصر أنها تسقط لو سقط شخص أيا كان عظمته وجبروته

النظام المصري يستوعب جدا أن الفريق السيسي يعلن استقالته من منصبه بناء على خشيته على الدم المصري اللي كان حيسيل في معركة ملهاش معنى وأنه حيهزم الأخوان في عقر دارهم , العمل السياسي

السيسي زعيم سياسي بالفطرة - أو هكذا أظن - واحتمال فوزه في الانتخابات الجاية يصل لنسبة 99% مهما كان منافسه

خروجه من منصبه كقائد عسكري للبلد حيكون هو بوابة دخوله لمنصب ومسئولية أكبر كقائد سياسي وزعيم لمرحلة جديدة في تاريخ مصر , سواء كرئيس جمهورية منتخب أو رئيس أكبر وأغنى حزب في مصر

استقالة السيسي حتكون هي تذكرة انقاذ مصر من مواجهة دموية حتقضي على أى فرص استثمار لسنين قدام وحتخلي اقتصادنا مرهون بمساعدات أجنبية ممكن تقف في أى لحظة في أى أزمة عالمية جديدة

استقالة السيسي هي اللي لو قبلها الأخوان عشان تكون ضمانة مناسبة لفض الاعتصامات أو المظاهرات سلميا حتبقى بداية هدنة يتمكن فيها كل فريق عمل مراجعات داخلية قوية ويخرج بمبادرات حرة للاصلاح والتطور تغير من تركيبة وشكل الصراع والنظام للأبد

حتقول لي سيبك من السيسي , ازاى القتلة دول يشاركوا في الحكومة؟ , حقوللك الحكومة جهاز اداري , وجود وزير أو اتنين من الاسلاميين في الحكومة حيطمن الاسلاميين , لكن لازم يكونوا شخصيات ذوي خبرة وشعبية عشان نجاحهم يكون نجاح للحكومة كلها ويبقى بداية مصالحة حقيقية

ازاى ترجع الأخوان القتلة للسلطة بعد ما الشعب مشاهم منها؟ ازاى نوافق على مشاركة الحكومة مع وزرا شاركوا في المسئولية عن مذبحة المنصة والحرس الجمهوري؟

ممكن أقوللك لو أضمن أن رجوع حبيب العادلي للوزارة حيرجع أمن واستقرار مصر كنت طالبت برجوعه , لكن حبقى بنافقك , قناعتي الحقيقية هي أن المجرم والقاتل يتحاسب على اجرامه من غير عقاب جماعي , ده العدل والعقل والمنطق بيقول كدة "لا تزر وازرة وزر أخرى"- "لكل إنسان، على قدم المساواة التامة مع الآخرين، الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة ومحايدة، نظرا منصفا وعلنيا، للفصل في حقوقه والتزاماته وفى أية تهمة جزائية توجه إليه." الاعلان العالمي لحقوق الانسان


وبعد ما تقفل مع اللي بتكلمه سواء أقتنع أو مقتنعش , أتصل بغيره بأى طريقة اتصال مناسبة ليك ,أى حد وكل حد , في الميدان , برة الميدان , أى ميدان , ناقشه في الفكرة وهاتوا حل أحسن ننشره ونشتغل على اقناع الناس بيه أو لو أقتنعتم أن ده الحل الوحيد للأزمة أشتغلوا على نشره

اتصلوا بقرايبكم في الجيش وقولولهم السيسي لازم يوافق على الاستقالة دلوقتي - حتى لو مأعلنهاش - عشان يقطع الطريق على أى تصاعد في أعمال العنف ونبدأ نروح للنور

الآن أقولها للسيسي كما قلتها لمرسي سابقا - راجيا من الله أن يجعله أكثر حنكة ووطنية مما يؤكد كل الظانين به السوء -

استقيل تنقذ مصر ,, وسترفعك مصر فوق رأسها للأبد

No comments: