أما عن "النظام" الذي ثرنا ضده ولم نفلح في اسقاطه ونواجهه الآن وعن طريقة بناءه وتكيفه مع المتغيرات فستجدني أتحدث عنه هنا:
http://bad-way.blogspot.com/2012/06/blog-post_08.html
أما عن ثورتنا فهي سوف تنتصر في كل الأحوال، فقد قامت لأسباب موضوعية وليس لإرضاء مزاج زعماء سياسيين أو تلبية لرؤية رموز اعلامية أو رغبة نخبة ثقافية
لم تقم الثورة فقط ضد "شخص" مبارك ولكن قامت ضد الأسس التي بنى عليها النظام مثل الواسطة وحكم الفرد والبلطجة والقمع والطائفية ،، قامت ثورتنا ضد الظلم عموما وطالما
أستمر النظام طالما أستمرت الثورة ضده .. فالنظام يحمل في جذوره وأسسه جذور وأسباب وأسس الثورة
استطاع النظام خلال عام ونصف تطوير نفسه ومعالجة بعض أخطاؤه ولكنه لايستطيع هدم الأسس التي بنى عليها وإلا إنهار ، وكما تعلم تعلمنا وكما تطور ليواجهنا تطورنا في مواجهته .. وسيهزم النظام عاجلا أو آجلا .. ليس لأننا نريد ذلك ولكن لأنه شاخ وأصبح مستهلكا وغير مسايرا لمقتضيات الحياة ... مثل شخص في الثمانين من عمره يريد الاستمرار في ممارسة نفس مهامه التي مارسها منذ صباه
وليس معنى كلامي أنه لا دور لنا في اسقاط النظام وانه سوف يسقط "قدريا" دون مجهود منا .. ولكن معناه أن عملنا على القضايا التي تهدم أسسه أمر حتمي لا يمكن منعه -
نحن - النخبة الحقيقية المؤمنة بالحرية والديمقراطية والمساواة والعدل والحقوق الإجتماعية ودولة القانون - سوف نعمل بشكل تلقائي على كسر مفاصل النظام الثقافية والإجتماعية ... سوف نجد - بلا أدنى شك - مجموعات عمل شعبية للقضاء على كارثة مثل الأمية - على سبيل المثال - والأمية كنز استراتيجي للنظام لا يمكنه الاستمرار في الهيمنة على الحياة السياسية والاجتماعية في عدم وجوده , ولن يستطع النظام منع تلك المجموعات كما كان يفعل في السابق فقد فقد ذراعه الأمنية الطويلة التي كانت تتحكم في كل أنشطة المجتمع وتحرم منها ما يتعارض مع مصلحة النظام
الرئيس - رئيس الجمهورية أو رئيس الحى - ليس هو النظام ، هو فقط الترس الأعلى في ماكينات النظام المختلفة , ورجوع منصب رئاسة الجمهورية بالذات تحت سيطرة النظام بنجاح أحمد شفيق معناه انتعاش شرعيته وخروج فئرانه من جحورها , ولكن لن تكون تلك نهاية للثورة فسوف نجد وقتها آلاف الذيول التي كانت مختبئة طوال عام ونصف من الثورة تعود للظهور ببجاحة وبإستفزاز إعتمادا على عودة الشرعية إليهم بإنتخاب رئيسهم
خروج فئران النظام من مخابئهم سوف يكون له أثر مضاد , يشعل سلسلة معارك جانبية صغيرة , تنعش بدورها معارك الثورة من جديد لكن على مستويات أصغر وأوسع تنتشر في طول البلاد وعرضها وفي مؤسساتها على اختلاف تخصصاتها وأحجامها وتأثيراتها
أمام شفيق - إن فاز بالرئاسة - طريقان .. فقد يحاول القضاء على الإحتجاجات ضده بالقوة العسكرية مما سيؤدي لوجود ردود أفعال عنيفة من قبل الثوار , وقد يؤدي هذا لدخول مصر في دوامة عنف قد تصل إلى حرب أهلية بين الشعب والجيش على غرار مايحدث في سوريا أو قد يحاول انتهاج مسار سياسي اصلاحي وانا شخصيا أميل للمواجهة السياسية السلمية لإنها ستخرج لمصر ملايين الكوادر
الثورية الشبابية التي ستحل محل خلايا النظام الفاسدة في خلال عدة سنين
جيل يتخرج الآن من المدارس والكليات , تفتح وعيه على الثورة ضد الظلم ولديه أدوات أفضل وأكثر تطورا بعشرات المرات من أدوات النظام ، جيل لديه أدوات للمعرفة والإطلاع والتواصل مع العالم في مواجهة أجهزة قمع عجوزة مهزومة لم تعد تمتلك القدرة على البطش كما بالسابق , جيل لن يهزم
آلاف المعارك السياسية على المستوى القاعدي - المحليات واتحادات طلاب الجامعات والنقابات ،،الخ - سوف تؤدي لبناء كوادر وقيادات سياسية شبابية تتولى مهمة تغيير النظام في مصر
استقرار نظام مبارك لم يكن أكثر من استقرار جلطة في شريان الدم الرئيسي المصري وماحدث من
خلخلة للنظام أدى لفتح مسافة صغيرة ليمر الدم النقي من خلالها رغم أن الجلطة لم تزول بالكامل ولا تزال تحاول أن تعيد تشكيل نفسها كما كانت مرة أخرى
الجلطة التي أتحدث عنها هي جريمة اكراه الناس على عدم الانخراط في السياسة حتى لا يكون لأى منهم دور في تحريك الأحداث أو مقاومة فساد النظام ، بعد ثورة
يناير أصبح من المستحيل منع الناس بالقوة من ممارسة السياسة , عادت السياسة للمصريين وعودة السياسة معناه عودة الأمل في مقاومة الفساد والبلطجة - مقاومة النظام - في كل المستويات والمؤسسات وإطلاق سلاسل لانهائية من التفاعلات بين أهل النظام المتشبثون بمكاسبهم ومناصبهم ومصالحهم وبين بقية أهل مصر الذين ينضمون رويدا رويدا لفئة أعداء النظام
والحقيقة أن الأخوان بشكلهم الحالي هم أحد افرازات النظام ، الأخوان مرآة النظام ، فيها ما فيها من واسطة ومحسوبية وحكم فرد اسمه خير الشاطر لكن كل ذلك لاينفي أن الصراع بين الأخوان والنظام هو أحد عوامل تشتيت قوة النظام وتركيزه , قد تسال وكيف يكون الأخوان مرآة للنظام ونسخة دينية منه ثم لا يتعاونان ضدنا؟ ,, الحقيقة ان هذا بالفعل قد حدث عدة مرات خلال الثورة ,, قد تسألني فلماذا أعاونهم ضد النظام إذا ,, حسنا ,, إن الأمر يشبه أن تعين لصا مبتدئا لينتصر على لصا محترفا ويطرده من منظلك فيتيح لك ذلك فرصة أسهل للقبض على اللص المبتدئ بدلا من مواجهة اللص المحترف
لو فاز محمد مرسي بالرئاسة هو ما لا أتصور امكانية حدوثه ، فستكون ضربة قوية
للنظام العسكري قد تفقده توازنه , ليس لإن الأخوان بعيدون عن الصفقات مع بقية قوى النظام وإنما لإن ذلك الفوز سيرفع مستوى الصراع الداخلي داخل النظام مما يسهل على قوى الثورة والتغيير العمل بين الناس أكثر وأكثر
بينما لو فشل مرسي في الوصول لمنصب الرئيس فإن ثورة شبابية داخل جماعة الأخوان ستكون هي المخرج الوحيد من تحول الجماعة لعضو مشلول داخل جسد النظام المحتضر
لامركزية معارك الثورة -الخروج من الميادين للبيوت والجامعات والمصالح
الحكومية ,, الخ - هو جريان للدم النظيف في العروق التي كانت مسدودة قبل يناير 2011
نلاحظ أيضا أن النظام الذي أسسه جمال عبدالناصر قد أنتهج مبدأ ترقية الأسوأ فالأسوأ وكانت النتيجة هي التسلسل من ناصر
للسادات لمبارك لشفيق ، لنجد أن القذافي المصري قد أستغرق ستون عاما حتى يظهر
أعتمد النظام المصري على الترقية العكسية , في النظام المصري كلما تكون فاسد ومتسلط أكثر وكلما أعتمدت على الواسطة أكثر وكلما كنت معدوم الموهبة أكثر كلما زادت فرصك في الترقى ,, وهذا ما سيكون سبب انهياره الداخلي
أعتمد النظام المصري على آليات أمنية واعلامية معقدة لحماية مبدأ ترقي الأسافل لكي يسهل عليه التحكم فيهم وتوجيههم حسب مصالحه ولكن عودة السياسة لمصر بعد الإنهيار الأمني الفاضح وفقدان السيطرة إلى حد كبير على الاعلام معناه
دخول أولئك الأسافل في مواجهات مع أهل مصر الحقيقيين أصحاب المصلحة المباشرة في تقدمها وتطورها مما سيؤدي إلى اسقاط الأسافل وتدميرهم في مواجهات مستمرة هم غير مؤهلين لها بطبيعتهم
ثورة الميدان المركزية أسقطت مبارك فقط لتكشف لنا أن مبارك ليس النظام وأن اللامركزية هي الحل لإسقاط النظام ,, ثورة في كل مؤسسة , في كل بيت , في كل مدرسة وكل جامعة وكل مصلحة حكومية ... دار دار وزنجة زنجة كما قال قذافي ليبيا الذي مات قبل أن يشاهد نسخته المصرية تنافس وبقوة على مقعد الرئاسة في مصر
No comments:
Post a Comment