ثورة 25 يناير لم تكن "الثورة"
وانما هى أعلى موجة ثورية يمر بها الشعب المصري منذ الخمسينات , قام الضباط
الأحرار بعمل ثورة "مهندسة" طبيعي أن يقوم بها ضابط يقود معسكر
"انضباط" في حالة أزمة , كانت السلطة للنبي المصري لذلك العصر وأستخدمها
كما يقوم كل صاحب ثورة بإستخدامها
لا يفهم الجيش في مصر لفظ العسكر (أو بمعنى
أصح معناه) لإنهم يرون أنفسهم قادة ثورة – أو قفزة تطورية للمجتمع المصري – بدأت
من ستين عاما وأنشأت نظاما للحكم ناجحا للحكم (توفير الأمن بمختلف أنواعه)
والعدالة للاجتماعية وليسوا جنود مرتزقة أو محتلين
تلك الثورة لم يشارك فيها "الجيش"
فقط , بل شارك فيها كل "المنضبطين" داخل ذلك المعسكر (المجتمع المصري) ,
كل من تعامل مع النظام بسلاسة وتعاون معه ودعمه , الكنيسة التي تحولت لعمود من
أعمدة الدولة وتعدت دورها في كونها مؤسسة مجتمعية لا سياسية ,, مثلها مثل جماعة
الأخوان وشيوخ السلفيين بل ومثل جهاز الشرطة والقضاء والأزهر والجهاز الاداري
للدولة
كان يجب على كل جماعة دعوية مثل الأخوان أو
الاشتراكيون الثوريون أوخدمية مثل الأزهر والكنيسة والقضاء والأمن والصحافة أن
تؤدي دورها الدعوى وتترك مجال اعادة تنظيم النظام لأصحاب النظام وأقصد به الذين
أنشأوه كمهندس يصنع ماكينة ويعيد تفكيكها وتركيبها مرة أخرى وكان يجب على القائمين
على تقديم "الخدمات الأساسية" القيام بتحديث تلك الخدمات ولو بتثوير
حداثتها, كان يمكن للأخوان أن يظهروا بدور الدعاة الذين لا يقاتلون من أجل السيطرة
وانما من أجل الإصلاح لو أنهم لم يقاتلون للحصول على السلطة السياسية , لو ركز
الأخوان بعد الثورة في المشاركة المجتمعية وتقديم المشورة لطرفي الثورة , الثوار على
النظام والنظام لكانوا أصبحوا هم "الحكام" بصواب رأيهم (لو كان صواب)
ولكانوا تعلموا الكثير من تجربة حكم لم تكن لتستمر 4 أو ثمان سنوات – وهي لحظات في
عمر الجماعة – وكانوا ضاعفوا من شعبيتهم وسط الناس بالعمل المجتمعي دون السياسي
وكان يجب على كل جهاز خدمي أن يظل محايدا وأن
يعمل على تطوير نفسه واستقلاليتها عن سيطرة "الحاكم" وأن يعود ملكا
للشعب مرة أخرى
كان يمكن في ذلك العام الذي حكم فيه الأخوان
هو أن يكون حكم انتزاع الدولة من يد الأخوان وهم فوق كراسيها دون قطرة دم واحدة
ولا انقسام مجتمعي,, عملية اصلاح "حكومية" يقودها خبراء مصريين أو غير
مصريين لكل مرافق الدولة ويكون الجيش هو المشرف عليها
لم يحدث ذلك سوى فى الجيش بينما أنشغل القضاة
بالصراع مع مرسي عن اصلاح بيتهم من الداخل ولم نرى مسودة دستور أو خريطة طريق أو
حتى مقترح "حكيم" لإنقاذ مصر من أزماتها سواء أيام مبارك أو أيام الثورة
No comments:
Post a Comment